مقاومة اقرار قانون النفط والغاز محك وطنية كل فرد وحزب ومنظمة عراقية

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1971 - 2007 / 7 / 9 - 11:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

كانت الهيمنة على النفط ولا تزال الهدف الاستراتيجي للهيمنة الامبريالية على العراق منذ مطلع القرن الماضي، والمنطلق لحروبهم وتنافسهم . وكان ولايزال شعبنا الضحية وبلدنا ساحة لصراعاتهم وميدانا لنهبهم وبطشهم المباشر تارة، وبواسطة ادواتهم اخرى حتى بلغت اوجها اليوم حيث زجت الامبريالية الامريكية بكل طاقاتها وسخرت كل ادواتها واستعادت كل تجاربها وتجارب بعضها في تركيع الشعوب واستنباط اساليب ووسائل جديدة.
واذ يثير جنون اقطابها صمود الشعب العراقي بل وتصاعد مقاومته في حين يصاب عشرات الالوف من جنودها بالجنون ويقتل الالاف ، و تصاعد معارضة اعضاء الكونغريس الامريكي بما فيهم الجمهوريين لاستمرار الحرب وخسائرها في العراق. ويقلقها تطور هذه المعارضة من التساؤل "هل اهداف هذه الحرب تستحق كل هذه التضحيات والخسائر؟؟" الى المطالبة باقالة رئيس الجمهورية بوش كمنفذ لهذه الحرب ونائبه ديك تشيني المخطط لها، باعتباره ممثلا عاما لاكبر شركات النفط العالمية. ولذلك اخذت الادارة الامريكية الحالية تسابق الزمن وتزج بكل طاقاتها لاحراز الهدف الاستراتيجي، من كل هذه التضحيات والخسائر قبل فوات الاوان. وهو اقرار قانون النفط والغاز الذي يضمن الهيمنة على ثاني احتياطي للنفط في العالم وبالتالي الهيمنة على العالم فضلا عن ضمان استمرار سيطرتها على السلطة وهيمنتها على الكونغرس بمجلسيه.
فقد كشفت صحيفة لوس اجلوس تايمس الامريكية عن ايغال الادارة الامريكية في خصخصة الحرب على العراق لتجنب معارضة الكونغريس وتستير خسائرها . فقد نشرت بيانات تشير الى ان عدد المتعهدين من القطاع الخاص يفوق الان عدد الجنود الامريكان في العراق وقالت ان اكثر من 180 الف مدني يعملون لصالح هذه الشركات بما فيهم امريكان وعراقيين واجانب في حين يبلغ عدد الجنود الامريكان 160 الف، عدى الاف الموظفين الحكوميين والمدنيين الامريكان العاملين في العراق. وهناك 21 الف متعهد امريكي و43 الف اجنبي و118 عراقي الف عراقي يتلقون رواتب من شركات امريكية على حساب دافع الضرائب الامريكي.ومن اخطر هذه الشركات بلاك ووتر وتريبل كوني وايرنيس . ولا يخضع اعضاء هذه الشركات لاي محاسبة مثل الجنود .
اما القوات البريطانية فقد اختارت تشكيل فرق الموت السوداء وتحويل بغداد الى بلفاست الايرلندية . وهي اكثر الوحدات البريطانية العسكرية السرية والاكثر انغماسا بجرئم القتل في الظلام وتسيطر على الارهابيين من خلال انتزاع المعلومات وتضم جنود امريكيين سريين وتعمل اليوم في العراق باسم "مجموعة الدعم المشتركة " وحسب وصف جريدة الساندي تلغراف "انها اكثر اسلحة التحالف فعالية واهلاكا في الحرب على الارهاب الذي يحرك عشرات من العملاء العراقيين المزدوجين بمن فيهم افراد المجموعات الارهابية. وتستخدم مجموعة الدعم المشتركة ومقرها المنطقة الخضراء، وسائل مختلفة من الاغراءات تتراوح بين الابتزاز والرشوة لتحويل الارهابيين الى عملاء لقوات الاحتلال . فقدمت لهم الكثير من المشاريع الصغيرة وبنت ساحات كرة القدم وتبرعت بملابس لاطفال المدارس لكسب عطف الجماهير .
ان في ظل كل هذا المخطط الاسود ومجازره اليومية التي يعيشها شعبنا تجرأت حكومة المالكي بدعم المجلس الاسلامي الاعلى وحزب الدعوة فضلا عن الحزبين الكرديين على تقديم مشروع قانون النفط والغاز للبرلمان، رغم تعرية الخبراء العراقيين والاجانب لمحتواه الاجرامي بحق شعبنا، وتكريسه استعباد شعبنا لعشرات السنين. تجرأت حكومة المالكي وداعميها،على رفع مستوى تحديهم لشعبنا في خدمة مخططات قوات الاحتلال. وغاب عنها وعن مناصريها ان توازن القوى دائما لصالح الشعوب مهما تجبر وتهستر اعدائها. فقد بادر حتى احد اعضاء وزارتها على رفض القانون وبادر رؤساء كتل برلمانية لرفض القانون لان الجميع يدرك بان مقاومة اقرار هذا القانون هو المحك الوطني لكل فرد عراقي مهما كان مركزه ولكل حزب او منظمة عراقية، كما يدرك الجميع حكم التاريخ على كل من يمرر القانون او لايساهم بفعالية في مقاومة اقراره.
نعم انها معركة كبرى وحاسمة بالنسبة للامبريالية الامريكية واحلامها بالهيمنة على العالم وبالنسبة لشعبنا وطموحاته بالتحرر بل انها جزء مهم من معركة البشرية من اجل تحررها من جميع اشكال الهيمنة والحروب. وكما استنفرت هذه المعركة كل قدرات اعداء شعبنا، تستنفر كل طاقاته الوطنية وكل احزابه السياسية ومنظماته الاجتماعية وفي طليعتها النقابات والاتحادات العمالية بل وكل فرد عراقي. انها تتطلب تركيز اهتمام ونشاط كل وطني لمقاومة اقرار هذا القانون والمساهمة بكل اشكال المقاومة بدءا بالتظاهر والاعتصام وتشجيع العناصر التي تجرأت على رفض القانون في الوزارة والبرلمان وتشجيع الاخرين على المقاومة بما فيها العمل على شل البرلمان وتعرية كل العناصر المقرة للقانون وسحب ثقة الجماهير بها والمطالبة بمحاكمتها فضلا عن تصعيد مقاومة قوات الاحتلال . ورغم افتقاد ساحات النضال العراقية لطلائعها التاريخية المعروفة في مثل هذه المعارك التاريخية الكبرى، فلا يعدم شعبنا من طلائع فتية تغتني بتجارب شعبنا وتحظى بدعم جماهيره ودعم البشرية، تملأ ساحاته وتزعزع اركان اعدائه وادواتهم وتفشل جميع مخططاتهم .
سعاد خيري في 8/7/2007

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات