رساله مفتوحه للرئيس السيسى


هشام حتاته
الحوار المتمدن - العدد: 6356 - 2019 / 9 / 20 - 23:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

لست فى حاجه ان اوؤكد اننى كاتب علمانى وباحث فى تاريخ الاديان ، وضد الفكر السلفى والاخوانى تماما ، وكتبى تشهد على ذلك
لست فى حاجه ان اوؤكد اننى من عشاق مصر ومن عائله معروفه بانحيازها للوطنيه المصرية بغض النظر عن اختلافى او اتفاقى مع رئيسها
واخيرا ... ليست فى حاجه ان اوؤكد اننى كنت من اوائل المبشرين بك رئيسا لمصر وشبهتك فى اكتر من مقاله بحور محب الى انقذ مصر من الهوة وحاله الدروشه التى اوصلها لها اخناتون وشبهتك بالصقر حورس رمز الحضارة المصرية العظيمة قديما
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=367362&r=0
(كيميت تنهض من جديد وحورس يحلق فى سمائها )
السيد الرئيس :
اعرف انك تريد ان تبنى مصر جديده ، ولكن الطريق الى جهنم مفروش بالنيات الحسنه ، احلامك ياسيدى اكبر من قدرة مصر الاقتصادية ، ويكفى ان تعرف ان خدمة الديون المستحقة على مصر تستنزف 80% من اجمالى الدخل العام
كان ممكن انه اكون سعيدا ببناء اكبر مستشفى واكبر مدرسة ، اكثر من سعادتى ببناء اكبر مسجد واكبر كنيسة واكبر ناطحه سحاب ، فالدول ياسيدى الرئيس لا تتقدم بالطوب والحجاره
ويكفى ان تعرف ان انهيار دول النمور الاسيوية والازمه الاقتصادية الامرييكة فى العام 2006 كانت بسبب الافراط فى الانشاءات العقارية ، ولاننسى سيدى الرئيس ان الخديو اسماعيل الذى اقام نهضه معمارية فى مصر ادى فى النهايه الى احتلال مصر
غول الغلاء يشتد ويزيد كل يوم ... ولا اخفى عليك ان الشعب يعانى ، ولا اخفى عليك ايضا ان الشعب اصبح فاقد الامل فى المستقبل ، ولا اخفى عليك اخيرا ... انه لاثورة اخرى بعد ثورتى يناير و30 يوليو ، فالناس سكارى وماهم بسكارى
السيد الرئيس :
سيادتك لاتؤمن بدراسات الجدوى رغم انها الاساس فى اى مشروع ، فانا حاصل على بكالوريوس تجاره ووصلت الى مدير مالى بشركة الفنادق المصرية واعرف معنى دراسه الجدوى جيدا
لو هناك دراسه جدوى حقيقة من تفريعه قناه السويس لعرفنا انها لن تزيد من دخل القناه الى فى حاله اقامه منطقة صناعيه كبرى ( وهذا لم يتم ) كل مافعلته هذه التفريعه التى تكلفت 30 مليار جنيه كلها بفوائد ان خفضت وقت انتظار البواخر على جانبى القناه من 8 ساعات الى ساعتين فقط
بهذا المبلغ كان يمكن تحويل 4 مليون فدن فى دلتا مصر يتم ريها بالغمر الى الرى بالرش او التنقيط ، مما يوفر 80% من المياه تكفى لزراعه مالايقل عن 15 مليون فدان حتى مع تناقص حصه مصر من المياه بسبب سد النهضة
تخصيص قطعه ارض مقدارها مليون فدان للقوات المسلحه لزراعتها بالمحاصيل الاستراتيجيه مثل القمح والذره كانت تكفى لسد احتياجات مصر من الغذاء
تخصيص قطعه ارضا مساحتها مليون فدان اخرى لمجموعه شركات عالميه لزراعتها بالمحاصيل التصديرية ، تدر على مصر مليارات من العملات الصعبة
تخصيص نص مليون فدان لمجموعه شركات استثمارية لزراعتها بالبرسيم الحجازى لاقامه مشروع تسمين ماشية كان سيحل مشكلة مصر
