أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - لبس الجلباب ولبس البنطال














المزيد.....

لبس الجلباب ولبس البنطال


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1861 - 2007 / 3 / 21 - 02:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يلاحظ ان الرجال والنساء يلبسون الدشاديش والجلابيب في المواقع الحارة ولايعتبرون في تلك المواقع ان ذلك تشبها بالنساء ولا يعتبر عيبا اخلاقيا وذلك يعود الى اسباب موضوعية من اهمها :
ان الجلباب والدشداش يعمل ميكانيكيا على تهوية الساقين اثناء الحر, لذلك شاع في المناطق الحارة لبس الجلابيب للنساء والرجال ومع تقدم الحياة العملية ظل الارستقراطيون والنبلاء مستمرون في لبس الجلابيب والدشاديش وهذا يعود الى ابتعادهم عن ساحة الانتاج المهني.
اما فيما يتعلق بالعبيد فان الموضوع مختلف تماما وذلك يعود الى اسباب منطقية وعقلانية ونظرا لابتعاد النبلاء عن ساحة العمل والانتاج فقد اتخذوا لبس الدشاديش والجلابيب رمزا ارستقراطيا لتكبرهم عن الاعمال اليدوية لذلك كان يعتبر العمل من اختصاص العبيد والأقنان ولتوفير سهولة الحركة فقد التزم العبيد بلبس البناطيل وذلك حتى يتمكنوا من العمل والألتفاف بسرعة والدوران .

وكان قبل ذلك يعتبر البنطال في المواقع الباردة من ضرورات حماية الأنسان من البرد القارص في المواقع الباردة فقد عمد هنالك الرجال والنساء الى لف جلد الحيوان بين الساقين وذلك لتوفير الحرارة اللازمة لحماية الجسم من البرد .

وهنا علينا ان نلاحظ ونستنتج ان ارتداء الملابس لم يكن في بداية الأمر يتعلق بالتمييز الطبقي او المذهبي وانما كان بسبب عوامل الحر والبرد في المواقع الباردة في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية وفي المناطق القريبة من خط الأستواء .

ونلاحظ ان هذه العادات ما زالت سارية المفعول في الخليج العربي وصعيد مصر وهما من المواقع الشديدة الحرارة .

اما فيما يتعلق باليونان فقد اصبح الأمر مع تقدم المهن يحمل طابعا اخلاقيا وذلك يعود الى تكبر وترفع النبلاء عن الأعمال المهنية ولرضوخ العبيد للعمل القسري لذلك اصبح للبنطال والجلباب مزايا طبقية .

وبما ان النساء محرومات من العمل ومحتجبات عن الحياة العامة فانهن ايضا التزمن بلبس الجلابيب وظلت هذه العادات سارية المفعول حتى اعتبرت مع التقدم التاريخي ضرورة اخلاقية وكان يعتبر اهل اليونان ان لبس البنطال من الأزياء الخاصة بالعبيد والمتخلفين اجتماعيا ومن الملاحظ ان الصور المنحوتة والقديمة في عهد الرومان واليونان يظهر بها الأسياد وهم يلتفون بعبآت وجلابيب ولا يظهر البنطال الى في المنحوتات والرسومات الخاصة بالعبيد ولكن لسوء حظ الباحثين لا تتوفر منحوتات للعبيد الا النادر منها ندرة الزئبق الاحمر رغم ان العبيد هم الفنانون الذين كانوا ينحتون التماثيل ويرسمون الصور.

وظل لبس البنطال والجلباب يحمل هذه المعتقدات حتى بداية عصر النهضة خارج الفاتيكان وبالمناسبة كان البابا ( كليمان الخامس ) قد اصدر قرارا في عهده سمح به دخول البنطال الى مدينة الفاتيكان وقد كان قبله محرما تحريما قطعيا .

وقد استمر الصراع حول لبس البنطال للمرأة من حيث شرعيته فمع تقدم العلم وبناء المصانع لبس الرجال البنطال وذلك لكي يتمكنوا من توفير حرية الحركة والسير وبما ان المرأة كانت محرومة من العمل فقد ظلت ملتزمة بلبس الجلابيب ومع تقدم وسائل الأنتاج نزلت المرأة الى العمل ولكن بدون ارتداء البنطال .
ولم يكن لباس المرأة متعلقا بالحياء والأخلاق فالاخلاق العامة تختلف من شعب الى آخر وقد كان كشف صدر المرأة مباح في عموم ارجاء اوروبا ولكن من الملاحظ جدا ان المرأة هنالك كان يحمر وجهها خجلا اذا ظهر كاحلها او اذا كشفت عن ساقييها .
وظلت هذه العادات سارية المفعول تقريبا حتى ظهرت صناعة الدراجات في اوروبا وعندها ظهرت مشكلة كبيرة في فرنسا اثناء الحرب العالمية الثانية :
وكانت المدام( فيوليت ) عضوا في الأتحاد النسائي الرياضي وقد تطوعت لنقل الجرحى وكانت تركب سيارة اسعاف واحيانا تقود دراجة وهي تلبس البنطال لتتمكن من سهولة الحركة عل الدراجة ولم يكن احد يعترض عليها وحين وضعت الحرب العالمية الأولى اوزارها تقدم الأتحاد النسائي بطلب الى المدام فيولييت بضرورة خلع البنطال وقد رفضت تلك المدام خلع البنطال ولذلك فصلت من الأتحاد لمخالفتها الأخلاق العامة , ورفعت المدام فيوليت قضية على الأتحاد النسائي امام محكمة ( السين ) وكسب محامو ا الدفاع القضية لصالحها للاسباب الموضوعية والتي تتعلق تاريخيا ب :
- نزول المرأة للعمل
- ظهور الدراجة وحق المرأة بقيادتها
-
- المناطق الحارة وتهوية الساقين
- تقدم الحياة الفكرية وتحليل الموضوع تحليلا علميا
ونحن مازلنا على الصعيد الشرقي نناقش الموضوع نقاشا عقيما وما زالت اغلب العائلات الشرقية تحرم على بناتها لبس البطال وتعتبره عيبا كما كان اليونانيون يعتبرنه لبس المتأخرين مثل العبيد والأقنان

ان لبس الملابس لم يكن في اي يوم من الأيام يحمل طبيعة اخلاقية واحدة ففي المواقع الباردة كان لبس النطال ضروريا لحماية الساقين من البرد الشديد وكذلك كان ايضا في المواقع الباردة شرب الخمرة امرا ضروريا لتوفير الحرارة والدفء الناتج عن احتراق الأشربة المخللة والمعتقة .
اما في المواقع الحارة فقد كان لازما لبس الجلابيب وذلك لتهوية الساقين من الحرارة الحارقة في المواقع القريبة من خط الأستواء .
وما زلت انا كاتب هذه السطور اسمع عن قصص غريبة ومضحكة عن البنطال , فقد كانت الناس قبل 70 عاما يخرجون من منازلهم حين يسمعون عن رجل لبس بنطالا وذلك لكي يروه ويضحكون منه



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملحمة جلجامش وفلم باب الحديد والكبت العاطفي
- هل كان حافظ ابراهيم شاعرا شعبيا ؟
- انا لست حاقدا على صدام ...ولكن هذه هي الحقيقة العلمية
- (لماذا تخلفنا نحن وتقدم غيرنا (1
- نوال السعداوي
- اين تزدهر الثقافة
- ألمرأة وألفن وألدعارة الفكرية
- الفن والدين الرعوي
- الدورة الشهرية للمرأة والأدب الديني
- المرأة القديسة والمرأة الكديشة والقديشة والبهيمة؟
- نقد المجتمع العربي المعاصر
- طغيان رجال الدين
- تعريف النسوية والنسونجية
- مصطفى امين في سجنه
- تعريف المرأة والرجل
- الدورة الشهرية للمرأة والعطلة الأسبوعية
- تعريف الثقافة
- الفردية والجماعية في ضوء التطور دراسة عن سلامه موسى والعقاد ...
- المراة الشرقبة بين ثقافتين رعوية وزراعية
- اثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - لبس الجلباب ولبس البنطال