حول قضية (خروج القوات الامريكية من العراق)


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7887 - 2024 / 2 / 14 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

هذه واحدة من اهم السخافات التي يمكن لعقل ان يحتملها "خروج القوات الامريكية"، لا يمكن حتى التصديق بأن هناك "مفاوضات" تجري بين طرفين "مزعومين"، سخافتها تكمن في طرف السلطة في العراق، فهذه السلطة وهذا النظام جاءت به أمريكا وهي من شكلته، وقد تفردت بقرار الاحتلال واسقاط النظام، وخرجت حتى من "مجلس الامن"، متحملة كل التبعات الدولية، بما انها "زعيمة العالم" ودائما تتحدث ب "القوانين الدولية".

الطرف الأول:
الولايات المتحدة اسقطت النظام في 2003، وصرفت أموال طائلة، وقتل من جنودها الكثير، وبنت لها أكبر سفارة في العالم، ورسخت من وجودها في العراق عبر إقامة قواعد عسكرية في انحاء مختلفة، وفرضت سيطرة محكمة على الأموال من عائدات النفط، فهي المتحكم الوحيد بهذه الأموال، وهي منذ 2003 تشارك في رسم السياسات وتشكيل الحكومات وتشريع القوانين، ثم يتحدثون عن "خروج القوات الامريكية"!

الطرف الثاني:
سلطة الإسلام السياسي والقومي والعشائري والميليشياتي في العراق هي سلطة ذيلية وتابعة بامتياز، لا كلام على ذلك، وهي سلطة نهب وسرقة وفساد، لا يهمها سوى البقاء في الحكم والحفاظ على مصالحها، وهي سلطة تتلاعب بها القوى الإقليمية والدولية، اغلب قادة هذه العملية السياسية متخلفين، لا يعرفون حتى الحديث في السياسة، ثم يتكلمون عن "خروج القوات الامريكية"!

النتيجة:
مغالطة في الفهم السياسي من يتحدث عن "خروج القوات الامريكية"، فالثمن الذي دفعه الامريكان في العراق كبير جدا، هم لم يأتوا ويعبروا المحيطات والبحار من اجل "سواد عيون" قادة القوى السياسية هؤلاء، ولم يأتوا لينشروا "الديموقراطية والحرية" في ربوع "بلادنا الخضرة"، هذه نكات سمجة، بالتالي فأن الكلام عن "خروجهم" هو اسطورة حالها حال اسطورة "سفر الخروج".

طرف سلطة الإسلام السياسي والقومي ليست لديها مصلحة ب "خروج القوات الامريكية"، فهذا الطرف يعي جيدا ان الامريكان هما الراع الرسمي لها، تأكد ذلك باجتماع مجلس النواب الأخير، الخاص ب "خروج القوات الامريكية"، فلم يحضر الا اقل من 80 نائبا، وحتى هؤلاء الثمانين يكونوا قد أرغموا على المجيء، وفي النتيجة النهائية لهذه المغالطة السياسية انه من السخف الحديث عن "خروج القوات الامريكية".

طارق فتحي