أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - أخطر شخصية سياسية أردنية .. يتحدث .. عدنان أبو عودة .. رئيس الديوان الملكى















المزيد.....



أخطر شخصية سياسية أردنية .. يتحدث .. عدنان أبو عودة .. رئيس الديوان الملكى


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1984 - 2007 / 7 / 22 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عدنان أبو عودة .. شخصية فريدة .. تقترب من شخصيات "ألف ليلة وليلة" .. فهو قد وصل إلى أعلى المناصب فى الأردن حيث أصبح رئيساً للديوان الملكى (91-1992) ووزيراً للبلاط الملكى (1984 – 1988) وأكثر وزراء إعلام الأردن بقاءاً فى هذا المنصب الحساس لمدة أربع عشر عاماً متفرقة فى عهد حكومات أربع (1970 – 1972، 1973 – 1974، 1976 – 1979، 1980 – 1984) ومندوباً دائماً للأردن لدى الأمم المتحدة (1992 – 1995) وعضواً فى مجلس الأعيان لسنوات طويلة، وعضواً فى المجلس الوطنى الاستشارى (1982 – 1984).
والأهم من هذه المناصب الرفيعة والحساسة أنه عمل مستشاراً سياسياً للملك حسين بن طلال عاهل الأردن وكان كاتباً لنصوص معظم خطبه.
والأعجب ان الطريق إلى شغل هذه المناصب كان أبعد ما يكون عن "المألوف".
فهذا الرجل الذى تقلد أخطر المناصب فى الأردن ولد فى نابلس عام 1933 وظل يعيش فى فلسطين حتى عام 1950، أى أنه عاش فى فلسطين 17 عاماً، وبعد هذه السنوات السبعة عشر حصل على الجنسية الأردنية عام 1950 شأنه شأن جميع الفلسطينيين بعد وحدة الضفتين.
فهو إذن أردنى الجنسية لكن لا تنسوا أبداً أنه فلسطينى الأصل.
حتى السنوات السبعة عشر التى قضاها فى فلسطين لم تكن تقليدية أو تسير على وتيرة واحدة.
وبعدها لم يكن طريقه مفروشاً بالورود، فهذا الرجل الذى أصبح الذراع الأيمن للملك حسين وأحد اللاعبين الرئيسين فى دهاليز البلاد الملكى والسياسة الأردنية كان مهدداً فى طفولته بأن يظل مجرد عامل فى مصنع صابون صغير، بل أنه أضطر أن يعمل "صبى ميكانيكى" فى طفولته، ولولا إصرار والدته على إكمال تعليمه لاحترف مهنة الميكانيكا إلى الأبد.
وبالتوازى مع هذه "الميلودراما الطبقية" كانت هناك "ميلودراما سياسية" أوصلت عدنان أبو عودة إلى مكانة "رجل الدولة" . فهو لم يحصل على هذه المكانة بالترقى التقليدى داخل "النظام"، وإنما وصل إليها عبر طرق متشعبة وبالغة الغرابة حيث بدأ اهتماماته السياسية فى صدر شبابه بالانتماء إلى حزب التحرير الاسلامى، ثم سرعان ما هجر صفوف الاسلاميين وانضم إلى الحزب الشيوعى عام 1955 ليتركه عام 1958.
وبعد هذا التاريخ "النضالى" فى صفوف المعارضة الإسلامية والشيوعية حدثت الانعطافة الكبرى والانتقال من مشاغبة المعارضة إلى دهاليز المخابرات.
وأصبح المدرس، الذى حصل على دبلوم دار المعلمين من عمان وليسانس الآداب من جامعة دمشق، محللاً بالمخابرات الأردنية .. هكذا مرة واحدة.
وجاء هذا التحول الميلودرامى على يد "محمد رسول الكيلانى" الذى كان مدرساً زميلاً له فى مدينة السلط الأردنية فى سالف الأيام لكنه أصبح مديراً للاستخبارات.
وبالفعل نجح محمد رسول الكيلانى فى تجنيد عدنان أبو عودة الذى انتقل من وظيفة مدرس بالكويت إلى قلب المؤسسة الاستخباراتية الأردنية ليصبح ضابطاً محللاً .. فى فترة عصيبة قبيل أيلول الأسود .. لتبدأ رحلته مع صنع الأحداث فى الأردن والشرق الأوسط.
وكما يقول عبد الفتاح طوقان فإنه – عبر هذه المناصب – "تحمل الدفاع عن الأردن وإدارة إعلامه فى عهد حرب أيلول لتصفية الفدائيين، وحرب مصر على إسرائيل عندما تراجع الملك حسين – الذى كان فى لندن – عن دخول كامب ديفيد، ومن ثم فى عهد التمهيد للسلام مع إسرائيل واتفاقيات الفلسطينين السرية مع إسرائيل وضغوط الرئيس العراقى صدام حسين من جهة وسوريا من جهة أخرى.
