أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - اصعب امتحانات حياتي















المزيد.....

اصعب امتحانات حياتي


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1968 - 2007 / 7 / 6 - 12:42
المحور: سيرة ذاتية
    


طلبت معلمة اللغة الروسية في جامعة الصداقة مني عام 1961 ان اسمح لها بكتابة قصة حياتي، بعد ان سمعت بعضا من فصولها .. ولكنني رفضت قائلة: "كلا لااريد!! لانني ما زلت تحت الاختبار. والشيوعي يبقى تحت الاختبار حتى اخر يوم في حياته. ولا اريد لاحد يقدرني اليوم ليندم على ذلك فيما بعد. وها انا وقبل ان ابلغ الثامنة والسبعين اواجه اقسى الامتحانات التي مرت في حياتي .. انذار بالفصل من الحزب الذي وهبته كل حياتي منذ ادركت جوهر رسالته الاممية واستراتيجيته الوطنية وعلمية نهجه وانسانية علاقات رفاقه منذ ستين عاما. وكرست كل جهودي طيلة حياتي الحزبية لالخص تجاربه واسجل تاريخه بكل انجازاته الجبارة وهفواته المؤلمة ، امجد شهدائه وادين اعدائه واعريهم. لم يغريني منصب يوما ولم يثنيني عقاب. فقد امنت منذ انتمائي للحزب حتى اليوم ان الحزب اثمن من أي شخص فيه ، دون ان استثني نفسي من ذلك ، بل واضع نفسي في المقدمة . وكم سئلت : الم تشعرين بالغبن يوما ؟؟ وكان جوابي دائما وحتى الموت : : كلا!! لانني ومنذ انتميت الى الحزب وحتى اليوم اشعر بنور داخلي يضئ طريقي وبسعادة وراحة ضمير لم تستطع جدران السجون ولا سياط المعذبين تكديرها.. لم اشعر يوما بحرج او مأزق مظلم، فالتفكير المادي الديالكتيكي دائما يهديني للحل الصحيح . ولم اشعر يوما بالندم على ما اقدمت عليه حتى اليوم الا عن عدم قدرتي عن تقديم المزيد لخدمة الحزب ومن خلاله شعبنا والبشرية.. فهذا اعتبره اثمن ما اطمح اليه لنفسي.
يعرف جميع من تعرف علىّ شخصيا او من خلال كتاباتي، عمق اخلاصي للحزب الشيوعي العراقي وتاريخه وشهدائه بل ورفاقه ، فهم المجال الحيوي الوحيد لوجودي . فقررت قيادة الحزب اختيار حرماني من مجال حياتي الحيوي الوحيد، مادة لاصعب امتحانات حياتي .. وجاءني الانذار في كانون الاول من عام 2006 بواسطة رفيق اكن له كل الاحترام وكم آلمني تحرجه من ابلاغي بالانذار وتهرب الرفيق الاخر من حضور تبليغي. وكان على الشكل الاتي: الكف عن نقد سكرتير الحزب علنا والاكتفاء بنقد السياسة .. ويمكنك نقد أي شخص بما فيه السكرتير في رسائل داخلية والالتزام بذلك حتى المؤتمر الذي على وشك الانعقاد. والا الفصل من الحزب .
وعادت بي الذكرى بما عانيناه : الرفيق زكي خيري وانا من عزلة بمختلف المبررات منذ سنوات لاننا وضعنا دائما صيانة الحزب وتاريخه الوطني والاممي وشهدائه بل ورسالته التاريخية في تحرير وطننا واسعاد شعبنا فوق كل شخص فيه. كما تذكرت جواب زكي خيري على سؤال احد الرفاق في لقاء حزبي في استوكهولم : لماذا لم تترك الحزب وتؤسس حزبا اخر؟ قائلا لثقتي بقدرة الشيوعيين العراقيين داخل الحزب من تعديل سياسته وتحريره من الانتهازية، بفضل وعيهم وتطويره من خلال الصراع الفكري، فضلا عن ان تجارب التكتلات والانشقاقات السابقةلم تؤد الا الى اضعاف الحزب واضعاف ثقة الجماهير به. ومنذ رحيل زكي خيري حتى اليوم احكموا عزلتي عن الرفاق ولاسيما بعد ان اقعدتني ضريبة العمر عن حضور أي تجمع بل واقفلوا جميع وسائل اعلام الحزب بوجهي فاضطررت للكتابة عن طريق قناة واحدة مشكورة هي: "الحوار المتمدن".
ورغم اامفاجأة وتقديرا للموقف وعدت الرفيق بما طلب بعد مناقشة طلبه : فسألته: هل يمكن فصل رفيق عمره الحزبي ستين عاما بهذه البساطة؟ وهل كانت مواقف وتصريحات السكرتير التي تناولتها بالنقد داخلية ؟ هل انخراطه بمجلس الحكم الذي اختارت اعضائه قوات الاحتلال كانت قضية داخلية وهل تصريحاته في الصحافة والتلفزيون قضايا داخلية؟ فانا لم اتناول بالنقد الشخصي سوى هذه المواقف العلنية. انني وفي كل كتاباتي انطلق اولا وقبل كل شيء من مصلحة الحزب الشيوعي التي هي رهن بمصالح الشعب والوطن والبشرية. ورغم كل ما اعانيه من عقوبات سابقى مخلصة للحزب والشعب والوطن ولم افرط بشرف العضوية ولم الوث نفسي بالانتماء لاي تكتل او انشقاق..
ومرت الاشهر ومآسي شعبنا تتوالى وتتعمق دون تحرك جماهيري منظم يتصدى له الحزب او موقف سياسي جريء لممثليه في البرلمان او تحليل ثوري واحد لمعاناة شعبنا في صحافته . وعكست ذلك وثائق المؤتمر الثامن وقدمت في حينه نقدا واحدا باعتبارها وثائق حزب اشتراكي ديموقراطي .
وبالامس فوجئت بسؤال من الرفيق نمير العاني بروفيسور الفلسفة الماركسية في جامعة بطرسبرج ( لنينيغراد )، عن راي في المؤتمر الثامن للحزب .. فاجبته بانني لم اعد احسب هذا الحزب هو الحزب الشيوعي ، بل هو حزب اشتراكي ديموقراطي يميني متمسك باسم وتاريخ الحزب الشيوعي العراقي كجزء من المهمة الموكلة الى قيادته لتشويه سمعة الحزب الشيوعي وتاريخه . ولذلك لم اعد انتقد وثائقه وسياسته لانها وثائق وسياسة حزب اشتراكي ديموقراطي. ولم يعد قادته يخفون هذه الحقيقة .فسكرتير الحزب يحضر اليوم مؤتمر الاحزاب الاشتراكية الديموقراطية الذي يضم حزب العمال البريطاني حزب بلير وحزب العمال الاسرائيلي بقيادة بيرس عراب مشروع الشرق الاوسط .وفي وقت يخوض فيه شعبنا اخطر معاركه ضد الهيمنة الامريكية على شعبنا وثرواته النفطية، مقاومة اقرار قانون النفط.
و بسؤال الرفيق نمير عن صلتي الحزبية تنبهت الى انها انقطعت منذ مدة طويلة دون ان ابلغ بقرار قطعها او اسبابه ولم يعد ذلك محسوسا في عصرنا فالصحافة والانترنيت تنشر كل شيء ولم تعد سياسة الاحزاب ومواقفها سرية . وسبق لي ان اعدت النظر بكل تجاربي السابقة وتوصلت الى ضرورة تطوير وعي الماركسي. فمجال حياتي الحيوي يجب ان يكون الشعب العراقي، فهو المجال الحيوي للحزب الشيوعي العراقي ولكل عضو فيه وان الحرمان من عضوية هذا الحزب لا تعني نهاية الرفيق ولا نهاية الحزب الشيوعي العراقي. فهناك الالاف من الشيوعيين العراقيين المخلصين داخل وخارج هذا الحزب، يسترشدون بمبادئه الماركسية واستراتيجيته الثورية، ويمارس بعضهم مختلف اشكال النضال الجماهيري وصولا الى مقاومة الاحتلال العدو الرئيس لشعبنا ولابد لساحات النضال وضروراته الحتمية من توحيد صفوفهم واعادة بناء حزبهم الشيوعي كضرورة موضوعية.
وذكرني سؤاله الم تزوري العراق في هذه السنة.. موقف حشود الرفاق في قاعة الاندلس في يوم الشهيد من عام 2006 كيف ضجت بالاحتجاج عندما حاول اربعة من الرفاق انزالي من المنصة التي صعدت اليها لامجد شهداء الحزب وكيف ضجت القاعة بالفرح وبالتصفيق والانشاد معي نشيد "يا رفاقنا الخالدين يا مثال المخلصين"
واجبت: ليتني استطيع فالميدان الرئيس لخدمة شعبنا ووطننا هو العراق، وسابقى انتظر هذه الامكانية مكرسة كل لحظة في حياتي لخدمتهما بكل ما تبقى لي من قدرات وامكانيات .



