أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - دم العراقيين ومصيرهم في سوق البورصة الامريكية














المزيد.....

دم العراقيين ومصيرهم في سوق البورصة الامريكية


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1891 - 2007 / 4 / 20 - 13:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهت بالامس اكبر تظاهرة عالمية للتعاطف مع اربعة ملايين لاجيء عراقي نظمتها هيئة الامم المتحدة في جنيف ، بتوجيه ودعم من الادارة الامريكية وبتوافق المصالح والاهداف بينهما . فاهتمام هيئة الامم بدعمها لاربعة ملايين عراقي مشرد سيعفيها عن تغاضيها عن جميع الجرائم التي اقترفتها الامبريالية الامريكية في العراق وفي غيره من البلدان التابعة، ويضمن لها ولموظفيها بعض الموارد من خلال جمع التبرعات باسم اللاجئين العراقيين، فضلا عن تبرير وجودها . ومن الناحية الثانية يضمن المؤتمر ليس فقط تستير دور الاحتلال في جريمة تشريد هذه الملايين من الشعب العراقي وقتل مئات الالاف منهم وحرمان الملايين من جميع وسائل العيش وفرص العمل، بل والقائها على الشعب العراقي واتهامه بالهمجية والطائفية لتبرير استمرار التواجد الامريكي في العراق لحماية شعبه من الحرب الاهلية. وفي نفس اليوم تثير قوات الاحتلال الرأي العام العالمي بمجزرة على يدها مباشرة او بواسطة ادواتها في سوق الصدرية الذي يقع في منطقة شعبية وتقصده جميع الفئات الكادحة بغض النظر عن انتماءاتها السياسية والقومية والطائفية ، لتدني اسعار بضائعه عن بقية الاسواق في بغداد. فقتلت 195 وجرحت المئات، من هؤلاء الكادحين، المنتمين لجميع فئات الشعب . وجاء توقيت الحادثين قبل يوم واحد من جلسة الكونغريس "سوق البورصة الامريكية لكبار الراسماليين الامريكان في تنافسهم على السلطة ومن خلالها على ميادين الهيمنة على العالم. الجلسة المخصصة لتقرير مصير قرار بوش بزيادة قوات احتلاله للعراق ورصد مائة مليار دولار لتمويله، بمواجهة طلب الديموقراطيين بربط التمويل بتحديد جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية من العراق. واردف فالون القائد الجديد للقوات الامريكية في المنطقة، ذلك بتهديد الحكومة العراقية بان صبر الادارة الامريكية ليس بدون حدود ، كورقة مساومة مع النواب الديموقراطيين، وعليها الاسراع بتحقيق الامن وتشريع قانون النفط والغاز!!
ورغم كل ذلك فشلت الادارة الامريكية في رفع قيمة اوراقها في بورصة الكونغريس الامريكي واصر الديموقراطيون على موقفهم مدعومين بل ومضطرين تحت ضغط الجماهير التي احاطت بالكونغريس باسيجة بشرية مطالبة بانسحاب القوات الامريكية من العراق ومتحدية هجمات قوات الشرطة والاعتقالات بالجملة. دع عنك تصاعد وعي الشعب العراقي وادراكه بان الممول والمنظم والمدرب لجميع هذه الجرائم بحق الشعب العراقي هو قوات الاحتلال بغرض استمرار احتلالها واستمرار نهب ثرواته النفطية. فمنذ اربع سنوات وتدفق النفط بمعدل لا يقل عن مليونين ونصف البرميل وبسعر لا يقل عن 60 دولار، وتتجاوز عائداته 70 مليار دولار سنويا. تستحوذ تستحوذ قوات الاحتلال على 80% منهادون حسيب او رقيب. وتتقاسم السلطة ومليشياتها ما لايقل عن 10% ولا ينال الشعب العراقي اكثر من 10% من وارداته ويحرم من معظم الخدمات الاجتماعية فضلاعن حرمانه من نفطه ويجبر على استيراد النفط وجميع مشتقاته من الخارج بل وتلجأ الحكومة الى طلب المساعدات من الدول الداعمة والى الاستدانة من البنك الدولي . وفي حين تجني الامبريالية الامريكية المليارات من احتلال العراق ، تبرعت في مؤتمر اللاجئين ، بمليونين دولار فقط!! فقد كان رئيس وفدها ولفوفتز مدير البنك الدولي وهو من كبار قادة الحرب على العراق ومهندسي ادارته بعد الاحتلال، والذي لم يتورع عن تحويله الاموال الدولية لمكافحة الفقر في العالم الى وسائل لترفيه اتباعه، وفقا لما تناولته الصحف الامريكية. .