ويضيف طوقان قائلاً "الساسة المحترفون يعرفون معنى تلك الفترات والفقرات وما قام به كاتب خطابات الملك الراحل الحسين .. فقد كان أبو عودة يحمل الأفكار للملك الحسين، وكان الملك يجلس مع أبو عودة يحدثه عن أفكار، فيقوم أبو عودة بصياغة أفكار الملك ومن ثم كتابتها . كان يمثل الرجل الأول المستمع لكلام الملك ويحلل الأفكار قبل أن يتحدث بها الملك إلى الشعب. كان خط الدفاع الأول والأخير للملك الراحل الحسين .. إعلاميا وسياسياً"
نحن إذن إزاء شخصية فريدة .. تملك خبرات بالغة الثراء .. وأسراراً مختومة بالشمع الأحمر وموضوعة خلف صناديق للتذكارات مغلقة بأقفال من حديد .. كما تملك – وهذا ما يهمنا اليوم – تقييماً للعلاقات الأردنية – الفسلطينية منذ أيلول الأسود (عام 1970) حتى يونيو الذى لا يقل سواداً (عام 2007) حيث انقسم الفلسطينيون إلى "شعبين" و "دولتين".
فماذا يرى ؟!
* سألته: رحلتك السياسية طويلة جداً، ومتشعبة للغاية ، وتبدو متناقضة كذلك فى أحيان كثيرة .. كيف تفسر لنا هذه التعرجات وتلك الانقلابات الحادة من اليسار إلى اليمين ومن المعارضة إلى قلب الدولة ومن الجذور الفلسطينية فى نابلس إلى محاولة تصفية الوجود الفلسطينى فى صحراء الأردن بأيلول الأسود؟
- أجاب:
** بالطبع كل هذه حقائق بالتاريخ الشخصى، وقراءتها هى المشكلة. لأننا تعودنا على القراءة الطولية للأشياء ولا نستطيع أن نفهم أنه ممكن فى يوم من الأيام أن يعطى الشخص صورة عن نفسه للآخر، وبعد عدة سنوات نفاجأ بأن الصورة خطأ ونخلط الأمور ونحاول الحكم عليها أخلاقياً فى حين أن الحقيقة تؤكد لنا أن الدنيا ليست هكذا، فالإنسان لا يكف عن التغير بهذه الدنيا، وأنا أتذكر رد الدكتور بطرس بطرس غالى بهذا الصدد عندما سأله أحد الصحفيين فى الأمم المتحدة "هل تغيرت بعد أن أصبحت أمينا عاماً للأمم المتحدة"؟ فقال: المغفلون هم الذين لا يتغيرون" فالتغير من طبيعة الإنسان سواء التغير الناتج عن نضج أو عن الرؤية الأوسع التى يأخذها من خلال الخبرة والمسيرة. ولكن هناك أمور ومكونات رئيسية بالشخصية لا تتغير، فلا يمكن أن يبدأ شاب حياته مهتماً بالشأن العام ثم يتوقف. ولكن ما يحدث هو أنه مع كبر هذا الشخص فإنه يستمر بالشأن العام ولكن يتغير أسلوب تعامله معه، فالذى يتغير هو الوسائل وطرق التعبير المختلفة فقط أما الأساسيات والمكونات الرئيسية فى الشخص فهى لا تتغير.
وعموماً فقد بدأت حياتى أكره الظلم منذ الطفولة وذلك لأن والدتى كانت تحكى لنا قصص ظلم كثيرة حدثت لها بزواج أبيها من أمراة أخرى وخيانته لأمها، وكذلك أبى عاش قصة ظلم، حيث ان شقيقه الأكبر قام بأخذ الثروة كلها وتسبب ذلك فى تحول أبى من ابن تاجر إلى عامل.
تلك القصص أثَّرت فى تكوينى وبدأت أكره الظلم وأعبر عن ذلك بمراحلى العمرية المختلفة فقد كنت أغضب من المعلم الذى يظلم زميلى، ولما كبرت وصرت عضوا بحزب سياسى كنت أقف ضد الشخص الذى لا يريد الحقيقة.
ولما صرت مسئولاً حاولت أن أطبق الحقيقة وأكون ضد الظلم لأننى فى الأساس مع العدل وضد الظلم. حينما التحقت بحزب التحرر الإسلامى لم أكن أفكر فى أننى سأصبح جمال الدين الافغانى، وحينما التحقت بالحزب الشيوعى لم أكن أسعى لأصبح لينين. فى الحالتين كنت أبحث عن مركب أركن إليه فى الانتصار للعدل. وفى الخمسينيات كانت قضيتى الأولى هى القضية الفلسطينية.
صحيح أن حياتى حافلة بالتنقل بين مواقع متعددة ولكن هذه المواقع لم تتغير بأساسيات، فالصدف هى التى غيرت المواقع وليس التخطيط، فأنا لم أخطط يوماً ما أن أكون وزيراً ولم أخطط يوماً حتى سن الخامسة والعشرين أن أتعلم قيادة السيارة لأننى كنت أعتقد أننى لن أمتلك سيارة، كما أننى لم أفكر يوماً ما أن أكون فى السلطة فقد كنت خارجها وضدها باعتبار أنها تمثل الظلم والقهر، ولكنى بعد ذلك التحقت بالسلطة ولكنى لم أتغير فى أعماقى.
