طقوس ولصوص وانتخابات


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7028 - 2021 / 9 / 23 - 19:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

"لقد صنعت الفوضى الآن رائعتها"..... مكبث.... شكسبير.

خلطة لا تعثر عليها الا نادرا، او لا يجود بها الزمان الا عندما يكون رديئا جدا، فقد توجد هناك متلازمات، مثل "اللصوص-الانتخابات"، او "الموت-الانتخابات"، او "الطقوس-الانتخابات"، لكن ان تكون هناك طقوس دينية يقودها لصوص وناهبين لثروات البلد، وهم الذين يقودون جماهير الطقوس الدينية للانتخابات، فيعلنوا عن قواهم وتياراتهم وشخصياتهم من خلال هذه الطقوس، ليعيدوا تدوير أنفسهم؛ هذه الخلطة العجيبة، تدلل على اننا في حقبة من الزمن بلغت من الرداءة حدا لا يوصف.

على جدران وزارة النفط، هناك مجموعة من الشباب والشابات يفترشون الارض، انهم خريجو القسم الجيولوجي، معتصمون منذ أشهر طويلة، انهم يطالبون بالتوظيف، وهناك أيضا شباب امام وزارة التعليم العالي، وقبلهم كانوا امام وزارة الصحة، تعبوا من مقاعد الدراسة ليجدوا أنفسهم حفاة على الأرض؛ يمر من الشارع المقابل لوزارة النفط، الاف من "الزائرين"، يتعاطف الطرفين على بعضهم البعض، هؤلاء يقولون "شوف ذوله خطية ما لاگين شغل ويريدون تعيين"، والمعتصمون يقولون "شوف ذوله خطية وجوه مبين عليها التعب والفقر".

أحد "الزوار" العاطلين عن العمل يقف امام الشباب المعتصم، يلقي عليهم نكتة سمجة: "راح افرحكم، سمعت خبر اكو 30 ألف درجة وظيفية! بس مو الكم، للحشد الشعبي، هههه" يضحك ملء فمه، ينظر اليه الشباب مذهولين من سخريته البائسة، فيقول لهم "عمي لو تخلصون العمر كله تكعدون هنا ماكو تعيين، قدموا على الفصائل والميليشيات أحسن، مو أنى خريج مثلكم، بس قدمت على الحشد، البلد ما يريد تعليم وصحة وطاقة وزراعه وصناعه وسياحه، عمي البلد بيد الإسلاميين، يعني الحروب والغزوات، تعالوا وياي للزيارة أحسن"، يستأنف مسيرة الألم.

فوضى الحياة في هذا البلد تتسارع وتيرتها يوما بعد آخر، يزداد انكسار الناس باستمرار، ويضحون محبطين أكثر وأكثر، ليس امامهم سوى الطقوس الدينية والعبادات، والطقوس تنجب اللصوص، واللصوص يحكمون البلد، والبلد غارق في الطقوس، والطقوس تنجب اللصوص، واللصوص يحكمون البلد.......ولا تنتهي هذه الدورة القذرة؛ وتبا لك يا رايس فقد صنعت رائعتك ب "فوضاك الخلاقة".

يكتب ماركس بحق (ان الناس يصنعون تاريخهم بيدهم؛ لكنهم لا يصنعونه على هواهم)).