أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باقر الفضلي - العراق : مقومات مسلسل الجريمة..!!















المزيد.....

العراق : مقومات مسلسل الجريمة..!!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 1947 - 2007 / 6 / 15 - 13:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ليس هناك من شك، بأن ما جرى من إعتداء إجرامي مستنكر ومدان على مرقد الإمامين العسكريين ع في سامراء يوم 13/6/2007، يدخل ضمن مسلسل الجريمة الإرهابية المنظمة، التي تخطط لها وتنفذها بعض القوى السياسية، التي تتخذ من الإرهاب أحد وسائلها التكتيكية الرئيسة في تحقيق أهدافها السياسية والمتمثلة في مطامحها لفرض مشروعها السياسي في أي بقعة جغرافية من الأرض تهيؤها لها ظروف الصراع في اللحظة المعينة..!

وليس غريباّ أيضاّ أن تجد منظمة مثل منظمة (القاعدة) ومنظمات أخرى شبيهة، ملاذاّ آمناّ لها في العراق، مستفيدة من حالة الفراغ الأمني من جهة، ومن خلل القاعدة الهيكيلية للبناء السياسي الجديد، المتمثلة بالطائفية الدينية المذهبية من جهة أخرى..!

إن هذين العاملين بالذات، بالإضافة لعوامل وأسباب أخرى لسنا بصددها الآن ، قد منحا فرصاّ كبيرة أمام مثل تلك المنظمات في أن تحدد منطلقاتها وتعين أهدافها بصورة أكثر يسراّ مما هي عليه في أماكن أخرى..! فعلى سبيل المثال، كان لتداعيات الفراغ الأمني بعد الإحتلال في عام 2003، دوره الرئيس في فتح الطريق أمام كوادر وأعضاء هذه المنظمات في التسلل الى داخل العراق وبناء شبكاتها السرية وقواعدها العسكرية في أماكن عديدة من العراق؛ في الأرياف وحول المدن والقصبات، كما هيأ لها سبل تأمين المسالك والطرق المناسبة للإمداد اللوجستي من المعدات والرجال عبر الحدود، وبمساعدة ودعم معروفين، بعيداّ عن أية رقابة فعالة؛ ساعدها في ذلك أيضا، فيض من الحواضن من "إفرازات العهد الجديد" ، التي هيأت لها المقام والبقاء ..!

كما ومن جانب آخر ، فقد ساعدت، وبشكل فعال، هيكلية البناء الطائفي المذهبي على الصعيد السياسي والإجتماعي، في أن تهيء أفضل المناخات الجيوسياسية للمنظمات التي تنتهج الإرهاب، لأن تمارس تكتيكاتها على أرض الواقع وبنجاح كبير؛ فقد خدمت هيكلية التقسيم الطائفي المذهبي والتي تم تكريسها من قبل سلطة الإحتلال – بريمر- وحضيت بالتأييد والدعم من قبل كتل ما يدعى "بالإسلام السياسي"، إن لم تكن هي ورائها، أقول قد خدمت هذه الهيكلية الجديدة، إيديولوجيا الفكر المتطرف والمتعصب لهذه المنظمات ، ودفعتها في أن تستخدم التقسيم الإجتماعي الطائفي الجديد للسكان ، لتنطلق من نفس الأسس التي بني عليها التقسيم المذكور، مستخدمة أبشع وسائل التحريض ونشر بذور الفرقة والكراهية والتناحر بين أبناء الطائفتين..!

وبالتالي ومن حيث أن تكتيك الأرهاب في نظر أصحابه، هو من أنجع الطرق لتحقيق ذلك، لذا فإنه يصبح من نافل القول، أن تلجأ مثل تلك المنظمات وغيرها الى تفجير المراقد المقدسة والجوامع والحسينيات من كلا الطائفتين، لا بقصد التدمير لذاته وحسب، بل لخلق الظروف المؤاتية، لزرع بذور الفتنة وتمهيد الطريق لنشوب الحرب الأهلية، مدركة ما للمقدس والمأثورالديني والمذهبي من تأثير نفسي وأيحائي كبيرين..! ومن وراء كل ذلك فرض منهجها و فكرها التعصبي المؤطر بالدين أخيراّ، للتسلق الى السلطة..!؟

فليس عبثاّ أن تلجأ منظمات تؤمن بالإرهاب كوسيلة، الى تكرار أعمالها الإجرامية ، طالما وجدت الفرصة سانحة أمامها والظروف مؤاتية لتحقيق مشروعها، وطالما أن الأسباب الموضوعية التي ساعدت على وجودها وديمومتها لا زالت قائمةعلى أرض الواقع، بل وفي طريقها للتأصل والثبات. وهذا ما كنت قد أكدت عليه مراراّ وأشرت الى إحتمالية وقوعه، والتي كان آخرها قيل أيام عند تفجير مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني*..!

لا تكفي وحدها عبارات الإستنكار أو الشجب، ولا حتى عبارات الغضب واللعنة، لأن تقلع الإرهاب من جذوره، أو أن تصنع حجباّ وأدعيةّ للناس من شرور تداعياته؛ فألإرهاب المستفحل في العراق لم يأت من فراغ، ولا هو طاريء علق بالأرض بغتة؛ إنه ظاهرة حية وبأشكال متعددة، تقف ورائها منظمات سياسية بلبوس ديني، وترفع شعارات تستأنسها فئات واسعة من شعوب البلدان التي تنشط فيها، حافزها في ذلك، الظروف الإقتصادية الإجتماعية المتردية التي تعيش قي ظلها هذه الشعوب، والمستويات المتدنية في التعليم والثقافة وهيمنة الأوهام والخرافة وسيادة الأمية، مقرونة بالكبت والحرمان، الذي طالها قرون عديدة؛ شعوب لا زالت الميثولوجيا الدينية تهيمن على عقولها لدرجة تدفعها أحيانا الى إزهاق الروح تحت تأثير الوهم والإعتقاد بفرض "الواجب المقدس"..!؟

فالحديث عن الإرهاب كمجرد ظاهرة موجودة وحسب ، دون التعمق في التعرف على ظروف تواجدها، وعوامل ومسببات هذا التواجد وديمومته وإستفحاله، لا يمكن أن يوصلنا ذلك الى الحقيقة، ولا حتى بإمكانه أن يسعفنا في تلمس الطرق الصحيحة لدرء أخطاره والقضاء عليه. بل وعلى العكس من ذلك، سنبقى ندور في دائرة مغلقة من التحذير والترقب والإستنكار والإدانة. وفي جميع الأحوال فلا نجد أمامنا غير طريق مسدود ...!!؟

فالإرهاب، الظاهرة التي تحمل في باطنها كل تداعيات واقع الصراع الدولي بين العولمة وطرق وأساليب إنتشارها، كإتجاه يشق طريقه وسط عالم لا زالت تحكمه قيود وعوامل التخلف الإقتصادي والثقافي ، وبين شعوب هذا العالم؛ بين صراع وتنافس الدول الصناعية على مصادر الطاقة، وبين حالة النهوض التي تشهدها بعض من الدول المصنفة على حساب العالم الثالث. فإنها الظاهرة تفسها وكأحد إفرازات مجمل تلك الصراعات، والتي جري إختزالها الى مجرد ما يسمى ب "الحرب على الإرهاب" طبقاّ لتداعيات أحداث 11 سبتمبر2001 ، إنما تعبر عن مواقف الرفض العنيف لكل ما له صلة بمعالم و مظاهر العولمة الجديدة، وكل ما يمت بصلة الى معالم الدول الصناعية المتطورة وفي مقدمتها أمريكا والدول الغربية، من مظاهر التقدم العلمي والتكنلوجيا الحديثة، رغم أنها لا تمتنع من إستخدام منتجات ذلك التقدم العلمي في عملياتها التكتيكية، حتى أطلق عليها في نطاق السوسيولوجيا، وكما يتردد كثيراّ ، ب "صراع الحضارات"..!؟

