أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض خليل - مشاهد الجسد: شعر














المزيد.....

مشاهد الجسد: شعر


رياض خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3495 - 2011 / 9 / 23 - 08:42
المحور: الادب والفن
    


المشهد الثاني

ذات يوم ..
جسدي .. كنت خلفته نائما
في فراشي .
فغافلته ،
وتسللت منه ،
وغادرته هاربا ،
وأحس .
أفاق ،
وقام ،
ولاحقني .
راح يركض خلفي .
يتعقبني .
كنت أسمع وقع حوافره ..
وصهيله .
ظل يعدو ورائي ،
تلك أنفاسه ،
أوشكت أن تلامس ظهري وأنفي ،
ووهج حرارته ،
وينادي ،
ويهتف لي ،
وأتابع ...
يبكي ،
يصيح كطفل يلاحق أمه .
يتوسل .
يحتج .
يلحقني ،
فأطير ،
يطير ورائي ،
ويصرخ .
يشكو .
يراوغني مثل طفل ،
فأحنو ،
وأضعف .
أبطئ .
أحنو كأم على طفلها .
تتملكني ، ثم تخذلني العاطفة .
أتوقف .
يأتي إلي دلالا .
يعانقني .
أتخاذل .
يمسح في وجنتي دموعه .
يتمكن مني ،
وتلفح أنفاسه كل وجهي .
ثم يلجمني بهدوء ،
وأذعن .
يده تتلمس ظهري ،
ويسرجني ،
ويمارس بعض غواياته .
يمتطيني .
نعود معا .
نستقر لردح .
ننام ،
أغافله .
أتسلل .
أتركه نائما في فراشي ،
وأهرب .
----------------------------------------------------------------------------------------

مشاهد الجسد
المشهد الثالث

أتساقط في جسدي .
نتداخل .
كل يعانق صاحبه .. يرتديه ،
ويمنحه قلبه .. وجهه .
نتمازج حتى تضيع ملامحنا ..
في كيان جديد .
نتغرب في بعضنا ،
وتغيب المفارق دون التباين .
نتصارع ،
كل يفتش عن ثوبه واسمه ..
ومساحاته .. وفواصله .
نتنابذ .
كل يفتش عن حده ..
وتضاريسه وملامحه عبثا .
نستمر .
نتابع طقس التخالص .
نمضي .
نواصل عبر التخالف ..
نحو التفاصل ..
حتى غياب التواصل ،
حتى اغتراب التغرب ،
حتى يلملم كل هياكله .
ويفككها ،
ويركبها من جديد
يعيد صياغتها ،
ويواصل تشكيلها ..
رسمها صورة .. صورة ،
ثم لونا فلونا ،
نعود كيانين منفصلين :
لكل هواياته ومسافاته ،
نتحرر .
ندخل طقس التغرب ثانية ..
ثم ثالثة ..
ثم تاسعة ... ثم ...
لسنا نطيق التخاصم .
لسنا نطيق التصالح .
نتنابذ حينا .
نتجاذب حينا
جسدي يتساقط فيّ ،
ويهمي عليّ بوابله ،
نتداخل .
يغرقني .
نتخارج .
يقلقني .
ونكرر خوض التناسب
طردا وعكسا ..
مرة تلو أخرى
نتباعد حتى التلاقي .
نتقارب حتى التباعد :
كل يعانق صاحبه ،
ويخونه .



مشاهد الجسد
المشهد الرابع

في جسدي يزدحم السحاب ،
ويعلن احتجاجه مدويا ،
فيقذف الثلوج والمطر ،
محملا بالبرق والشرر ..
بالليل والنهار ،
بالشمس والقمر .
في جسدي تزدحم الصور ..
لوردة وسنبلة ،
لشفة .. وقبلة ..
لخطوة ،
ونظرة ترف .
عن الهوى تشف .
لكلمة تحوم كالطيور
وفي المدى تدور.
يسمعها العشاق .
يرددونها قصيدة ،
عن الهوى والحب والأشواق .
في جسدي متسع للحب .
لرقصة الخيول حينما تخب .
وفي فضائه ملاعب للأجنحة ،
ولاستراحة المحاربين ..
محطة لعابر وعابرة .
وموطئ سهل لكل خطوة مغامرة
وتربة خصيبة لبذرة وغرسة ..
وسنديانة ..
وروضة للزهر ،
وبلسم للجرح ..
وفرجة للقهر ،
وشاطئ لموجة عابثة وعاشقة .
مشرعة في جسدي النوافذ ..
الأبواب ،
لكل من يدخل أو يخرج من
مواكب الأحباب ،
لمثقل بالاغتراب ،
لكل من ينحاز للأشجار والسنابل ،
وللعصافير وللعنادل .
في جسدي بحر وبر ..
منطلق ومستقر ..
لكوكب أغرّ ،
للزنبق الأبيض والقرنفلة ،
في جسدي ...
حل لكل مسألة .



#رياض_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طائر الكلمات:شعر
- الرجل المسافر: قصة قصيرة
- الصندوق : قصة قصيرة
- خطبة على الهاتف : قصة قصيرة
- خاتم السوليتير
- المؤامرة: قصة قصيرة
- المرآة: قصة قصيرة
- حادثة أبي طاهر التي لاتصدق
- الخناس: شعر
- المسافة: قصة قصيرة
- رجل تحت الأنقاض
- إنها سيدة محترمة : قصة قصيرة
- كوني فأكون: شعر
- سوسن وعيد الأم
- القرش والأسماك
- ابتسامات دعد
- المفترسان
- الولادة الأخيرة : قصة قصيرة
- موجة عابرة في سطح صقيل
- ولكن غدا لم يأت


المزيد.....




- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض خليل - مشاهد الجسد: شعر