أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - ارادة الشعب العراقي وعبقريته عرت عجز القطب الاكبر للعولمة الراسمالية عن تركيعه














المزيد.....

ارادة الشعب العراقي وعبقريته عرت عجز القطب الاكبر للعولمة الراسمالية عن تركيعه


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1846 - 2007 / 3 / 6 - 12:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعترف كبار القادة العسكرين الامريكان للحرب في العراق وكبار المشرفين على تسليح قوات الاحتلال ، بعجزهم عن مواجهة المقاومة العراقية . واشاروا بانهم لم يواجهوا في العراق مقاومة كالتي واجههوها حتى في الفيتنام. فالمقاومة العراقية ليست كما يضن، مقاومة شعب من شعوب العالم الثالث المتخلفة اقتصاديا وعلميا ، بل مقاومة استطاعت بعبقرية ان تتحدى كل انواع اسلحتنا المتطورة واحدث ما انتجته عقول علماء، جمعتهم الولايات المتحدة من جميع انحاء العالم في معاهدها ومختبراتها ، لتحصين الجيش الامريكي واعتدته. وكلما وضعنا اجهزة جديدة للكشف عن اسلحتهم المحلية البسيطة، واستعملنا اسلحة افتك ، تجد المقاومة قد اعدت لمواجهتها وافشلت قدرتها. وفضلا عن تصاعد عدد الجنود الامريكان القتلى والجرحى يتزايد عدد الجنود الامركان المصابين بالانهيارات العصبية لحد الانتحار. فالجندي الامريكي يسير فزعا في شوارع ومدن العراق شاهرا سلاحه ويده على الزناد ، وكثيرا ما امطر المارة بالرصاص عند اقل ما يثير شعوره بالخطر . و الجنود المحصنين بالدبابات المدرعة يعانون من اشد انواع التوتر العصبي ولا يدرون من اين سيأتيهم الموت : من سيارة مفخخة ام متفجرة في الارض ام قذيفة. فقدعجزت كل المبتكرات التكنولوجية عن الكشف على كل هذه الوسائل قبل تفجرها. واخيرا لم ينج جنودها حتى وهم في الجومن اسقاط طائراتهم المحصنة باحدث وسائل الحماية والكشف عن الصواريخ الموجهة وتدميرها. و تثير هذه المقاومة فخر الشعب العراقي وتزيد من اندفاع شبيبته الى صفوفها متحررين من الرعب واليأس وكل قيود التخلف:من طائفية وتقاليد بالية. وتتعزز ثقة الجماهير بالنفس وبالمستقبل وتقدم على المساهمة بمختلف اشكال المقاومة. وفي نفس الوقت تتزايد وتتعمق كل يوم مشاعر الكره والحقد على القوات الامريكية وتتكشف كل محاولاتها لتستير دورها في كل ما يعانيه الشعب العراقي من جرائم ارهابية وطائفية وابادة فردية او جماعية . وويقترن ذلك بتزايد غضب الشعب الامريكي وشعوب العالم على الادارة الامريكية وتتصاعد المطالبة بسحب قواتها من العراق، بل وتتصاعد المطالبة بسحب القوات الامريكية من العراق حتى من قبل كبار ممثلي العولمة الراسمالية، مع ضمان الهيمنة عليه وعلى خيراته ، بوسائل اخرى ، سياسية واقتصادية وعسكرية معاصرة: تنصيب حكومة مطيعة وقاعدة اجتماعية تابعة من منظمات سياسية ومدنية ، وتشريع قانون النفط الذي يضمن استثمار النفط لعشرات السنين من قبل شركاتنا ووفقا لشروطنا، والانسحاب الى قواعد عسكرية داخل العراق او خارجه، تمكننا التكنولوجية الحديثة من الهيمنة التامة عن بعد. لعل في ذلك يمكن خداع الشعب العراقي وترويض مقاومته.
ورغم كل اصرار الادارة الامريكية الحالية على تحقيق النصر في الحرب على العراق فقد اضطرت الى اضافة بعض الرتوش الانسانية لحملاتها التاديبية المسماة "حماية الامن وفرض القانون" باقامة قواعد لقواتها وسط التحشدات الجماهيرية وعقد صداقات مع العوائل واعادة فتح المصانع الحكومية المعطلة لايجاد فرص عمل. واعلنت عن اقامة قاعدة لقواتها في مدينة الثورة. وذكرني هذا بحادث جرى في مدينة العمارة في العشرينات من القرن الماضي بقيت الجماهير تتندر به عشرات السنوات .
اقامت مجموعة تبشيرية امريكية من البروتستنت كنيسة في العمارة، في العشرينات من القرن الماضي . وكانت افخم من اية بناية في المدينة ومحاطة بحديقة كبيرة وملاعب للتنس . تطل على الشارع الرئيس المحاذي لدجلة والمسير الرئيس للتنزه ولاشك بانه باق حتى يومنا هذا. وكثيرا ما مررت به لوحدي او مع صديقاتي وكنا نتطلع من وراء اسواره ، لما في داخله ولاسيما اشجار الفواكه والازهار دون ان يجرؤ احدنا على دخوله رغم انفتاح ابوابه طول النهار . ودأب هذا المركز على استقبال الجماهير البسيطة من خلال فتح مركز صحي في داخله يفتح ابوابه كل ايام الاسبوع عدى الاحد وفي الاحد يدعون الجماهير المترددة عليه الى احاديث دينية وصلاوات على انغام الموسيقى وتوزيع الاعانات . وفي كل سنة يقيمون احتفالا بتنصير مجموعة من هذه الجماهير . وفي اول احتفال من هذا النوع وعندما بلغ المبشر اقصى درجات الحماس في روي اعجازات المسيح ، صاح الجمهور بصوت واحد" اللهم صلي على محمد وآلي محمد"
ومن المفارقة ايضا ان جماهير مدينة الثورة بمعظمهم من احفاد ارياف العمارة والمدن الجنوبية الاخرى قطنوا هذه المدينة هربا من الاقطاع ، قبل ثورة 14/تموز/1958 . وحاولت حكومات العهد الملكي العميل هدم مدينتهم، عدة مرات، بدعوى تشويهها لمنظر العاصمة. فاشعلت النيران في بيوتهم التي كانوا يشيدوها من القصب والطين ، مرات عدة. ومن احد اهم منجزات ثورة 14/تموز الديموقراطية والوطنية، بناء مدينة الثورة باقامة اكبر مشروع اسكان في العراق ببيوته وشوارعه ومدارسه ومستوصفاته.
ولا شك سيستمر شعبنا برفد المقاومة باحسن العقول والقابليات على مواجهة كل اسلحة اعدائه واعداء البشرية: العسكرية والايديولوجية والسياسية والاقتصادية. وسيكون رد جماهير مدينة الثورة على قوات الاحتلال ابلغ من رد اسلافهم في العشرينات من القرن الماضي ومتناسبا مع كل معناتهم وتجارب كفاحهم ، خلال قرن كامل :
" لا بديل عن وطن حر وشعب سعيد"
سعاد خيري في 6/3/2005