وليس من غريب القول، أن تتعدد صور وأشكال هذه الظاهرة وتمتد مساحة إنتشارها مناطق واسعة في أرجاء المعمورة، لتشمل منطقة الشرق الأوسط تخصيصاّ، الغني بموارده الطبيعية وفي مقدمتها النفط..! كما ومن البدهي أن تتلبس الخطاب الديني، وتعتمد الموروث السلفي ، إدراكاّ منها لقصور الحالة الإجتماعية والإقتصادية المتدنية لشعوب المنطقة والإنغلاق الثقافي الذي تعيش في ظله، وتوفر الأرضية المناسبة لهذه الخطاب ..!

وهذا لعمري، هو الخطاب الأكثر إنسجاماّ والأقوى تأثيراّ على أمزجة هذه الشعوب، والذي أصبح المحرك الرئيس في توجه تلك المنظمات، مستغلة تلاشي أو ضعف الخطاب العقلاني المعاكس ، بعد أن تعثر الخطاب العلماني الديمقراطي المبكر وتعددت كبواته، إرتباطاّ بضعف قاعدته الإقتصادية الإجتماعية، وهشاشة مكونات أصوله الثقافية، لسبب حداثتها في التكون ومن ثم التبلور في تقاليد وأعراف يعتادها الناس ويجبلون عليها لتصبح جزءّ راسخاّ من تراثهم ومسالكهم اليومية، مما يصعب المهمة أمام هذه المنظمات ويقطع الطريق عليها في تجنيد الشباب وراء إجنداتها المغامرة..!!

خلاصة القول ، وإبتعاداّ عن الإستطراد في البحث، وبعيداّ عن الغضب والإنفعال ؛ فإن إستمرار إغماض العين عن واقع الأرضية التي سهلت تواصل الإرهاب وديمومته؛ بما يفسره إستمرار التمسك بنفس أسس البناء السياسي القائمة اليوم؛ من تفضيل التقسيم الطائفي المذهبي والعرقي للمجتمع على أسس مبدأ المواطنة، والأخذ بنظام المحاصصة كبديل لنظام الكفاءة والمقدرة، والتلكؤ في إنهاء وجود المليشيات المسلحة للطوائف المختلفة - وهي أمور أسرفنا وغيرنا، في تكرارها والتأكيد على أهميتها- إنما يدفع ، في الحقيقة، أكثر وأكثر في طريق الإنزلاق بإتجاه الفتنة والحرب الأهلية، ويمنح فرصاّ جديدة أمام المنظمات التي تتبنى الإرهاب كوسيلة، لأن توغل في الإستمرار بتكتيكاتها الإجرامية..!؟
_____________________________________________________
* http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=98088



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين: هل سيتوقف نزيف الدم..؟؟!
- تركيا : اللعبة القديمة...!؟
- المحكمة الدولية الخاصة للبنان: لماذا..؟
- اللقاء الأمريكي- الإيراني : الصحوة العربية..!!
- الجريمة النكراء..!!
- آفاق مستقبل الحكومة العراقية..!؟2-2
- الشيوعيون العراقيون..تحية إكبار وإعتزاز..!
- العراق :المسؤولية الحكومية وحقوق المواطن...!؟
- على عتبة اللقاء الأمريكي - الإيراني...!!(*)
- من الذي يرتهن العراق...؟؟ (2-2)
- القتل غسلا للعار...!!؟
- على ابواب شرم الشيخ..!
- إشكالية خطاب المقاومة: ملاحظات أولية...!؟
- النفط مصدر ثراء أم لعنة للعراق..؟
- المثلث الساخن والصراع الخفي...!!
- ألأعلام ألألكتروني: حرية النشر..؟
- من يزرع الريح يحصد العاصفة..!!
- مطلب الإنسحاب من العراق وآفاق تطبيق خطة بيكر..!
- المثقف المبدع في الزمان والمكان..!
- الفدرالية: الأقاليم ودستورية تأسيسها..!


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باقر الفضلي - العراق : مقومات مسلسل الجريمة..!!