* سألته : صف لى بداية تعاملك مع السلطة، وتعامل الناس معك فى ظلها؟
- أجاب:
** كنت وأنا فى السلطة أحاول البحث عن الظلم من أجل منع حدوثه وتجنبه، وكنت أتحرى العدالة فى كافة الموضوعات التى أتناولها، ولكن الناس أعتبرونى شخصية خلافية ومثيرة للجدل، فانطباع الناس عن السلطة سئ وبالتالى فأنا موجود ضمن هذه السلطة ولهذا فأنا سئ بالتبعية، وأنا حتى اليوم شخصية خلافية والناس تنظر لى نظرات مختلفة وذلك لأنى تشكلت تشكيلاً غريباً من مواقع مختلفة ودخلت مواقع مختلفة، فأنا قريب جداً من الملك حسين، وقريب وجزء من متخذى القرار لفترة مهمة من تاريخ الشرق الأوسط والأردن . والآن أنا رجل متقاعد وقبل 9 شهور أرسلت إلى المحكمة العسكرية بتهمة "إطالة اللسان على مقام جلالة الملك"..!
* سألته: دعنا نركز على العلاقات الأردنية – الفسلطينية التى ذهب الكثيرون إلى القول بأنك مهندسها خلال فترة مهمة عن تاريخها.. كيف تنظر الآن إلى هذه العلاقات؟
- أجاب:
** أنا لست مهندس العلاقات الفلسطينية الأردنية طيلة حكم الملك حسين، ولكنى كنت جزءاً من صياغة العلاقات الأردنية الفسطينية ابتداءا من السبعينات لأنى دخلت الحياة السياسية فى سنة 1970 بينما الملك حسين كان يحكم من 1953.
وقد دخلت المعترك فى مرحلة من أصعب المراحل وهى ما سميت "بأيلول" الأسود والآن الواقع الفلسطينى نفسه لا يمكن أن تحسن قراءته بدون أن ترجع لتلك الفترة، فأنا دخلت فى تلك الفترة وأصبحت جزءاً من تاريخ العلاقات الفلسطينية الأردنية إلى مدة 25 عاماً تقريباً حدثت فيها أمور كثيرة ابتداءاً من "أيلول" الذى لعبت فيه دوراً أساسياً باعتبارى أولاً من الضفة الغربية من أصل فلسطينى وفى نفس الوقت مسئولاً فى الحكومة الأردنية.
- سألته:
* كيف كانت نظرة الفلسطينين لك وأنت فى هذا الموقع الملتبس؟!
- أجاب:
** كانت صورتى غريبة وعجيبة، وذلك لأن العالم كله كان ينظر فى ذلك الوقت للأردنيين على اعتبار أنهم يقتلون الفلسطينيين وعليه فقد كنت بالنسبة لهم خائناً، ثم تغيرت الصورة مع الوقت إلى أن وصلنا سنة 1988 وقام الملك حسين بفك الارتباط مع الضفة الغربية وأصبح معروفاً فى ذلك الوقت أنى صاحب الخطة، وبناء على ذلك تغيرت نظرة من كانوا ينتقدوننى من الفلسطينيين فى السابق وأصبحوا ينظروا إلىّ كوطنى فلسطينى عظيم.
وهذا الأمر يدل على أن القراءة للأحداث ليست من الأمور السهلة وأن القراءة السريعة أحياناً تكون مخطئة.
سألته:
* سألته: كيف بدأت علاقة التعارف بينك وبين الملك حسين؟
- أجاب
** أنا أولاً كنت فى المخابرات كمحلل وليس كضابط عمليات، بمعنى أن المسئول الرسمى كان يعطينى التقارير وأنا أقوم بدراستها وفكها وتحليلها ثم أكشف منها اتجاهات معينة وأكتب تقارير حول ذلك، وقد لفت منهجى فى التحليل انتباه الملك لأنه لم يكن يتلقى تقارير من النوعية التى أكتبها، فهو كان يتلقى تقارير أقرب إلى تقارير الشرطة، ولأول مرة بدأ يرى تقارير بها اقتصاد وعلم نفس .. وأمور أخرى.
ولذلك فقد سأل الملك حسين عن الذى يقوم بكتابة هذه التقارير وقيل له أنه أنا الذى أقوم بكتابتها فطلب أن يتعرف بى شخصياً وكنت فى ذلك الحين ضابطاً برتبة نقيب، وكانت هذه هى بداية التعارف.
