أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - النظام السوري في ارجوحة مخططات -الحرب والسلم- الامريكية- الاسرائيلية















المزيد.....

النظام السوري في ارجوحة مخططات -الحرب والسلم- الامريكية- الاسرائيلية


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1985 - 2007 / 7 / 23 - 11:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتسرب وتتصدر في الاسابيع الاخيرة عن سرادق وسراديب الدوائر الرسمية الاسرائيلية والامريكية ووسائل اعلامها المجندة، الاخبار المتناقضة عن حقيقة الموقف الاسرائيلي والامريكي من النظام السوري، تناقضات تتأجج مدلولاتها السياسية بين التهويل لشن حرب مدمرة او عدوان عسكري خاطف على سوريا، وبين اتصالات سرية اسرائيلية سورية من خلال قنوات متعددة واطراف عدة، اجنبية وعربية توحي باحتمال استئناف العملية التفاوضية السياسية الاسرائيلية – السورية!! فهل نحن مقبلون على عدوان عسكري اسرا-امريكي جديد على سوريا؟ ام على تسوية سياسية اسرائيلية - سورية مرضي عنها امريكيا؟؟
ان الاجابة على هذا السؤال قد تكون غاية في السهولة، فانسحاب اسرائيل من جميع اراضي هضبة الجولان السورية المحتلة في السبعة والستين وتصفية الوجود الاستيطاني الاسرائيلي غير الشرعي في الجولان، يخلقان الظروف الواقعية والمناخ المناسب لتسوية سياسية وبناء قاعدة متينة للاستقرار والامن والسلام في المنطقة، خاصة اذا كان مثل هذا التوجه السياسي يسري على نسج خطة اتفاق وتسوية سورية اسرائيلية – فلسطينية! ولكن من ناحية ثانية، فان الاجابة على هذا السؤال غاية في التعقيد لأنه مرتبط بتغيرات حدثت في صلب وجوهر ومدلول الاستراتيجية الكونية الامريكية وتشغل اسرائيل الرسمية احد مراكز مخافرها الاساسية في المنطقة. فمنذ تفجيرات سبتمبر الاجرامية في واشنطن ونيويورك العام الفين وواحد تنتهج الطغمة المالية اليمينية المحافظة في الولايات المتحدة الامريكية – ادارة بوش – تشيني – راس – استراتيجية ممارسة ارهاب الدولة الامريكية المنظم كونيا، عولمة ارهاب الدولة الامريكية المنظم لضرب وتدجين أي نظام لا يكنّ ولاء الخدمة والاستعداد للانغواء تحت يافطة السجود لخدمة مصالح الامبريالية الامريكية ومساعيها للهيمنة اقتصاديا واستراتيجيا في مختلف بلدان مناطق العالم، خاصة الغنية بثروتها البترولية وغيرها وبمواقعها الاستراتيجية. ومنذ اعلان استراتيجية الارهاب المنظم الامريكية وضعت ادارة بوش سوريا ونظامها على جدول "البلدان الارهابية والمحتضنة للمنظمات الارهابية". وبالتنسيق مع حكومة اسرائيل، حليفها الاستراتيجي في برمجة وممارسة المخططات العدوانية ادرجت سوريا في اطار "تحالف الشر الثلاثي"!! والمقصود هو انظمة ايران وكوريا الشمالية وسوريا التي تقف في طريق استراتيجية الهيمنة والمصالح الامريكية – الاسرائيلية والتي يخطط لتوجيه الضربات العدوانية، سياسية – دبلوماسية كانت ام اقتصادية (عقوبات اقتصادية وحصار اقتصادي) او عسكرية – بشن الحرب العدوانية. و"التهم الموجهة لهذا النظام في هذا السياق ان سوريا تأوي منظمات فلسطينية "ارهابية" وتدعم حزب الله اللبناني وتنسق نشاطها مع حليفها النظام الايراني!!
ما اود تأكيده ان طابع الموقف الامريكي – الاسرائيلي من النظام السوري محك الاساس مرهون بطابع الموقف الرسمي السوري من استراتيجية الهيمنة والمصالح الامريكية – الاسرائيلية في المنطقة. بمعنى آخر، ان الهدف المركزي الذي يتوخاه التحالف الاستراتيجي العدواني الامريكي – الاسرائيلي من النظام السوري هو تدجينه في الخطوة الامريكية – الاسرائيلية، ان تم ذلك بواسطة الضغوط السياسية والاقتصادية، وان لم تُجد فبعَصا العدوان والتآمر.
فبالضغوط الامريكية – الاسرائيلية وتواطؤ العديد من الانظمة العربية جرى استغلال جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية، رفيق الحريري، كوسيلة ليس فقط للاسراع في اخراج السوريين من لبنان، بل تحميل النظام السوري مسؤولية ارتكاب الجريمة بهدف دق اسافين الفرقة وتعميق جراح العداء بين الشعبين الشقيقين، السوري واللبناني، وتحت يافطة العداء لسوريا اخترقت امريكا الامبريالية، الساعة اللبنانية وشقت الصف اللبناني وجرى اقامة وبلورة تحالف عجيب غريب من مختلف ممثلي الاقطاع الطائفي السياسي اللبناني من مجموعة سعد الحريري – السنيورة تحت الراية الطائفية السنّية الى مجرم الحرب الملطخة ايديه بايدي الضحايا من فلسطينيين ولبنانيين السفاح سمير جعجع الطائفي، الى العرّاب الامريكي "الجديد" وليد جنبلاط بمواقفه المناقضة لمواقف والده الوطنية، خالد الذكر كمال جنبلاط. وهذا الحدث الموجّه امريكيا – اسرائيليا فشل في حسم الصراع سياسيا على الارض اللبنانية واقامة نظام لبناني جديد يسجد في بيت الطاعة الامريكي ويكون وسيلة ضغط اضافية لتليين موقف النظام السوري الوطني، ولجأت ادارة بوش بفرض عقوبات اقتصادية على سوريا متهمة النظام السوري ليس فقط بما تتهم به اسرائيل العدوان سوريا، بأنها تأوي قادة "المنظمات الارهابية الفلسطينية" وتدعم حزب الله بالسلاح السوري والايراني عبر اراضيها، بل كذلك بأنها تفتح حدودها لعبور قوات مقاومة من سوريا الى العراق لمواجهة قوات الغزو والاحتلال الامريكي التي تتلقى ضربات الموت من مقاومة شعب عراقي يرفض الاحتلال والمحتلين والمذلة الوطنية.