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوّل الاحتلال كل ايامنا الى اياما عالمية للرعب والتركيع، فال ...
- لا لتشريع قانون استثمار النفط: قانون نهب ثرواتنا النفطية
- رفع الوعي الوطني والاممي ضمان لوحدة الجماهير الشعبية وليس ال ...
- الادارة الامريكية تعد مسرحية بيعة لقوات احتلالها على غرار مه ...
- 3-عجلة التاريخ ومقاومة الشعب العراقي المدعومة عالميا تجبر ال ...
- 2- التضليل بشعار جدولة الانسحاب
- خل ستسحب امريكا قواتها من العراق ومتى ؟ -1
- الاحتفال بيوم المرأة العالمي في العراق
- الى اين يسير العراق
- هل القرن الواحد والعشرين ، قرن امريكي بدون منازع
- الف تحية لاتحاد نقابات عمال النفط في تصديهم للهدف الرئيس من ...
- نعم لكل ازمة اسباب عديدة والمهم تحديد السبب الرئيس اوالحلقة ...
- احصائيات عالمية ودولية تفضح مسؤولية قوات الاحتلال عن جميع جر ...
- 3-الاهمية العالمية لمقاومة الشعب العراقي للاحتلال تتطلب منه ...
- 2 - مقاومة الشعب العراقي للاحتلال عامل هام في تطوير العولمة ...
- - احتلال العراق والعولمة . 1 -احتلال العراق اسلوب امبريالي ت ...
- ، رسالة مفتوحة الى جميع المنظمات النسوية العراقية في لندن وف ...
- رسالة مفتوحة الى الاتحاد النسائي الديموقراطي العالمي بمناسبة ...
- يا طلبة العالم وشبيبته
- ايتها البشرية الشعب العراقي يخوض معركة تحررك الكبرى يتعرض لل ...


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - ارادة الشعب العراقي وعبقريته عرت عجز القطب الاكبر للعولمة الراسمالية عن تركيعه