جنون العالم الرأسمالي - السويد تستعد للحرب


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7858 - 2024 / 1 / 16 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

لأول مرة ومنذ الحروب النابليونية مطلع القرن التاسع عشر، تعلن السويد وعلى ارفع مسؤوليها عن الاستعداد للحرب، وقد أعادت واجب الدفاع المدني، فقد أرسلت وكالة الحماية المدنية لأكثر من 121 ألف شاب-ة سويدي -احتفلوا بعيد ميلادهم ال ـ16 عام 2022- رسالة لإبلاغهم أنهم الآن جزء من "الدفاع الكامل" للمملكة، ولديهم "التزام بالمساعدة في حالة الحرب أو التهديد بها".

بلد مسالم تماما، يعيش في هدوء تام، من البلدان السعيدة، يتمتع بثالث أكبر مساحة في اوروبا، يعيش على ارضه أكثر من عشرة ملايين انسان، اقتصاد ممتاز، تعليم ممتاز، صحة عالية جدا، بنى تحتية متقدمة جدا، قوانين صارمة يطبقها الناس بشكل جيد، مستويات الجريمة منخفضة جدا؛ دائما ما كانت حكوماتها لا تميل الى السياسة الامريكية، خصوصا أيام رئيس الوزراء أولوف بالمه الذي اغتيل عام 1986، والذي كان متمسكا بسياسة عدم الانحياز تجاه القوى العظمى، غير كثير من تلك المواقف التي ازعجت الإدارة الامريكية كثيرا.

ما الذي يحصل؟ الناتو يتوسع شيئا فشيئا، انه يزيد الخناق على روسيا، خارقا ومنتهكا كل الاتفاقيات بين الطرفين القديمة، لكن هناك دولا لا تريد الانضمام لهذا الحلف ولكل حلف، فكيف يمكن جرهم للناتو؟ إيقاع روسيا في المستنقع الاوكراني، ثم قيادة حملة إعلامية تخويفية داخل هذه الدول من "البعبع" الروسي الذي سيبتلعهم؛ هذا هو السيناريو الذي سارت عليه أنظمة الناتو الديموقراطية؛ وبالفعل فان السويد سمحت لأمريكا باستخدام "17" قاعدة عسكرية.

يتفاقم الوضع في أوروبا شيئا فشيئا، فقد نشر الذعر والخوف داخل المجتمعات الهانئة "سابقا"، فجنون الرأسمالية لا حد له، انهم مستعدين لإشعال الحرائق في كل الكوكب من اجل مصالح شرذمة صغيرة؛ نتمنى ان لا نرى بلدا اخر يدمر ويهجر ساكنيه، نتمنى ان لا نرى مأساة أخرى، فالأرض في وضعها الراهن فيها من المشاهد المؤلمة ما يكفي، هذه سوريا، وتلك السودان، وهناك ليبيا، وهنا هنا غزة؛ فلا نريد مشاهد في تايوان او كوريا الشمالية او ايران او السويد او فنلندا، او أي بلد آخر، فبالبشرية هي هي، أينما كانت، بالإمكان ان تعيش سعيدة، فقط اذا ازيل هذا النمط المجنون.
طارق فتحي