* سألته: كان هذا التعارف هو نقطة الانطلاق لدخول إلى الحكومة العسكرية فى السبعينات؟ ما هى خلفية تشكيل هذه الحكومة ولماذا شاركت فيها؟
** أجاب: بسنة السبعين شكلت الحكومة العسكرية لمواجهة قوة الفدائيين التى كانت تعصف بالدولة حتى أن الدولة بدأت تشهد حالة من الانهيار وبدأت سلطة القانون تتراجع والشعب بدأ يفقد الثقة بدولته، ولذلك فقد تدخل الملك حسين فى تلك الفترة ليمنع ذلك من الحدوث ورتب لذلك بأشكال مختلفة تاريخياً مع مسئولين محليين ودولييين، ومنهم الرئيس جمال عبدالناصر، وتم تشكيل الحكومة العسكرية واختير لها أعضاء من أسلحة الجيش والأمن، وكنت أنا أمثل المخابرات فى الحكومة العسكرية وكذلك أمثل الضفة الغربية. وكانت أهميتى بالنسبة له أنى كنت فلسطينى بالحكومة لنفى الإدعاء بوجود حرب أهلية بين الأردنيين والفلسطينيين، والحقيقة أن الجيش كان نصفه من الفلسطينيين، فالوضع كان لمواجهة الفوضى من منطلق أن النظام والقانون ضد الفوضى والفلتان وهو نفس الكلام الذى يتكلم عنه الرئيس محمود عباس حالياً عن "حماس" .. وطبعا العالم فسرها تفسير آخر.
* سألته: هل تتذكر تفاصيل اختيارك للمشاركة فى هذه الحكومة؟
** أجاب: القصة بدأت عندما ذهبت إلى القصر أحمل تقريراً لجلالة الملك حسين كلفنى بحمله مدير المخابرات ولم أكن أعلم أن الملك كان بصدد تشكيل حكومة عسكرية ولكن من باب السرية كان مدير المخابرات يعمل وكان يعرف أن الملك سيكلفنى لكى أكون وزيراً فطلب منى أن أحمل التقرير فأستغربت لذلك لأنه عادة هو الذى يحمل التقارير ولكنه أحتال على بالقول بانه مشغول وأنى أنا من كتب التقرير وبالتالى فأنى أقدر على الاجابة على أى سؤال خاص به.
ولما ذهبت لتقديم التقرير وجدت الملك لم يهتم بقراءته بل بادرنى بالقول : أخ عدنان أنت من القلة فى هذه البلد الذين يدركون أنه إذا ظل الحال كما هو عليه فسنفقد الأردن مثلما فقدنا الضفة الغربية".
وبمجرد أن أنتهى الملك من ذكر هذه الحقيقة وجدت نفسى لا أحتاج لتفكير طويل وأدركت ماذا يعنى وقبلت الاشتراك فى الحكومة العسكرية، لأنى كنت أعلم أن ما قاله الملك هو حقيقة مؤكدة فالضفة الغربية راحت والفدائيين يشتغلون على الأردن لتغيير النظام بها فى حين أنه إذا تغير النظام بالأردن فستنتهى فلسطين لأنه حينئذ ستقول إسرائيل أن الأردن أصبحت فلسطين.
ولهذا فقد وافقت من منطلق حرصى على القضية الفلسطينية وحرصى على الأردن.
* سألته: وكيف تنظر اليوم إلى مقولة الملك حسين؟
** أجاب: نعم مازالت الجملة التى قالها الملك حسين يوم 15 أيلول سنة 1970 تحكم الأوضاع إلى الآن وذلك لأن إسرائيل لا تتعامل مع فلسطين كشعب وإنما كجالية تقيم على أرض إسرائيل حتى لأنهم يزعمون أنهم حرروا "أرض إسرائيل" والمشكلة عندهم هى البعد السكانى، وكلك لا تنسوا أن اسحق رابين قد قتل لأنه أراد التعامل مع فلسطين كشعب وليس كجالية.
فكلام الملك حسين مازال صحيحاً حتى يومنا هذا والسبعين كانت خطوة صحيحة ولكن الفلسطينيين لم يتعلموا الدرس ومن تعلم لا يقود الصف الفلسطينى الآن.
* سألته: لكن هناك قيادات أردنية فى ذلك الوقت كان لها تقييم معاكس لما تقوله. بدليل أنها هربت وقفزت من سفينة الحكم الأردنى وقتها؟
** أجاب: نعم بالفعل فرئيس وزراء الحكومة العسكرية وهو محمد بن داوود ذهب لحضور مؤتمر القمة الذى عقده جمال عبدالناصر فى مصر ثم هرب إلى ليبيا وكذلك هرب عدد من الضباط العسكريين وذلك لأنهم خافوا وكانت قدرتم على التحمل ضعيفة.
وذلك فإن ثبات الملك حسين وقيادته ومن كانوا معهم وكان عددهم ستة أشخاص، أتشرف بأنى كنت أحدهم، هم الذين جعلوا المملكة تستمر.
