حول تهيئة المتفرج


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7947 - 2024 / 4 / 14 - 04:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

مع ان العنوان مستل من الفن المسرحي، الا انه يتناسق الى حد ما مع واقع الاحداث التي تشهدها المنطقة، فالمسيرات الحربية الإيرانية التي "ستضرب إسرائيل" قد انطلقت قبل قليل، وحسب وسائل الاعلام التي ترافق هذه المسيرات، فأنها قد دخلت جنوب العراق، وبعد ساعات ستصل الى إسرائيل.

منذ قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، ومقتل قيادات بارزة في الحرس الثوري، وإيران، وعلى اعلى مستوياتها، تهدد وتتوعد بانتقام "مزلزل" ضد إسرائيل، وقد هيئوا إعلاميا كل المتفرجين على المشهد القادم، لهذا فقد حبست الانفاس بانتظار ذلك الرد.

جميع وسائل الاعلام مستنفرة لذلك الحدث، الدول الغربية تنصح رعاياها بعدم السفر الى إسرائيل او إيران؛ المحللون يملئون شاشات التلفزة، كل يعطي تحليله ورأيه؛ قيادات البنتاغون والبيت الأبيض والخارجية الامريكية كل عشر دقائق تصريح؛ إسرائيل وعلى لسان جميع قيادتها السياسية والدينية تتوعد برد انتقامي؛ المرشد الأعلى والرئيس الإيراني وقادة الحرس الثوري والميليشيات التابعة لهم يتوعدون برد انتقامي.

مشهد غامض ومحير، الكل يتساءل عما سيجري: ما هي الأهداف التي سيضربها الإيرانيون؟ هل سيستخدمون وكلائهم؟ هل سيضربون الداخل الإسرائيلي ام عمليات اغتيال خارجية؟ ترى كيف سيكون الرد؟

وبعد هذه التهيئة المتفق عليها بين الأطراف المتنازعة، يحاك مشهد مسرحي جيد بالنسبة لموالي واتباع الأطراف المتصارعة: وصول المسيرات الإيرانية الى إسرائيل، لتضرب أهدافا "شكلية"، هذا ان وصلت، او التي سيسمح بالتي ستصل، وثم سرائيل تحمل إيران مسؤولية القصف، وهنا يسدل الستار عن سخافات الحياة التي نعيشها.

طارق فتحي