أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - من الذي يرتهن العراق...؟؟ (2-2)















المزيد.....


من الذي يرتهن العراق...؟؟ (2-2)


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 1916 - 2007 / 5 / 15 - 12:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


((رفض الرئيس الأميركي جورج بوش في خطاب ألقاه أمام مناصريه في بنسلفانيا بشدة أمس
انسحابا سريعا للقوات الأميركية من العراق وفق ما تطالب به المعارضة الديمقراطية،
قائلا إن "الذهاب قبل إنجاز مهمتنا سيؤدي إلى قيام دولة إرهابية في قلب الشرق الأوسط،
دولة تمتلك احتياطيا ضخما من النفط وتريد الشبكات الإرهابية استعماله لإلحاق الأذى اقتصاديا
بالذين يؤمنون بالديمقراطية بيننا".
وأضاف أن انسحابا سابقا لأوانه "سيكون هزيمة للولايات المتحدة" في الحرب على "الإرهاب".))



بعد قراءة النص أعلاه، يدخل المرء في متاهة محيرة لها أول وليس لها آخر. فالرئيس الأمريكي جورج بوش نفسه، غير واثق من حقيقة ما يجري في العراق، وما هي سبل الخلاص من المأزق الذي وجد نفسه فيه بعد ما يزيد على اربع سنوات من "الحرب ضد الإرهاب". فلا زالت إشكالية الإرهاب والديمقراطية غالبة في تصريحاته الكثيرة، أينما حل وحيثما رحل. وفي الصراع مع خصومه الديمقراطين يلجأ في تصريحاته دائماّ الى التلويح بخطر "الإرهاب" مشيراّ الى أحداث الحادي عشر من أيلول/2001 كسيف مسلط على رقاب خصومه وشماعة يلقي عليها أسباب حالة التشتت التي تعيشها إدارته في الشرق الأوسط والتيه الذي يتخبط داخله مشروعه الديمقراطي..!

ولكن ومع ذلك، فإن هناك من يشارك الرئيس بوش في مخاوفه تلك، ويقف في مقدمتهم، قوم من أبناء العراق نفسه، ومن بعض قادته السياسيين على وجه الخصوص، بل ويمكن القول؛ ان جلهم، من نتاج، بل و ثمرة "العملية الديمقراطية"، التي أسست لها إدارة الرئيس بوش نفسه، ومن الذين يتبؤون مراكز السلطة السياسية في العراق حالياّ..!؟

فالإدارة الأمريكية ممثلة بالرئيس بوش، كانت أكثر وضوحاّ وأصدق تعبيراّ، في تبيان أسباب تواجدها في العراق وأسباب تمسكها بهذا التواجد. وبهذه الكلمات القليلة التي تفوه بها الرئيس بوش، يكون قد لخص، وبشكل مكثف، كل ابعاد (المشهد العراقي) القائم في العراق اليوم. وبكلمات قليلة أيضا يمكن إختزال ذلك المشهد الى عناصره الأساسية التي تقف وراء هذا الإنسجام بل قل التطابق في وجهات النظر بين تلك الإدارة والساسة العراقيين من ذوي الجاه والسلطان..!؟

فطبقاّ (للمنطق السياسي الأمريكي) ونسخته المنقحة للموقف الرسمي العراقي تتمحور العناصر الأساسية حول ثلاثة مرتكزات مهمة تتلخص في :
• الديمقراطية
• الارهاب
• النفط

فمن وجهة النظر الأمريكية، يلعب "الإرهاب" العامل المحرك الأساس لمجمل ذلك المنطق، فحيثما وجد "الارهاب" وجدت الأسباب "الموجبة" للتحرك الأمريكي، أما الهدف، فهو حماية "الديمقراطية" حيثما وجدت في مختلف أرجاء العالم، من خطر تلك الآفة، حيث ووفقاّ لنفس المنطق، فإن المتضرر من وجود "الإرهاب" هي الشعوب المحبة "للديمقراطية"..!؟

