أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - هل القرن الواحد والعشرين ، قرن امريكي بدون منازع















المزيد.....

هل القرن الواحد والعشرين ، قرن امريكي بدون منازع


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1823 - 2007 / 2 / 11 - 12:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يذكر هذا القول كل مؤرخي العالم الحقيقين وجميع مخضرمي البشرية ، الذين عايشوا الثلث الاول من القرن العشرين، وانا منهم بمقولة مشابهة جدا وهي "من يستطيع مقاومة قوات الامبراطورية التي لا تغيب عن مستعمراتها الشمس؟" والتي لم تجرأ الامبريالية البريطانية حمل هذا الشعار فور اقتسامها العالم مع الامبريالية الفرنسية اثر الحرب العالمية الاولى وتثبيت هيمنتها على مناطق شاسعة من العالم بدءا من الهند شرقا ومرورا بالعراق والاردن ومصر و معظم بلدان افريقية وصولا الى كندا وبعض بلدان امريكا اللاتينية. ولم تجرأ على الادعاء بذلك الشعار حتى نسي العالم هزيمة جيشها مع جيوش 14 دولة رأسمالية على يد الجيش الاحمر بامل قتل اجنة النظام الاشتراكي قبل نموها كما صرخ عميد الامبراطورية البريطانية العظمى تشرشل، مستنفر قوى الراسمالية على الصعيد العالمي. ولم ترفع بريطانيا العظمى هذا الشعار، الا بعد تصاعد نضال شعوب مستعمراتها من اجل التحرر، نتيجة ايغال ادواتها في استعباد شعوب المستعمرات اولا وبتأثير تجربة الشعب الروسي على وعي هذه الشعوب. وتعكزت عليه جميع القوى التي قبلت ان تبيع بلادها لقاء تولي كراسي الحكم التابع للامبراطورية التي لا تغيب عن مستعمراتها الشمس لتضلل شعوبها وتبعث في نفوسهم اليأس فتقعدهم عن النضال ، وتخيرهم بين الالتحاق بتيار باعة الضميراو الخضوع لاقسى شروط الاستعباد وبين عقوبات النضال الوطني من اعدامات وسجون وتعذيب ونفي وابعاد.
كان ذلك شائعا في منتصف الثلاثينات من القرن الماضي ، حيث تطور نضال شعوب المستعمرات ووعيها، الامر الذي اضطرت بريطانيا العظمى للاعتراف باستقلال شكلي لبعض مستعمراتها ودخولها عصبة الامم بعد تنصيب حكومات تابعة وتقييدها باتفاقيات تضمن جميع مصالح الامبراطورية . وبتطور النضال الوطني والطبقي، نشأت وتطورت الاحزاب الشيوعية في معظم البلدان المستعمرة رغم كل وسائل الارهاب والتضليل الايديولوجي بما فيها استغلال الدين والتقاليد الاجتماعية برمي الشيوعية بالاباحية (الاخ يتزوج من اخته) والالحاد و..الخ وعملت هذه الاحزاب ومنها الحزب الشيوعي العراقي الذي تأسس عام 1934 على تعرية هذا الشعار والتذكير بهزيمة جيش الامبراطورية امام ارادة الشعب الروسي وجيشه الاحمر الذي كان يشكل الفلاحون والعمال معظمه وانتصار شعبنا في ثورة العشرين فكان مكوار الفلاحين اقوى من اسلحة الامبراطورية العظمى...
وبعد عشرة اعوام فقط، ورغم النصر على الفاشية لجميع قوى الحلفاء بقيادة الاتحاد السوفيتي خرجت الامبراطورية التي لا تغيب عن مستعمراتها الشمس محطمة . واضطرت لاصلاح ما خربته الحرب لبيع معظم مستعمراتها للامبريالية الامريكية ، الامبريالية الوحيدة التي خرجت من الحرب اقوى مما قبلها بسبب بعدها عن ساحات الحرب والدمار وتطوير جميع قوى انتاجها ولا سيما العسكرية لمد جبهات الحرب بما يلزم من سلاح وتكنولوجيا وانتاج.
ورغم ذلك لم تجرأ على الادعاء بسيادة العالم ليس فقط لوجود الاتحاد السوفيتي بل والمنظومة الاشتراكية بل وحتى لفشلها في مد هيمنتها على شعوب المستعمرات التي تصاعد نضالها من اجل التحرر . فقد فشلت في اخضاع الشعب الفيتنامي الذي فرض هزيمة الامبريالية الفرنسية ، بل وتفاجأت كما تفاجأ العالم بانهيار الاتحاد السوفيتي تحت عبء اخطاء قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي وانحرافهم عن الماركسية وتطورهم الى برجوازية بيروقراطية .
وعمت العالم علاقات الانتاج الراسمالية وانطلق مؤدلجوها في تضليل العالم بمختلف النظريات مثل نهاية التاريخ وابدية علاقات الانتاج الراسمالية ، وطور التحريفيون مختلف النظريات الاصلاحية لخلق راسمالية عادلة..
وعندئذ فقط تجرأ قادة الامبريالية الامريكية ومؤدلجوها رفع شعار العالم الجديد اولا ثم العالم الامريكي الجديد واخيرا القرن الامريكي بلا منازع. ولمواجهة تنامي وعي البشرية ونضالات الشعوب من اجل تحررها ومواجهة ازماتها المتعددة التي زادت من تفاقمها الثورة العلمية التكنولوجية، التي خلقت الاساس المادي لتحرر البشرية من علاقات الانتاج الراسمالية. وقدرتها على تحقيق من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته ، رغم جانبها السلبي الذي مكن قطب العولمة الراسمالية الامبريالية الامريكية من حيازة افضع اسلحة الدمار الشامل، التي تمكنه من افنا البشرية. ولذلك عمدت الى الهاء البشرية بعدو عالمي مروع هو الارهاب ، الامر الذي يفرض توحدها مع اقطاب العولمة الراسمالية لدحره وليس النضال ضدها . في حين عملت على تكوين مختلف اشكال فرق الارهاب وتدريبها وتسليحها وكانت القاعدة اجرأ هذه المنظمات واكثرها افتضاحا في نشوئها وتدريبها وتسليحها امريكيا، من خلال دورها في الحرب الافغانية ضد النظام الديموقراطي الافغاني المسند بدعم السوفييت. واخذت تكشف باساليبها الفاشية يوميا من خلال حروبها لفرض هيمنتها على العالم، زور كل ادعاءاتها بالديموقراطية وحقوق الانسان وتدفع بملايين البشر الى توحيد صفوفها لمقاومة هيمنتها على العالم.
ولم يمضي على انهيار الاتحاد السوفيتي وبداية القرن الامريكي بلا منازع عشر سنوات حتى نهضت حركة عالمية جبارة تناهض العولمة الراسمالية التي تشكل الامبريالية الامريكية قطبها الاكبر وليس القطب الوحيد. ومن بين طلائعها اخذ ينمو ويتطور وعي ماركسي ثوري وطني واممي في آن واحد. لتلاحم الاستراتيجية الطبقية والوطنية والعالمية في عصرنا.. ونهضت شعوب عدة وفرضت تحررها من الهيمنة الامريكا مثل فنزويلا وبوليفيا والاكوادور ونيكاراغوا فضلا عن كوبا .. وتنهض قوى اقتصادية عالمية جديدة مثل الصين التي لم تكتف باجتياح اسواق الامبريالية الامريكية في عقر دارها بل وتجتاح افريقية لتنهض بمستوى 500 مليون انسان من الفقر المدقع وترفع مستواهم الى مستوى العصر، بعد ان رفعت مستوى اكثر من مليار من البشر في الصين ولو باسلوب راسمالي .. ويقاوم شعبنا بكل الوسائل الاحتلال الامريكي وتستثير مقاومته شعوب العالم بما فيها الشعب الامريكي الامر الذي دفع حتى الصحافة الامريكية بالتحذير من قرب افول العصر الامريكي الجديد.. ورغم ذلك هناك من يردد بان القرن الحادي والعشرين قرنا امريكيا بلا منازع ونحن لا نزال في بدايته ..
سعاد خيري في 10/2/2007



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الف تحية لاتحاد نقابات عمال النفط في تصديهم للهدف الرئيس من ...
- نعم لكل ازمة اسباب عديدة والمهم تحديد السبب الرئيس اوالحلقة ...
- احصائيات عالمية ودولية تفضح مسؤولية قوات الاحتلال عن جميع جر ...
- 3-الاهمية العالمية لمقاومة الشعب العراقي للاحتلال تتطلب منه ...
- 2 - مقاومة الشعب العراقي للاحتلال عامل هام في تطوير العولمة ...
- - احتلال العراق والعولمة . 1 -احتلال العراق اسلوب امبريالي ت ...
- ، رسالة مفتوحة الى جميع المنظمات النسوية العراقية في لندن وف ...
- رسالة مفتوحة الى الاتحاد النسائي الديموقراطي العالمي بمناسبة ...
- يا طلبة العالم وشبيبته
- ايتها البشرية الشعب العراقي يخوض معركة تحررك الكبرى يتعرض لل ...
- استراتيجية بوش تعمق ازمات الامبريالية الامريكية قطب العولمة ...
- تسليم الادارة الامريكية ملهاة صدام الى ادواتها
- تحية لفصائل الجيش العراقي المقاومة للاحتلال في عيدها
- نهاية ملهاة صدام خطوة نحو نهاية اعداء البشرية
- اتركوا العراق لشعبه
- رسالة شكر للاستاذ احمد الناصري
- انقذوا بغداد من خطة امن بوش -المالكي
- اليسار العراقي والحزب الشيوعي
- الاهمية الآنية لتجربة حركة الانصار الشيوعية ضد النظام الدكتا ...
- تغييب الاستراتيجية الوطنيةالسبب الرئيس لفشل جميع مؤتمرات الم ...


المزيد.....




- اصطدمت بسيارة أخرى وواجهته بلكمات.. شاهد ما فعلته سيدة للص س ...
- بوتين يوعز بإجراء تدريبات للقوات النووية
- لأول مرة.. دراجات وطنية من طراز Aurus ترافق موكب بوتين خلال ...
- شخصيات سياسية وإعلامية لبنانية: العرب عموما ينتظرون من الرئي ...
- بطريرك موسكو وعموم روسيا يقيم صلاة شكر بمناسبة تنصيب بوتين
- الحكومة الروسية تقدم استقالتها للرئيس بوتين
- تايلاند.. اكتشاف ثعبان لم يسبق له مثيل
- روسيا.. عقدان من التحولات والنمو
- -حماس-: اقتحام معبر رفح جريمة تؤكد نية إسرائيل تعطيل جهود ال ...
- مراسلنا: مقتل 14 فلسطينيا باستهداف إسرائيلي لمنزلين بمنطقة ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - هل القرن الواحد والعشرين ، قرن امريكي بدون منازع