أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مفيد دويكات - الضيف الغريب














المزيد.....

الضيف الغريب


مفيد دويكات

الحوار المتمدن-العدد: 2043 - 2007 / 9 / 19 - 05:01
المحور: الادب والفن
    



كان الوقت عصرا والشمس مائلة للغروب وكنت العب في ا لبيدر امام دارنا حين أتى ذلك الرجل الغريب والذي لم ار
في حياتي رجالا بطول قامته وكان يغطي رأسه بشماغ أحمر يضع فوقه عقالا غليظا ويحمل بيده عصا لا يتوكأ عليها
وأنما يحملها بيده كسلاح مضاد للزواحف مما يدل انه جاء عبر الجبال المجاورة كان غريبا ليس في شكله وحسب وأنما
بتصرفاته حيث داهمني حتى كاد يلتصق بي قبل ان يصيح بي:
_ وين أبوك يا عمر؟
_ في الدار
_ نادي عليه
ركضت باتجاه الدار التي لم تكن بعيدة وأنا فرح اذ أبتعدت عن ذلك الوعل بسلام ولما أطل عليه أبي فقع كلاهما من الضحك 0
فأبي الذي نادرا ما كان يضحك او يبدو راضيا عن شيء فتح ذراعيه للرجل وقد غطت وجهه ألأبتسامات الصاخبةكذلك الرجل
الذي كان له شاربا اسود يغطي فمه ضحك فبانت اسنانه الصفراءالتفرقة في ارجاء فمه الواسع0 وحين انتهت لحظات اللقاء الحار
تقدم ابي الرجل نح النزل وأنا اتبعمها باهتمام0 ولما لم نكن نملك غرفة ا ستقبال في الدار فقد حملت فرشات الصوف والوسائد
والحصيرالى السطح حيث بسطت بعناية وسط كلمات الترحيب الحارة والتقطت اذني سؤال ابي للرجل
بنبرة هامسة:
جبت اشي معاك؟
_ ول عليك دايما ما بتسأل الا عن ألأشي
_ ولك ما هو بدونه ما لكش عشا
ونادني ابي اليه حتى صرت امامه وطلب مني ان أذهب الى الدكان لأحضر كولا وعلبة سجائر ونص وقية قهوة وقل له سجل
على الحساب 0 واذا حدا سألك اوعى تقل له عندنا ضيف وطرت الى الدكان لأحضر ألأغراض المطلوبة وحين عدت وجدت
امي في المطبخ تنتف ريش دجاجتين ذبحتا اثناء غيبتي فازددت حبورا اذ سيكون مساءا رائعا فيه دجاج وكولا وشاي وقهوة
وكان ابي يطلب منها ان تصنع للرجل مفتولا فهو يحب المفتول ووصفه انه غول ا كل لا يشبعه سوى المفتول وحين صعد الى
السطح وصعدت خلفه نهرني عن اتباعهوطلب مني عدم المجيء الا وقت ما يحتاجني0 جرحني موقفه فكدت ابكي الا انني قررت
اتباع الفضول ومخالفة تعليماته 0 تركته يصعد ويبتعد وانا اتظاهر الامتثال لأمره وما اناختفى حتى تبعته واختبأت في بيت الدرج
في مكان استطيع خلاله سماع احاديثهما وخاصةاحاديث ابي الذي لا يتحدث بطريقة طبيعية الا امام الضيوف0 ولكن خاب املي حيث
لم اسمع شيئا اذ كانت احاديثما هامسة ولكن من خلال نظرة مسترقة لاحظت ان اجواء الفرح والهيصة الأولى تبخرت ليحل محلها جدال
ونقاش كان يبدو متوترا0
_ تعا ل تعا ل
صاح ابي حين رآني في بيت الدرج فاقتربت وانا مطمئن الى انه لن يضربني امام الرجل
_ مش قلت لك
_ قاطعه الرجل
_ اتركه
ودس يده في جيبه واستخرج قطعة نقد هي عشرة قروش كاملة دفعها الي وهو يقول
_ روح اشتري لك اشي من الدكان
قبضت على القطعة العزيزة بيدي وغادرت الموقع بقناعة هذه المرة قاصدا الدكان وكان اعجبني فيها قطف موز قررت ان اذوقه الان0
قبل ان اصل نادتني ام الامل وهي صديقة لأمي وتحب دائما معرفة ألأخبار سألتني عن الضيف من هو وماذا يريد
_ هذا واحد جاي يشتري جحشنا
كذبت عليها ارضاءا لرغبة ابي الذي سيفرح حين اخبره بذلك 0 واثناء الطريق غيرترايي فاشتيريت بسكويت وبزر قرع وابقيت نصف
المبلغ لرحلة ثانية0حين عدت الى مجلسهما كانت الشمس غطست وراء الجبال البعيدة وفاحت رائحة الليل وكان العشاء قد جهز فطربت
حين كلفت من الوالدة باخبار ابي بجهوز العشاء صعدت مسرعا الى السطح ولما راني ابي صاح بي
_ شوف امك جهزت العشا
_ نعم روح جيبه
نهض من مجلسه وذهب فناداني الرجل اليه سألني بلطف
_ في أي صف انت
_ في الرابع
_ شاطر في المدرسة؟
_ شاطر
وسالني عن ابي وهل يضربني ام لا وكذلك سألني عما احب ان اكونه حين اكبر ولكم ضحك حين اخبرته انني احب ان اصير سائق تراكتور 0



#مفيد_دويكات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمو الزعيم وقصص اخرى
- لجنة ألأستتواب وقصص اخرى
- الدلالير قصة قصيرة
- جلالة الرئيس وقصص اخرى
- البحث عن بيض الشنار وقصص اخرى
- بندقية للأيجار
- تسلية الجنود وقصص اخرى
- الكاميرا وخطيب الجمعة وقصص اخرى
- السلام عليكم وقصص اخرى
- الحرذون وقصص اخرى
- الحراث
- الخروج من القرو وسطى
- ملحدة وقصص اخرى
- شيخ الرعيان وقصص اخرى
- ألاستاذ وقصص اخرى
- هديل اليمامة وقصص اخرى
- نسل صلاح الدين وقصص اخرى
- الحصان الضائع وقصص اخرى
- اول قبلة
- تقول الحكاية وفصص اخرى


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مفيد دويكات - الضيف الغريب