لنجعل من انطلاقة مقاومة اقرار قانون النفط والغاز انطلاقة شعبية لمقاومة الاحتلال

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1956 - 2007 / 6 / 24 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

احالت حكومة المالكي قانون النفط والغاز هذا الاسبوع الى البرلمان لاقراره ، رغم فضح كل خبراء النفط العالميين والعراقيين لمحتواه الهادف لفرض هيمنة الشركات النفطية الاحتكارية الامريكية على احتياطينا النفطي الذي يعتبر ثاني احتياطي للنفط والغاز في العالم. كما كشفت بان هذه الهيمنة هي الهدف الاستراتيجي من حرب الامبريالية الامريكية على العراق وفرض احتلالها والعمل على ادامته بكل السبل والاساليب التي مارستها خلال ما يقرب من خمس سنوات من تقتيل وتدمير وتمزيق لنسيج المجتمع وافساد وتشويه للسايكولوجية الاجتماعية. وسخرت كل مراكزها العلمية والتكنولوجية في اختراع مختلف اسلحة تدمير المجتمع بدءا من اسلحة الدمار الشامل بما فيها اليورانيوم المنضب الذي اعطب نسبة كبيرة من ابناء شعبنا ومن اجياله المقبلة، واعطب البيئة، لالاف السنين، الى مختلف اشكال الارهاب والقتل المرعبة ومختلف الاسلحة الايديولوجية لتضليل الشعب العراقي عن رؤية العدو الرئيس والمنظم لكل ما يعانيه . فتارة يروج بان الارهاب هو العدو الرئيس واخرى الطائفية والتعصب الديني و بذلك يجعل المحتلين حلفاء الشعب ضد العدو المشترك : الارهاب والطائفية!!. وبذلك نجحوا في تمرير طلب الحكومة لعدة مرات من مجلس الامن ببقاء قوات الاحتلال ، بل والتعاون معها في تشويه المقاومة وحتى ضربها تحت شعار "حماية الشعب العراقي من الارهابيين والطائفيين " كما تجرأ كبار الادوات السياسية على مطالبتهم باقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية ووزير الخارجية. ودعى وزير الخارجية الى عقد اتفاقيات تضمن بقاء قوات الاحتلال بدون الحاجة لتكرار الطلب من مجلس الامن. فضلا عن التزام الاحزاب السياسية المنخرطة في العملية السياسية ، بعدم اثارة اي تحرك جماهيري واسع ومنظم للمطالبة في تحقيق أي انفراج فيما يعانيه شعبنا من ازمات حياتية خانقة كأزمة الكهرباء والوقود، درءا لامكانية تطورها الى مقاومة الاحتلال المخطط لها بهدف تركيع شعبنا واشغاله. واذ تجرا بعضها على اعلان معاضته لهذا القانون الا انه لم يقدم حتى يومنا هذا على تنظيم أي نضال جماهيري ضده.
ان تحديد العدو الرئيس لشعبنا بل ولعموم البشرية هو الامبريالية الامريكية وقوات احتلالها،لا يعني تبرئة ادواته او التهاون في مكافحتهم، بل ادراكا للحقيقة التاريخية ودرءا للتهاون بل والتهادن مع الد الاعداء والمنظم والممول والحامي لهم بما فيهم المضللين الايديولوجيين.
نعم تجرأت او اجبرت حكومة المالكي على تمرير قانون النفط والغاز الى البرلمان الان ، بعد ان كثفت قوات الاحتلال كل وسائلها واساليبها المارذكرها ورغم كل ما تناقلته وسائل الاعلام العالمية من صورا للدمار الحضاري والانساني الذي احدثته قوات الاحتلال وادواتها بما فيها الحكومات المنصبة واخرها صور الطفولة المستباحة، التي تدين ليس فقط قوات الاحتلال وادواتها ولاسيما الحكومة، بل تدين البشرية لتهاونها مع جرائم الامبريالية الامريكية بحق الشعب العراقي وخطر شمولها بقية شعوب العالم.
ومع كل ذلك لم تستطع الامبريالية الامريكية اخماد سليقة شعبنا الثورية، بل ورغم كل ذلك بقيت مقاومة شعبنا تتصاعد وتتسع . ولابد للقوى الوطنية وفي طليعتها النقابات العمالية واتحاداتها الاستفادة من جميع تجارب شعبنا ومعاركه التاريخية وفي مقدمتها معارك شعبنا ضد شركات النفط الاحتكارية العالمية التي تحكمت بمصيرنا منذ اكتشاف مخزوناته في اراضينا، من خلال هيمنة حكوماتها الامبريالية وقوات احتلالها او من خلال ادواتها حتى بعد تأميمه بتنصيب الانظمة الدكتاتورية التابعة. فكل معارك شعبنا الكبرى بدأت بنضالات جماهيرية منظمة من اجل مطالب انية مهمة وتطورت لترابطها بقضية تحرير الوطن اقتصاديا وسياسيا وعسكريا . ولم يتردد شعبنا يوما في مقاومة أي قانون او اتفاقية ترهن حاضره ومستقبله مهما كان توازن القوى مختلا لجانب اعدائه لان الاستسلام ليس من طبيعته، ولادراكه بان كل مقاومة مهما كانت نتائجها، تبني بدروسها وقواعدها الاسس لمقاومة ارقى وصولا الى استكمال تحررنا .
ولابد اليوم من تنظيم مختلف اشكال النضالات الجماهيرية لدعم مقاومة اعضاء البرلمان الوطنيين للقانون وصولا الى تعطيل جلساته ، وتصعيد نضالات عمال النفط وصولا الى منع تدفقه لحساب اعدائه، وتنظيم مختلف اشكال النضالات العمالية في جميع انحاء العراق، من اضرابات رمزية الى قيادة النضالات الجماهيرية من تظاهرات واعتصامات وتطويرها بربط مقاومة اقرار قانون النفط بمقاومة الاحتلال ، ومقاومة الاحتلال بمقاومة قانون النفط والغاز. والنجعل من انطلاق مقاومة شعبنا لاقرار قانون النفط والغاز انطلاقة جبارة لمقاومة شعبنا للاحتلال، ومن انتصاره فيها قاعدة لانتصارات قادمة وصولا الى وطن حر وشعب سعيد.
سعاد خيري في 24/6/2007

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل