اسرائيل – اثيوبيا – السلام البارد


هشام حتاته
الحوار المتمدن - العدد: 6956 - 2021 / 7 / 12 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

فقره من مقال لى على هذا الموقع بعنوان : السادات ... اخر الفراعنه العظام

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=509704

( وكانوا يتندرون على زيارات السادات لبلدانهم قائلين ( الشحات جاى ) ، ويروى لى رئيس الحراسة الخاصة للرئيس السادات المقدم عبدالروؤف حتاته انه فى احدى زياراته للكويت سألة صحفى شاب : كم جمعت ياسيادة الرئيس من هذه الجولة ؟
يقول لى : كظم السادات غيظة واشعل غليونه فى صمت ، واستغرق فى تفكيرعميق ـ ثم قال لمن حولة : لافائدة من العرب
واعتقد انه فى هذه اللحظة او فى لحظات اخرى متشابهه فكر السادات فى زيارة اسرائيل وعقد السلام معها ليتم به تحرير كامل التراب المصرى ، وكان ما هو معروف بمعاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر واسرائيل (انتهى

وبعد عقد معاهدة السلام صرح قائلا : مفيش حاجه اسمها وطن عربى ، هناك شرق اوسط تتزعمه قوتان هما مصر واسرائيل
وثار عليه كل الاسلاميين والماركسيين والناصريين ، وارتفعت الحناجر فقد هدم على روؤسهم المعبد الذى صنعه جمال عبدالناصر وانهار حلم الزعامه المصرية للعرب والذى كان انهار فعلا من حولهم بفضل البترودولار ولكنهم مغيبون تحت الاحلام الوردية .
وتم تجميد عضوية مصر فى الجامعه العربية ، وتكونت جبهه الرفض من صدام العراق ، واسد سوريا ، وقذاف ليبيا ، وصالح اليمن ، وعرفات فلسطين ( واذا نظرنا الى مايحدث الان فى هذه الدول لعرفنا ان السادات كان سابقا لعصرة بعشرات من السنين .)
وتم اغتيال السادات فى حادث المنصة الشهير

تولى مبارك وكان شعاره الاستقرار ( وبفضل هذا الاستقرار تيبست مفاصل الدولة المصريه.... ماعلينا !! )
واستردت مصر عضويتها فى جامعه الدول العربية ، وكان ثمن العودة للحضن العربى وضع اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل فى الثلاجه ( فيما عرف بالسلام البارد ) لارضاء الاشاوس العرب
وبدا يشجع المقاطعه الشعبية والنقابات المهنيه فى مقاطعه اى زيارات لاسرائيل من اجل عيون فلسطين التى اعتبرها معظم المصريين قضيتهم المصيرية وحلمهم الريادى
واعلن انه لن يقوم بزياره اسرائيل الا بعد اقامه الدولة الفسطينية فى الضفه وغزه وعاصمتها القدس
ورغم ان هناك اتفاقية سلام مع اسرائيل فكان من يريد زيارتها عليه ان يحصل على موافقة امنيه
وعندما تم اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلى اسحاق رابين فى العام1995 على يد متطرف يهودى بحسبانه من الحمائم الذى ينادى باقامه سلام عادل ذهب مبارك للعزاء عده ساعات ، وبعدها فى خطاب برر هذه الزياره قائلا مامعناه ( كان حايبقى شكلنا وحش اوى امام العالم اذا لم اذهب للعزاء )
وفى الوقت الذى منحت امريكا مصر مساعدات سنوية قدرها حوالى 2 مليار دولار لتوقيعها معاهده السلام ، ورغم معاهدة السلام مع اسرائيل ، الا اننا نجد الصحافه والاعلام تهاجم كل من امريكا واسرائيل وزياده جرعات الشحن العقائدى ... كل هذا لصالح فلسطين (وان كان فى حقيقته انهيار حلم الرياده المصرى والتفوق الاسرائيلى فى كل المجالات )
ثم بدات محاكمات وزير الزراعه يوسف والى عن موضوع المبيدات الاسرائيلية المسطرنه والذى كان فى حقيقته وقف اى تعامل فى مجال الزراعه مع اسرائيل التى كانت الدولة الوحيده فى المنطقه والثانية عالميا بعد امريكا التى زرعت الصحراء واستنبطت بفضل العلم المتقدم بذور معدله وراثيا لزياده انتاجيه الفدان واعتمدت نظام الرى بالتنقيط والرش الذى يوفر سبعه اضعاف كمية المياه الفاقده فى نظام الرى بالغمر الذى تتبعه مصر واصبح لديها فائض فى المياه لنقرا من عده ايام ان الاردن وقعت معها اتفاقية لتستورد بمقتضاها 50 مليون متر مكعب من الماء ( اقول هذا لمن يقول ان اسرائيل تريد من مساعدتها لاثوبيا فى موضوع سد النهضة ان تقوم مصر بتزويدها بالمياه من حصتها التاريخية التى اصلا لاتكفى الزراعه فى مصر )
ثم نرى اللواء حسين كمال مدير مكتب اللواء عمر سليمان يظهر على الشاشات ليزأر ( ان اللواء عمر سليمان كان يتعامل مع اسرائيل بمنطق العصا والجزره ، ففى الوقت الذى كنا نورد الغاز لها باسعار متدنيه جدا كنا فى نفس الوقت نتغاضى عن الانفاق التى تقيمها حماس الى سيناء ... كل هذا من اجل احراز تقدم فى قضية فلسطين )
ومنذ عده سنوات راينا الهوجه والمحاكمة التى عقدها مجلس النواب ضد النائب والاعلامى توفيق عكاشه لاستقباله السفير الاسرائيل وتم الغاء عضويته .
وقبلها فيلم السفاره فى العماره لعادل امام يهاجم اسرائل والسفير الاسرائيلى
فهل كانت اسرائيل غائبة عن هذا المشهد ولا تعلم ابعاده ؟
وهل كان من المتوقع منها ان تقف مكتوفه الايدى امام السلام البارد الذى فرضه مبارك عليها واستمر حتى الان وحصلت بموجبه على سيناء ؟

لقد ذهبت اسرائيل الى منابع النيل لمحاصرة مصر فى اهم شريان للحياه لها المتمثل فى نهر النيل
علينا ان نطالع خطاب بنيامين نتنياهو في خطاب لم يتجاوز الـ13 دقيقة، تحدث فيها أمام البرلمان الإثيوبي فى 12/7/2016 ، في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس وزراء إسرائيلي.
وكان اهم مافيه :
** «نعمل معًا من أجل أن تصب المياه في أي اتجاه تريدون، ولتقليل المياه المهدرة»، كما يربط نتنياهو هذه القضية بالحياة اليومية للمزارع الإثيوبي قائلًا: «ستكون هناك مياه أكثر للاستخدام الشخصي وللحقول، التي ستنتج محصولًا أكبر، ستزداد الحيوانات والأبقار التي تنتج الألبان بكميات أكبر».
** العلاقة التاريخية جعلت من الإثيوبيين مكونًا رئيسيًا من مكونات الشعب الإسرائيلي، يشاركون في الحياة السياسية والاقتصاد، ويمثلون جسرًا بشريًا بين الشعبين، كما يقول نتنياهو، الذي يضيف أن الآلاف من اليهود الإثيوبيين يخدمون في الجيش الإسرائيلي، وهو ما يعني أن هذا الجيش لا يمكن أن يكون جيشًا معاديًا لإثيوبيا، كما يمكن أن تكون جيوش أخرى في المنطقة، لأن الدماء الذي تجري في عروقه بعضها إثيوبي.
** ويوجه حديثه لأعضاء البرلمان الإثيوبي أن من يريد استكمال حريته وبناء دولته فلينعتق عن مصر، و«إذا رغبتم فلن يكون هذا حلمًا».
** «السؤال الذي أسأله في كل مكان أذهب إليه: أي بقرة تعطي أكبر كمية حليب في العالم؟ هل تعتقدون أنها البقرة الهولندية؟ البقرة الفرنسية؟ لا. هذ البقرة الإسرائيلية، وفي المستقبل القريب ستكون أيضًا البقرة الإثيوبية».

الخطاب فى النهايه كان وعدا للاثيوبيين باللبن والتكنولوحيا واعلان حرب المياه على مصر
وهذا هو الثمن الذى دفعته مصر نظير السلام البارد مع اسرائيل من اجل حلم الرياده المتمثل فى القضية الفلسطينية ، ولو كنا فعلنا السلام الدافىء كما اراد السادات وكما فعلت دولة الامارات العربية منذ عده شهور لكنا وجدنا نصيرا وحليفا اسرائيليا له كلمه مسموعه وله علاقاته القوية بدول العالم ومساندته لمصر فى مجلس الامن فى قضية سد النهضة التى انتهت الى لاشىء او على الاقل لما قامت اسرائيل بمحاصرة مصر فى شريان حياتها الذى وهب مصر حضارتها العظيمة .
هذا عن اسرائيل .. اما بالنسبة للاستثمارت السعودية والاماراتيه وتمويل البنك الدولى لسد النهضه فهذا موضوع آخر
القاكم على خير