وكانت نتائج حرب لبنان الثانية الاسرا-امريكية وفشلها عسكريا مفصلا ومنعطفا جديدا على ساحة مواجهة استراتيجية العدوان الامريكية – الاسرائيلية، وقد عكست اثرها على الموقف الاسرائيلي – الامريكي من النظام السوري ايضا. فرغم ان النظام السوري عبر من خلال رئيسه بشار الاسد وغيره، قبل وبعد حرب لبنان، ومن خلال بث مباشر لخطاب الاسد، وعبر وسطاء طرف ثالث، انه مستعد لاستئناف التفاوض السياسي مع اسرائيل، وان السلام الخيار الاستراتيجي بالنسبة لسوريا، وان سوريا مستعدة لاستئناف التفاوض دون شروط مسبقة (أي تنازل عن هذا الشرط الذي كانت تؤكده دائما)! ورغم مد اليد السورية للسلام العادل، الا انه في الطرف الاسرائيلي – الامريكي هناك تهديد ديماغوغي من مصافحة اليد السورية تحت مختلف الذرائع. فتارة بحجة ان الظروف غير مواتية بعد، وتارة ان على النظام السوري ان يثبت "حسن نيته" بالرضوخ للاملاءات الاسرائيلية – الامريكية – قطع العلاقات مع ايران، طرد قادة فصائل المقاومة الفلسطينية من سوريا، قطع العلاقة مع حزب الله اللبناني ووقف عبور السلاح السوري والايراني الى المقاومة اللبنانية (حزب الله والمقاومة الفلسطينية)، ولتمرير هذه الشروط الاملائية الاسرا-امريكية تمارس الادارة الامريكية والمحتل الاسرائيلي العديد من الضغوط. فاضافة الى العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية الامريكية، تجري عمليا محاولة عزل سوريا دوليا وفي اطار البلدان العربية من خلال تنشيط الدور الضاغط على سوريا من قبل الانظمة العربية "المعتدلة" الموالية لامريكا والمتعاونة معها. كما يحاول تحالف الشر الامريكي – الاسرائيلي خلق الاوهام الكاذبة باحتمال قرب تسوية سياسية اسرائيلية – فلسطينية وايجاد صفقة حل للازمة العراقية بين واشنطن وايران تبقى سوريا معزولة دون أي عمق استراتيجي! اضف الى كل ذلك ابراز المواقف والممارسات المتناقضة الاسرا-امريكية من سوريا في الآونة الاخيرة. فخلال الشهر الماضي والشهر الجاري اجرت قوات الاحتلال الاسرائيلي والقوات الاسرائيلية – الامريكية مناورات عسكرية مكثفة في منطقتي النقب في جنوب البلاد وفي هضبة الجولان السورية المحتلة في الشمال، وقد رافق عملية عرض عضلات القوة العسكرية، حملة تهويشية تضليلية تعمل من جهة على المبالغة في تصوير خطر سوري مرتقب، وان سوريا عززت طاقتها العسكرية، بمنظومات جديدة من الصواريخ والاسلحة الروسية العصرية الحديثة. وان سوريا تواصل نقل السلاح السوري والايراني الى المقاومة اللبنانية.
مناورات وحملة تهويش مركّز توحي بان اسرائيل المدعومة امريكيا تستعد لشن عدوان جديد مرتقب ضد سوريا وحزب الله وضد ايران، او شن عدوان عسكري خاطف ضد اهداف سورية او ايرانية تحقق بعض الاهداف الاستراتيجية للمخطط العدواني الاسرا – امريكي في المنطقة.
ولا نستبعد من ناحية اخرى ان يكون الهدف الاسرا-امريكي من وراء المناورات العسكرية والتهديد باحتمال شن وانفجار حرب او عدوان جديد هو استثمار ذلك لابتزاز النظام السوري سياسيا وتركيعه عند عتبة حظيرة الاستراتيجية الامريكية – الاسرائيلية في المنطقة وخنوعه بقبول حزمة الاملاءات الاسرائيلية والامريكية. وليس صدفة انه في الوقت الذي تنتشر في الاجواء رائحة دخان حرب عدوانية مرتقبة في المنطقة وضد سوريا ايضا، في هذا الوقت بالذات بدأ ينشر ويتسرب الى وسائل الاعلام الاخبار عن "محادثات سرية" و"اتصالات سرية" بين اسرائيل وسوريا، وانه حسب ما نشرت صحيفة "معاريف" في الاول من شهر تموز الجاري، ان مبعوث الامم المتحدة الى الشرق الاوسط مايك وليامز قال بعد لقائه ومحادثاته مع الرئيس السوري بشار الاسد وغيره في دمشق انه خرج بانطباع بان "سوريا على استعداد لقطع او تعليق علاقاتها مع ايران وحزب الله والمنظمات الارهابية الفلسطينية في حال تكللت مفاوضات السلام مع اسرائيل بنجاح"!! كما نشر بان زيارة رئيس الحكومة، اولمرت، السرية الى الاردن، الاسبوع الماضي تندرج في اطار الاتصالات مع سوريا!!
والسؤال الذي يطرح نفسه هو اليس الحديث عن "تقدم ملموس" في الاتصالات السرية بين اسرائيل وسوريا. ويستهدف في ما يستهدف استثماره وسيلة ضغط لابتزاز الفلسطينيين وتمرير المؤامرة الاسرا-امريكية لتخليد الفرقة الاقليمية بتمزيق وحدة الوطن المحتل بين الضفة والقطاع وحرمان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، الواحد والموحدة. وبرأينا ان افشال المخطط الامبريالي الامريكي الاسرائيلي يستدعي وحدة كل القوى الوطنية والتقدمية في المنطقة، المناضلة لزوال الاحتلال الاسرائيلي من جميع المناطق العربية المحتلة، الفلسطينية، والسورية واللبنانية وزوال الاحتلال الامريكي عن العراق ودفن المخطط الاستراتيجي العدواني الامريكي الاسرائيلي في المنطقة.