الى هذا الحد تبدو سلاسة هذا المنطق مقبولة "منطقياّ" ؛ فالديمقراطية والإرهاب عنصران لا يلتقيان، وبالتالي فإن احداث 11 سبتمبر2001 شكلت ولا تزال حلقة مركزية في هذا المسار، وإحدى أبرز محفزات هذا المنطق على الإطلاق..!؟

ولكن وفي حالات "محددة" يقفز هذا المنطق فوق "خطوطه الحمراء" المرتبطة بحماية "الديمقراطية"، إذا ما بات الأمر يتعلق ب"إستهداف" مصادر الطاقة وفي مقدمتها ((النفط)). حيث يصبح النفط في هذه المعادلة، الدينمو المحرك لمجمل ذلك التحرك ، بل والعنصر الأساس الذي يقف (وراء) مكونات المنطق الأمريكي الأخرى على الإطلاق..!!؟

فالإرهاب، وهو مفهوم، أو حالة هلامية غير محددة الأبعاد، وبعد دخول ((النفط)) كعنصر جوهري في كامل العملية "الديمقراطية" التي تقودها امريكا في العالم، بات يفقد أولويته عند التحليل، وخاصة بعد آذار/ 2003 كأحد الأسباب الرئيسة المحركة للمنطق الأمريكي، ليخفي وراءه العنصر الرئيس المحرك لمجمل العملية السياسية الامريكية في الشرق الأوسط على الخصوص، الا وهو ((النفط))، رغم تصدره (الارهاب) خطاب الإدارة الأمريكية حتى اليوم، مجسداّ بشعار "الحرب ضد الإرهاب"..!
فالرسالة التي يوجهها الرئيس الأمريكي الى أنصاره ليست أقل دلالة من التواجد الأمريكي نفسه في العراق ، رغم أنها وضعت أولوية "الإرهاب" في المقدمة كسبب لذلك التواجد، وصورت من ((النفط))، كأحد أهم مصادر الطاقة إقتصادياّ، مجرد "وسيلة" قد يقدم "الإرهاب " على إستخدامها في الحرب على "الديمقراطية"..!

وفي هذه الحالة يحاول منطق الإدارة الأمريكية من قلب حقيقة المعادلة بعناصرها المختلفة واوليات تلك العناصر، ليظهرها أمام المجتمع الأمريكي من جهة والمجتمع الدولي من الجهة الأخرى، في صيغة يبدو معها وكأن المواطن الأمريكي مهدد في كل لحظة من حياته بخطر الفناء من قبل "الإرهاب"، وأن هذا الخطر سيكون أكثر إحتمالا عندما يمتلك "الإرهاب" بيده سلاحاّ فتاكاّ مثل ((النفط))..!؟؟

وهكذا تبدو الصورة التي يرسمها المنطق الأمريكي أكثر عتامة وضبابية أمام المواطن العادي، وتحمل معها كل عوامل التصديق المفترض والإيحاء بقبول هذا المواطن، بأسباب التواجد الأمريكي وعلى الأخص في شكله المسلح، في العراق وفي مناطق أخرى من العالم، لتوليد القناعة والإقرار بمشروعية ذلك "التواجد" رغم ما ينتج عنه من تداعيات وخيمة على بلد كالعراق، طبقاّ لهذا المنطق..!!؟؟

وهكذا وفي إطار المنطق الشكلي الأمريكي لترابط عناصر المعادلة السببية القائمة، يصبح مبرراّ إستمرار التواجد العسكري الأمريكي وباقي القوات الأجنبية المتحالفة، في العراق، ويبدو من غير المنطقي، بناء على ذلك، المطالبة، ومن قبل أي جهة كانت، بإنسحاب هذه القوات أوحتى جدولة ذلك الإنسحاب، طبقاّ لهذا المنطق..!؟

