تسعون يوما من الإبادة


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7847 - 2024 / 1 / 5 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

انتهت ثلاثة أشهر من حرب الإبادة التي تشنها أمريكا وإسرائيل والغرب على غزة، حرب على مدينة محاصرة بالكامل، لا يوجد مهرب او ملجأ او منفذ يمكن ان تخرج منه او تحتمي به الناس، 70% من المدينة دمر تماما وسوي بالأرض، حرب استخدمت فيها أمريكا وإسرائيل كل أنواع الأسلحة وافتكها، وهم ماضون في هذه الإبادة، ويرفضون أي أحد من التدخل او الحديث عن وقف الحرب، بل يرفضون دخول المواد الاغاثية.

الأرقام صادمة ومروعة جدا، فالتقارير الجديدة تشير الى مقتل واصابة وفقدان أكثر من 90 ألف انسان، أكثر من 30 ألف قتلوا حتى مساء أمس الخميس، منهم أكثر من 28 ألف مدني، 12 ألف طفل قتلوا، أكثر من 6 ألاف امرأة، 241 من الكوادر الصحية، 105 من الصحفيين، وأكثر من 58 ألف جرحوا، سيموت منهم الكثير؛ هذه الأرقام غير مؤكدة بالكامل، فهناك الالاف من الجثث تحت الأنقاض، والمئات من الجثث ملقاة في الشوارع، لا أحد قادر على دفنها.

هناك مليوني من سكان غزة نزحوا من مناطق سكناهم يفترشون العراء، دون خيم او أماكن إيواء، يقتلهم الجوع والعطش والبرد والخوف، هؤلاء لم تعد لديهم بيوت يأوون اليها بعد الحرب، فقد دمرت الالة الحربية الامريكية والإسرائيلية 68 ألف وحدة سكنية بالكامل، وتضرر بشكل جزئي 180 ألف وحدة سكنية؛ اما عن المدارس فقد تم تدمير 318 مدرسة، و169 مرفقا صحيا، منها 23 مستشفى و 57 عيادة و 89 سيارة اسعاف، وقد تم تدمير 1612 منشأة صناعية.

لم يستطع العالم إيقاف هذه الإبادة، أمريكا والغرب الديموقراطي اسكتوا كل صوت يدعو لوقف الحرب، قالوا للعالم كف عن البكاء على غزة، اتركوا هادس يصول ويجول، اتركوا إسرائيل وامريكا تقتل المنظمات الإرهابية وتنشر الديموقراطية في ربوع غزة، مثلما نشرتها في أفغانستان والعراق.

وتستمر مشاهد الألم والحزن والمرارة على سكان غزة، وهم لا يعرفون الوجهة التي يلجؤون اليها، سوى انهم سيدفنون في تلك الأرض.

هل تسمحون لنا بالطعام؟ ..... كلا.
هل تسمحون لنا بالفرار؟ .......... كلا.
هل تسمحون لنا بالموت؟ ..... نعم.

طارق فتحي