أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فجر يعقوب - استراحة برغمان المثيرة للجدل














المزيد.....

استراحة برغمان المثيرة للجدل


فجر يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 2033 - 2007 / 9 / 9 - 08:33
المحور: الادب والفن
    



"لقد خرج نظيفاً من اعلاناته عن الصابون"


انغمار برغمان ولد في السويد وظل يعمل فيها دون انقطاع، باستثناء فيلمه (العار) الذي اضطره الى تصوير بعض مشاهده في ألمانيا (موقع النازية الأول على الخريطة). وقد افتضح أمر هذا المخرج الكبير إن جاز التعبير في باريس، وهنا لا يتحمل النقد السينمائي أي مسؤولية في التعريف به، لأن برغمان نفسه تحول إلى جائحة سينمائية، ولم يكن مصادفة البتة أن يكتشف الأوروبيون في أعمال هذا المخرج الواعد كثيرا من التيمات التي بدأوا يعملون عليها في أفلامهم منتصف خمسينات القرن الفائت.
والباحثون في أفلام برغمان، ينظرون إليها بعين الاستغراق والتأمل من طرف علاقتها بالأدب الاسكندنافي، وتراث تلك البلاد، وقبل كل شيء علاقته بأدب أوغست ستيرندبرغ والفيلسوف الدانمركي كيركيغود، ذلك أنه تحول إلى تقليد وتراث علا شأنه وأصبح ناصية ثقافية مميزة.
والغريب أن السينما السويدية أخذت تتطور في موضوعاتها تحت راية ما يمكن تسميته "ضد برغمان" لكن في ظل برغمان نفسه، إذ لم تحتمل ظلاله في السويد، لكن لم يستطع أحد تجاوز هذه الظلال، أقله حتى اللحظة الراهنة التي أعلن فيها عن رحيله قبل بضعة ايام. وحتى التمرد الذي قاده مخرجون ونقاد سينمائيون من أمثال شيوبرغ وبوبيدبرغ ويورن دونير، بحجة أن أفلامه لا تحاكي تيمات واقعية في المجتمع السويدي، بقي في إطار الأفكار، ف"البرغمانية" ظلت أقوى منها، وظلت تتجاوزها باستمرار.
أفكار برغمان الأخرى
كل الكتب التي تحدثت عنه وعن أفلامه، بما فيها سيرته الذاتية، توقفت في أربعة أو خمسة أسطر فقط أمام تسعة أفلام قصيرة أخرجها برغمان منذ مطلع خمسينات القرن الفائت عن صابون مشهور في السويد. تجربته المجهولة مع هذه الأفلام لم تكن يائسة إلى هذا الحد، ولكنها كانت بمثابة "الخطأ الشرير المفرح" بحسب الناقدة المتخصصة بأفلام برغمان مارييت كوسكينين.
وفي الواقع فإن برغمان أخرج هذه الأفلام أثناء توقفه الاضطراري عن العمل في تلك الفترة محتجاً ضد الضرائب المفروضة على "المتع والتسلية"، وقد صنف برغمان في تلك الفترة مخرجا عاطلا من العمل، ولهذا عندما دعته شركة (سنلايت وغيبس) لاخراج مجموعة من الاعلانات التجارية عن الصابون السويدي الأول قبل هو بعبثية هذا العرض ولم يستطع أن يرفضه.
نظرة نقدية متفحصة لهذه الاعلانات قام بها هاوك لونغ فوكس، وهو ينبش في ماضي برغمان دفعته إلى القول: "لقد تم تقبل هذه الاعلانات في وقتها ببعض الاستحسان" أما برغمان فيصفها بالثورية. يورن دونير في كتابه عن برغمان يذكرها بأربعة أسطر فقط، ورغم انه يصفها بالمحبطة، الا أنه يضيف: "لا أحد يستطيع أن ينفي إطلاقا أن برغمان يتمتع بامكانية خلق شيء خاص به في إطار التعبير السينمائي".
مريانا هيووك الناقدة المتخصصة أيضا بسينما المخرج الكبير تقول: "لقد خرج من إعلانات الصابون نظيفا. وصل إلى فتوحات ناضجة، وربما أعطته هذه الاستراحة الاجبارية امكانية أن يلتقط أنفاسه قبل أن يدخل في طور مرحلة جديدة".
في كتاب صدر قبل أكثر من عقد لمؤلفه فرانك غادو ورغم أنه تجاوز 500 صفحة، فإنه يذكر هذه الاعلانات ببضع كلمات. غادو يعتقد أنها تستأهل الذكر لأنها ترتبط ببرغمان نفسه بوصفه ( من الأسود الكبيرة في يالمشهد الثقافي العالمي).
يرى البعض أن هذه الأفلام الاعلانية عملت على انقاذ برغمان وحفظته للأجيال، فالشركة المنتجة للصابون كانت تبحث عن طريقة للحصول على أفلام اعلانية جاذبة بهدف الترويج لمنتجاتها، وبرغمان أعطى موافقة مشروطة يحصل بموجبها على كل مايلزمه لتحقيق حريته الابداعية في أفلامه الروائية بما فيها العمل مع مصوره في تلك الفترة غونار فيشر، والرقابة الكاملة من لحظة السيناريو حتى لحظة المونتاج.
لم تعترض الشركة مقابل ادخال العبارة التالية في كل فيلم (العرق ليس له رائحة. الرائحة تأتي من باكتريا الجلد.صابون بريس يقتل الباكتريا). بكلمات أخرى فإن اعلانات بريس بحسب برغمان كانت نتاجات مؤلف خاصة، وليس مجرد طلبيات عادية من منتجات استهلاكية.
برغمان الذي اعتاد أن يحول "ضد برغمان" إلى "ظل برغمان" يخدع المشاهد في كل شيء قدمه له منذ أن قرر أن يعبث بمحتويات الصندوق السحري وهو ينزل إلى مستوى طفولي في إعلاناته من دون أن يتحمل آثامها ..لأن مسيرته بعد فيلم "الختم السابع" كانت ظلالا وارفة في حياته المديدة عمرا وسينما.



#فجر_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبات تلفزيوني
- كيلو تمر من أجل الجنازة
- سنوات البراءة
- ناس الغيوان والفضائيات
- رشيد مشهراوي يقتفي أثر الغائب في (أخي عرفات):حين تصبح الذكري ...
- الدراجة النارية في السينما:نزوات السائق في مقدمة التابوت الط ...
- الأقمار بعد الحرب في -فلافل-ميشال كمون:القتل في المخيلة
- فيلم سوري ينتصر للشعر ضد السينما
- همبورغر عراقي في معسكر قوة التحمل الأميركي
- الشقيقان جلادو على متن التابوت الطائر
- أفواه وأرانب
- صنع الله ابراهيم يستسلم لروحانيات الآلة الكاتبة
- تلك القائمة
- الصورة الانكشارية
- في فيلم رشيد مشهراوي الجديد
- انفلونزة كونية
- دمشق في السينما
- الماكييرة الصلعاء
- الصورة أصدق انباء من الكتب
- عنف أقل


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فجر يعقوب - استراحة برغمان المثيرة للجدل