#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد سنة على حرب لبنان: ألمعركة الاستراتيجية لتحديد طابع هوية ...
- بمرور اربعين سنة على الاحتلال: لا سلام ولا أمن ولا استقرار ب ...
- بمناسبة المؤتمر ال 25 للحزب الشيوعي الاسرائيلي: لشحن هوية ال ...
- هذا الشبل من ذاك الأسد!-
- كل يوم ارض وشعبنا بخير... خواطر بين الألم والأمل
- نحو دراسة جدية لواقع ودور أقليّتنا القومية الكفاحي
- في إطار الحراك السياسي المكثف لبنان يطرح مثلا يحتذى للوحدة ا ...
- شتان ما بين الكوسموبوليتية والاممية الثورية في مدلول الموقف ...
- في الذكرى السنوية ال 50 لمجزرة كفرقاسم: باقون كالصبار نتحدى ...
- لن يكون الشرق الأوسط مزرعة دواجن أمريكية – إسرائيلية
- شوفوا الاعتدال والدمقراطية في العراق مثلا.. ألأهداف الحقيقية ...
- في الذكرى السنوية السادسة لمجزرة القدس والاقصى وهبّة جماهيرن ...
- مع افتتاح الدورة ال 61 للجمعية العمومية: هل من جديد يَختمر د ...
- كي نجعل الشمس تشرق مجددا... قمّة هافانا لحركة دول عدم الانحي ...
- في الذكرى السنوية الخامسة ل 11 سبتمبر: ممارسة عولمة ارهاب ال ...
- على هامش المهرجان الاحتفالي بتأسيس الحزب الشيوعي البرتغالي و ...
- من معالم تعمّق أزمة حكومة اولمرت- بيرتس: إقامة لجان فحص حكوم ...
- ألبرنامج النووي الايراني في أرجوحة التطوّر والصراع
- ألمدلولات السياسية لقرار مجلس الامن الدولي بوقف النار
- هل ينجح تحالف العدوان الإسرائيلي – الأمريكي بتحقيق أهدافه ال ...


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - النظام السوري في ارجوحة مخططات -الحرب والسلم- الامريكية- الاسرائيلية