أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حمزة الجواهري - العراق الجديد والجامعة العربية















المزيد.....

العراق الجديد والجامعة العربية


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 594 - 2003 / 9 / 17 - 04:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 [email protected]

إن على مجلس الحكم أن يتذكر مواقف الدول العربية والجامعة العربية التي مازالت قائمة لحد الآن من الوضع في العراق. وعلى مجلس الحكم أيضا أن لا ينسى عمق الإهانة التي وجهوها إلى الشعب العراقي بعدم اعتذارهم عن موقفهم السافر من المجازر والمقابر الجماعية التي تمت على أيدي أزلام النظام المقبور في العراق.
من قبل أن يسقط النظام في العراق استشاط الحكام العرب غيظا لأنهم تأكدوا بما لا يقبل الشك من أن النظام العراقي البعثي لابد سينهار، حيث إنهم أكثر العارفين بطبيعة النظام وممارساته. فحاولوا إنقاذ النظام ذاته فلم يفلحوا. وحاولوا إبدال النظام بآخر على غرار الأنظمة العربية ولم يفلحوا أيضا. وبعد أن سقط النظام ومنذ اليوم الأول وضعوا أول مؤامرة على الشعب العراقي حين طالبوا قوات التحالف للخروج وترك العراق بأيدي قوى إقليميه أي عربيه تعيد الأمور إلى نصابها. اتحدت معهم دول الجوار مثل تركيا وإيران رافعين عقيرتهم ليل نهار يعيدون نفس الأسطوانة. أن اتركوا العراق لنا ونحن من سيكمل المهمة.
العرب الذين فعلا قد دفعوا آلاف الفدائيين للعراق، والسعودية التي فتحت الحدود للسلفيين عندها ليدخلوا العراق، وإيران التي تدعم أنظمة العهر العربي أطلقت جميع فلول الطالبان والقاعدة اللاجئين في أراضيها إلى العراق أيضا، وفي نفس الوقت مازالت تزايد على موقف الشيعة العراقيين. بظل هذا الوضع تعلن الجامعة العربية من جديد تمسكها بموقفها الأصيل، كما يسمونه، وهو إن مجلس الحكم غير شرعي وإن مزهر الدليمي وحسن البزاز من يمثل الشرعية، عجبا!!! لكن حين اجتمعت بوزير الخارجية العراقي في الحكومة الانتقالية اكتشفت الجامعة العربية، لأول مرة!!!!!! إن ما يطالبون به قد جاء ضمن برنامج الحكومة الانتقالية وكأنهم لم يكونوا يسمعوا أو يقرءوا قبل أن يلتقي بهم الوزير العراقي. ورغم ذلك تمسكت الجامعة بأدوات مؤامرتها على العراق وذلك على إبقاء أبواب الجامعة مفتوحة لعناصر موالية لنظام صدام وتلتقي عناصر من البعثيين الطائفيين العنصريين من بقايا حثالات النظام المقبور. ليت الجامعة العربية فعلت نفس الشيء مع عناصر المعارضة في الدول العربية الأخرى، فهم أيضا يجب أن يكون لهم صوت حسب قيم الجامعة العربية الجديدة، فلم العراق وحده من يعامل بهذه الطريقة؟
حتى ولو اجتاز العراق المرحلة الانتقالية بنجاح، أننا نعتقد جازمين إن المؤامرات ستستمر وسيجدون لهم اكثر من جهة مستعدة للتعاون معهم، ذلك لأن إقامة حكم ديمقراطي في العراق سيعري هذه الأنظمة أمام شعوبها، وهذا ما يخشاه الحكام العرب ومؤسسه العهر العربي "الجامعة".
وما يثير استغرابي هو تصريحات السياسيين العراقيين الذين يدعون إلى إعادة التضامن العربي ومد الجسور من جديد مع الدول العربية رغم كل العقبات، ويجدون بها ضرورة ملحه!!!
يبدو إن الخطاب البعثي الشوفيني قد لوث كل خطاب سياسي للأحزاب العراقية، فلا أدري ما هي ضرورة أن نتآمر على الشعوب سواء كانت عربية أم غير عربية؟ وذلك بالاستمرار كعضو في الجامعة العربية المنسق البارع للمؤامرات على الشعوب. ولا أدري لماذا لا نستطيع إقامة علاقات مع دول الجوار دون اللجوء إلى أحلاف أو جامعات للتآمر على الشعوب؟ ولا أدري هل نسي السياسيون العراقيون إنهم ضحايا الأمس القريب ومازالوا يدفعون الثمن غاليا كنتيجة لهذه الاتحادات المشبوهة؟ بل والمدانة بجرائم ضد الإنسانية لضلوعها المباشر وغير المباشر بهذه الجرائم؟
إننا يمكن لنا أن نقيم علاقات مع أية دولة من الدول التي تحترم إرادة ورغبة شعوبها والشعب العراقي ولا شأن لها آخر بسياسة العراق على الصعيد الداخلي وشكل نظام الحكم، وهذه هي الشروط الأساسية لأية علاقات دبلوماسية مع أية دولة كانت. ونحن في ذات الوقت الذي نؤكد فيه إن الخيار الديمقراطي لنا كخيار لا رجعة فيه، نؤكد أيضا إن من يمثلنا عليه أن يحترم هذا الخيار وأن لا يعبث بمضمونه وأن يختلق الذرائع والموجبات الموروثة من لغة خطاب لم يعد صالحا لهذا الزمن، خطابا ينتمي لزمن الفكر القومي البعثي الشوفيني الذي يجب أن نحاربه الآن لأنه من أسس الفكر الدكتاتوري الذي وظف لإبادة الأحزاب السياسية والشعب على حد سواء.