فحيثما كان "الإرهاب" يتصدر قائمة أولويات عناصر المعادلة التي تشكل (المشهد العراقي) طبقاّ للخطاب الأمريكي، وحيثما أن ((النفط)) من الوسائل "التدميرية" التي من الممكن إستخدامها من قبل من ينتج "الإرهاب"، وحيث أن "العملية الديمقراطية" التي ترعاها الإدارة الأمريكية هي "المستهدفة" أصلاّ، فإنه ومن تحصيل الحاصل، أن يتم صرف النظر عن كل ما يمت بصلة الى إشكالية الوجود الأمريكي في العراق، لتبدو الصورة وكأن هذا "الوجود" نفسه، هو من عوامل بقاء وسيرورة تلك "العملية الديمقراطية"؛ مهما طال أمده، ومهما كانت تداعياته السلبية، حتى لو تحولت البلاد الى خلية "نحل" بشرية من "كونتونات" العزل الطائفية، وهذا ما توحي به وتعكسه تصريحات كبار رجال الدولة وكبار المسؤولين في الحكومة العراقية وعدد غير قليل من أعضاء البرلمان حول الموقف من بقاء أو جدولة إنسحاب "قوات التحالف" وربط الأمر وإختزاله بمكنة وقدرة القوات العراقية الحديثة من السيطرة على الموقف الأمني؛ وهذا لعمري لا يخرج من إطار المنطق الشكلي البرغماتي الأمريكي، بل ويساعد على تعزيز مواقعه..!؟؟ (*)

وحتى لو سلمنا جدلاّ بمبررات ومنطلقات الموقف العراقي حول أفضلية إستمرار بقاء "قوات التحالف"، فإنه وطبقاّ لترتيب أولويات (المشهد العراقي) المرسومة حسب المنظور الأمريكي لهذه الأولويات، يصبح معه من اليسير القول؛ بأن الدوامة والحلقة المفرغة التي يدور في فلكها (المشهد العراقي) ، ستظل قائمة ما دام القمر دائراّ في فلك الأرض..!!؟

إن أي تخلخل أو إعادة ترتيب في الأولويات بين عناصر (المشهد العراقي)، خارج نطاق المنطق الشكلي البراغماتي الأمريكي، سوف يواجه في الحقيقة بممانعة حادة وقوية من قبل الإدارة الأمريكية وعدم رضاّ أوقبولاّ من قبل أية أطراف أخرى تنحى في تفسيرها لهذا المشهد طبقاّ لمنحى المنطق الأمريكي، أو تلك التي إختلطت عليها أوراق هذه اللعبة، وإن إختلفت أولوياتها في الترتيب بعض الشيء، من حيث الجوهر والغاية، عن الترتيب الأمريكي لعناصر المشهد العراقي ، إلا انها في المحصلة النهائية تصب في خدمة ذلك المنطق من حيث النتائج..!!؟

فإشكالية العلاقة بين مكونات عناصر المشهد العراقي الثلاث من حيث الأولويات وعلى سبيل الإجمال، هي من التداخل والإلتباس مما يبدو معه، من الصعب على الإنسان العادي، تبيان الحدود الفاصلة بين تلك العناصر، خاصة حينما تتعقد الصورة التي يرسمها أصحاب المنطق الأمريكي الشكلي، من خلال عملية ديموغاغية تعتمد خلط الأوراق أساساّ في إعلامها اليومي، على صعيد ساحة الصراع السياسية الداخلية الأمريكية أوالدولية..!

فحينما يبدو "الإرهاب" وكأنه العنصر الوحيد الذي يتحكم في حقيقة ما يجري في الشأن العراقي، وهذا ما يروج له المنطق الشكلي الأمريكي ويبني عليه شكل العلاقة الترابطية بين العناصر الأخرى في المشهد العراقي، يصبح لا مناص من "القبول" بأهمية وضرورة الحفاظ على مسيرة "العملية الديمقراطية" بأي ثمن كان ، حتى لو جاوز الأمر حدود اللامعقول، وجاوزت اعداد الضحايا والمهجرين والمهاجرين الملايين..؟؟! تلك هي الصورة التي يراد منا قبولها طبقاّ لهذا المنطق، بإعتبارنا أناساّ ديمقراطيين..!؟؟

