الحزب -الشيوعي- اللبناني الفاشستي


فؤاد النمري
الحوار المتمدن - العدد: 6994 - 2021 / 8 / 20 - 23:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

الحزب"الشيوعي" اللبناني الفاشستي

تفلس الإمبريالية فتتحول إلى فاشية كما حدث في ألمانيا النازية ويفلس النظام الإشتراكي فيتحول إلى فاشية أيضاً كما حدث في روسيا . الجرائم الفاشية الفظيعة التي يقترفها بوتين في سوريا اليوم لم يقترف مثلها هتلر في المدن السوفياتية قبل ثمانين عاماً .
أكتب اليوم عن الحزب "الشيوعي" اللبناني الفاشي مؤملاً أن غضب واستنكار أعضاء هذا الحزب لما أقول يمكن أن يدفعهم إلى التنبه إلى انفصالهم ليس عن الثورة الشيوعية وحسب بل وعن قضايا الشعب اللبناني الحيوية ويتحول الحزب بالتالي إلى عصابة فاشية .

يفاخر قادة الحزب دائما وأبداً أن سياسات حزبهم تتركز في مقاومة المشروع الأميركي الصهيوني في الشرق الأوسط !! الشعب اللبناني ليس مشغولاً بمثل هذا المشروع إن وجد وهو مشروع عصابة حزب الله الفاشية بدلالة الإسم .
أنا كشيوعي بلشفي منذ العام 1949 لم يتوقف يوما عن مواكبة حرب الشيوعية، لم أرَ أي مشروع للولايات المتحدة منذ إعتلاء مجرم الحرب ترومان كرسي الرئاسة عقب رحيل صديق الشيوعيين المبكر الرئيس روزفلت في ابريل 45، لم أرَ سوى مقاومة الشيوعية، وقد انتهت نلك السياسة "غير الرأسمالية" إلى الفشل الذريع في العام 1970 ؛ ثم لم يعد هناك شيوعية ليقاومها الأمريكان، وكان أن تقدم على الأمريكان في مقاومة الشيوعية منذ العام 1953 الحزب الشيوعي السوفياتي حزب لينين وستالين .

الحقيقة الكبرى التي أؤمل أن تصدم الحزب الشيوعي اللبناني، قادة وقاعدة، هي أن الولايات المتحدة هي بالقطع ضد النظام الرأسمالي منذ انهياره في العام 1970 .
لعل بعض أعضاء الحزب يعلم أن كارل ماركس كان قد أكد في تحليله للنظام الرأسمالي على أن الهدف الواحد الوحيد للنظام الرأسمالي هو مراكمة رأس المال (Accumulation of Capital) ؛ لكن أميركا أخذت تراكم الأموال منذ خمسين عاما عن طريق طباعة الدولار بلا حساب ؛ فهي تطبع سنوياً ما يزيد على 10 ترليون دولاراً بينما لا تنتج من البضاعة أكثر من 5 ترليون ؛ تبيع الدولارات الفائضة (أكثر من 5 ترليون) على العالم بما يزيد على 70 ألف طناً ذهباً – في عهدها الرأسمالي الزاهر لم تكن تكسب أكثر من 10 طناً فقط – لذلك لا تقبل أميركا اليوم العودة إلى النظام الرأسمالي حتى لو تيسر لها ذلك .
السؤال الحدي والحاسم في هذا السياق هو .. هل تطبع أميركا دولارات بلا غطاء ؟ لئن كان الجواب نعم، فذلك يعني بالقطع أن النظام الرأسمالي لم يعد موجوداً في أميركا بغض النظر عن كمبة الدولارات المطبوعة فقدس الأقداس في النظام الرأسمالي الذي لا يجوز المس فيه هو النقود .

على ضوء هذه الحقيقة الكاشفة يمتنع أي إدعاء بوجود أية مشاريع أميركية معادية سواء في الشرق الأوسط أم في أية مناطق أخرى في العالم حيث أن أية مشاريع سياسية وجيوسياسية من شأنها أن تربك عملية استبدال ترليونات الدولارات الزائفة بالذهب من العالم .

لا يستطيع الحزب الشيوعي اللبناني أن ينفي تهمة الفاشية طالما أنه يصطف بثبات في صف حزب الله الفاشي بامتياز .
وماذا سيقول الحزب الشيوعي اللبناني عندما يتكشف أن حزب الله هو من استورد النترات وخزنها في ميناء بيروت لتزويد الأسد ببراميل الموت تتفجر بجماهير الشعب السوري، وأن حزب الله هو من فجر النترات المتبقية (450 طناً فقط) من أجل التغطية على قرار المحكمة الدولية الذي كان سيصدر آنذاك خاصة وأنه كان يتوقع أن تدين المحكمة أربعة مشاركين في اغتيال الحريري ؛ ولو كان يعلم أن المحكمة لن تدين سوى المجرم سليم عياش فقط لما قام بالتفجير؟
ماذا سيقول الحزب الشيوعي عندذاك ؟
لن يكفيه الإعتذار، لا ولا النقد الذاتي . لن يكون كافياً سوى حل الحزب .