أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الخرسان - فضيحة البارجات التركية في البصرة: توربينات مستعملة في باخرة لنقل الحبوب!














المزيد.....

فضيحة البارجات التركية في البصرة: توربينات مستعملة في باخرة لنقل الحبوب!


جمال الخرسان

الحوار المتمدن-العدد: 3647 - 2012 / 2 / 23 - 23:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس من المبالغة بمكان الاعتقاد بان ملف الكهرباء هو اكثر ما يهدد مصير العراق الامني، الخدمي، والمالي، بل هو الملف الاخطر الذي اقتاتت عليه الجماعات السياسية، المليشيات المسلحة، ومافيات الفساد الاداري او القطط السمان في العراق.

كانت الجهة المعنية بالكهرباء هيئة ثم اصبحت وزارة، وحينما اصبحت وزارة استنزفت ميزانية الدولة على بكرة ابيها دون تحقيق نتائج ملموسة، فيما اكتفى المواطن العراقي بترنيمة (الواط واط) التي تتردد على السنة كبار المسؤولين في الدولة وكان حظه من الطاقة الكهربائية ما تلهث به المولدات الاهلية.

المصائب تهون جدا لو كانت مشكلات الكهرباء مقتصرة على عدم التجهيز لساعات طويلة او حتى عدم التجهيز اصلا طوال اليوم، الامر يتجاوز ذلك ليمثّل مساحة مسترخية جدا للباحثين عن الفساد الاداري والمالي، ومنطقة رخوة لكل من يود ان ينتفخ بين ليلة وضحاها فردا كان او جماعة.

في ذات السياق وفي واحدة من اكبر الصفقات العراقية اثارة للجدل.. وهي صفقة المحطات العائمة التركية الثلاث التي كان يفترض ان تزود الشبكة الوطنية بما يقارب 360 ميكا واط، فإن الوقائع على الارض تؤكد بإن تلك المحطات ( البواخر ) جميعا لايصل اجمالي الانتاج فيها الى النصف مما كان متفقا عليه! ناهيك عن استهلاكها 7% مما ينتج!

الصفقة تمت بين وزارة الكهرباء وبين شركة ( karkey) التركية عام 2009 من اجل استئجار ثلاث بواخر عائمة مختصة بانتاج الطاقة الكهربائية لمدة خمس سنوات، السفينة الاولى (دوغان باي باور) التي ترسو حاليا عند إحدى منصات ميناء أُم قصر، والثانية ( رؤوف ) ترسو في ميناء خورالزبير، اما السفينة الثالثة ( آرام سلطان ) فترسو ايضا في ميناء ام قصر.

البواخر الثلاث وصلت في فترات زمنية مختلفة، وكلما ادخلت واحدة منها للخدمة اثارت الصدمة في اقصى ما تنتجه من طاقة. اثير حول تلك الصفقة في وسائل الاعلام كلام كثير، مما حدى بمجلس محافظة البصرة بتشكيل لجنة لمراجعة الصفقة فقد جاء على لسان فاضل المالكي النائب في مجلس المحافظة إن "مجلس المحافظة شكل لجنة لتدقيق ومراجعة عقد استئجار البارجتين، سعر الصفقة مرتفع جدا، مع عدم التزام الشركة الموردة ببعض بنود العقد ومنها تزويد البارجة الاولى بتوربينات مستعملة".

في المقابل فإن وزارة الكهرباء من جهتها نفت ذلك، ففي تصريحات لوسائل الاعلام قال المتحدث باسم وزارة الكهرباء ابراهيم زيدان بأن: " وزارة الكهرباء تنفي الشائعات وتعدها جزءا من حملة سياسية تستهدف الحكومة العراقية والمؤسسات التابعة لها ". واستغرب من حديث بعض وسائل الاعلام حول الموضوع من دون ادلة قائلا انه "من غير المعقول أن تتحدث من دون دليل او اي مستند قانوني، فالغرض الوحيد هنا هو، التشهير واتهام الوزارة بالتقصير من اجل اهداف سياسية واضحة .. الوزارة ارسلت وفداً من الخبراء والمهندسين المعنين إلى تركيا لأستيراد افضل نوعيات البارجات الكهربائية ".

وسط هذا الضجيج المتبادل بين مختلف القوى السياسية والرقابية حول ملف البارجات فإن ما يقطع الشك باليقين هو البيان الصادر بتاريخ 12/ايار/2010 عن شركة وارتسيلا الفنلندية وهي الشركة التي تكفلت بتجهيز توربينات البواخر الثلاث بطلب من الشركة التركية حيث تؤكد الشركة وبشكل صريح وواضح بانها ابرمت عقدا مع الشركة التركية من اجل تجهيز صفقة البواخر التركية التي يفترض ان تستاجر للعراق! ويضيف بيان الشركة الفنلندية ان الصفقة شملت اصلاح توربينات قديمة جلبت من الصين ودبي من اجل اعادة تاهيلها ونصبها في البواخر الثلاث! وهذا رابط البيان من موقع الشركة الفنلندية الرسمي الخاضع للرقابة والذي لا يمكن التلاعب به بسهولة:
http://us-cdn.creamermedia.co.za/assets/articles/attachments/27518_wartsila.pdf

نهاية المطاف تؤكد بان المواصفات العالية التي وعدت بها وزارة الكهرباء لم تكن الا مواصفات متهالكة، ترسم ملايينا من علامات الاستفهام حول كفاءة الجهات المعنية بابرام ومتابعة العقود في وزارة الكهرباء! وتؤشر اما عن عدم قدرتها على متابعة ملفات حساسة ومعقدة من هذا النوع، او حتى تضع نزاهة القائمين عليها على المحك! وذلك بعد ان اثبتت كل الدلائل والمؤشرات بأن الشركة التركية اشترت مجموعة من التوربينات القديمة، وركبتها على بارجة كانت بالأصل باخرة عملاقة لنقل الحبوب وتم تحويرها لتكون محطة بحرية متنقلة لإنتاج الطاقة الكهربائية. وبعد ان انتهت لعنة الارهاب وتقطيع الاسلاك الكهربائية واسقاط الابراج لم يبق امام القائمين على الكهرباء لتبرير تلك الفضيحة الا لعنة الغبار الكثيف والعواصف الترابية التي تربك عمل البواخر التركية.

جمال الخرسان
[email protected]



#جمال_الخرسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوهان لودفيغ رونيبيرغ.. شاعر النشيد الوطني الفنلندي
- عثمانية اردوغان صفوية سليماني وقومية جمال عبد الناصر!
- الخضر واليمين الى جولة ثانية في الانتخابات الرئاسية الفنلندي ...
- -الاقليم السني- حق مشروع فلماذا المماطلات؟!
- آيا عراق .. بعد بعيوني اثر فرحة
- الانحساب الامريكي .. عاطفة العرب وعقلانية الاكراد!
- رحماك أيا بغداد فاتنة الفايكنغ !
- سقوط الاتحاد السوفيتي .. والربيع العربي!
- أسفا على الجفاء يا نيكلسون!
- يوم للحيوان اوالضواري .. في العراق!
- فناجين حمورابي ورئيس فنلندا!
- الجزيرة ولعنة اوروك!
- النخيب.. مجرد حلقة في سلسلة أزمات
- عقد على الكارثة .. عقد على التساؤلات!
- مقترحات وتوصيات حول برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- اين اصدقاء الكويت ؟!
- أنها عربة مثيرة للاعجاب!
- على ضفتي البلطيق عاصمتان للثقافة الاوروبية عام 2011
- ليبيا بلا قذافي .. !
- كي لا تختطف الثورة السورية!


المزيد.....




- نتنياهو يعلق على قبول حماس وقف إطلاق النار والسيطرة على الجا ...
- لوكاشينكو: العالم أقرب إلى حرب نووية من أي وقت مضى
- غالانت: عملية رفح ستستمر حتى يتم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح ...
- الرئيس الجزائري: لا تنازل ولا مساومة في ملف الذاكرة مع فرنسا ...
- معبر رفح.. الدبابات تسيطر على المعبر من الجانب الفلسطيني مع ...
- حرب غزة: هل يمضي نتنياهو قدما في اجتياح رفح أم يلتزم بالهدنة ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- كاميرا مثبتة على رأس الحكم لأول مرة في مباراة الدوري الإنكلي ...
- بين الأمل والخوف... كيف مرّت الـ24 ساعة الماضية على سكان قطا ...
- وفود إسرائيل وحماس والوسطاء إلى القاهرة بهدف هدنة شاملة بغزة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الخرسان - فضيحة البارجات التركية في البصرة: توربينات مستعملة في باخرة لنقل الحبوب!