أما إذا عكسنا ترتيب أولويات المعادلة، وعلى سبيل الفرض والإفتراض والتخمين والتكهن، بحيث نعطي أولوية الترتيب لعنصر "الديمقراطية"، على سبيل المثال، فكيف نتوقع أن تكون عليه صورة (المشهد العراقي) القائم الآن..؟ وهل ستصمد العلاقة التبادلية السببية بين "الديمقراطية والإرهاب" وفق المنطق الشكلي الأمريكي عل نفس ماهي عليه الآن..؟! وهل يمكننا طرح التساؤل؛ بأن "الإرهاب" هو من نتاج "الديمقراطية"، كي نثبت صحة ذلك المنطق، وبأن تسليمنا بذلك هو عين ما يعتقده أصحاب ذلك المنطق..؟؟!

ولكن وفي النتيجة وبعد التدقيق، يظهر أن هذا التساؤل والترتيب المفترض للأولويات، مرفوض من قبل القائلين بنظرية "الارهاب" قطعاّ، وذلك لإدراكهم بأنه من غير المنطقي الإعتقاد بأن الديمقراطية نفسها هي منتج للإرهاب، ويصبح معه من المتعذر تفسير أسباب وجود العديد من الدول ذات الأنظمة الديمقراطية والتي مضى على وجودها مئات السنين وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. فالديمقراطية وحدها، لايمكن أن تصبح سبباّ بذاتها لإنتاج الإرهاب.!!؟

وعليه فالأخذ بهذا الترتيب "المفترض" من قبلنا، حتى مع عدم صحته، سوف يضعف الحجة لدى أصحاب نظرية "الإرهاب"، في دعم تبريرات الإدارة الأمريكية بالبقاء لأمد غير معروف في العراق. ولعمري أنه في نظرهم ، يتعارض مع سياسة "الحرب على الإرهاب" التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، من جهة، ويتعارض مع مشروعها الشرق أوسطي لنشر "الديمقراطية"، بل ويسحب البساط من تحت دعائم هذا المشروع من جهة أخرى ..؟؟!!

وحتى لو سلمنا جدلاّ بذالك وعزينا أنفسنا بما آلت اليه أوضاعنا الآن، تمسكاّ بمشروع "العملية الديمقراطيه"، وبررنا كل هذه التضحيات والمآسي التي رافقتها، يصبح معه من المتعذر علينا إيجاد تفسير معقول لجدلية العلاقة السببية بين الديمقراطية "كهدف" منشود والارهاب "كنتيجة"، إذا ما أخذنا الأمر بمعزل عن ضرورة وجود (عناصر) أخرى تجعل من وجود مثل هذه العلاقة حالة مبررة موضوعياّ، وقد إقتضتها طبيعة دخول هذه العناصر الجديدة في (المشهد العراقي)..! وكي لا نخرج من سياق نص الرئيس بوش؛ فإنه سيقف في مقدمة هذه العناصر، عنصر ((النفط)) كأرخص مصدر للطاقة في العالم، ولكون العراق يمتلك "احتياطياّ ضخماّ من النفط" على حد تعبيره..!!؟

وكي لا أسرف في الحديث، وحيث أن الأمر يتعلق بالتواجد الأمريكي في العراق، ومبررات وأسباب هذا التواجد، أجدني ملزماّ أن أبحث عن صيغة أخرى للتعديل في أولويات العلاقة السببية المتبادلة بين عناصر (المشهد العراقي)، بحيث تكون أكثر قبولاّ وإنسجاماّ مع المنطق العملي الواقعي،على أقل تقدير، للوصول من خلالها الى تفسير مقبول ومتوازن لأسباب ذلك الوجود ومبررات التمسك به من قبل الإدارة الأمريكية، وإيضاح حقيقة أسباب ذلك التمسك..!!

فلو مسكنا العصا من وسطها إفتراضاّ لأصبحنا أمام حالة تلعب فيها كف اليد الممسكة بالعصا، دوراّ رئيساّ في التأثير على طرفي العصا وتحديد حركتهما. وإسترشاداّ بمقولة الرئيس بوش، حول سلاح ((النفط)) ، أعدنا ترتيب أولويات العلاقة السببية للمشهد العراقي، وفق ما يتطابق مع هذا المشهد عملياّ، وجعلنا من عنصر(( النفط)) في مقدمة تلك الاولويات لا تابعاّ لها في العلاقة السببية، لتوصلنا، وهذا ما أظنه، الى ذلك التفسير الذي تحدثنا عنه في اعلاه..!

فالنفط عنصر غاية في الأهمية بالنسبة لأمريكا ولجميع بلدان العالم، وكون العراق يحتفظ بأكبر إحتياطي عالمي من هذه المادة، وخشية أن يقع هذا الإحتياطي – لا سامح الله- بيد "العدو" وهو هنا الطرف الثاني في جدلية "الحرب على الأرهاب" الأمريكية؛ عليه يصبح لزاماّ على الإدارة الأمريكية الحفاظ على أمن وصيانة هذه المادة وتأمين تدفقها "للعالم" بما تمتلكه من جبروت عسكري وإقتصادي يؤهلها لذلك، في وقت تعجز فيه الدولة المالكة عن تأمين مثل هذه الحماية..؟؟! وكإستنتاج منطقي لهذا "المنطق" ، يصبح من المسلم به أن يترافق ذلك مع إبقاء التواجد الأمريكي في العراق والمحافظة عليه، وحتى مضاعفته، وإذا إقتضى الأمر، الإحتفاظ به الى أجل غير مسمى..!(**)

وهذا ما يدفع المراقب الى إعطاء أهمية إستثنائية الى هذا العنصر((النفط))، عند محاولته إستقراء واقع (المشهد العراقي) ودوره الرئيس في بناء هيكلية الترابط السببية بين مكونات المشهد الأخرى، في ترتيب الأولويات..!!؟ مما ينبغي معه وضع ((النفط)) في رأس قائمة الأولويات في ترتيب عناصر ذلك المشهد، لما يمتلكه ((النفط)) من "خصائص" مميزة في ظل عالم التنافس الدولي على مصادر الطاقة، وما يختزنه من قدرات خارقة على إسالة لعاب جميع المتهافتين على المزيد من ثروة "البترودولار" سواء في الداخل أم الخارج..!!؟؟

لقد كشف الإهتمام الإستثنائي للرئيس بوش شخصياّ والإدارة الأمريكية بوجه عام، بمسألة التعجيل بتشريع قانون النفط والغاز وقانون الإستثمار العراقيين، وبالضغط على مجلس النواب العراقي بتأجيل التمتع بالإجازة الصيفية، لحين إقرار القانون أو تقليصها زمنيا، ما يلقي ظلالاّ من الأرتياب والشك على مصداقية ما تقوله هذه الإدارة، ويقدم قرينة على ما أتينا عليه من تفسير حول أسباب وعوامل الوجود الأمريكي في العراق..!!

ومن جانبه "الارهاب" -حسب المواصفات الأمريكية- قد رأى في الوجود الأمريكي الجديد في العراق مدخلاّ له لتحقيق مشروعه المعلن بتأسيس الدولة الإسلامية وخوض معركته من أجل ذلك في الساحة العراقية، وبذلك أصبح وجوده (الارهاب) في العراق بعد ذلك، حقيقة موضوعية، تحت ذريعة وجود الأحتلال في دولة إسلامية، وهذا ما يفسر إنتشار المجاميع المسلحة من منظمة القاعدة في مناطق متعددة من العراق حاليا..!؟

وقد أصبح من البدهي، ومن حقيقة وجود كلا طرفي "الحرب" على الساحة العراقية أن تتشكل العلاقة السببية بينهما ، كتشكل العلاقة بين "البيضة والدجاجة"..!؟ ناهيك عن إفرازات هذه العلاقة، التي تمخضت عنها إشكالية (التدخل الإقليمي) في شؤون العراق الداخلية، مستفيداّ من ضعف أو فقدان البنى المؤسساتية للدولة العراقية، مما شكل وجود هذا التدخل عنصراّ جديداّ مؤثراّ وفعالاّ في (المشهد العراقي)، وبات يشكل آصرة سببية جديدة (غير مباشرة) بين مجمل آواصر ذلك المشهد، بل ويلعب دوراّ غاية في الفعالية في التأثير على آفاق وملامح تطور (المشهد العراقي ) نفسه، سلباّ كان ذلك أو إيجابا..!؟؟

ومن هنا وفي تقديري ينتفي الحديث عن علاقة سببية (مباشرة) بين "الديمقراطية والارهاب " طبقاّ للمنطق الأمريكي معبراّ عنه في نص حديث الرئيس بوش وباقي رجال الإدارة الأمريكية، وإن كان هذا لا يعني من الناحية الأخرى، إنتفاء وجود مثل تلك العلاقة السببية، إلا أنها وبتعبير أدق علاقة سببية (غير مباشرة) إقتضتها وأفرزتها ظروف الحالة الجديدة في العراق بعد الإحتلال عام/2003، طبقاّ للمنطق الجدلي العلمي، بل ومن جانب آخر تبدو هذه العلاقة وكأنها إنعكاس لوجود العلاقة الأولى ، علاقة "البيضة والدجاجة" للترابط العضوي المتماسك بين العلاقتين ...!!؟

وتأسيساّ على ذلك يبدو بدهياّ أن يستثمر أصحاب المنطق الأمريكي، وجود تلك العلاقة السببية (غير المباشرة) وغيرها من الروابط السببية الأخرى (غير المباشرة) ، ليمرر من خلالها، التبرير المناسب لأسباب التواجد الأمريكي في العراق ، وليتم من وراء ذلك أيضا - وهذا هو الأهم - إخفاء الأسباب الحقيقية للتمسك بعدم الإنسحاب بل وحتى رفض التفكير فيه..!؟؟ وليجعلوا من هذه العلاقة، وهي علاقة ناتجة، عكازاّ لتبرير هذا التواجد..! ومن أجل ذلك يعمدوا دائماّ الى تحويل النتيجة الى سبب، والسبب الى نتيجة، ويجعلوا من (الهدف) مجرد وسيلة كما هو الحال في تعاملهم مع عنصر ((النفط))، رغم انهم على الصعيد العملي تفضحهم ممارساتهم وتكشف لا مصداقية تصريحاتهم..!!؟؟

ولا غرابة والحال، ان يلعب وجود "الارهاب" في الساحة العراقية اليوم، دوراّ حاسماّ في تحديد ظروف بقاء القوات الأجنبية وإستمرار هذا البقاء، طالما أن وجوده (الارهاب) يصب في خدمة التعتيم على حقيقة الدوافع التي تقف وراء أسباب بقاء تلك القوات، في نفس الوقت الذي يغذي فيه هذا البقاء من الجانب الآخر ، كل عوامل نمو وإستشراء (الارهاب) كطرف رئيس من أطراف "الحرب الأمريكية " المعلنة على "الإرهاب" وكل إفرازاته الأخرى..!؟؟

فمن حتميات التشابك بين العلاقات السببية، هو إفرازاتها وتفريخها لأواصر سببية جديدة ، يصب بعضها في خدمة آصرة الإرهاب نفسها، حتى وإن جرى ذلك بحسن نية، وتحت عنوانين ولافتات مختلفة، كما هو الحال في تشكيل "المليشيات المسلحة"، مما يضفي تعقيداّ جديداّ على صورة (المشهد العراقي)، من خلال هذا التشابك المتواصل بين روابط العلاقات السببية المختلفة، ونتيجة لتفريخها المتواصل، بسبب توفر كل عوامل ذلك التفريخ، وطالما ظل (المشهد العراقي) رهين المنطق الشكلي للإدارة الأمريكية وطالما ظل ترتيب أولويات هذا المشهد جارياّ وفقاّ لهذا المنطق..!!؟؟

