أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - ازمة المالكي الجوية














المزيد.....

ازمة المالكي الجوية


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 1883 - 2007 / 4 / 12 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سابقة لها مدلولاتها السياسية ،التي لا تقبل الشك او التأويل ،رفضت الحكومة الايرانية السماح لرئيس الحكومة العراقية (نوري المالكي) ـ وليس لطائرته ـ بالمرور عبر الاجواء الايرانية ،وهو في طريقه من بغداد الى طوكيو في زيارة عمل للامبراطورية اليابانية . وعلى خلاف ما تذرعت به الحكومة الايرانية ،فان قرار المنع او الرفض كان قرارا سياسيا وليس فنيا ،كما ادعى احد موظفي الحكومة الايرانية . وقرار المنع هذا ،هو في حقيقة الامر ،كارت تنبيه اصفر رفعته دولة ولاية الفقيه بوجه المالكي ،منذرة له ،على خلفية خلاف ما جد بينهما ،واظن انه من نوع الخلافات السياسية التي وصفها ،ذات يوم ،هوشيار زيباري (وزير خارجية حكومات عهد الاحتلال المزمن وفي معرض سعي حكومته حينها لاغلاق ملف كوبونات النفط التي كشفتها جريدة المدى العراقية ) بأنها : (اسرار دولة) ! وبين هلالين : هو من نوع الخلافات التي لايكشف عنها ـ لدسامتها ـ للشعب العراقي !ترى ،على خلفية أي خلاف جاء هذا التنبيه ؟ وما هو نوع (الخطأ) الذي (ارتكبه) السيد المالكي ـ بالحساب الايراني طبعا ـ بحق دولة الفقيه التي تتبرأ بكل مناسبة وعدمها من اتهام أي تدخل في الشأن العراقي ؟ وكما اسلفنا ،فان هذه اسرار دولة لن تصل اليها لا اذان ولا عيون ولا حتى انوف عراقيو المنطقة الحمراء (المعادل الموضوعي والواقعي لسكنة المنطقة الخضراء)! ولكن من حقنا كعراقيين ـ وعلى قدر ما تسمح به سحب دخان التفجيرات وحرب الشوارع التي يعيشها العراق ـ ان نلقي بعض الاضواء على خلفية هذا الانذار شديد اللهجة ،الذي وجهته المؤسسة السياسية الايرانية لرئيس حكومتنا وهو معلق في فراغ الفضاء الايراني (كانت السلطات الايرانية ،وبعد تحققها من هوية السيد المالكي ،قد هددت قائد الطائرة بوجوب مغادرة الاجواء الايرانية والعودة من حيث اتى والا امرت طائراتها المقاتلة بالاقلاع واسقاط الطائرة ،بحسب تصريح الركابي ،المستشار الخاص للمالكي ورفيقه في السفرة)
الواضح هو ان هذا الانذار جاء على خلفية (طلب صعب) لم يستطع المالكي تحقيقه لايران ،وهو ـ في تقديري ـ يتعلق في احد هذين الشأنين ،الاول هو مصير مقتدى الصدر الذي ضيقت خطة (امن المالكي) ـ بالحساب الايراني ايضا ـ الخناق ،ليس حول مصيره ومستقبله السياسيين وحسب ،وانما حول مصيره الشخصي ومصير ميليشياه الخاصة (جيش المهدي) . واما الثاني فيتعلق بمصير ومستقبل الوجود الايراني ،ليس على الساحة العراقية ـ لان هذا وجود مفروغ منه ـ وانما على الساحة السياسية ،من خلال السلوك الامريكي (المعادي) لهذا الوجود ،والذي تمثل مؤخرا بالقاء الجيش الامريكي القبض على مجموعتين من مجاميع عمل جهاز اطلاعات ـ مخابرات الحرس الثوري الايراني ـ العاملة في العراق ،ورفضها لاطلاق سراحهم او حتى السماح لاحد اركان السفارة الايرانية بمقابلتهم ،وعجز المالكي عن اتخاذ أي قرار او تدبير ازاء هذا الموقف المتعنت للادارة الامريكية ،التي هي في النهاية ،مجرد قوة احتلال كافرة ،لايجب ان يخضع المالكي لقراراتها ! العقوبة الايرانية كان لها وجه ودرس ثانيين تمثلا في ـ وخاصة بعد اصرار المالكي على المضي في انجاز زيارة عمله لليابان ـ وقوف المالكي على حقيقة وحجم الغطرسة والاطماع الايرانية في العراق ودولته ،وبالتالي عدم امكانية الركون اليها كحليف او كصديق ،مادامت بمثل هذه العنجهية والتمادي ؛وهذا هو الدرس . اما الوجه فتمثل بتهيأة الفرصة للمالكي لاعادة تقليب اوراق علاقة (العراق الشعب والدولة) مع محيطه ومرجعيته العربيين واللذين ظل مبعدا عنهما ـ لاندري تحت طائلة اية ضغوط ـ طوال فترة سنوات الاحتلال الاربع الماضية ، بعد استراحة الساعات الثلاث التي قضاها على اراضي دولة الامارات العربية المتحدة التي استقبلته بكل كرم ،بعد اهانة الطرد التي مارستها الحكومة الايرانية بحق الشعب العراقي من خلاله (بصفته الرسمية ،باعتباره رئيسا لحكومته ) اولا ،وبحقه الشخصي كانسان ،وباعتباره الاجتماعي كشخصية سياسية معروفة ثانيا . ولحين افراج الحكومة العراقية عن ملف ازمة (ايران ـ المالكي) ،يبقى السؤال معلقا حول التورط الايراني في العراق المحتل ،ذلك التورط الذي لا تود بعض الاطراف السياسية الاعتراف بوجوده ،رغم ظهور الدليل الملموس الثاني ـ بعد حادث اعتقال مجموعتي جهاز اطلاعات المخابراتية ـ الذي افرزته ازمة المالكي الجوية ، والذي ارجو ان يمثل (دليلا ملموسا) عند من دأبوا على انكار هذا التورط ،الذين كان اخرهم اياد علاوي ،والذي انضم الى هذه الجوقة عقب عودته من جولته العربية الاخيرة عندما قال : (ليس هناك ادلة ملموسة على تورط ايران في الشأن العراقي ) . ولا ادري ان كان هذا التصريح متأتي عن عمى سياسي اصاب السيد علاوي بسبب ابتعاده عن السلطة ،ام انه اطلقه نكاية بزعماء الدول العربية التي زارها ولم ترقهم حلوله للازمة العراقية ... ان كان في جعبة هذا الرجل شئ من الاساس !



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية-حذاء ملكي
- العلمانية ومهمة بناء المجتمع الحديث
- انجاز جديد مضاف لحكومة المالكي
- مؤسسات المجتمع المدني وبناء العملية الديمقراطية
- منظمة مجاهدي خلق في معادلة التوازن الامريكي – الايراني
- هل نحن على اعتاب حرب باردة جديدة؟
- في سبيل بناء مجتمع مدني
- على حافة الراس
- لبنان في ميزان الهيمنة الاقليمي
- ايران و استراتيجية بوش الجديدة
- ايران وحلم الضيعة العراقية
- مكافآت الصبيان
- لعبة حظ على طاولة الطعام
- حرب العراق الاهلية .. الوجه والقفا
- حصيلة العراق من النظام الجمهوري
- عبث في قطار آخر الليل
- عواصمنا العربية وبعبع الثقافة
- كفانا نمارس السياسة حربا
- غباء اليمين المزمن
- احزابنا السياسية ومسؤولية بناء المجتمع


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - ازمة المالكي الجوية