أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد علاونه - سحر الكلمة















المزيد.....

سحر الكلمة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1898 - 2007 / 4 / 27 - 11:12
المحور: الادب والفن
    


منذ ان بدأ الأنسان يستخدم اللغة بدأ مع هذا الأختراع تعزيز مصطلحات وفنيات الكلمة وبدأ مع هذه الأخيرة يشعر بقوة الكلمة الموأثرة وما زالت الكلمة القوية تخلق بنا حالات نفسية وتوجيهية ,واول من احس بقوة الكلمة الخالقة هم الشعوب الآسيوية ووجهوا انظارهم الى كثير من الدلالات اللغوية التي تدل عليها سحر الكلمة الموأثرة وتأثيراتها العجيبة وكان بمقابل ذلك يشعر الأفريقيون بقوة النص الأدبي منستدل على ذلك من الأصطلاح القديم الذي كان يطلقه الفراعنة على الأعمال الأدبية وقد اطلق المصريون القدماء على الأعمال الأدبية اصطلاح : الخروج بألنهار , وكان هذا ترميزا لقوة البصر بألنهار وجاء هذا الأصطلاح كي يعبر عن التشبيه الذي يحصل بين النص الأدبي ولأن الرؤية بألنهار افضل من الرؤية الليلية فقد شبهوا العمل الأدبي بألرؤية النهارية .
ولكن الآسيويون كان لهم وجهة نظر ادق وأشمل فقد اعتبروا ان الكلمة التي تخلق الأحساس بألذات الأنسانية تستطيع ايظا ان تخلق الأنسان او ان صح القول تستطيع ان تغير في الأشياء والطبيعة .
من هنا يجب علينا ان ندخل الى اعظم ملحمة ادبية آسيوية الا وهيه : ملحمة الخلق البابلي , او كما نسميها : الأينوما ايليش , اي: عندما في الأعالي
وقد كتبت هذه الملحمة بعد تراجع دور المرأة الأسري وتراجع ايظا مركزها الأدبي وحلول قوة الذكر الفاتح لعصر جديد متسما بالقسوة والقوة والتسلط ومع تقدم دور الرجل الأدبي والديني بدأت المرأة التي تخلق بفعل الرحم بألتراجع شيئا فشيئا ليحل الرجل مكانها بكل ما يملك من قوة وحتى يثبت مجتمع الرجال فحولته الطائشة اخذ في تعزيز دوره القيادي في الأسرة والمجتمع معا وأخذ يتقدم شيئا فشيئابجانب تقدم سحر الكلمة الموأثر في العواطف والوجدان .
وقد كانت العاقبة وخيمة على البشرية اذ ان التقدم كان ينذر ببداية عصر الحديد الذي اتسم ايضا بالدموية والأنتهازية .

وفي ملحمة الخلق البابلي كادت ان تقوم حرب طاحنة بين الأم - تعامه- وبين الأله الذكري مردوخ وقد بحثت الآله عن اله ذكري قوي يستطيع ان يدحر الأم تعامة التي تخلق بفعل الرحم وبفعل الدورة الشهرية واخيرا حضر مردوخ وتم اختباره من خلال الثوب الذي احضره كبير الآله وعندها حصلت المصيبة الكبيرة :
فقد أمر الأله مردوخ الثوب ان ينثني فانثنى بفعل قوة الكلمة الخالقة ال وهي : كن فيكون , فسبحان مردوخ .
ومن تلك اللحظة اعلن رسميا في مجمع الآلهة ان مردوخ اله خالق بفعل الكلمة لكل شيء .
ويبدو ان التجاوب المنطقي قد اصر على بقائه من خلال التقدم البشري في صناعة الأدب والكلمة الموأثرة اكثر من اي شيء مضى فنحن مثلا حتى هذه اللحظة ما زلنا نؤمن ادبيا بسحر الكلمات التي تصدر من افواه الأدباء والشعراء ولدينا حتى اليوم مفهوم عميق في مجال النقد الأدبي الذي لا يبحث عن معنى الكلمات بل عن : ماذا تفعل بنا النصوص الأدبية , انها تحركنا وتخلق بنا احاسيس وعواطف جياشة .

والأدب العربي السامي ما زال حتى اليوم يحتفظ بقاعد افعال القلوب مثل : خلق وجعل وكسى وأعلم وظن وخال ومن اللافت للنظر ان هذه الأفعال او الكلمات تؤدي لغويا الى معنى واحد وهو : الخلق والتغيير والتصيير ولذلك فهي افعال وكلمات متعدية تتعدى الى اكثر من مفعول به واحد اذا كانت تعني رؤية العين المجردة اما اذا كانت من رؤية القلب فهي تتعدى الى ثلث مفاعيل مثل : جعل خلق ظن نظر .... الخ
وبألتالي تعزز الموقف الذكوري للأله الخالق بفعل الكلمة وانتهى بذلك عصر المرأة التي تخلق بفعل الرحم وبدأ عصر جديد للذكر الخالق بفعل الكلمة بدل الخلق بفعل .

ومع تقدم البشرية والأدب وظهور الديانات الرعوية الذكورية تعززت هذه الأكذوبة من خلال نزول الأديان السماوية العليا من السماء الى الأرض ورفع قيمة الأله الرمزية في الأدب الديني وبعد مضي اكثر 3000 عام على ملحمة الخلق البابلي ونزول الديانة السماوية اليهودية والأسلامية وتنشط الفقهاء الأسلامين وانتشار فلسفة علم الكلام والنحو الكوفي الظاهري والنحو البصري اللا ظاهر بعد تلك المراحل كان ميلاد الفقيه العربي المسلم احمد بن حمبل نذير ازمة ثقافية وصراع بين الدين الأسلامي وكلنا نعلم عن محنة احمد بن حمبل المختصة اصلا بخلق القرآن وقد اثار هذه المشكلة طائفة من المتكلمين في عصر احمد بن حمبل والمحنة معروفة لدينا بمحنة : هل القرآن الكريم مخلوق .
وقد استسلم كثير من الفقهاء وقالوا بخلقه مستندين الى ان كلمة الله : خالقة , لأن الله قد خلق كل شيء بفعل الكلمة مثل خلق النسان وخلق عيسى بن مريم بفعل الكلمة التي القاها الى مريم البتول .
اما الأمام احمد فقد اصر على رأيه في عدم اطلاق حكم قاطع ولم يقل ان القرأن مخلوق او غير مخلوق وحجته في ذلك هي :
عدم الخوض في موضوع كان قد نهى عنه رسول الله .
اما عامة الناس والسواد الأعظم منهم فقد آمنوا ان القرأن مخلوق لأنه شفاء للمؤمنيين , وما زالت غالبية الناس تؤمن ان القرآن فيه شفاء للصدور بفعل الكلمة وقوة تأثيرها على القوة الغيبية , لذلك لا عجب ان ينتشر الدجالون الذين يكسبون من بساطة الناس وجهلهم من خلال كتابة : الحجب , على المرضى الذين يستطيعون اليوم التخلص من ىلامهم النفسية والجسدية من خلال تقدم الطب العلمي والسريري.

ان كلمة الاله مردوخ قد سببت ازمة قاسية لاحمد بن حمبل , وكان من الممكن للامام احمد ان يتجاوز الأزمة التي سببها له : احمد بن ابي داؤود والجاحظ وان يعترف ضمنا ان القرآن مخلوق ولكنه ابى ان يبحث في هذه المشكلة التي اثارها الجاحظ بعد ان ارتكبها فعلا اله ذكري حاقد على الأنثى في ايام العصر القديم الذي ولد به مردوخ وكأن المسافة بين مردوخ وفلاسفة القرن الرابع الهجري واحمد بن حمبل لا تتعدى يوما او يومين ولو كانت الحفريات والليتورجيات موجودة ايا ابن حمبل لكان الموضوع وطرحه وحل معضلاته اكثر يسرا.
اننا ما زلنا حتى اليوم نتأثر بسحر الكلمة والمصطلحات الأدبية وتفعل وتخلق بنا النصوص ثورة انسانية فما الذي يميز كاتب عن كاتب او اديب عن اديب او موسيقي عن موسيقي ما الفرق بينهم الا قدرة الأديب على انتقاء كلمات موأثرة بألنفس البشرية اننا كثيرا ما ننصت خاشعين للاشعار الجميلة والموسيقى وألألحان العذبة وحتى للنصوص الدينية ونستسلم لموأثراتهن اكثر مما نستسلم للمال والعملة النقدية .
ونقول عن قصيدة مثلا انها مؤثرة وقصيدة غي موأثرة لأن الموأثرة قد تخلق بنا افكار واشياء فنبكي مع الشعراء وألادباء .
فسبحان الكلام ما اعظمه



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية الثقافية
- لماذا تخلفنا نحن وتقدم غيرنا 2
- العشق
- الدكتاتورية اصل الأرهاب
- الحب
- العرب والعبريون
- تحديد النسل
- اليهود
- خطايا الرأسمالية
- لبس الجلباب ولبس البنطال
- ملحمة جلجامش وفلم باب الحديد والكبت العاطفي
- هل كان حافظ ابراهيم شاعرا شعبيا ؟
- انا لست حاقدا على صدام ...ولكن هذه هي الحقيقة العلمية
- (لماذا تخلفنا نحن وتقدم غيرنا (1
- نوال السعداوي
- اين تزدهر الثقافة
- ألمرأة وألفن وألدعارة الفكرية
- الفن والدين الرعوي
- الدورة الشهرية للمرأة والأدب الديني
- المرأة القديسة والمرأة الكديشة والقديشة والبهيمة؟


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد علاونه - سحر الكلمة