أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق السويراوي - آخر قرارات مجلس الأمن الدولي يخدم مَنْ :العراق أمْ الولايات المتحدة ؟؟














المزيد.....

آخر قرارات مجلس الأمن الدولي يخدم مَنْ :العراق أمْ الولايات المتحدة ؟؟


عبد الرزاق السويراوي

الحوار المتمدن-العدد: 2013 - 2007 / 8 / 20 - 05:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


آخر قرار لمجلس الأمن بشأن القضية العراقية , صدر يوم 10/ 8/2007 برقم (1770 ) وينص على أن " تلعب الأمم المتحدة دورا أكبر في عملية المصالحة السياسية داخل العراق , الى جانب تقديم الإستشارة للحكومة العراقية فيما يتعلق بحقوق الإنسان وتطوير الخدمات المدنية وغير ذلك . ولا أريد التوقف عند هذه المضامين وغيرها , وإنما أحاول تسليط بعض الضوء على الجهة التي يمكن أنّ تكون المستفيدة أكثر من غيرها . الأمين العام للإمم المتحدة بان كي مون في أول تعليق له عقب التصويت بالإجماع على هذا القرار أشار الى أنّ " منظمته ستلعب دور الوسيط في العراق بهدف تشجيع الحوار بشقّيه , الداخلي بين مختلف الفرقاء العراقيين ومع الدول المجاورة في آن واحد " أما على المستوى الخارجي , فقد منح القرار بعثة الأمم المتحدة في العراق صلاحيات للعب" دور محوري "عبر ..." إقامة حوار اقليمي يتناول بعض القضايا الحساسة" .
في الواقع أنّ ما تضمّنه القرار من نقاط مهمة لا يمكن الإعتراض عليها بشكل عام , ولكن العبرة هي في آلية التطبيق , ومنْ هي الجهة التي التي ستترجم ما جاء من أفكار في هذا القرار الى واقع عملي , هل هي بعثة الأمم المتحدة في العراق حسب حيثيات القرار , أمْ قوات الإحتلال , أو الحكومة العراقية , أو هي كل هذه الجهات مجتمعة ؟؟ وفاتني هنا أن أذكر بأنّ مسودة هذا القرار , هي من صنع أمريكي بريطاني , وهذا الأمر بحد ذاته , هو الذي يدعو الى التأمل ,وقديما قيل ان فاقد الشيء لا يعطيه . والإدارة الأمريكية التي تبنّتْ مشروع هذا القرار , في محاولة لمنح المنظمة الدولية , دورا في الشأن العراقي بعد مرور أربع سنوات على إحتلالها لهذا البلد , هي ذاتها الدولة العظمى التي أدارت ظهرها للشرعية الدولية وللإمم المتحدة بالذات , حينما شنّت حربها ضد العراق في عام 2003 , حتى أنّ الأمين العام السابق للإمم المتحدة كوفي عنان وصف الغزو الأمريكي للعراق بالحرب غير الشرعية , إذاً , ما الذي يدفع أمريكا لتغيير مواقفها من الأمم المتحدة وأيضا من نظرتها للواقع السياسي العراقي المتأزم في الوقت الحاضر ؟ وهل هي جادة ومقتنعة فعلا , بأنّ بعثة الأمم المتحدة في العراق والتي مدّد هذا القرار فترة بقاءها , تستطيع أنْ تنجز ما لم تقدر على تحقيقه امريكا نفسها ؟ أمْ أنّ وراء مثل هذه القرارات دوافع أخرى تتعلق بسمعة ومصلحة الولايات المتحدة قبل مصلحة العراق الذي يفترض بحيثيات هذا القرار أنها جاءت لمصلحته ؟
من الحقائق الواضحة للعيان , أنّ دور الأمم المتحدة في العراق , هو دور هامشي , لا بل إنّ هذه المنظمة , ساهمت بوضع لبنات فاسدة في صرح العملية السياسية في العراق عبر مبعوثها الأخضر الإبراهيمي , وقد تقلّص حجم نشاط بعثة الأمم في العراق بشكل ملحوظ , بعد تفجير مقرها عام 2003 , حيث راح ضحيته 22 من موظفيها وبضمنهم رئيس البعثة ,الأمر الذي جعل معظم الموظفين الذين يراد منهم التوجه الى العراق , يمتنعون من المجيء للعراق حفاظا على حياتهم , نظرا للإوضاع الأمنية المضطربة , ويجب أنْ لا ننسى ايضا , بأن الإدارة الأمريكية هي التي ساهمت ,وتساهم والى الآن , بإضعاف دور الأمم المتحدة , من خلال هيمنتها على جميع المفاصل والأنشطة المهمة لهذه المنظمة , وما دام الأمر كذلك , ما الذي يدفع الإدارة الأمريكية أنْ تسلّط الأضواء على الأمم المتحدة وترسل بالإشارات التي فحواها , أنّ الأمم المتحدة يمكنها ان تفعل الشيء الكثير من أجل العراق ؟ وأعتقد أن االإجابة في غاية البساطة . إنّ منطق القوة العسكريه الذي تعتمده أمريكا في معالجة الأوضاع الشائكة في العراق , أوصلها الى قناعة أكيدة بأن ستراتيجيتها في العراق , فشلت فشلا ذريعا , لكن عنجهيتها وتهوّرها , يمنعها من الإعتراف علنا بذلك , لذا فأن هذه القناعة ربما أوقدت بصيص نور في نهجها المضطرب لتجرب هذه المرة طريق الأمم المتحدة ولو بدرجة معينة حتى ولو على المستوى الإعلامي في بعذ جوانبه , علّها تخفّف منْ حدّة طعم قذارة المستنقع الذي أوقعت نفسها فيه , وأوقعتنا أيضا نحن العراقيين معها , لا بل أنها ستوقع كل دول المنطقة في هذا المأزق , إنْ هي إستمرت في تخبّطها . من جانب آخر فأن الضغوط التي تتعرض لها إدارة بوش خصوصا من الديمقراطيين الذين يطالبون إدارته بتغيير ستراتيجيته الخاصة بالعراق , لوضع حدّ للخسائر التي تتعرض لها قواتهم , سواء على الصعيد المادي أم البشري , وضرورة وضع جدول للإنسحاب , هي الأخرى تدفع ببوش وإدارته بإتجاه اللجوء للأمم المتحدة , بحيث تتمكن إذا ما واتتها الظروف المناسبة , أنْ تتذرع وتنسحب ولو جزئيا بدعوى أنّ هذا المطلب ينسجم مثلا , مع أيّ تقييم للأوضاع في العراق تقوم به الأمم المتحدة , لتحفظ بذلك بعضا من ماء وجهها .



