-مفوضية مستقلة-... يا للسخافة


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7056 - 2021 / 10 / 24 - 01:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

لا زالت هذه العملية السياسية القذرة تتحفنا بسخافاتها وتفاهاتها، ولا نظنها قد تتوقف عن طرح المزيد من التفاهات، بسبب ان الامريكان وبعد احداث 2003، جمعوا الحثالة والشراذم وكونوا بهم هذه العملية، وهم مستمرين بدعمهم واسنادهم، فلن يجدوا أخلص منهم، وأكثر تبعية وذيلية، فهم ينفذون بهم كل ما يشاءون من سيناريوهات.

من هذه السخافات التي انتجتها قوى الإسلام السياسي والقوميين وخدعوا بها الناس ما تسمى "المفوضية المستقلة"، وهي أحد اهم أدوات هذه القوى، والتي بها يعاد انتاجهم في كل انتخابات تحدث، وهي أيضا –كباقي المؤسسات- خاضعة تماما للمحاصصة الطائفية والقومية.

بعد نهاية الممارسة التافهة والمضحكة جدا "الانتخابات"، قامت هذه المؤسسة السخيفة "المفوضية"، وعبر مؤتمر صحفي بإعلان النتائج؛ وكالعادة لم ترضى بعض الأطراف بهذه القسمة، واجتمعت، وهددت بالنزول للشارع؛ المؤسسة التافهة "المفوضية" من جانبها تراجعت عن نسبة الحصص، وقالت انها "نتائج أولية" و "من حق الاخرين تقديم الاعتراضات"؛ الطرف الذي أعلنته فائزا قال ان "أي مس بمقاعدي سيؤدي بالأمور الى ما لا يحمد عقباه"، فردت المؤسسة المضحكة "المفوضية" قائلةً: "نحن نقف على مسافة واحدة من الجميع".

هذه المؤسسة السخيفة والمبتذلة والتافهة جدا، هي اليوم في وضع لا يحسدها عليه أحد؛ فالميليشيات الفائزة تراقب الأمور عن كثب وتقول "ليتذكروا بأننا لسنا أياد علاوي"، والميليشيات الخاسرة تقطع الطرق وتحرق الإطارات، وهي في اجتماع دائم، وتقول ان "السلم الأهلي في خطر"، و "المفوضية" قلقة على افرادها ووضعها، وكل يوم تعقد مؤتمرا صحفيا لتعيد تقاسم الحصص، تأخذ من هذه الكتلة وتعطي لتلك، تضيف مقاعد لهؤلاء وتأخذ من أولئك؛ وهي على هذه الحال منذ نهاية التصويت.

تلك أيها السيدات والسادة انتخابات العراق، تلك هي مهزلة الديموقراطية في هذا البلد، انتخابات الميليشيات، صراع الميليشيات، قضاء الميليشيات، نزاهة الميليشيات، وهيبة وسيادة الميليشيات، جيش وشرطة الميليشيات؛ وهناك رئيس جمهورية الميليشيات، رئيس وزراء الميليشيات، ومجلس نواب الميليشيات، وأخيرا هناك مراجع الميليشيات.