* سألته: فى ظل كل ما ذكرته عن القضية الفلسطينية كيف تقرأ ما حدث أخيراً بين فتح وحماس؟
** أجاب: أولاً من المحزن والعار أن نتحدث عن فصائل فلسطينية تحت الإحتلال، لأن التاريخ علمنا أن تحت الإحتلال لا يجب أن توجد فصائل بل يجب أن تكون جبهة وطنية موحدة. فالأولويات تتغير تحت الاحتلال والأولوية الأولى تكون لإنهاء الاحتلال وتحت هذا العنوان تتشكل عن الفصائل كلها جبهة وطنية. ولكن ما يحدث حالياً بفلسطين هو أنه أصبح هناك انقسام يأخذ شكل فصائلى وليس ايديولوجيا فقط، فقد بدأ الانقسام أيديولوجيا ثم خيار سياسياً ثم أخذ شكل الانقسام الفصائلى المؤسسى .
ثم الآن وصل الانقسام للبعد الثالث وهو المكان، وقد ساعد على ذلك أن منظم التحرير الفلسطينية رغم أنها جمعت الفلسطينين كهوية وأخذت القرار السياسى فى الستينيات والسبعينات والثمانينات والتسعينات إلى "أوسلو" إلا أنها لم تأخذ القرار العسكرى، فالقرار السياسى كان مركزياً بينما العسكرى لم يكن كذلك فقد كانت فتح تقوم بعمليات، والجبهة الشعبية تقوم أيضاً بعمليات . وفلان يقوم بعمليات وكل واحد يفعل ما يحلو له. وبالتالى فقد كان هذا بداية الصدع فى بنيته فنظم التحرير الفلسطينية وهى الجبهة الوطنية، فالصدع بدأ مبكراً وأخذ يتسع مع الوقت وقد ساعدت تلك الظروف على السماح لحركة مثل "حماس" ان تظهر فهى خرجت من رحم الاحتلال والذى اوجب ضرورة وجود قوة مناهضة له من الداخل فخرجت "حماس". ولم تكن عضواً فى منظمة التحرير الفلسطينية بل كانت منفصلة عنها أيديولوجيا بالكامل. وبالتالى فقد أصبح لدى الفلسطينين منظمتين كبيرتين هما "حماس" و"فتح" ثم عندما شكلت "حماس" الحكومة بعد فوزها فى الانتخابات، كانت "فتح" تهيمن على الأجهزة الأمنية. وترتب على هذا انشاقاق مؤسسى آخر، زاده عمقاً إصرار حماس على تشكيل قوة أمنية تابعة لها, وبالتالى أصبح لدى الفلسطينيين انقسام وتشقق "بفتح" قديم وتشتق "بمنظمة التحرير" قديم ثم انقسام بين "فتح" و"حماس" أيديولوجى ثم انقسام مؤسسى داخل حكومة حماس، ثم دخلت الفصائل الفلسطينية فى انقسامها وانشقاقها عنصر ثالث، وهو المكان، فالآن غزة تمثل شيئاً والضفة شئ آخر.. وهذا بالسياسة يعطى إسرائيل خيارات أكثر، يعنى بإمكانها أن تلعب مع واحد ضد الآخر أو أن تعطى أموال لأبو مازن ولا تعطى للآخرين وبذلك فهى تثير أحقاد المؤسسات والفصائل على بعضها.. وهكذا .
* سألته: أين الأردن من هذا الصراع؟
** أجاب: أنا أعتقد أن هذا الانقسام ربما يشجع إسرائيل على العودة إلى ما كانوا يسمونه "بالخيار الأردنى، أى يكونوا أوضح بالتعبير عن أن الجالية الفلسطينية بالضفة الغربية قاعدتها ينبغى أن تكون بالأردن لأنها فى الأساس كانت تتبع الأردن، كما أن الضفة الغربية بها عدد من غير الفلسطينين وكذلك غزة ولهذا فإن الخيارات الإسرائيلية صارت أكبر وقدراتها على المناورة أفضل، فهى يمكن أن تقول لهم لأنتم يا أهل الضفة الغربية ليس لكم علاقة بغزة اليوم وعلاقتكم بالأردن فمدخراتكم بها وممتلكاتكم ومعظمكم يحمل جوازات سفر أردنية .. إذن أنتم أقرب للأردن.
وبالتالى فإنه مع الضغوط الشديدة على القيادات الفلسطينية بالضفة الغربية والتى بدأ يدب فيها اليأس ممكن هذه القيادات تقبل هذا الخيار الذى يجعل مصر بهذه الحالة أكثر حذراً، لأنه إذا حدث هذا فتلك ستكون سابقة قد تقلدها غزة فى مرحلة لاحقة.
ولهذا فأنى أعتقد أن هذا ربما السبب وراء إصرار الرئيس حسنى مبارك على الحوار الفلسطينى الفلسطينى واصراره على توحد الفصائل الفلسطينية لأن الانفصال بين الطرفين يسهل لإسرائيل اللعبة التى أتحدث عنها.
* سألته: ما هو المشترك بين ما كتبته عن فك الارتباط أيام الملك حسين والوضع الراهن حالياً؟
** المشترك هو فكرة الكونفيدرالية التى قبل بها الملك حسين، فالعالم كله كان يعتقد أن جلالة الملك حسين هو الذى سيفاوض إسرائيل من أجل مستقبل الضفة الغربية. وقد دار حوار بينى وبينه وسألته: هل هذا الغرض جاهز أن يقف معك لاسترداد كامل الأرض المحتلة بما فيها القدس.. قال: لا.
