أعشق قمرا_ثرثرة

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2002 - 2007 / 8 / 9 - 08:50
المحور: الادب والفن
    

حرية المرأة رجل
وحرية الرجل امرأة

تمتد فترة الكمون(الجنسي) في التحليل النفسي,مابين سن السادسة والحادية عشر,بين نهاية الطور الأول من الطفولة وبداية المراهقة. توجد ثقافات بلا فترة كمون,يوجد قلّة من الأفراد كذلك, بغضّ النظر عن العرق والدين و الثقافة الأم.
لم أختبر فترة الكمون, وهنا أحد جذور المأساة في حياتي مع المرأة وبدونها.
ماذا عن تجربة الاخصاء الذاتي؟ نعم, استئصال الأجهزة التناسلية ورميها للكلاب, وأتحرر نهائيا من سطوة المرأة وعبوديتها.
لا أظنني سأضيّع هذه التجربة, ربما بعد الخمسين مناسبة...أجل,وقد أبعدها لعقد جديد .
تفكيك المشكلات الطارئة وتحليل الخبرات الشخصية مجددا,طريقة فعّالة لعودة الارتباط المتين بالواقعي,توجد عقبة فوق شخصيّة( تحمّل الخسارة وضغط الإحباط),وبعدها دمج الخبرة الجديدة في مجريات الحياة الشخصية.
الهرمون الذكري من داخل الجسد,ومن جهة ثانية المناخ الثقافي القائم على تمجيد النصر والفوز, منبعين للغضب والعنف بواسطة الرغبة المتأججة_فكّ الارتباط بينهما في مرحلة أولى, ومن ثم بالتزامن_ التخلّص من مصدر الإزعاج,عبر عملية جراحية في الجسد وعملية تغيير الموقف والمنظور, بعدها يكون الطريق مفتوحا أمام إخماد الرغبة وإطفاء المعاناة.
أرفض نشوة النصر المقترنة مع خيبة الأمل. أعرف الثانية وأجهل الأولى.

السرعة المخيفة التي تتحول خلالها مشاعر الحب والرحمة,إلى غضب وانتقام,ثم سعار يجتاح العقل والبصيرة,لا يكفي تعبير ثنائية المشاعر,لحملها وحمايتها,من الأجدى معالجة الأسس.
*
"غياب الحب يصنع المعجزات" عبارة خليل النعيمي الجرّاح والروائي وحامل إجازة الفلسفة, وبعدها" أن ننتهي من الوعي القديم,يعني أن نكفّ عن جعل الضمير قضيّة" ما تزال تعمل في كياني كلّه بعد قراءتها مطلع التسعينات.دوما أسند عقلي المضطرب وثقتي الضعيفة بالأضداد, رخاوة بوذا وليونته يعدّلها فظاظة ماركس وتهوّره,كنت أقول لنفسي, وأضحك.
أجهز على من ينازع.
علينا أن نقف دوما مع الأقوياء ضدّ الضعفاء.
تعمل الشفقة ضدّ التاريخ والتطوّر, بمحاولتها الإبقاء مؤقتا,على ما هو على وشك الدمار.
سحرني نيتشة,بعباراته تلك وغيرها وسواها,يوم كنت عاجزا بالمعنيين الفعلي والمجازي.
بعد تجاوز طور المرض والضعف_بعدما اعتديت وخنت وخدعت ولم أستعفف عن موبقة_ وجدت بوذا أمامي,سحرني بدوره. من تروتسكي فظّ إلى ليبرالي سمح,شفاف ولا يرى! من عاشق رومانسي في النهار إلى داعر متهتّك في الليل...أجل, مرّة أعلقها على مشجب الشعارات وثقافة الموت, وفي الثانية على الهرمون الذكري,التستسترون الضحيّة.
*
عبارة أظنها لبرتراند رسل, يخاطب فيها الرجل الثوري:
أليس من الأسهل والأجدى, أن تغيّر نفسك وأفكارك, بدل تغيير العالم كلّه!
حلوة, التقطتها مثل فأر جائع, وأكثرت من تنويعاتها واشتقاقاتها, عبارة بلاغية تنتصر على بلاغة مستهلكة وتحتضر. ماذا عن الحياة الفعلية(هناك خلف الجدران) لمن يسمّون بالعظماء! الضحك ثم الضحك...أتخيّل الأبطال وهم يرفعون سراويلهم خلف الأسيجة,يسخر الماغوط, أتخيّل الماغوط في قبره يطلب الويسكي والمضاجعة, ويتقلّب بين الدود والعفن.
وحده رياض الصالح الحسين,المسكين الدمث مع شقيقته الروحية سنية الصالح,لا تصل السخرية إليهما,وهذه ليست من الشفقة بشيء,شبحان أو قل ملاكان عبرا بلا أجنحة أو جسد.
ماذا بعد...
ماذا كان يعني عبورنا المؤلم
العصفور والفراشة
وما كان بمقدوري تعلّمه
.....مع الريح
ضيّعتني الطرق السهلة.
*
عقدة أوديب مبالغة فرويد.
عقدة الخصاء...بالتأكيد,لكل من أخضع لبتر جزء من العضو الأكثر حميميمة, وهو أو هي في حالة استسلام, للسواعد المفتولة والملامح الحجرية,تفتك بهذا الصغير الغضّ!
نماذج عقدة الخصاء طردت ما عداها,في الثقافة قبل السياسة, وشعارها الشهير:
من ليس معي هو عدوّي.
احذروا عقدة الخصاء,لا يرى البائس المعذّب سوى فزعه وضآلته,ولا يوفّر سلاحا بين يديه.
طاردوني خلف البيت العتيق,صرخت شتمت ثم أمسكوا بي و استسلمت, لأيام عديدة ظننتهم اقتلعوا القضيب مع الخصيتين ولم يتركوا شيئا!
بعدها تعلّمت...الكتمان والخداع والكذب, أي تعلّمت العيش في الواقع, تماما.
هل يمكن إزالة التشويه النفسي!؟
فشلت كل المناهج والطرق والمبادئ التي عرفتها, إلا واحدة, تجربة الخصاء الفعلي.
ربما هي حكمة الشيوخ, التي أنا متعجّل للوصول إليها, ترمي الطفل مع القذارة,وترتاح....
.
.
. ربما الحبّ العظيم, الذي ,ربما, عرفه وعايشه الشعراء والأنبياء والفلاسفة,يشفي ويبهج...!؟
من يعرف....!!!
بانتظار يوم جميل يأتي, حياة بهيجة في طيّات الغيب...سعادة عابرة فجائية تصدمني فأضحك, وأستمر في الضحك...
اقلب على قفاي وأنا اضحك
يدخل الدود في فمي وطيزي وأنا اضحك
عشقت قمرا لا يسقط ولا يموت
وصار الضحك بيتي وهويتي.

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات