اشكاليه الولد للفراش


هشام حتاته
الحوار المتمدن - العدد: 6875 - 2021 / 4 / 21 - 04:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

منذ سبتمبر الماضى أثارت قضية الزوجه التى قامت بخيانه زوجها لمده 11 عاما وانجبت 3 ابناء من عشيقها ، ردود أفعال واسعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع إنكار الزوج لنسب أبناءه الـ3 منها بموجب تحليل البصمة الوراثية ( D.N.A ) مؤكدًا أنهم ليسوا من صلبه، وأن زوجته التي تحمل اسمه وشرفه تخونه منذ الشهر الأول للزواج وذلك اثناء عمله بشرم الشيخ ثم سفرة الى دولة خليجية للعمل بها لتحسين ظروف معيشتهم

وتقدم الزوج للمحكمة بالعديد من التسجيلات التى تمت بين زوجته وعشيقها التى زودته بها زوجه العشيق ثم شهاده الشهود والعديد من القرائن الاخرى مصحوبة بالاضافة الى تحليل البضمه الوراثية ، فاصدرت المحكمة حكمها بالحبس 3 سنوات لكل من الزوجه والعشيق

ولكن المأساه عندما تقدم الزوج لمحكمة الاسرة بقضية انكار نسب اولاده الثلاثة من زوجته مؤيدا بتحليل البصمه الوراثية الـ D.N,A
ان المحكمة رفضت اعتماد البصمه الوراثية ورفضت القضية بناء على الحديث النبوى الوارد فى الصحيحين ( الولد للفراش وللعاهر الحجر ) لان المحاكم الشرعية المصرية لاتزال تعمل بقانون نسب الأولاد بالشَبه، أو نسب أولاد الزنا للزوج ورفضوا ترك الحديث وأصروا على نسب الأطفال بالشَبَه، وإلا سيكونوا مرتدين لإنكارهم حديث نبوي.
وقد سبق لمحكمة النقض المصرية فى الطعن رقم 958 لسنه 74 قضائية فى العام ان قالت :
( القاعدة : المقرر في قضاء هذه المحكمة أن من الأصول المقررة في الشريعة الإسلامية أن النسب يثبت بالفراش وفى حال قيام الزوجية إذا أتى الولد لستة أشهر على الأقل من وقت الزواج وكان يتصور الحمل من الزوج بأن كان مراهقاً أو بالغاً ثبت نسب الولد من الزوج بالفراش دون حاجة إلى إقرار أو بينة ، وإذا نفاه الزوج فلا ينتفى إلا بشرطين أولهما : أن يكون نفيه وقت الولادة ، ثانيهما : أن يلاعن امرأته فإذا تم اللعان بينهما مستوفياً لشروطه فرق القاضى بينهما ونفى الولد عن أبيه وألحقه بأمه ) انتهى
والغريب ان حكم محكمة النقض صدر فى العام 2008 فى وقت اصبحت البصمة الوراثية معترفا بها علميا ، ولكنه الخوف من انكار معلوم من الدين بالضرورة
ورغم ان بعض رجال الدين وقتها ان قالوا ان هذا الحديث كانت له ظروفه فى زمن لم يتقدم فيه العلم الى الاثبات بالبصمه ومنهم الشيخ
سيد زايد، عضو لجنة الفتوى في الأزهر لـ مصراوي ، إن القاعدة الفقهية للفصل في قضايا النسب لا تتعارض مع التطور العلمي، لقوله تعالى وكل يوم هو في شأن ، مضيفا أن قول الرسول عليه الصلاة و السلام الولد للفراش وللعاهر الحجر ، وكان ذلك قبل 1400 سنة، ولو أن تحليل الحامض النووي DNA يعطى نتيجة صحيحة لا تقبل التشكيك فلا مانع من الإعتماد عليه.)

تعالوا بنا ايها السيدات والساده نتصور رجلا يعيش بين ثلاثة اطفال من عمر خمسه اعوام الى عمر 11 عاما وملزم بتربيتهم والانفاق عليهم وهو يعلم علم اليقين انهم ليسوا ابنائه ، ولو كان تبناهم من احد الملاجئ لكان ذلك افضل كثيرا لان التبنى سيكون باختياره الحر .
ماهو شعوره وماهى الافكار التى يتصارع معها بين :
ماذنب هؤلاء الاطفال ؟
وماذنبه ليربى ابناء ليسوا من صلبة ويلزمه القانون بالانفاق عليهم ، ووجودهم معه سيذكره دائما بخيانه امهم له ؟
فى تصورى الشخصى انه سيكون واقعا تحت ضغوط نفسية لايتحملها بشر
كل هذا بفضل حديث مر عليه اكثر من 1400 عام ومازال الموتى فيه يحكموننا من قبورهم ؟
هل تذكرون فيلم ( اريد حلا ) فاتن حمامه عن بيت الطاعه سيناريو واخراج الرائع سعيد مرزوق الذى صور لنا حال الزوجه التى يجبرها القانون عن تعيش غصبا عنها مع زوج لاتطيق الحياه معه وصور لنا مشاعر الغضب والقهر التى تعيشها وماهو شعور هذه المراه التى تعيش تحت هذا الضغط القانونى ، والذى كان من نتيجته ان تم الغاء بيت الطاعه واكتفى باعتبار الزوجه التى ترفضه ناشز وليس لها حقوق لدى الزوج ، وهذا فى رأيى اهون الشرين ، وان كان المُشرع خطا خطوة اخرى باقرار قانون الخلع .
ولكن مازال حديث الولد للفراش وللعاهر الحجر معمول به فى محاكم الاسرة
نحن فى امس الحاجه الى مثل الرائع سعيد مرزوق ليخرج لنا فيلما يوضح فيه المعاناه التى يعيشها رجل مع ثلاثة ابناء ويلزمه القانون بالانفاق عليهم وهم ليسوا ابناءه بل انهم اولاد زنى من امهم الخائنه
ان هذا الرجل يريد فيلما على غرار فيلم ( اريد حلا ) ولكن اين هم امثال المخرجين العظام من امثال سعيد مرزوق
لقد رحل العظماء ومابقى على الساحه سوى الفن الهابط الذى يداعب جمهور شباك التذاكر من سائقى التوكتوك والميكروباص .
قلبى مع هذا الرجل
نلتقى على خير