ثم سألته: هل من خلال مقابلاتك مع الإسرائيليين تعتقد أنهم مستعدون لتسليمك الضفة الغربي كاملة قال لا والقدس لا، فقلت له إذن يا جلالة الملك هذا الحال مخيف لأن الغرب كله يعتقد أنك أنت الذى ستحل المشكلة وأنت تعرف أن المشكلة لن تحل لأنهم لن يعطوك الضفة الغربية كاملة ولا القدس كما كان لأنك لا تستطيع أن تفعل ذلك كما تقول الآن.
وسألته أين نحن والغرب يعتقد ويتوقع منك أن تحل وأنت لا تستطيع أن تحل ولا تقول للغرب أنك لا تستطيع.
والنقطة الثانية هى أن الإسرائيليين يتصرفون حتى الآن على أن الفلسطينيين هم جالية أردنية بداخل أرض إسرائيل "المحررة" حسب زعمهم – سنة 1967، ولهذا فإنهم ما داموا يعتقدوا هذا من خلال علاقة الضفة الغربية مع الضفة الشرقية فسيستمروا يقنعوا الغرب أن الحل أنت وأنت لا تستطيع الحل.
ولذلك فإن علينا أن نعطى رسالة واضحة للإسرائيليين أن الشعب الفلسطينى شعب كبفية الشعوب كلها له حق تقرير المصير على أرضه وأنه ليس جالية أردنية على أرض إسرائيل.
فرد على الملك حسين وقال لى وكيف يتم هذا؟ فقلت له الجواب بسيط نفك العلاقة مع الضفة الغربية ونسلمها لمنظمة التحرير لأنها ممثلة الشعب الفلسطينى. وإسرائيل لا تتعامل معها والعالم كله يتعامل مع المنظمة كممثلة للشعب الفلسطينى.. هكذا كان وهذا هو الكلام الجذرى فى الحل، فالحل الذى قلته كان صحيحاً ومازال إلى اليوم صحيحاً، ولابد من التمسك به إذا أردنا أن نقيم دولة فلسطينية.
فالتمسك وعدم التراجع عن أن الشعب الفلسطينى فى الداخل هو شعب على أرض وليس جالية مقيمة على أرض فلسطينية هو البداية الصحيحة لإقامة الدولة الفلسطينية.
* سألته: هذا الكلام الذى تقوله مختلف مع الواقع، فالواقع الآن يسير فى الاتجاه العكسى أى فى اتجاه تسليم أمور الضفة للأردن وغزة لمصر.
** أجاب: هكذا هم يريدون ولكن ينبعى أن نقف ضد ذلك.
* سألته: أود أن أتعرف منك بتفصيل أكثر عن علاقة الضفة بالأردن فى ظل الوضع الحالى وعلاقة غزة بمصر؟
** أجاب: علاقة الضفة الغربية بالأردن تختلف عن علاقة غزة مع مصر، فالضفة الغربية جزء من المملكة الأردنية الهاشمية منذ عام 1950 أما غزة فبقيت فلسطينية حيث أن مصر أدارتها فقط ولم تجعل من غزة محافظة مصرية، بمعنى أن الضفة الغربية صارت النصف الثانى للمملكة الأردنية ولهذا فقد أصبحت مستشاراً للملك حسين لأنى أصبت مواطناً أردنياً كامل المواطنة، ومن هنا فإن إسرائيل تقول أن الضفة امتداد للأردن، ولذلك فقد جاءت فكرة فك الأرتباط على اعتبار أننا نغير التاريخ.
فمنظمة التحرير صارت مراقباً فى الأمم المتحدة والمجتمع الدولى يعترف بها ونحن أيضاً نبدى اعترافنا بها بفك الأرتباط.
* سألته: ماذا جاء بالضبط من خطاب فك الأرتباط الذى ألقاه جلالة الملك حسين والذى كتبته أنت وكيف أوضح من خلاله حقوق أهالى الضفة من الفلسطينين والأردنيين؟!
** أجاب: أكد الخطاب "أنه ينبغى أن يفهم بكل وضوح وبدون أى لبس أو إبهام أن إجراءتنا المتعلقة بالضفة الغربية أنما تتصل فقط بالأرض الفلسطينية المحتلة وأهلها وليس بالمواطنين الأردنيين من أصل فلسطينى فى المملكة الأردنية الهاشمية بطبيعة الحال، فهؤلاء جميعاً كامل حقوق المواطنة وعليهم كافل التزاماتها تماماً مثل أى مواطن آخر مهما كان أصله، أنهم جزء لا يتجزأ من الدولة الأردنية التى ينتسبون إليها ويعيشون على أرضها ويشاركون فى حياتها وسائر أنشطتها، فالأردن ليست فلسطين والدول الفلسطينية المستقلة ستقوم على الأرض الفلسطينية المحتلة بعد تحريرها وعليها تتجسد الهوية الفلسطينية ويظهر النضال الفلسطينى كما تؤكد الانتفاضة المباركة للشعب الفلسطينى الواقع تحت الاحتلال .. هذا هو ما تضمنه خطاب فك الارتباط.