ولكننا وبنفس الوقت نطرح تساؤلاّ مشروعاّ على كل من يهمه أمر المشهد المأساوي في العراق، وكل من يحرص على سلامته ووحدة شعبه وأرضه؛

من ذا الذي يا ترى، يرتهن العراق...؟؟

هل هو النفط...؟؟
هل هو الإرهاب...؟؟
هل هي الديمقراطية...؟؟
هل كل ذلك جميعا...؟؟

في الإجابة على تساؤلنا، وكما نعتقد، يكمن الحل أو الحلول للخروج من ظلام التيه الذي نحن فيه، مع إدراكنا التام إن ذلك لن يتحقق بهذه البساطة، طالما أن حالة الصراع السائدة بين المكونات السياسية_ الإجتماعية العراقية على إختلاف مشاربها، لا زالت تدور وتمارس طبقاّ لمنطلقات المنطق الشكلي البراغماتي الأمريكي، وهي بشكل عام، ما فتأت حبيسة أولويات هذا المنطق..!؟
وعليه فإنه ومن نافل القول؛ الإشارة الى أهمية وضرورة إعادة قراءة مكونات (المشهد العراقي) من جديد، ومن قبل جميع من يعنيهم أمر هذا المشهد المأساوي، ومن مختلف تلك المكونات، وإعادة ترتيب أولوياتها طبقاّ لما يتلائم وواقع الحال وما تمليه مصلحة الوطن والشعب، لنسج منطق براغماتي عراقي وطني يضع في مقدمة أولوياته، إنتشال الوطن من هول الكارثة الإنسانية التي أحاقت به، حيث أثبتت مسيرة أربع سنوات من "العملية السياسية"؛ بأن البحث عن الحل، في أسار المنطق الأمريكي قد جعل من العراق حالة هلامية غير واضحة المعالم، بل وعسيرة على الحل؛ تنذر بمستقبل كالح لا تحمد عقباه ؛ فعندما يكون الحل المرتجى جزءّ من المشكلة، أو من أسبابها الرئيسة، يبدو الأمر كحال من قال: " ....وداوني بالتي كانت هي الداء"..!!
______________________________________________
(*) http://arabic.cnn.com/2007/middle_east/1/13/iraq.maliki/index.html
(**) http://arabic.cnn.com/2007/middle_east/1/9/noobjection.troops/index.html



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القتل غسلا للعار...!!؟
- على ابواب شرم الشيخ..!
- إشكالية خطاب المقاومة: ملاحظات أولية...!؟
- النفط مصدر ثراء أم لعنة للعراق..؟
- المثلث الساخن والصراع الخفي...!!
- ألأعلام ألألكتروني: حرية النشر..؟
- من يزرع الريح يحصد العاصفة..!!
- مطلب الإنسحاب من العراق وآفاق تطبيق خطة بيكر..!
- المثقف المبدع في الزمان والمكان..!
- الفدرالية: الأقاليم ودستورية تأسيسها..!
- الفدرالية: ما هو المبتغى..؟
- برلمان بلا قيود وديمقراطية بلا حدود..!
- المؤتمر الثامن: نحو البرنامج...!
- الملف النووي الإيراني: أسئلة وأجوبة..!؟
- القضاء: هل كان صدام دكتاتوراّ..؟
- إشكالية (الحرب ضد الإرهاب) وحقوق الإنسان(*)..!2-2
- إشكالية -الحرب ضد الإرهاب- وحقوق الإنسان..! 1-2
- العراق: إشكالية الفدرالية والتوازن الإجتماعي..!
- المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي: وقفة أولية..!
- الدستور: إشكالية علم العراق..!


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - من الذي يرتهن العراق...؟؟ (2-2)