أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سعد هجرس - هل تكون مئوية جامعة القاهرة.. احتفالية سرية؟!














المزيد.....

هل تكون مئوية جامعة القاهرة.. احتفالية سرية؟!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1979 - 2007 / 7 / 17 - 10:53
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


تذكروا هذا التاريخ انه 21 ديسمبر 1908 ففي هذا اليوم وفي حفل مهيب أقيم بقاعة مجلس شوري القوانين وحضره الخديو عباس الثاني وكبار رجالات الدولة وأعيانها تم افتتاح جامعة القاهرة كجامعة أهلية "وكان اسمها في البداية الجامعة المصرية ثم تغير إلي جامعة فؤاد الأول عام 1940".
وإنشاء جامعة القاهرة أعرق الجامعات العربية قاطبة - لم يكن قرارا حكوميا وإنما كان مبادرة شعبية ووطنية قادها الزعيم مصطفي كامل الذي طالب بدعوة الأمة كلها وطرق باب كل مصري لتأسيس جامعة أهلية تجمع أبناء الفقراء والأغنياء علي السواء وان كل قرش يزيد علي حاجة المصري ولا ينفقه في سبيل التعليم هو ضائع سدي والأمة محرومة منه بغير حق.
وبناء علي هذه الدعوة بدأت حملة شعبية للاكتتاب في إنشاء الجامعة وكان في مقدمة المتبرعين حسن بك جمجوم الذي تبرع بألف جنيه وسعد زغلول وقاسم أمين المستشاران بمحكمة الاستئناف الأهلية وتبرع كل منهما بمائة جنيه.
وفي مواجهة الإقبال الشعبي علي التبرع لإنشاء أول جامعة "غير دينية" في مصر كان اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني يجاهر بمعاداة مشروع إقامة هذه الجامعة ويتهم المتحمسين لها ب "الجهل"!!
لكن.. رغم أنف اللورد كرومر وذيول الاحتلال والرجعية المصرية التي تحالفت مع المستعمرين الانجليز في الهجوم علي مشروع الجامعة بزعم أنها ضد الدين وضد القيم المصرية الأصيلة!! رغم ذلك كله شقت الجامعة طريقها الذي لم يكن مفروشا بالورود حتي تحول الحلم إلي حقيقة.
وبهذا النحو لم يكن حلم إنشاء جامعة مصرية مجرد طموح لإقامة مؤسسة أكاديمية عصرية - في واقع متخلف - وإنما كان في الحقيقة جزءا من حلم أكبر. حلم الاستقلال الوطني وإرساء دعائم ثقافة علمية ومستنيرة وعصرية وعقلانية هذه هي جامعة القاهرة التي ستحتفل في 21 ديسمبر 1908 بمرور مائة عام علي افتتاحها وهذه مناسبة بالغة الأهمية وتستحق احتفالية كبيرة تتلاءم مع جلال المناسبة.
وهي مسألة لا يمكن اختزالها في احتفالية شكلية وبيروقراطية تقام يوم 21 ديسمبر 1907 أو 1908 بل يجب أن تستمر الاحتفالية علي مدار عام كامل وأن يتم خلالها إعادة بناء تاريخ إنشاء الجامعة وإعادة تسليط الأضواء علي الأماكن والقاعات وحتي المكاتب والمقاعد التي جلس عليها أساتذة العلم والتنوير مثل طه حسين وإعادة بناء تفاصيل ملحمة إنشاء هذه الجامعة والمعارك الفكرية التي صاحبت ذلك ومواقف الأطراف المختلفة ليس بالكتابة التسجيلية فقط وإنما ايضا بالكتابة الدرامية والأعمال السينمائية والتليفزيونية والإذاعية التي تروي تفاصيل هذه الملحمة والتي لا تقفز علي التحديات والمشاكل والانكسارات والانتكاسات.
يجب أن تكون الاحتفالية مناسبة لإعادة تقييم الحرية الأكاديمية روح أي جامعة ورصد الأشواك والخناجر والجنازير التي خنقت هذه الحرية في هذه الفترة أو تلك وأسالت دماءها في الحرم الجامعي الذي كثيرا ما تم انتهاكه.
يجب أن تكون الاحتفالية مناسبة لإعادة تقييم الصراع بين التيارات المحافظة والتيارات الحداثية ومناسبة لإعادة تقييم مسيرة جامعة القاهرة - والجامعات بشكل عام - وكيف تراجع دورها وهبط مستواها وخبا نورها وتقلص نفوذها حتي أن اكاديميا كبيرا مثل الدكتور جابر عصفور قال في أسي منذ بضعة شهور "اني أشعر ان الجامعات المصرية مازالت عضوا غريبا في جسم يلفظها" فهل صحيح ان الجامعات بعد مائة عام علي نشأتها مازالت كالأيتام علي مائدة اللئام وهل مازالت السيادة للتعليم التقليدي وثقافة النقل والتلقين؟
وهل ماتت حاسة التفكير النقدي في جامعاتنا وكيف يمكن إعادة الاعتبار إلي المؤسسة الأكاديمية المصرية؟
المطلوب إذن ألا تكون الاحتفالية بمرور مائة عام علي إنشاء "الجامعة المصرية" - جامعة القاهرة - احتفالية شكلية وبيروقراطية بل يجب أن تكون مناسبة وطنية وحدثا علميا وأدبيا وفنيا علي أعلي مستوي يشارك فيه أكبر عدد من العباقرة الذين تخرجوا في جامعة القاهرة واسهموا في تقدم الآداب والفنون والعلوم سواء كانوا في مصر أو يعملون في مؤسسات أكاديمية خارج مصر "وما أكثرهم".
باختصار تعالوا ننتهز هذه الفرصة لنحولها إلي مناسبة لإعادة الروح إلي العقلانية والعلم والنزاهة والتنوير.
وإذا كان كاتب هذه السطور يفخر بأنه أحد أبناء جامعة القاهرة الذين يدينون بالفضل لهذا الصرح الذي كان في الأيام الخوالي منارة حضارية بكل ما في الكلمة من معني فإنني علي ثقة من ان هناك الآلاف من خريجي تلك الجامعة العريقة يودون أن تكون مئوية الجامعة المصرية انطلاقة جديدة لمشروع نهضة مصر.
وأرجو ألا تضيع منا هذه الفرصة وألا يتوه منا مغزاها الأعمق.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق شاب عاش من ألف عام
- بروتوكول تعاون -دولى- بين -زفتى- و-ميت غمر-!
- »شهادة« أبوالعلا ماضي: جماعات العنف وتأويلاتها للإسلام
- كامل زهيرى نقيب النقباء
- الخرز الملون الحديث: جزر صناعية مزروعة بالصواريخ!
- لماذا الإصرار علي القضايا الوهمية؟ .. سلمان رشدي.. تاني!
- جزر صناعية مزروعة بالصواريخ!
- هانى سرى الدين
- مفاجأة شرم الشيخ .. سارة هذه المرة
- فتوى البورصة
- كلمة السر هي زواج العلم والصناعة والمجتمع (2-2)
- جامعة النيل .. مؤسسة أكاديمية عصرية .. مجهولة!
- صدق أو لا تصدق:مصريون يعملون بروح الغريق!
- كلمة السر هي زواج العلم والصناعة والمجتمع
- صدق أو لا تصدق : عدد المستهلكين الغاضبين 65 فى عموم مصر!
- أكاديمية السادات.. الابن
- دولة -القانون -.. وإمارة - الفتوى -
- الحكومة تخالف القانون مع سبق الإصرار والترصد
- بكوات .. وهوانم جاردن سيتى 2
- نقش معاصر علي جدارية عريقة


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سعد هجرس - هل تكون مئوية جامعة القاهرة.. احتفالية سرية؟!