* سألته: ألا تتفق معى أن ما تتضمنه الخطاب كان متفائلاً أكثر من الواقع؟
** أجاب: نعم. فما جرى بعد ذلك لم يمضى فى نفس الاتجاه والأمور سارت بشكل مرتجل والفلسطينيون لم يدركوا عمق الصراع.
* سألته: هل المسألة عدم إدراك من الفلسطينيين أم أن المخطط الأمريكى الإسرائيلى أكبر من ذلك بكثير والنظام العربى الرسمى أكثر تدهوراً مما كنا نتوقع؟
** أجاب: ربما يكون ما تقوله صحيحاً. لكن لا يجب أن ننسى أن السياسة هى أنك تخطط ضدى وأنا أخطط ضدك وأنت تحاول أن تخطط أقوى وأنا أحاول أن أبطل مفعول تخطيطك. فتلك هى السياسة، فأمريكا وإسرائيل تخطط ونحن كعرب وكفلسطينيين يجب أن نخطط وطالما أنت موجود عليك أن تخطط وتعمل.
* سألته: نعود إلى السياسة الرسمية الأردنية الحالية تجاه ما يجرى فى الضفة؟
** قال: الأردن الآن قلق من هذا الوضع على عكس ما يعتقد الناس، فالأردن لا يريد مطلقاً أن يعود للضفة الغربية فهو ضد هذا الكلام وكذلك الشعب الأردنى ضده ولكن إسرائيل هى التى تفكر فى ذلك وهو ما يتسبب فى عمل مشكلة صعبة. فنحن ضد عودة العلاقة قبل قيام الدولة الفلسطينية، ومن يتحدث من الأردنيين عن عودة العلاقة فهو يتحدث على أساس دولتين الأردنية والفلسطينية ويرتبطوا بأتفاق مباشر بعلاقة كونفيدرالية أو باستفتاء.
ولكن هذه الكونفيدرالية لا يتم قيامها قبل قيام الدولة الفلسطينية، لأنها إذا قامت بدون تلك الخطوة فإنها ستعيدنا إلى مفهوم "الجالية" ولهذا فقد حذرت ونبهت من الفرق بأن تكون الفيدرالية وسيلة أو أن تكون غاية، فأنا مع الكونفدرالية الغاية أى أن تقوم دولة فلسطينية وترتبط مع الأردن بكونفدرالية أما الوسيلة فهى تأكيد لفكرة "الجالية".
* سألت: بعبارة أخرى هل يمكن قيام دولة أو دويلة أو أى كيان فلسطينى فى الضفة الغربية وكيان آخر فى غزة؟
** أجاب: لا. لابد أن تكون دولة واحدة وهذا أمر مرفوض ولا يمكن أن يحدث فأنت تتحدث عن 365 كيلو متر مربع وبالتالى المسألة لا تتحمل.
* سألته: هل ترى أن الوضع فى غزة يمثل خطراً على الأمن القومى المصرى؟
** أجاب: غزة لا تؤثر على مصر فهى ليست دولة، فنحن نتكلم عن مليون وربع نسمة أى حى من أحياء القاهرة وبالتالى أين هو التأثير على الأمن القومى المصرى؟!
أعتقد ان وجهة النظر المصرية هى ليس الخوف من قيام دولة أو دويلة من غزة وإنما الخوف المصرى المبرر من هذه الناحية هو من نجاح حركة إسلامية فى منطقة مجاورة لمصر، وهو أمر معدى يمكن أن يوحى لقوة ثانية فى مصر بإمكانيات النجاح والتقليد.
ولهذا فإن الخوف من الاستنساخ والعدوى التى يمكن أن تنشأ فى أذهان بعض الناس من أن النجاح هناك قد يساعد على النجاح هنا.
* سألته: وكيف ترى الوضع فى غزة الآن؟
** أجاب: غزة الآن عبارة عن سجن كبير وحماس فى ذلك السجن، وأنت تعرف أنه فى السجون عادة يعين مدير السجن مساعدين له فى الزنازين الكبيرة التى بها عدد من المساجين، ويكون هؤلاء من الذين ثبت أن أخلاقهم جيدة ولديهم قدرة على تحمل مسئولية المساجين وإدارتهم، وأنا أعتقد أن "حماس" فى هذا الوضع، فهى وجدت نفسها هكذا مسئولة عن ذلك السجن من الداخل، تملك كل شئ فى إدارته محلياً ولكنها لا تملك حرية إطلاق سراح السجناء.
* سألت: وهل لدى "حماس" فرص لتغيير هذه الصورة البائسة؟!
