مسح الذاكرة العراقية الهدف الرئيس من تغيير تاريخ العيد الوطني العراقي

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1913 - 2007 / 5 / 12 - 13:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تسعى قوى الظلام والعبودية التي تجسدها في عصرنا الامبريالية الامريكية وحلفاؤها وادواتها الى محو ذاكرة البشرية والشعوب ، بعد ان فشلت في تشويه تاريخها ونضالاتها عبر القرون ضد جميع انواع قوى الظلام والعبودية التي شهدتها البشرية وصولا الى الاشتراكية عبر مختلف اشكال التجارب الكفاحية. فقد دكت البشرية بنضالاتها وثوراتها نظام العبودية الذي دام عدة قرون ودكت الشعوب الانظمة الاقطاعية رغم تقدمها على النظام العبودي مستفيدة من تجاربها السابقة ، التي دامت قرون ، وتسعى البشرية اليوم لدك النظام الراسمالي الذي يشكل ذروة انظمة الظلام والعبودية بنظامه الشمولي الذي يلف العالم ويهدد وجوده، بقيادة الامبريالية الامريكية. فقد حمل النظام الراسمالي، رغم تقدمه على الانظمة السابقة، البشرية من الكوارث والالام المتصاعدة منذ قرنين ونيف، كلفت البشرية مئات الملايين من الضحايا والخسائر . وفي نفس الوقت اكسبت البشرية الغزير من التجارب في كفاحها وتطور وعيها ولاسيما في معاركها العالمية الكبرى كالحرب العالمية الثانية ، التي ادت الى دك اكثر انظمة الراسمالية رجعية: النظام الفاشي الهتلري. تلك الحرب التي كانت اول تجربة بشرية كبرى، وحدت جميع قوى البشرية بما فيها قوى راسمالية منافسة، لقهر اعتى اعداء البشرية واكثر فئات الراسمالية رجعية: الفاشية الهتلرية. وفي الاحتفالات التي شهدتها البشرية في 9/5/2007 ، استعادت البشرية تجارب ذلك النصر الذي ما كان له ان يتحقق لولا وحدة جميع قوى البشرية في مواجهة اخطر اعدائها . وفي نفس الوقت ربط الذكرى بما تعانيه البشرية اليوم من خطر داهم يتجاوز مخاطر الفاشية الهتلرية وهي فاشية الامبريالية الامريكية التي تغمر العالم بحروبها واستعبادها وتهدده بالرضوخ او الفناء. وادركت اي وحدة تتطلبها معركة البشرية الفاصلة ضد اشد الانظمة الاجتماعية وحشية وظلامة!! واي وحدة تتطلبها معركة من اجل تحرير البشرية عموما من كل شكل من اشكال الاستغلال والاستعباد!! ان ذكرى الاعياد العالمية والوطنية، ليست مناسبات احتفالية فقط بل هي مناسبات لاحياء التجارب وتطوير الوعي واساليب ووسائل الكفاح على صعيد البشرية عامة وكل شعب خاصة.
وبقي شعبنا يحتفل باعياده الوطنية ، بالاحتفال بذكرى ثورة العشرين وثورة 14/تموز، في كل الظروف سرا وعلنا، في الشوارع والبيوت وفي السجون والمنافي. ليطور منجزاته حينا ، وليستعيد ذكرى النضال وافراح النصر في الفترات المظلمة ، مقرونة بذكرى التجارب واهمية وحدة القوى الوطنية، وضرورة تطوير اساليب ووسسائل الكفاح رغم كل محاولات الانظمة التابعة للامبريالية البريطانيا ومن ثم الامريكية لتحريمها.بالارهاب والقتل والدمار .
واليوم بعد ان فشلت الامبريالية الامريكية بقوات احتلالها وجميع ادواتها الفتاكة من اسلحة محرمة وارهاب مرعب وفرق مرتزقة ومليشيات طائفية وفرق موت ، على قتل مقاومته وشل وعي وذاكرة الشعب العراقي ، تثير قوات الاحتلال والحكومة التابعة لها عدة معارك تشغل الراي العام العراقي بها عن معركتها الرئيسية ، وهي ضمان اقرار قانون النفط بدون مقاومة . فاثارت قضية تغيير تاريخ العيد الوطني الرسمي العراقي. ومن خلال ذلك ، تعمل على الغاء اعياد شعبنا الوطنية : ذكرى ثورة العشرين وذكرى ثورة 14/تموز واستبدالها بذكرى في تشرين 1932 التي تسجل ذكرى خضوع شعبنا للهيمنة البريطانية من خلال معاهدة 1930 وانضمامنا الى عصبة الامم : هيئة الاركان السياسية للاستعمار العالمي آنذاك. لتنسينا ذكريات نضالاتنا الثورية وتجارب كفاحنا وافراح انتصاراتنا وتمجيد شهدائنا. ونتذكر فقط مراحل استسلام عملاء الاستعمار وادواته واخضاع شعبنا واستغلال ثرواته للمستعمرين.
كلا!! سوف لن نغير اعيادنا الوطنية وسنبقى نحتفل بثورة العشرين وبذكرى ثورة 14/تموز وسنضيف اليهما انتصارنا بقهر اكبر اقطاب الراسمالية وفرض انسحابهم من بلادنا وتطهير ارضنا من اخر جنودهم كما طهرت ثورة 14/تموز ارض العراق من اخر جندي بريطاني . وسنقاوم استبدال تاريخ عيد وطننا الرسمي دون ان يشغلنا ذلك عن مقاومة المصادقة على قانون النفط في البرلمان، ولا عن دعم وتطوير مقاومة شعبنا لقوات الاحتلال وكل ادواته السياسية والايديولوجية والارهابية والطائفية لادراكنا بان قوات الاحتلال سوف لن تكف عن تحميل شعبنا المزيد من الكوارث ولن تكف عن خلق المزيد من ادوات الارهاب والقتل والدمار ولا تكف عن خلق المزيد من وسائل تفرقة صفوف الشعب وخلق المزيد من المعارك لتشغلنا عن اهدافها الرئيسية في تركيعنا واستخدام ثرواتنا ومواقعنا للهيمنة على البشرية .
ان معركتنا ضد القطب الاكبر للعولمة الراسمالية هي جزء من اكبر معارك البشرية ضد اشد اعداء البشرية رجعية وفاشية ، ضد الامبريالية الامريكية . ومن ذكرى عيد النصر على الفاشية العالمي نستمد الخبرة والتجارب في اهمية وحدة جميع قوى شعبنا بغض النظر عن الانتماء القومي او الديني او الطائفي، ضد العدو المشترك قوات الاحتلال وادواتها فضلا عن التوحد مع قوى البشرية ضد اشد اعدائها فتكا ووحشية العولمة الراسمالية بقيادة الامبريالية الامريكية.

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات