أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد هجرس - »شهادة« أبوالعلا ماضي: جماعات العنف وتأويلاتها للإسلام















المزيد.....

»شهادة« أبوالعلا ماضي: جماعات العنف وتأويلاتها للإسلام


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1966 - 2007 / 7 / 4 - 11:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


»جماعات العنف المصرية وتأويلاتها للاسلام«.. موضوع مهم، وازداد أهمية مع تعاظم الدور الذي لعبته جماعات الاسلام السياسي في مصر وغيرها من البلدان العربية، وجنوح فصائل منها الي تكفير المجتمعات العربية، ثم الي رفع السلاح في وجهها والافتاء باهدار دم خصومها.
ولذلك فان الكتابة »الموضوعية« عن هذه الجماعات تمثل مطلبا ملحا امس واليوم وغدا.
واذا كانت الكتابة الموضوعية عن هذه الظاهرة مهمة في كل الاحوال، فإن اهميتها تتضاعف عندما يعكف عليها كاتب ومحلل مثل ابوالعلا ماضي.
وربما يكون هو نفسه قد عبر بصورة جيدة- عن ذلك في مقدمته الجميلة لكتابه »جماعات العنف المصرية وتأويلاتها للاسلام - الجذور التاريخية- الاسس الفكرية - المراجعات« الصادر حديثا عن »مكتبة الشروق الدولية«، بقوله: الكتابة في مثل هذه الموضوعات يكون طرفاها نوعين من الكتاب، اما شخص عاش هذه الحركات واقترب منها، تجربة وشهادة اقرب ما تكون لرؤية من الداخل، والنوع الثاني من الكتاب هو الذي درس الظاهرة من خارجها وتتبعها ومتخصص فيها. ولعل كاتب هذه السطور - اي ابوالعلا ماضي - قد جمع بين الصفتين الي حد كبير، فلقد اقتربت من افكار هذه المجموعات والحركات وعايشتها فترة مهمة حين التشكل والتبلور ثم ظللت اتابعها وارصدها بعد ذلك كدارس للظاهرة ومتابع لها. وبالتالي ستجد عزيزي القاريء كثيرا من المعلومات، مصدرها كاتب هذه السطور من خلال المعايشة والحوار علي عدد مهم من قادة ورموز هذه الحركات، سواء في بدايات الحركات الاسلامية المصرية في مرحلة الظهور الثاني في منتصف السبعينيات، أو من خلال الفترة التي قضيتها في السجن، والتي تم فيها ايضا حوارات ومناقشات.
هذا يعني - بعبارة اخري - ان ابوالعلا ماضي لا يكتب فقط »تحليلا« لهذه الظاهرة شديدة التعقيد، وانما هو يقدم ايضا »شهادة« و»وثيقة« يجب قراءتها بروية وبما تستحقه من اهتمام كبير.
اضف الي ذلك ان ابوالعلا ماضي »الكاتب« و»الشاهد« شخص بالغ الاحترام، وشديد التهذيب ودماِثة الخلق، والسماحة، واتساع الافق، ثم انه - رغم انه مازال في طور الشباب - صاحب خبرة طويلة في العمل العام السياسي والفكري، فهو مدير عام المركز الدولي للدراسات منذ عام 1995 (وهو مركز معني بدراسة حالة الحركات الاسلامية والاسلام السياسي«، ووكيل مؤسسي حزب الوسط، الذي يناضل من اجل الحصول علي »الشرعية« منذ اكثر من عشر سنوات دأبت خلالها لجنة شئون الاحزاب علي رفض الترخيص له رغم ان حسن التدبير كان يقتضي الموافقة علي قيام هذا الحزب - قبل غيره - باعتباره البديل الديمقراطي الافضل والاكثر اعتدالا واستنارة من بين كل جماعات الاسلام السياسي.
كل هذه المسوغات تضيف أهمية استثنائية للاستماع الي شهادة وتحليل ابوالعلا ماضي لظاهرة جماعات العنف المصرية وتأويلها للاسلام.
ورغم ان كاتب هذه السطور ليس من انصار الخلط بين الدين والسياسة بأي شكل من الاشكال، ويري ان مشروع نهضة مصر لا يمكن ان يتحقق دون العمل الجاد من اجل بناء دولة مدنية عصرية وعلمانية، فإن ذلك لا يتناقض مع الدعوة الي دمج جماعات الاسلام السياسي في العملية الديمقراطية، ومطالبة الدولة بالكف عن التعامل مع ملف هذه الجماعات كمجرد ملف أمني، وايضا مطالبة جماعات الاسلام السياسي بإثبات حسن نواياها تجاه عملية التحول الديمقراطي وانها لا تريد الديمقراطية لمرة واحدة، اي انها لا تستغل الديمقراطية من اجل القفز الي السلطة ثم العصف بالعملية الديمقراطية من اساسها، وايضا تجاه المرأة، وكذلك تجاه غير المسلمين، وتجاه الحريات العامة والخاصة، لاسيما وان الهواجس المثارة بهذا الصدد ليست تابعة من فراغ وانما يوجد رصيد هائل من المواقف السابقة والحالية، الداخلية والاقليمية، التي تجعل الكثيرين يتخوفون من الفاتورة التي يمكن ان يدفعها الوطن والامة اذا ما سقطت السلطة في يد جماعات الاسلام السياسي.
في اطار هذه المطالبات من جهة وتلك الهواجس من جهة اخري تأتي اهمية تأمل الاسباب المغذية للعنف والمتعلقة بالحركات الاسلامية التي رصدها ابوالعلا ماضي، وفي مقدمتها التقييم غير الدقيق من قبل عدد كبير من الحركات الاسلامية لوضع الدولة، بمعني هل مصر دولة اسلامية ام لا؟ هل الحاكم مسلم أم لا؟ هل يجوز الخروج عليه أم لا؟ هل يجوز العمل في مؤسسات الدولة ام لا؟ وترتب علي الاحكام والفتاوي غير الصحيحة لهذه الاسئلة العمل لتغيير النظام المصري بالقوة.
ونتيجة لهذه الاحكام صدرت ادبيات تغذي الرفض وتؤصله وتعمقه.
ومن أهم المحاور الفكرية التي غذت العنف فقه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لدي كثير من الجماعات الاسلامية.
ولا نستطيع ان ننسي ايضا ان الشكل التنظيمي لبعض الحركات الاسلامية يخلق مناخا مواتيا لسلوك التصادم ويغذي الفكر الانقلابي.
كما ان الاسباب الداخلية المتعلقة باوضاع المجتمع المصري تمثل تربة خصبة لتنامي العنف ومنها ضعف الحريات السياسية، وخنق منابر التعبير السياسي، وغياب المشروع القومي الذي يستنفر كل الامة، ومرحلة التحول الاقتصادي التي تمر بها مصر وتبعاتها الصعبة علي الفئات الاكثر تضررا، وغياب العدالة الاجتماعية، وتضاؤل دور مؤسسات المجتمع الاهلي، والممارسات الامنية المبالغ فيها.
فضلا عن الأسباب الخارجية وفي مقدمتها وجود المشروع الاسرائيلي ووجود اطماع خارجية وغزو العراق وازدواجية معايير النظام الدولي.
وكل هذه الاسباب الداخلية والخارجية معقولة واتفق مع ابوالعلا ماضي حولها، لكني اختلف معه في ان يبرر عنف جماعات الاسلام السياسي بـ »محاولة بعض المثقفين التصادم مع الهوية العربية الاسلامية للامة المصرية، وفرض النموذج الحضاري والثقافي والمعرفي الغربي الوافد بكل ما فيه من خير وشر، بشكل صادم لمشاعر الامة وقيمها، وتطاول البعض منهم علي المقدسات الاسلامية وثوابت الامة بزعم حرية الرأي، ويتبني بعضهم مقولة ان التدين هو المحطة الاولي للتطرف، ولكي نقضي علي التطرف يجب محاربة التدين، والدعوة لسياسة تجفيف منابع التدين مما يغذي الشعور بالرفض والاستفزاز.
ففي حدود علمي لا يوجد تيار علماني في مصر »يتطاول علي المقدسات الاسلامية« او غير الاسلامية، ولا يوجد فصيل يجاهر بمعاداة الدين، فهذه فرية كبري يرددها اعداء العلمانية التي لا تناهض الدين، وكل ما تطالب به هو فصل الدين عن السياسة، وتجنب تديين السياسة أو تسييس الدين حماية للاثنين من مغبة اختلاط الحابل بالنابل والنسبي بالمطلق والدنيوي بالمقدس.
ولعل ازالة الالتباسات وشتي اشكال سوء الفهم ان تكون بداية الطريق نحو خلق تحالف واسع وعريض في مواجهة قوي التخلف والعنف والتكفير.
وعلي أي حال فان الاختلاف مع المهندس ابوالعلا ماضي حول هذه النقطة الاخيرة لا يلغي نقاط الاتفاق الكثيرة، ولا يقلل من اهمية كتابه وشهادته.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كامل زهيرى نقيب النقباء
- الخرز الملون الحديث: جزر صناعية مزروعة بالصواريخ!
- لماذا الإصرار علي القضايا الوهمية؟ .. سلمان رشدي.. تاني!
- جزر صناعية مزروعة بالصواريخ!
- هانى سرى الدين
- مفاجأة شرم الشيخ .. سارة هذه المرة
- فتوى البورصة
- كلمة السر هي زواج العلم والصناعة والمجتمع (2-2)
- جامعة النيل .. مؤسسة أكاديمية عصرية .. مجهولة!
- صدق أو لا تصدق:مصريون يعملون بروح الغريق!
- كلمة السر هي زواج العلم والصناعة والمجتمع
- صدق أو لا تصدق : عدد المستهلكين الغاضبين 65 فى عموم مصر!
- أكاديمية السادات.. الابن
- دولة -القانون -.. وإمارة - الفتوى -
- الحكومة تخالف القانون مع سبق الإصرار والترصد
- بكوات .. وهوانم جاردن سيتى 2
- نقش معاصر علي جدارية عريقة
- بكوات و.. هوانم جاردن سيتى (1)
- محنة المسيرى
- القطن المصرى .. عزيز قوم ذل!


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد هجرس - »شهادة« أبوالعلا ماضي: جماعات العنف وتأويلاتها للإسلام