#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إطفروا النهر ما دام ضيّقاً
- الحكومة السعودية وإزدواجية التعامل تجاه القضية العراقية
- قصة قصيرة :(( مع خيوط الفجر ))
- ( طفولة هرمة) :والتقاطع بين الذات والمحيط الخارجي
- طفولة هرمة:والتقاطع بين الذات والمحيط الخارجي
- ولادة
- هل من نهاية لمظاهر العنف في العراق؟؟
- قصة قصيرة : شريط الباراسيتول
- صحيفة الصباح في ذكرى الصدور: مزيدا من الكلمة الهادفة
- قصة قصيرة : شريط الباراسيتول
- الكتلة الصدرية تخوّل المالكي إختيار الوزراء وفقا للكفاءة وال ...
- قصة قصيرة:موكبان
- الأسلام والديمقراطية :توافق أم تقاطع؟؟
- المخبول : قصّة قصيرة
- النخب السياسية العراقية :وحرية التعبير عن الرأي
- لجنة بيكر :والملف الأمني العراقي
- الحالة العراقية : من يقود من؟ السياسة أم الأحداث ؟
- تساؤلات عن مصير لجان التحقيق الحكومية
- أمنيات ليستْ مستحيلة
- الراي العام العراقي بين الولاء للنخبة وسخونة الاحداث


المزيد.....




- هل ستقصف إيران مجددًا؟ شاهد كيف رد ترامب على سؤال صحفية بشأن ...
- -مستعدون لجولة مفاوضات جديدة مع كييف-.. بوتين: زيادة إنفاق ا ...
- وسط مشاعر الخوف والحزن.. مطالبات بالكشف عن مصير نساء علويات ...
- إيران تدافع عن -حقها المشروع- في الرد على الضربات وتصف نواي ...
- المخدرات في أكياس الطحين.. الرصاص يسبق الخبز في قطاع غزة
- المحكمة العليا الأمريكية تقيد صلاحيات القضاء الفيدرالي في ان ...
- نتنياهو يفقد الزخم وإنجازات الحرب لا تسعفه
- عشرات الآلاف في مظاهرات عدة باليمن وموريتانيا والمغرب نصرة ل ...
- اتفاق سلام ينهي صراع 30 عاما بين رواندا والكونغو الديمقراطية ...
- الأوروبيون بين المطاوعة داخل حلف الناتو والبحث عن بدائل خارج ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق السويراوي - آخر قرارات مجلس الأمن الدولي يخدم مَنْ :العراق أمْ الولايات المتحدة ؟؟