ولم تعد تخفى هذه الوسائل والادوات على قوى البشرية الواعية ولاسيما الشعوب المجاورة والمستظيفة للاجئين العراقيين . ففي توثيق بسيط يجد كل انسان: ان معظم هؤلاء اللاجئين، كادحين من مختلف فئات ومكونات الشعب العراقي هربوا من القتل والدمار وفقدان فرص العمل . وعانى ويعاني معظمهم من الامراض الجسدية والعصبية والنفسية . ومع ذلك يتعايشون ويتعاونون على مواجهة مصاعب التغرب عن الوطن ومصاعب الحياة . كما كشفت كل المجازر التي تحدثها المفخخات والتفجيرات في الاماكن العامة والاسواق والجامعات التي تضم جميع مكونات الشعب العراقي بان كل هذه الجرائم من تخطيط وتوجيه وتمويل قوات الاحتلال، بهدف تبرير استمرار احتلالها والتهويل من مخاطر انسحابها من العراق، امام الراي العام العالمي، بل وحتى العراقي . ورغم استطاعتها كسب البسطاء من جماهير العالم وجماهير الشعب العراقي وبررت للحكومة العميلة ودعائمها السياسية المطالبة باستمرار الاحتلال حتى تمكينها من حماية الامن ، الذي تعطل قوات الاحتلال كل وسائل وادوات تحقيقه، تتصاعد مقاومة الشعب العراقي لقوات الاحتلال بكل الوسائل والاساليب ويتزايد وعي الجماهير بعدم امكانية تحقيق الامن وحل أي من الازمات التي يعانيها شعبنا مع بقاء قوات الاحتلال . صحيح ان قوات الاحتلال استطاعت بناء قواعد اجتماعية لتنفيذ مخططاتها في حال انسحابها، من محترفي الاجرام والطامعين بالسلطة من سياسيين وطائفيين ويمكن لهؤلاء الاخلال بالامن واقتراف افضع الجرائم التي لايمكن ان تفوق ما يعيشه شعبنا في ظل الاحتلال، الا ان وعي شعبنا وتلاحم قواه الوطنية والانسانية وتضامن الراي العام العالمي معه ستمكنه من لجم هذه القوى التي ستفقد بانسحاب قوات الاحتلال سندها وممولها ومدربهاوالمباشرة في بناء العراق الحر والشعب السعيد .
نعم انها معركة صعبة ولكن لابد من انجازها وليس للشعب العراقي أي مهرب منها فحتى اللجوء والقتل تستغله الامبريالية الامريكية، لمصلحتها. ان كل تأخير فيها يزيد من قوى الظلام ويعمق معاناة شعبنا ويزيد المعركة صعوبة. فالى وحدة جميع فئات ومكونات الشعب العراقي من اجل تحرير الوطن وانقاذ الشعب من جميع جرائم وكوارث الاحتلال التي ليس لهولها وتنوعها نهاية وليس لقسوتها حدود. فقد اصبحت دماء شعبنا ومصيره اداة في بورصة الامبريالية الامريكية، وعلينا تحريرها قبل ان تحرقها المصالح الامبريالية.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل التصدي بفعالية لجرائم الامبريالية الامريكية
- تفجير جسر الصرافية جزء من مخطط متكامل لتركيع شعبنا وتوقيته ج ...
- ماذا يعني -الماركسية اللينينية اعلى مراحل تطور الماركسية-؟
- مقاومة الشعب العراقي هزت مواقع قطب العولمة الراسمالية الاكبر ...
- تحيا ذكرى ميلاد زكي خيري بحيوية افكاره ورسوخ ثقته بقدرات الش ...
- في الذكرى الثالثة والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي تتجد ...
- القمة العربية الجديدة حبل نجاة متهرئ لمشروع الشرق الاوسط الا ...
- تشريع قانون استثمار النفط هو تشريع لكل جرائم القوات الامريكي ...
- اربع سنوات من احتلال العراق عرت القرن الامريكي وصمود شعبه يش ...
- جبهة عالمية لتحرير العالم من القواعد العسكرية الامريكية
- تشريع قانون النفط تشريه لصك العبودية
- لنتحدى الكوارث التي تنزلها قوات الاحتلال بشعبنا لتمرير قانون ...
- ارادة الشعب العراقي وعبقريته عرت عجز القطب الاكبر للعولمة ال ...
- حوّل الاحتلال كل ايامنا الى اياما عالمية للرعب والتركيع، فال ...
- لا لتشريع قانون استثمار النفط: قانون نهب ثرواتنا النفطية
- رفع الوعي الوطني والاممي ضمان لوحدة الجماهير الشعبية وليس ال ...
- الادارة الامريكية تعد مسرحية بيعة لقوات احتلالها على غرار مه ...
- 3-عجلة التاريخ ومقاومة الشعب العراقي المدعومة عالميا تجبر ال ...
- 2- التضليل بشعار جدولة الانسحاب
- خل ستسحب امريكا قواتها من العراق ومتى ؟ -1


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - دم العراقيين ومصيرهم في سوق البورصة الامريكية