الانتخابات وتجديد العقد مع الإسلاميين


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7045 - 2021 / 10 / 12 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

في هذا البلد يسير كل شيء نحو المجهول، لا توجد رؤيا واضحة ومحددة المعالم، فطريقه متعرج، ومطباته كثيرة، وقد تكون احدى مطباته "كاسرة للظهر" كما يقال، وأكبر وأعمق مطب هي هذه الانتخابات، فهي قد تكون الهاوية التي لا قرار لها، فالإسلاميين والقوميين والعشائريين يريدون تجديد العقد مع الناس هذه المرة، بقوة وإصرار، فهي التي تعيد لهم شبابهم وقوتهم وتبث فيهم الروح مرة اخرى.

انهم يعقدون الامل الكبير على هذه الانتخابات، لقد استنفروا كل قواهم، فتاوى من كل حدب وصوب، عمائم و "عگل"، يمين وقسم، تعهد ومعاهدة، حقا ان هذه الانتخابات لتثير الريبة والشك، فقد تكون الأخيرة بالنسبة لهم، فوجودهم بات عائقا امام الحياة، والبلد صار مهدد وجوديا بشكل حقيقي وفعلي بوجودهم.

لقد أدرك الجميع ان الانتخابات كانت القوة المضادة للانتفاضة، فقد عمل الإسلاميون بكل جهد لتثبيتها وترسيخها كحل وخلاص للازمة المصيرية التي مرت بهم، فالانتفاضة كانت قد زرعت الخوف بين هذه القوى الفاشية، وبالمقابل زرعت الامل لدى الناس بإمكانية الخلاص من هذه السلطة القبيحة.

ان قوى النهب والموت والخراب الإسلامية والقومية، هي اليوم تقود جماهيرها بقوة نحو هاوية أخرى، وقد تكون أخيرة، فهذه الانتخابات المحسوم امرها مسبقا، تشهد صعودا قويا لأكثر التيارات الإسلامية والقومية تطرفا وتشددا، صعودا للقوى المسلحة المباشرة، أي ان برلمان الغد سيكون اشد ظلامية، وستكون الهجمة أكثر وحشية على المجتمع، وسينقضون ويقمعون بشكل همجي على اية نبتة احتجاجية او اعتراضية، وسيقضي على ما تبقى من مكتسبات هذا المجتمع المدنية.

المجهول هو السمة البارزة المعالم، فنهب ثروات هذا البلد ستكون على أشدها، وصراع الدول الإقليمية والدولية قد يتطور، وهذه الأرض هو ساحته المفضلة، نسب الفقر في ازدياد، والمديونية الداخلية والخارجية في تفاقم، والمعطلون عن العمل اعدادهم في تزايد، والخدمات ستسوء أكثر، بالمقابل فأن حلول السلطة الميليشياتية القادمة ستكون، إعطاء الشعب المزيد من الطقوس الدينية، نشر الجهل والخرافة، نشر الامية والمرض، وايضا القمع الشديد، أي الفاشية بأشد مراحلها، لهذا فأن جميع السيناريوهات قائمة، ومحتملة الحدوث، اذن لا خلاص من هذه الأوضاع الا بالخلاص من قوى الإسلام السياسي والقوميين الفاشست.