أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - العراق: مطبخ الوجبات السريعة..!؟















المزيد.....

العراق: مطبخ الوجبات السريعة..!؟


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 1961 - 2007 / 6 / 29 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التأني في أتخاذ القرارات، سمة من سمات الحكمة والتعقل، وكما قيل في الأمثال: "من تأنى نال ما تمنى"..أو "في التأني السلامة وفي العجلة الندامة"..

وكذا يبدو الأمر إن أردنا توخي المعرفة ونظرنا بعين التبصر لمدلولاتها؛ أن نحتكم الى منطق التعقل والحكمة، لما قد يبعدنا عن إرتكاب ما لا يرتضى منتهاه ولا تحمد عقباه؛ إن أحسنا الإختيار، ودققنا في أصول الأشياء، وحسبنا لكل شيء حسابه، ونهلنا من مصادر المعرفة والعلم، ما يشحذ الفكر وينير الطريق، ويبدد الظلمة..ويجنبنا صدمة الندامة..!

وبقدر ما يتعلق الأمر بخصوصية المشهد العراقي، فإنها تجد أولوياتها في البحث، في ما كثفناه من قول، وما أوردناه من مدلولات الأمثلة، وبالتالي يصبح حصراّ على المراقب، عند البحث في هذا الشأن، أن يولّي وجهه شطر "المنطق السياسي" أو المنظور بشكل أدق، لأنه الوحيد الذي يحكم الحالة ومسيرة تطورها على مدى أربع سنين ويزيد..!!

فطبقاّ للمنظور السياسي للأشياء، فإن أي قرار أو خطوة سياسية، إنما هي بنت لحظتها، وتمليها ضرورة تحقيق الهدف الذي رسمه أصحابها، والمصلحة التي يبتغوها من وراء ذلك..!

فبقدر تعلق الأمر بمسيرة "العملية السياسية" منذ الإحتلال عام 2003 وحتى الآن ، فإنها وطبقاّ لهذا المنظور، قد عكست الطبيعة الإرتجالية والمتسرعة للقرارات والإجراءات التي واكبتها، وما أفرزته في تجلياتها ومحصلتها النهائية؛ من صورة الفشل والإحباط التي إتسمت بها نتائجها ، وأظهرت مدى سوء التخطيط والتعجل الذي إنتاب قراراتها منذ البداية. كما وأنها أثبتت هشاشة الأرضية الإجتماعية – الإقتصادية، لمثل تلك القرارات والإجراءات، مما يعزز القول؛ بإندفاعية أصحاب القرار، في التعجيل بتمرير ما أصطلح عليه ب"العملية السياسية" بشكلها الظاهر للوجود ، بعيداّ عن التروي والتدقيق؛ لا في مقدماتها أو هيكلية بناءها ولا في حساب إحتمالات نتائجها وحسب، بل ولا في مدى صلاحية ونضج ظروف تطبيقها، إلا فيما عدا كونها كانت تجسد مصلحة من وقف وراءها وخطط لمستقبلها..!؟

فقد أثبتت النتائح الكارثية لكل ما تقدم، مدى عمق الأزمة السياسية والإجتماعية التي كانت مخيمة على كاهل الشعب العراقي لما يقرب من أربعة عقود، والتي بدلاّ من تلمس الحلول الموضوعية الواقعية للخروج منها، وجدت بعض القوى السياسية العراقية الحالية، أن لا سبيل لكسر طوق الأزمة، والخلاص من براثنها، غير سبيل الإقرار وتأييد الحسم الأمريكي المسلح، رغم عدم شرعيته دولياّ، أو حتى عدم التفكير بالدوافع التي كانت تقف وراء هذا الحسم..!؟؟ وهكذا ترآءى لهم، فجاءت النتائج على غير ما توقعوه..!؟

فبقدر ما كان التلهف الى السلطة بالغ الشدة والعزم، بقدر ما دفع ذلك، للسير بالأمور على وجه السرعة والعجالة لتنفيذ مسلسل القرارات التي أصر المحتل على تنفيذها في مواعيدها المقررة والمدروسة سلفاّ، لتبدوا مجمل العملية العسكرية للإحتلال، وكأنها كانت تحضى بالإستجابة والقبول، وبالمشروعية..!!؟

ومن هنا بدأت، وفي ظل ظروف غاية في التعقيد والفوضى، وتحت إشراف سلطة الإحتلال واقعياّ، بدأت عملية الطبخ السريع لإمور مصيرية مثل؛ الإنتخابات ، والدستور، والبرلمان، وبمشاركة جماهيرية واسعة، كان دافعها، توق الجماهير للخلاص من حالتها البائسة المستعصية؛ وهكذا وبوحي من ذلك، رسمت صورة زاهية لمستقبل عراقي زاهر جديد..!؟

أما على صعيد النتائج، وما ترتب على هذه العجالة والألحاحية في التنفيذ، فيكفي فقط، إلقاء نظرة سريعة على مفرداتها ليتبين المرء؛ مدى الفقر والشكلية التي غرقت فيها هذه "المنجزات"- كما يعبر عنها-، ومدى ما سببه قصورها، وإرتجاليتها، والمآخذ التي سجلت عليها، وردود الفعل التي جابهتها؛ من حالة التردي والإخفاق الذي أحاق بمجمل "العملية السياسية" وعلى جميع مستوياتها، وعمق الشرخ والتفكك الذي لحق بمكوناتها السياسية..!؟

فكيف والحال إذن؛ أن تبدو الصورة زاهية في ظل هذا الكم الرهيب من أعداد الضحايا، من القتلى والمشردين، والحجم الهائل لأعداد المهجرين والمهاجرين..!؟؟ إنه حال يبعث على الحزن والأسى والمرارة، ولسنا بحاجة الى تكرار ما تلفظه الأحداث كل يوم..!!؟

فقد شكلت حالة المشهد العراقي صورة كالحة، وتبدو أكثر مأساوية إذا ما أقترنت بالإرهاب وما جلبه على الوطن من كوارث دموية..!؟
فالإرهاب، وكما يعلم الجميع، وقد أشرنا لذلك مراراّ، هو الوليد الذي أحتضنته ورعته حالة الإحتلال، والذي ناخ بكلكله على كاهل الشعب، ليفسد كل شيء، وليتصدر كل شيء، وليحصد كل شيء، فهو الغائب الحاضر، وهو "السبب والنتيجة"، حتى بات ملاذاّ وموئلاّ لكل من يحجم عن قول الحقيقة، أو يحاول تبرير حالة العجز والإخفاق..!!؟

وبدلاّ من أن يتعظ الفرقاء السياسيون الجدد، من تجربة تداعيات التعجل بإتخاذ القرارات المصيرية السابقة كالدستور مثلا، والتي أسهمت في إيصال البلاد الى حافة الهاوية؛ تراهم يحثوا الخطى، لاهثين وراء تشريع قرارات وقوانين جديدة لا تقل أهمية عن سابقاتها ، ومنهاعلى سبيل المثال مشروع قانون النفط والغاز وفدرالية الأقاليم وغيرها، خاصة وإنها ليست في معرض الضرورة القصوى كما يشاع ويتوهم، وتحت ضغوط لم تعد مصادرها ولا المنتفعون منها خافية على الجميع، لطبخها وفقاّ لمواصفات مطابخ "ماكدونالد" للوجبات السريعة..غير آبهين بنتائجها..!؟

فأي حكمة تلك، فيما ستقدم عليه هذه السلطات؛ من تعجيل في وتيرة السباق على إقرار وتشريع قوانين وقرارات مصيرية لا زالت في وارد الإختلاف، وفي أجواء ظروف التناحر والصراع السياسي، وتحت قيود نظام المحاصصة، وفي ظل هجمة إرهابية شرسة وفلتان أمني بلا حدود، وتدخل إقليمي سافر...؟؟!

لقد بات عسيراّ التكهن بالتوقعات، بعد أن إختلطت جميع الأوراق، وتوحد خطاب النقد في شكلياته رغم تمايزه في النوايا والأهداف، من هول بشاعة النتائج التي ألقت بظلالها على الجميع، وما هيأته من مناخ مناسب وتربة صالحة، لتسويق كل شيء؛ للتصيد والإنسلال والتلون وركوب الأمواج والمزايدات المشبهوة..!؟

لقد كان الثمن باهضا،ّ ومن هول الكارثة بتنا نعيد أنفسنا كل يوم..!؟
فعسى في مثلنا الذي سقناه في أعلاه، ما يغني عن الجواب..!!؟
فالعبرة كما يقال؛ دوماّ بالنتائج..!!؟
_____________________________________________________________
*- من مأثور كلام الإمام علي بن أبي طالب-ع



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: حقوق الطفل والمسؤولية المفقودة..!!؟
- العراق: حقوق الطفل والمسؤولية..!!؟
- غزة والتحرير..!؟
- العراق : مقومات مسلسل الجريمة..!!
- فلسطين: هل سيتوقف نزيف الدم..؟؟!
- تركيا : اللعبة القديمة...!؟
- المحكمة الدولية الخاصة للبنان: لماذا..؟
- اللقاء الأمريكي- الإيراني : الصحوة العربية..!!
- الجريمة النكراء..!!
- آفاق مستقبل الحكومة العراقية..!؟2-2
- الشيوعيون العراقيون..تحية إكبار وإعتزاز..!
- العراق :المسؤولية الحكومية وحقوق المواطن...!؟
- على عتبة اللقاء الأمريكي - الإيراني...!!(*)
- من الذي يرتهن العراق...؟؟ (2-2)
- القتل غسلا للعار...!!؟
- على ابواب شرم الشيخ..!
- إشكالية خطاب المقاومة: ملاحظات أولية...!؟
- النفط مصدر ثراء أم لعنة للعراق..؟
- المثلث الساخن والصراع الخفي...!!
- ألأعلام ألألكتروني: حرية النشر..؟


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - العراق: مطبخ الوجبات السريعة..!؟