إن المواقف العربية الرسمية والشعبية ومواقف الجامعة والإعلام العربي عموما باتت معروفة للجميع ولم يعد ما هو خافيا علينا منها، وإن أبسط ما يمكن أن يقال عنها إنها معادية، بل وسافرة بعدائها ومهينة إلى حدود تجاوزت الرجم بكل قبيحة للعراقيين شعبا وسياسيين. العرب جميعا قد استلوا سكاكينهم ليأخذوا نصيبا من الثور المذبوح، فهاذ يبكي على النفط الذي ستأخذه أمريكا من العراق وكأن العراقي مجرد بهيمة لا تفقه شيء وهم العارفون في خفايا الأمور، وهم من سينقذ النفط العراقي من السارقين، وهذا الذي يحتجز الأموال العراقية لكي يسدد فواتير التجار عنده والتي معظمها قد صرف مرتين متناسين الديون التي للعراق على بلدانهم وهبات النفط السخية لهم، وأول ما عمله العرب من أجل التضامن العربي مع العراق أن بعثوا برسل التجار وعقدوا المؤتمرات من أجل توظيف أموال العراق الهاربة من العراق لمزيد من النهب والسيطرة على مقاليد الأمور من خلال الاقتصاد، العرب ( يجب أن نستثني من ذلك المواقف الخليجية الشريفة، الشريفة فقط ) الذين ما بعثوا بكسرة خبز يواسون بها من تركهم نظام صدام جياعا وهم أعزة العرب بل والعالم، العرب الذين ما بعثوا بضماد لجرح عراقي نازف، العرب الذي لم يبعثوا لنا غير الإرهابيين الذين قلبوا حياتنا جحيما، ليضعوا عبواتهم الناسفة في المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان لقتل العراقيين دفاعا عن صدامهم الذي آثرهم علينا بكل شيء، بل أعطاهم كل شيء ولم يترك لنا سوى النقمة والموت والمهانة والاستلاب.       
وكنوع من الإرهاب الفكري الذي بدا واضحا هذه الأيام هو اتهام العراقي بكره العرب، فنحن لا نكره العرب، وان من يدعي ذلك فان له أغراض لا شك إنها خبيثة، فإننا حين ندعوا للخروج من الجامعة العربية، في  واقع الأمر، إنه من مصلحة الشعوب العربية على المدى البعيد ومصلحة العراق على المديين القريب والبعيد.
الجامعة العربية بنظامها الداخلي وممارساتها منذ أن أنشئت ولحد الآن، ليست اكثر من كيان بتآمر على الشعوب لصالح أنظمتها المتخلفة والتي أوغلت بتغييب شعوبها عن الحقيقة وأوغلت اكثر بإذلالهم وإفقارهم من اجل الحفاظ على الكراسي التي نصبوا أنفسهم عليها رغم أنوف الشعوب، ومن ينتبه لهذه الحقيقة فانه ولا شك الهدف الذي يبقى مطاردا حتى يقطع لسانه ومن ثم الرأس.
إن الجامعة العربية هي نادي الرؤساء العرب وبطانتهم من الوزراء الذين وجدوا بإذلال شعوبهم مكاسب لهم. إن هذا النادي الذي لا يجد له وظيفة غير الحفاظ على العروش العربية لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يكون منقذا لهذه الشعوب من التخلف والفقر والشعور بالدونيه في كل لحظه.
إن جميع قرارات هذا النادي المعادي للشعوب بلا استثناء تحمل مجموعة مؤامرات على هذه الشعوب المقهورة، ولكن بصياغات تبدو وكأنها لصالح هذه الشعوب. فالاتفاقات الأمنية تعني ملاحقة المعارضة لسلطه هذه البلدان. لذا نجد إن المعارض العربي قد هرب من بلده إلى الغرب ليستطيع أن يعمل من هناك على إسقاط السلطة في بلده، وليس من داخل البلدان العربية. فنجد إن بلدان اللجوء المعروفة تحتضن الملايين من الجاليات العربية والتي تعتبر الأوسع والأكبر في العالم اجمع، ألم يسأل العرب أنفسهم لم هرب الأحرار العرب من بلدانهم وحاربتهم الدول العربية حربا ضروس لم تنتهي بعد؟
نحن لا نكره العرب، فمعظمنا عرب، ولكن نكره الأنظمة العربية والاتفاقيات العربية والمشاركة العربية في أي شيء، لأنهم أول من خان الأمانة، فماذا حل بالأموال العراقية في الأردن ولبنان؟ وما هي طبيعة الادعاءات الأردنية بأن العراق مدينا لها بمبلغ 21 مليار دولار؟ فلو بعنا الأردن بكامله لما بلغ سعرها أكثر من بضعة دراهم، فمن أين جاءت الأردن بهذا المبلغ لكي تدينه للعراق؟ وماذا حل بالأموال العراقية في باقي البلدان العربية؟ هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى وعلى المستوى الشعبي وخسة السلوك والممارسة من بعض العرب أفرادا، فكم من الأموال العراقية قد صرفت لهم من دون وجه حق بالتزوير وأخذ التعويضات عن خسائر مزعومة، في وقت يتضور العراقي جوعا ويموت كمدا على الثروة الهائلة التي ضاعت من يديه والعربي يستأثر بها تزويرا. وكم من العرب من سرق ونهب من العراق قبل وإبان الفلتان الأمني وبعده؟ وكم من العرب من تطوع لقتل العراقيين ومازال يقتلهم؟ وكم من المنظمات العربية من ساهمت بقتل العراقيين وتركت الكثير من المقابر الجماعية في العراق وذلك نصرة لنظام صدام المجرم. نحن نعرف كل الأيادي الملطخة بالدماء العراقية ولن يمنعنا أحد بعد اليوم من قول الحقيقة وفضح الأنظمة العربية ومنظماتها المجرمة. كل هذا ومازلنا نقول إنهم أخوة لنا ونحن نعتقد إنهم مضللين من قبل ذوي الشأن منهم، وإن كانوا بشرا ليسوا قطعانا تقاد، فكان عليهم ومازال أن يعرفوا إن من يساهم بالجريمة وإن كان مغفلا فهو مدان، والشعب العراقي وكما عرفوه لا يرحم يوم يمتلك أموره بيديه كاملة، وهذا اليوم ليس ببعيد، وإن هم يحاولون إطالة أمد الاحتلال بهذه الأعمال الإرهابية.

 



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب القادمة على أرض العراق
- مصر ترى إن مجلس الحكم ليس شرعيا وصدام هو الرئيس الشرعي للعرا ...
- الجامعة العربية - كيان منافق مشروع سياسي قومي يحمي الأنظمة ع ...
- التظاهر حق للجميع أين الأحزاب الوطنية مما يجري في العراق؟!
- حقيقة ما يسمى بالمقاومة في العراق
- للديمقراطية لسانها الطويل وصوتها المسموع، أما التكتم فأمه مر ...
- إلى الدكتور كاظم حبيب، أزيدك من الشعر بيتا
- صفحات الإنترنت هي الساحة الإعلامية الوحيدة لنا في المهجر
- لم يكن البرلمانيون العرب وحدهم من أهان الشعب العراقي
- حتى أنت يا عبد الله النفيسي؟!متابعات لإعلام فضائية الجزيرة
- على لجنة التنسيق والمتابع تحمل مسؤولياتها - العراق لكل العرا ...
- الديمقراطية تعني إنهاء البعث
- النوايا الأمريكية إزاء النفط العراقي
- الخروج من الأوبك أمر سابق لأوانه وليس من مصلحة العراق
- فضائية الجزيرة - نموذج لثقافة الانحطاط
- الديون الكريهة- 385 مليار دولار، لنفكر معا بكيفية التخلص منه ...
- لقد ماتوا وهم يرقصون بعيد الملك الضحاك
- كفى أيها العرب، فنحن شعب أقوى مما تتصورون - ردا على نضال حمد
- الكبيسي يريد من المحتلين الجلاء فورا وإلا………..
- الأسلوب الوحيد المناسب لتشكيل حكومة عراقية مؤقتة هو إتباع مف ...


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حمزة الجواهري - العراق الجديد والجامعة العربية