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النضال الجماهيري هو السبيل الوحيد لوحدة القوى السياسية والنق ...
- لنجعل من انطلاقة مقاومة اقرار قانون النفط والغاز انطلاقة شعب ...
- الامبريالية الامريكية تشحذ كل اسلحتها للتبرؤ من جرائمها بعرض ...
- مس بيل جديدة لتحقيق حلم الامبريالية الامريكية في الهيمنة على ...
- في ظل الفوضى المفتعلة مرر مجلس الامن قرار استمرار احتلال الع ...
- رسالة مفتوحة الى سندي شيهان رائدةالشعب الامريكي في النضال ال ...
- الاضراب العام لعمال النفط في البصرة بشير تفجر غضبة شعبنا على ...
- تحلم الامبريالية الامريكية باستعادة شبابها وتضلل البشرية بام ...
- مرة ثانية مع الباحث فؤاد النمري هل انهيار الامبريالية الامري ...
- من اجل ايام عالمية لانقاذ الطفولة العراقية كضمانة لانقاذ الط ...
- اللقاء بين فوكوياما وفؤاد النمري في الدفاع عن الراسمالية وتض ...
- ملاحظات حول المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي
- لاسبيل لوقف تصاعد وتعدد نكبات الشعوب العربية الا بوحدة وتطور ...
- همجية جريمة قتل دعاء وسيلة لتشويه سمعة الشعب العراقي وتبرير ...
- مسح الذاكرة العراقية الهدف الرئيس من تغيير تاريخ العيد الوطن ...
- بوش يشغل الجماهير والعالم عن كل جريمة يقترفها في العراق بجري ...
- الادارة الامريكية تتعجل استثمار اتفاقية العهد الدولي بتشريع ...
- الشعب العراقي بحاجة الى مقاضاة بوش كمجرم حرب وليس الى مؤتمرا ...
- الاول من ايار يوم العمال والبشرية العالمي
- عقد جلسات البرلمان لمناقشة قانون النفط خارج العراق وحجر جماه ...


المزيد.....




- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...
- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - اصعب امتحانات حياتي