أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الشيدي - رسالة إلى الله














المزيد.....

رسالة إلى الله


فاطمة الشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1952 - 2007 / 6 / 20 - 07:31
المحور: الادب والفن
    


يالله : أحبك ، يداك تفيضان بالوله الممض ، أغترف من حنانك العجيب ما يشعلني ،، رأيتك أقسم ،، كنت توزع الفرح في كاسات الموتى ،، تمسح على شعر اليتيم ،، تضع يدك في وجه الآلات الحربية ، وتبصق على أولئك الذين يضعونك تحت وسائدهم حين ينامون ..وينفضونك عند الفجر .
يداك الممتلئتان دائما ما تلمستني بحنان مسرف وها أشهق كالغياب عند قدميك ، أتشبث ببلك ، بهواء رحمتك ، هب دمعي قيامة أخرى دون الجفاف ، دعني أغتسل بما خطت يداك قريب قريب (أجيب دعوة الداعي) ..
استجب ،، هيا هب لي يديك لأمشي معها ،، لأمنع سقوطي حين تشاء ، هب لي يديك لانزع شوكة تبارك وجعي.. لانتزع سويدائي ،، فقد أرهقتني السماوات والأرض وأرهقني الحنين ..
هبني يديك لأسجد ، هبني وجهك وطنا مستحيلا ، أرهقني الفراغ عدت إليك، وجهي سراب بلله الموت والظمأ ، وحزني سحاب عريض يبلل ريق الوجود
يارب الفتنة الرافعة حواجبها في دعاء طويل ، الأعمار مترهلة، والمسافات تنهش الخطى لتبخّر العابرين بروائح الدماء وسيماء الوهن ، والحكايات تلعق ساقها بامتداد الغواية ، والخيانات مشدودة الوجه تعطر القلوب بالخزامى ، والنهار استدار ..
وها أفقأ بصر الحقيقة وأعلقك على قلبي آية أو سراج ليطمئن ، وحين الآيلون للنفاد يكونوا كثر سأبتل بك .. سأخلع مسامير نعشي وأغرز دهشة البلاغة في أفق المعرفة لتثمر شجرة حسناء ملونة بالدعاء ..
سأشرح لك موتي فاصلة فاصلة ،، وسأجيء مأخوذة بفتنة اليباس ، صالحة لحك ظهور الميتين اللزجة ، ولجعل الصدى يرتعش في الحناجر الواسعة، ويقذف شبق الغناء على خصر النايات ويصّدر فتيل البهجة الميتة في أحداق العتمة ..
سأعترف لك بي .
أحبك والروح احتياج يستنفر صمتي ،، وثمة بوح يلزمني بك ..أصابعي الزرقاء منحنية من شدة الوجع على الضوء كقامة الأنبياء.. تلملم أسمالي في ليل الخوف لتلقيها في يمك ..
حمقي يلاحقني ، وأنا بما تبقى مني ألحظك في عينيّ قدري ، في كل قصة فارغة من حنينها ، أدشن صوتك بين جناحيها ، لأستمع لها حين أموت وأنت ترقبني من خلف نوافذ روحي لتسألني عني ..!
هذه أنا فقط وكل الأشياء تتنفسك .. روحي نتنة لاتجيد فنون البكاء، قيدتها زمنا بفنون الكذب الأبيض ، و غسلتها بدموع الليل حين أشتاق عناق الوجوه وحين تقرضني لحظات الحنين المبكر ..وحين يطرقني خوف لذيذ ..
أرفع شراعي الخفي وأشد انتباهي إليك .. فأنت الوحيد الوحيد الذي أهرع إليه حين البكاء ، وحين انزوائي وذاتي وحين لغة البوح لا تسعفني.. ولا روحيّ المرهقة ، وحين ترياقي كأسك المترعة ..
يا إلهي:
كل هذا الكفاف يحاصر دروبي المحاطة بــ ( قف )
ياسيد الرحمة كفكف ماتبقى من تشرذم صالح للبقاء
كل هذا التيه يعمد خطواتي اليابسة ، فطريها بشيء من لعاب الحقيقة الأعلى
كل هذا الجفاف يخنق لهاتي بالصمت ،فلينها بشيء من ماء اليقين
أمنحني سرداقات الحفظ كي لاتسلبني العتمة ماتبقى من حثيث الضوء
فلا إلا يدك تقبض على آخر ماخلفته رياح الشؤم في العمر المتسرب من فتحة مزمار أخرس..
ولا إلا وجهك يشد على آخر ماتبقى من هرْم يحفر بعمق أخاديد تغري الروح بهبوط أمرد..
ولا إلا علوك يسعف كل هذه الشلالات المتجهة بعيدا نحو الأسفل ،،
رمم هذا اليتم الموجع بخدر ملعون ، كي ينشق هواء حيا يطرد كل بخار الحزن خارج بركان الروح المتيقظ ،،
اشحذ هذا السكين الصدأ الـ يسافر في مد الوعي المتماوت كي يحفر ماتبقى من غمامات السفه الأخرق ،،
مدد هذا التخثر في مسامات الصرخة حتى تتوسع كزاوية منفرجة لترفس كائنات الموت خارج جنون يتشهى انفلاتا بحجم الكون..
افتح نوافذك في هذا الجرح كي يشرق بأجنحة الرؤيا بلا شفتين ازرقّت من طول الانتظار..
انفث هوائك في هذا الوجد كي يتحول فقاعات لاتصلح للعيش في بيوت ملغمة بروائح الموتى..



#فاطمة_الشيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرابين الوجع
- بين أدب الطفل .. وثقافة الآخر .. حول مجموعة -أنا ويوكي- للكا ...
- تأملات في سيرورة الكائن في المطلق والعبث
- المسرح ..خفة التلبس ..وابتهاج الضوء بالظل
- -لعبة الكراسي- رؤية سيسيو ثقافية للوضع العربي
- خيط دخان من شغاف القلب حتى وجع الذاكرة
- ضوء هارب من العتمة ..
- أجراس الشتاء
- ذاكرة العطر
- رقصة الموت
- سقوط غير مبرر للأشياء
- 7شواهد في ذاكرة عربية
- الموت خارج النص !!
- عن كارثة الوعي الإنساني ، وعذابات الكائن الهش(حول رواية “الغ ...
- جيل التسعينيات الشعري العماني بين امتداد الرؤى ، و خصوصية ال ...
- احتمالات جائزة حتما !!!
- زنبق الماء - إثم اليباس
- صدى الزرقة
- قراءة في رواية -سعار- ل بثينة العيسى
- الخواء هذا اللعين الذي يدفع كائناته للعطب


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الشيدي - رسالة إلى الله