** أجاب: لا شك أن "حماس" تسعى حالياً للخروج من السجن الإسرائيلى وهذا تحدى كبير تعمل على مواجهته من خلال اتباع سياسات تساعد على تحسين صورتها أو بشكل أدق "تبيض وجهها"، وقد سألنى أحد ممثلى المفوضية الأوروبية حول هذا الأمر منذ ثلاثة أسابيع فقلت له أن "حماس" بيدها الآن ورقتين لتحقيق أهدافها فى كسب رضى المجتمع الدولى. الورقة الأورلى كانت هى الافراج عن مراسل الإذاعة البريطانية جونستون من أجل تحسين صورتها. ونجحت فى ذلك، ولكن أعتقد أن هناك أكثر من سيناريو فى التفكير الخارجى عند أولئك الذين يقررون وربما يكون أحد هذه السيناريوهات قابل للنجاح والحياة، وهو أن "حماس" من جانبها تصر على إعادة تبييض وجهها وقد بأدت "بجونستون" وتحاول يمكن مع الجندى الإسرائيلى المختطف جلعاد، أن تقوم بعمل شئ، والأهم من هذا وذلك الكلمة التى يكرروها وهى أنهم اعادوا الأمن والإستقرار لغزة ولن تطلق أية صواريخ على إسرائيل، فهذا الأمر هو الذى يهم الغرب. ولكن إسرائيل لن تسمح لهم أن يؤكدوا هذا المفهوم، فإسرائيل سوف تستفزهم باستمرار لكى يردوا عليها حتى لا ينجحوا فى تأكيد فكرة أنهم أعادوا الأمن والاستقرار، لأنك بمجرد ان تقول أن جماعة أعادت الأمن والاستقرار فهذا دليل على أنها مؤهلة لعمل أكثر من ذلك.
وعلى الجانب الآخر فإن الغرب ربما يفكر فى تشجيع "حماس" على تأكيد مفهوم الأمن والاستقرار بغزة ويأخذ منها بالتدريج أمور أخرى حتى يعترفوا بذلك التغير، فهم يمكن أن يأخذوا منها بعض الشروط الثلاثة التى طلبوها ومنها الاعتراف بإسرائيل.
* سألته: هذا ما يراهن عليه الغرب .. فما الذى تراهن عليه إسرائيل.
** أجاب: الإسرائيليون يراهنون على ديناميتين لضمان تجنب خطر ديموجراف فلسطينى.
الدينامية الأولى هى الهجرة الاقتصادية للفلسطينيين، خاصة بعد أن أصبحت الهجرة الاقتصادية احدى ظواهر العولمة. فما بالك بالفلسطينيين الذين يعانون حصاراً مزدوجاً!
والدينامية الثانية هى ما يمكن تسميته بـ "الحوصلة". فالاحتلال يضع الاراضى الفلسطينية والشعب الفلسطينى داخل "حوصلة" كبيرة نسبياً، وداخل هذه الحوصلة الكبيرة يجرى على قدم وساق خلق "حوصلات" صغرى متمثلة فى بناء المستوطنات. وكل مستوطنة يتم شق طريق خاص بها يحظر على الفلسطينيين المرور فيه.
وهذا معناه تحول القرى الفلسطينية إلى جزر معزولة يصبح مصيرها مثل مصير البثور التى تظهر على الجلد والتى تمت إذا انقطعت عنها الدورة الدموية.
بكلمات أخرى .. الرهان الإسرائيلى هو على تصفية القضية الفلسطينية بمثل هذه الديناميات مستغلة فى ذلك عدم وجود استراتيجيات عربية مضادة أو جادة.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنجان شاي مع السفير الأمريكي 1
- فنجان شاي مع السفير الأمريكي 2
- هل تكون مئوية جامعة القاهرة.. احتفالية سرية؟!
- أوراق شاب عاش من ألف عام
- بروتوكول تعاون -دولى- بين -زفتى- و-ميت غمر-!
- »شهادة« أبوالعلا ماضي: جماعات العنف وتأويلاتها للإسلام
- كامل زهيرى نقيب النقباء
- الخرز الملون الحديث: جزر صناعية مزروعة بالصواريخ!
- لماذا الإصرار علي القضايا الوهمية؟ .. سلمان رشدي.. تاني!
- جزر صناعية مزروعة بالصواريخ!
- هانى سرى الدين
- مفاجأة شرم الشيخ .. سارة هذه المرة
- فتوى البورصة
- كلمة السر هي زواج العلم والصناعة والمجتمع (2-2)
- جامعة النيل .. مؤسسة أكاديمية عصرية .. مجهولة!
- صدق أو لا تصدق:مصريون يعملون بروح الغريق!
- كلمة السر هي زواج العلم والصناعة والمجتمع
- صدق أو لا تصدق : عدد المستهلكين الغاضبين 65 فى عموم مصر!
- أكاديمية السادات.. الابن
- دولة -القانون -.. وإمارة - الفتوى -


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - أخطر شخصية سياسية أردنية .. يتحدث .. عدنان أبو عودة .. رئيس الديوان الملكى