هذا هذا اعاده تشغيل المصانع بعد تجديدها وتزويدها بالتكنولويجا الحديثة كان كفيل لتشغل مئات الالوف من العمال
وبعدها وليس قبلها يمكنكم البدء فى العاصمة الاداريه والقصور الرئاسية وخلافه
سيدى الرئيس :
فى العام 2007 اصدرت ول كتبى ( الاسلام بين التشدد البدوى والتسامح الزراعى ) وقلت فيه ان الاخوان المسلمين سيصلوا الى حكم مصر خلال 5 سنوات ( وهو ماحدث بافعل ) وكتبت عنها العديد من الصحف وقتها ن وذهبت وقابلت مدير اداره النشاط الدينى فى امن الدولة بالجيزة وقدمت له الكتاب ، ولما سالنى عن الحل قلت له : العلاج الامنى لن يستمر طويلا ولن ينجح فى تحجيم هذا الفكر الاخوانى السلفى ، لابد من مواجهه الفكر بالفكر ، اعطونا الفرصه وافتحوا لنا النوافذ لنكتب ونفضح فكرهم التفكيرى والاقصائى .... وبالطبع لاشئ
والانه اقول لسيادتكم نفس الكلام : القبضه الامنيه لن تفلح كثيرا ، واعلام عبدالناصر ليس له مكان الان فى ظل السماوات المفتوحه
محامى شاب اسمه محمد حمدى كتب على صفحته بالفيس بوك انه ينوى ( ينوى ...!!! ) تقديم بلاغ للنائب العام ليحقق فى مزاعم المقاول الهارب محمد على ضد الجيش ، فتم القبض عليه وترحيله لنيابه امن الدولة التى قررت حبسه 15 يوم على ذمه القضية بتهمه الانتماء لجماعه محظورة ، والله وحده يعلم كم سيقضى من الشهور والسنين فى محبسه ، اما ماتم القبض عليهم مؤخرا فلا اعرف انتمائاتهم السياسية .
لاشك ان جماعه الاخوان الارهابيه تريد زعزعه الاستقرار فى مصر وتلعب على وتر الازمة الاقتصادية الخانقه ، ولكن ليس كل معارض يُتهم بالانتماء لهذه الجماعه ، هناك معارضين شرفاء ، واصبحت هذه التهمه مثار استهجان من الناس
وبالنسبة للمقاول الهارب محمد على تاكد سيادتكم انه ماكان سيلقى اى تعاطف معه لولا الظروف المعيشية الصعبه التى يعيشها الناس ، ولكن رد سيادتكم عليه فى مؤتمر الشباب الماضى ( انا حاعمل واعمل واعمل ) ضايق الكثيرون ، وسحب من رصيدك عندهم ، وقلل الثقة التى كنت تتمتع بها بينهم
لااحد يشك فى وطنيه الرئيس عبد الفتاح السيسى ، ولا احد يشك فى نزاهته وامانته ، فكل رؤساء مصر بعد ثوره 1952 بدايه من عبدالناصر حتى السيسى كلهم وطنيون وان كان الطريق الى جهنم مفروش بالنيات الحسنه .
وجود احمد موسى ومصطفى بكرى وامثالهم فى الاعلام والتهليل والتطبيل سحب من رصيد الاعلام المصرى لدى الناس فاتجهوا الى الجزيرة ومكملين والشرق وغيرها من هذه القنوات المشبوهه ، وسحب من رصيد الثقة بينك وبين الناس
سيدى الرئيس
انت فى حاجه الى مستشارين مخلصين
ومصر فى حاجه الى لقمة العيش والا فالاحتقان سيتصاعد يوما بعد يوم .
لااعنى بذلك ثورة ، فالشعب المصرى لن يثور مره اخرى ، ولكنى اعنى ان يصبح المواطن المصرى مقهورا بلقمة العيش ، فاقد الاراده ، فاقد الاحساس بالذات
ان يصبح مواطن غير منتمى ... فهل يرضيك هذا .
سارسل لكم هذه المقاله على حسابكم الشخصى وصفحتكم الرسمية على الفيس بوك لعلها تصل اليكم
وفى النهاية تقبل هذا الكلام من شخص مصرى يحب بلده حتى النخاع ويريدها اد الدنيا ولكن بالتخطيط السليم مع مراعاه الاولويات .