أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - تركيا : اللعبة القديمة...!؟















المزيد.....

تركيا : اللعبة القديمة...!؟


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 1938 - 2007 / 6 / 6 - 12:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحشود التركية على حدود العراق الشمالية..!؟
تركيا: الدولة التي تمهد الطريق لنفسها للإنضمام الى الإتحاد الأوروبي، كدولة متحضرة، تلتزم بدستور الإتحاد وتلتزم بأحكام لائحة حقوق الإنسان، وبأنها دولة مدنية علمانية بقيادة إسلامية متنورة..!
تركيا: الدولة التي تذب عن الديمقراطية، ويحرس جيشها الجرار موثل "العلمانية والديمقراطية" التي أرسى قواعدها رئيسها الراحل كمال أتاتورك، منذ أوائل القرن الماضي..!

تركيا: التي تفخر بأنها الدولة الأولى في المنطقة الي إعترفت بحقوق المرأة، وحزبها الحاكم يتباهى بأن أسم الحزب منبثق من لفظة " العدالة "..!؟

تركيا: هذه الدولة المتمسحة بأذيال "الديمقراطية"، هي نفسها تركيا التي تمنع أكبر مجموعة أثنية في تركيا 20-26 مليون نسمة- 30% من مجموع السكان، من أبناء الشعب الكوردي من حقها في تقرير المصير، وتفرض عليهم اللغة التركية بدون وجه حق، ولا تعترف بهويتهم القومية، وتعتبرهم أتراكاّ من سكنة الجبال..!؟

هي نفسها من تحتفظ في سجونها ومعتقلاتها بألالاف من أبناء هذه القومية؛ نساءّ ورجالاّ، شيباّ وشبانا، تحت أقسى ظروف المعاملة اللاإنسانية، وهي نفسها من ينتهك أبسط حقوق الإنسان في كامل الجزء الكوردي من جنوب البلاد، حيث تنتشر مخافر الجندرمة البوليسية في كافة المدن والأرياف، وهي تمارس أعتى صنوف الإضطهاد والتنكيل بحق المواطنين الكورد؛ شاهرة في وجوههم السلاح المجرب، سيف " الإرهاب"، ومنزلة بحقهم أقسى العقوبات، وحائلة بينهم وبين ممارستهم لحقوقهم الثقافية والسياسية، تحت طائلة التلويح بشبح "الإنفصال"..!؟

تركيا: هذه الدولة التي يرزح تحت مظلتها "الديمقراطية"؛ شعب عريق في وجوده، عريق في ثقافته، عريق في تراثه ولغته وتأريخه، شعب يفخر بأنه جزء من أمة عريقة، فرق أوصالها الإستعمار..!!

تركيا: هي نفسها تلك الدولة، التي تقتل البسمة على شفاه أطفاله، وتملأ السجون بخيرة أبناءه، وتنزل عقوبة الإعدام بحق قادته ومناضليه، وترفض الإعتراف بحقه في تقرير مصيره..!؟

تركيا الدولة، وبكل ما تمتلكه من قوة مدمرة، وجنرالات متمرسين، أفزعها وأطار صوابها، أن تكتشف، وعلى حين غرة؛ أن يظهر على الأرض وجود لنفس الشعب، متحرر من العبودية وألإستبداد، متحرر من الظلم والجبروت الديكتاتوري؛ شعب يحكم نفسه بنفسه، شعب يتمتع بكامل حريته في تقرير مصيره، شعب ينعم بالحرية في إتخاذ قراراته، وفي بناء مستقبله؛ إنه الشعب الكوردي في العراق، الظهير الجنوبي للشعب الكوردي في تركيا..!

لقد كان وقع الحدث هذا، كالزلزال، وهول المفاجئة كالصاعقة.. فجأة، دب الحراك في عظام الهياكل العسكرية المحنطة ، نافضة تراب "الديمقراطية" التي عفرت به بريق النياشين، فأستلت سيوف دونكيشوت من أغمادها، معلنة بالويل والثبور: أن لا قوة في الأرض تمنعها من مطاردة "الإرهابيين" الأكراد الإنفصاليين، حتى إذا إقتضى الأمر التوغل وإجتياح الأراضي العراقية وأنتهاك سيادتها..!!؟؟

وتبدأ اللعبة القديمة، وتتناسى تركيا أن الحال هي ليست نفسها زمن الديكتاتورية، وليس هناك من قواسم مشتركة كالتي كانت زمن النظام السابق، وأن الشعب الذي ذاق طعم الحرية مستعد للدفاع عنها رغم كل الصعاب..!

وها هي تركيا الدولة اليوم، تحاول أن تطبخ نواياها المبيتة للتوغل في شمال العراق، على نار هادئة، من خلال التباكي وذرف دموع الشكوى أمام الأمم المتحدة،1 أو من خلال تلميحات الأصدقاء، بإعطائها الضوء الأخضر، كما جرى مع صدام حسين عند غزوه الكويت، والتي كررت مثلها السيدة رايس قبل أيام،” وردا على سؤال يتعلق بموقف بلادها في حال قامت تركيا بعمل عسكري في العراق، قالت رايس: لن يساعد الاستقرار في العراق أن نشهد نزاعا جديدا على هذه الحدود من هذه الجهة أو تلك، ولكن نحن حقيقة نعمل عن كثب مع الأتراك. ”2

ومع ذلك فلا أظن أن الوقت يجري في صالح جنرالات الحرب الأتراك، ولا في صالح حكومة حزب العدالة، الذي يخوض معركة إنتخابية مصيرية للفوز برئاسة الدولة، ولا في صالح إقامة علاقات حسن جوار متكافئة مع العراق، خاصة وإن الحفاظ على مثل تلك العلاقات فيه مصلحة لتركيا لا تعوض، ناهيك عن ما سيجره أي إقدام على مغامرة مثل تلك، من تداعيات غير محمودة العواقب على مجمل العلاقات التركية العربية والإسلامية، وسيكون بمثابة إنتحار لمشروع تركيا في الإنضمام الى الإتحاد الأوروبي، الذي لا زال أمر القبول به متعثراّ ومشكوك فيه، رغم أن تركيا تحاول تصوير مشكلتها مع الشعب الكوردي بأنها مشكلة مع "الإرهاب"..!!؟3

أن قيام إقليم كوردستان في العراق، والذي يحضى بأعتراف دولي، إنما هو بلا شك، عامل إيجابي يسهم في أشاعة السلم في المنطقة، ويفتح الطريق أمام دول الجوار التي تقطنها إجزاء من الأمة الكوردية، مثل تركيا وإيران وسوريا، في أن تلجأ الى منهج الحوار والتعاون المثمر مع حكومة الإقليم في كوردستان والحكومة الإتحادية في العراق لحل مشاكلها مع القضية الكوردية في بلدانها بالطرق السلمية والديمقراطية، بعيداّ عن لغة التهديد والعنف العسكري الذي لا يثمر غير التعقيد وتفاقم المشاكل..!
فهل يا ترى، سوف تستفيد تركيا من عبر التأريخ، أم أن حلم الإمبراطورية الكبرى، لا زال يغازل العيون..؟؟!

_________________________________________________
1http://www.kurdistan-times.org/wesima_articles/index-20070604-25451.html
2 http://www.kurdistan-times.org/wesima_articles/index-20070603-25399.html
3http://www.kurdistan-times.org/wesima_articles/index-20070604-25469.html



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحكمة الدولية الخاصة للبنان: لماذا..؟
- اللقاء الأمريكي- الإيراني : الصحوة العربية..!!
- الجريمة النكراء..!!
- آفاق مستقبل الحكومة العراقية..!؟2-2
- الشيوعيون العراقيون..تحية إكبار وإعتزاز..!
- العراق :المسؤولية الحكومية وحقوق المواطن...!؟
- على عتبة اللقاء الأمريكي - الإيراني...!!(*)
- من الذي يرتهن العراق...؟؟ (2-2)
- القتل غسلا للعار...!!؟
- على ابواب شرم الشيخ..!
- إشكالية خطاب المقاومة: ملاحظات أولية...!؟
- النفط مصدر ثراء أم لعنة للعراق..؟
- المثلث الساخن والصراع الخفي...!!
- ألأعلام ألألكتروني: حرية النشر..؟
- من يزرع الريح يحصد العاصفة..!!
- مطلب الإنسحاب من العراق وآفاق تطبيق خطة بيكر..!
- المثقف المبدع في الزمان والمكان..!
- الفدرالية: الأقاليم ودستورية تأسيسها..!
- الفدرالية: ما هو المبتغى..؟
- برلمان بلا قيود وديمقراطية بلا حدود..!


المزيد.....




- اصطدم بعضهم بالسقف وارتمى آخرون في الممر.. شاهد ما حدث لأطفا ...
- أخفينها تحت ملابسهن.. كاميرا مراقبة ترصد نساء يسرقن متجرا بط ...
- عجل داخل متجر أسلحة في أمريكا.. شاهد رد فعل الزبائن
- الرئيس الإيراني لم يتطرق للضربة الإسرائيلية بخطاب الجمعة
- وزير خارجية بريدنيستروفيه: نحتاج إلى الدعم أكثر من أي وقت مض ...
- مخاوف على حياة 800 ألف سوداني.. تحذيرات من ظهور جبهة جديدة ب ...
- -الرهان على مستقبل جديد للشرق الأوسط بدون نتنياهو- – الغاردي ...
- العراق... ضحايا في قصف على قاعدة للجيش والحشد الشعبي
- جمهورية جديدة تعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.. وا ...
- كوريا الجنوبية.. بيانات إحصائية تكشف ارتفاع نسبة الأسر المكو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - تركيا : اللعبة القديمة...!؟