|
إدامة الحِراك الثَوري الشبابي
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 6456 - 2020 / 1 / 5 - 22:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المتظاهرين المعتصمين الثُوار العراقيين في ساحات بغداد والمُحافظات ، رفضوا ما تمخضتْ عنهُ جلسة مجلس النواب اليوم ، من توصية للحكومة بوقف طلب المساعدة العسكرية والأمنية من الولايات المتحدة ودول التحالف وغيرها من التوصيات . فهل أن هؤلاء المتظاهرين الثوار السلميين والذين قدموا عشرات آلاف الشهداء والجرحى خلال الأشهُر الثلاثة الماضية ، هُم " غير وطنيين " ؟ هل يُريدون بقاء القوات الأجنبية داخل العراق ؟ الجواب واضِحٌ كالشمس في ظهيرة صَيف : بل هُم وطنيون جداً .. هُم يتمتعون بِوعيٍ عالٍ يفوق وعي النواب الذين صّوتوا على القرار . العراقيين الذين يريدون حقاً أن تخرج " كُل " القوات الأجنبية من العراق ، الأمريكية والإيرانية والتركية ، هُم المعتصمون في الساحات ومؤيديهم الكُثُر .. هُم العراقيين الوطنيين الداعين إلى إستعادة الوطن والكرامة والإستقلال الناجز .. بعكس الأحزاب الحاكمة منذ 2003 ولحد اليوم ، الأحزاب الفاسدة العميلة وممثليها في مجلس النواب والحكومة . صُرِفتْ مليارات كثيرة من الدولارات ، على تسليح الجيش والقوى الأمنية وعلى تدريبها ، وكذلك على تشكيلات الحشد الشعبي .. لكن هذه الأموال الضخمة ضاعتْ في دهاليز الفساد العميقة ، وأيضاً وبتحايُلٍ وتواطؤٍ من الأطراف المستفيدةِ كلها ، تمتْ عمليات دمجٍ عشوائية لكثيرٍ من الميليشيات المشبوهةِ ، مع الجيش والشرطة والأمن ، بحيث فقدتْ هذهِ المؤسسات مصداقيتها ومهنيتها المنشودة . كُل أقسام السلطة في بغداد من : أجهزة أمن وإستخبارات ووزارات ونقابات وإتحادات … إلخ [ أرسلتْ ] مندوبيها المتخفين ، إلى ساحة التحريرفي بغداد والساحات الأخرى في الناصرية والبصرة والنجف وكربلاء وغيرها ، من أجل " شمشمة " الأخبار ومعرفة من أين تُمّوَل الإعتصامات ومَنْ يدعمها ؟! .. لكن خابتْ مساعيهم جميعاً .. لأن التمويل والدعم ذاتي فقط ، من الشعب مباشرةً . كما قُلنا سابقاً .. فأن العديد من مُؤيدي التيار الصدري ، الفُقراء الكادحين ، إشتركوا منذ البداية في التظاهرات والإعتصامات ، بصورةٍ عفوية " وبدون أي توجيهٍ من الصدر أو غيره " ، وقدموا بعض الشهداء والجرحى . لكن في الأسابيع الأخيرة ، حاول الصدر وتياره ، ليس فقط ركوب الموجة ، بل الإستحواذ على الحِراك الشعبي الجماهيري الشبابي ، بالكامل .. ومن مَظاهِر ذلك ، إستيلائهم على منصة برج الثورة أو جبل الثورة في ساحة التحرير، لفترة ، وإعلانهم بعض الأسماء المُرشحة لمنصب رئيس الوزراء للمرحلة الإنتقالية ، بإعتبارها تُمثل ساحات الإعتصام . لكن الجماهير الشبابية رفضتْ ذلك وأوضحتْ بأن ذلك لا يمثلهم ! . أن خُطوات الصدر الأخيرة ، بإعادة النشاط إلى جيش المهدي وإنخراطه في التجاذبات الأقليمية ، ووجوده في إيران منذ فترة ، وتخبُط ممثليه في مجلس النواب .. كُل ذلك ، لا يُؤهله أن يكون مُصطفاً إلى جانب تطلعات الشباب المنتفض الثائر .. بل على العكس ، فانهُ يقترب من الجانب الآخَر ، أي رموز السلطة من الفاسدين والعملاء . قاعدة التيار الصدري ، من الكادحين والفقراء والمستضعفين ، مدعُوة إلى التحرُر من الإستغلال البَشِع الذي يُمارس ضدهم من قِبَل مُدّعي القداسة من المُتاجرين بالدين والمذهَب .. والإلتحاق الحقيقي بساحات الشرف ساحات الإعتصام والتظاهُر والثورة . هذهِ الدعوة مُوّجَهة أيضاً إلى بُسطاء وفُقراء وكادحي اليَد والفِكر ، من قواعد الأحزاب جميعاً : إتركوا الرموز الفاسدة المنافقة التي خدعَتْكُم لسنوات ، وإنضموا إلى أخواتكم وإخوانكم في ساحات التحرير والحبوبي والبصرة وكربلاء … إلخ .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخِلافُ فقط على السِعر
-
حِوارٌ مع حمكو
-
أذكى إمرأة
-
حَجي بَكر والعَم عوديشو
-
لا خَلاصَ للقَتَلة
-
كُل الأمَل
-
حذاري من راكبي الأمواج
-
إصلاح الرواتب والتقاعدات في الأقليم
-
هل سنراهُم خَلف القُضبان ؟
-
سَيّدي الرئيس .. إفْعَل كما فعلَ ولّي العَهد
-
مَنْ كانَ يُصّدِق ؟
-
بُوق علّاوي
-
غُصن الزيتون ونبع السلام
-
عِمَتْ عِين اِلوچاغ اِلماتِشِبْ ناره
-
مُواصَفات القادة
-
حمكو يتحدثُ عن بغداد
-
بينَ العاطِفةِ والعَقل
-
إضطرابٌ مُزمِن في العراق وسوريا
-
في مقر الحزب الشيوعي في بحزاني
-
مُدير ناحية هندي
المزيد.....
-
حفل -ميت غالا- 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمر
...
-
خارجية الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح: نشعر بقلق
...
-
أول تعليق من خارجية مصر بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطي
...
-
-سأعمل كل ما بوسعي للدفاع عن الوطن بكل إخلاص-.. مراسم تنصيب
...
-
ذروة النشاط الشمسي تنتج شفقا غير مسبوق على الكوكب الأحمر
-
مينسك تعرب عن قلقها إزاء خطاب الغرب العدائي
-
وسائل إعلام: زوارق مسيرة أوكرانية تسلّح بصواريخ -جو – جو- (ف
...
-
الأمن الروسي: إسقاط ما يقرب من 500 طائرة مسيرة أوكرانية في د
...
-
أنطونوف: روسيا تضطر للرد على سياسات الغرب الوقحة بإجراء مناو
...
-
قتلى وجرحى خلال هجوم طعن جنوب غرب الصين
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|