أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باقر الفضلي - العراق : البرلمان والأفلام الصامته..!؟














المزيد.....

العراق : البرلمان والأفلام الصامته..!؟


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 1967 - 2007 / 7 / 5 - 12:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حينما كنا صغاراّ ، إعتدنا الإحتشاد في أول المساء مرة أو مرتين في الشهر، في أحدى الساحات الخالية في المدينة ؛ مفترشين تراب الأرض، يغمرنا الفرح والإبتهاج والتلهف، لمشاهدة الأفلام التي كان يعرضها المركز الثقافي البريطاني، الموجود في المدينة آنذاك، حيث تفتقر مدينتنا الى دور السينما، ولم يظهر بعد الى الوجود ما سمي بالتلفزيون، وكانت غالبية منازل السكان تفتقر الى الكهرباء، إلا من رحم ربي من أعالي القوم ؛ فكنا نقضي ساعة من الإستمتاع والذهول ونحن نرقب حركة الدمى السريعة والأفلام الصامته، على الشاشة البيضاء المنتصبة وسط الساحة، وهي تحتضن العشرات من أطفال المدينة الفقراء والعديد من رجالها العائدين الى بيوتهم من العمل، المحتشدين بدافع الفضول والإنبهار بالحدث العجيب..!

لقد دهمتني ذاكرة الصبا هذه فجأة، وأنا أتابع جلسة مجلس النواب العراقي ليوم الثلاثاء 3/7/2007 وكلي آذان صاغية، الى مناقشة السادة النواب لمشروع قانون التقاعد الجديد، وكيف كان الميكرفون يتنقل بين المتحدثين وهم يتناوبون الكلام، حيث أخذتني الدهشة عندما بدأ الصوت يختفي فجأة واللاقطات تغلق، مع إستمرار المتكلم بالحديث، تماماّ كما كان يحصل ونحن نرقب جلسات المحكمة الجنائية العليا..!

نعم لقد تذكرت أيام الصبا والدمى المتحركة على الشاشة البيضاء، فخيل أليّ وأنا أرقب حركات السادة النواب وإشارات أياديهم وتعابير وجوههم دون سماع أحاديثهم، وكأنني أمام عرض من أفلام شارلي شابلن الصامتة وحركات الدمى التي كانت تعرضها شاشة سينما المكتب الثقافي البريطاني الجوالة في "العهود الغابرة" لعراقنا المعاصر، يوم كنا نعيش عصر ما "قبل الحضارة"..!!؟

وبقدر ما آلمني منظر السيدات والسادة النواب وهم يتصببون عرقاّ من شدة الحر، محاولين إستخدام مناديلهم أو ما وقع في أيديهم من أوراق لتنشيف عرقهم وتحريك الهواء من حولهم، ونحن نعيش في العصر الأخضر و"ما بعد الحضارة"، بقدر ما أحزنتني صورة النائب المتفاعل مع كلامه "الصامت"، وهو قد لا يعلم حقيقة الأمر، فإن حديثه لا يسمعه إلا هو..!!؟

لا أدري كيف ستعلل رئاسة البرلمان ظاهرة قطع الصوت ، والتي أجهدت نفسي بتفسيرها على إنها بسبب خلل فني، لكن واقع الحال وتكرارها لم يدعم تفسيري، فالإنقطاع كما يبدو كان يحصل عندما يبدأ المتكلم في بحث أمور لم ترق للرئاسة أن تخرج بعيداّ عن قاعة المجلس، وكأنها من أسرار المجلس الخاصة، أو أنها تدخل تحت أحكام قاعدة سد الذرائع..!!؟

فهل تعلم رئاسة المجلس بأن عملية إنقطاع الصوت، ومع كل النوايا الحسنة، إنما تفقد الجلسة أهميتها بالنسبة للمشاهد، وتعمل على إلغاء الهدف الذي من أجله جعلت الجلسات علنية، و بذلك تكون قد حالت بين الشعب وممثليه لسماع حقيقة ما يدور من مناقشات لا تهم النواب وحدهم وحسب، بل وسائر أبناء الشعب، خاصة عندما تكون الجلسة إعتيادية، ولا تتعلق بأمور تمس الأمن أو السيادة أو ذات طبيعة أستثنائية، وإلا كان بالأحرى على الرئاسة أن تعلن عن سرية الجلسة، لما في ذلك من قطع لدابرالقيل والقال ..!!؟

ولا يدري المرء الى متى ستظل ظاهرة قطع الصوت ماثلة في جلسات مجلس النواب، ونحن على أعتاب فصل "الصيف الساخن" للمجلس، على حد تعبير النائب عباس البياتي، حيث سينظر المجلس في مشاريع قوانين غاية في الأهمية، ومنها مسودة قانون النفط والغاز المثير للجدل، بعد أن أقرتها الحكومة في صيغتها النهائية اليوم 3/7/2007 والتي سينظر في أمر تشريعها قريباّ جدا..!
أم سنفاجيء أيضاّ بمسلسل الأفلام الصامته لنستذكر الماضي الذي تعلمنا منه الكثير..!!؟



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البصرة: آفاق صورة المستقبل..؟!
- العراق: مطبخ الوجبات السريعة..!؟
- العراق: حقوق الطفل والمسؤولية المفقودة..!!؟
- العراق: حقوق الطفل والمسؤولية..!!؟
- غزة والتحرير..!؟
- العراق : مقومات مسلسل الجريمة..!!
- فلسطين: هل سيتوقف نزيف الدم..؟؟!
- تركيا : اللعبة القديمة...!؟
- المحكمة الدولية الخاصة للبنان: لماذا..؟
- اللقاء الأمريكي- الإيراني : الصحوة العربية..!!
- الجريمة النكراء..!!
- آفاق مستقبل الحكومة العراقية..!؟2-2
- الشيوعيون العراقيون..تحية إكبار وإعتزاز..!
- العراق :المسؤولية الحكومية وحقوق المواطن...!؟
- على عتبة اللقاء الأمريكي - الإيراني...!!(*)
- من الذي يرتهن العراق...؟؟ (2-2)
- القتل غسلا للعار...!!؟
- على ابواب شرم الشيخ..!
- إشكالية خطاب المقاومة: ملاحظات أولية...!؟
- النفط مصدر ثراء أم لعنة للعراق..؟


المزيد.....




- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...
- -السداسية العربية- تعقد اجتماعا في السعودية وتحذر من أي هجوم ...
- ماكرون يأمل بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على الوضع في أ ...
- خبير بريطاني يتحدث عن غضب قائد القوات الأوكرانية عقب استسلام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرات أوكرانية في سماء بريان ...
- مقتدى الصدر يعلق على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريك ...
- ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة ...
- اللحظات الأخيرة من حياة فلسطيني قتل خنقا بغاز سام أطلقه الجي ...
- بيسكوف: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باقر الفضلي - العراق : البرلمان والأفلام الصامته..!؟