أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد علاونه - هل كان حافظ ابراهيم شاعرا شعبيا ؟














المزيد.....

هل كان حافظ ابراهيم شاعرا شعبيا ؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1859 - 2007 / 3 / 19 - 04:40
المحور: الادب والفن
    


حين كان حافظ ابراهيم ضابطا في الجيش كان يتردد كثيرا على مجلس المغني عبده الحمولي في منطقة حلوان وكان الشيخ ابراهيم اليازجي معجب جدا بحافظ ابراهيم الى الأفتتان بشعره وخصوصا شعره الشفوي غير المكتوب واول ما سمع الشيخ اليازجي من شعر حافظ ابراهيم :
يا ساهر الليل هل للصبح من خبر
اني اراك على شيء من الضجر
واننا حين نطلق على حافظ ابراهيم مصطلح شاعر شعبي نكون بذلك قد ظلمناه بعض الشيء لأن غالبية شعر حافظ هو شعر فصيح ويحتفظ بالصبغة القديمة والقوالب القديمة للشعر وخصوصا في التراكيب القديمة والتراكيب القديمة بعيدة كل البعد عن التراكيب البحديثة التي تخلو من الألفاظ القديمة .
والشعر الذي يقرؤه طلاب المدارس والجامعات لحافظ ابراهيم ليس هو الشعر الشفوي الذي اشتهر به كشاعر شعبي وقد قال عنه الشاعر والأديب الكبير عباس محمود العقاد :
الديوان الشفوي لحافظ ابراهيم اعلى في قيمته الأدبية من ديوانه المطبوع .
ولقد كان حافظ ابراهيم يحيا حياة شعبية في مصر وذات طابع شعبي من حيث المأكل والملبس والمشرب وهذا لا يعني انه اديب شعبي فقط لمجرد انه يحيا حياة الضعفاء فهذا من الأخطاء الكبيرة التي وقع بها النقاد العرب المحدثون فحتى يصبح الأديب والفيلسوف شعبيا يجب عليه ان يكتب بلغة الشعب اولا واخيرا فكثير من الأدباء الذين كانوا يعيشون حياة شعبية ومع ذلك كان ادبهم يكتب بلغة الماضي وليس بلغة الحاضر ولهذه الأسباب لا يمكن لنا ان نطلق عليهم لقب شعراء وادباء شعبيون .
وقرأت ذات مرة عن حافظ ابراهيم انه : حين اصابته وعكة صحية نصحه الأطباء بان يرحل ويسكن في حي هادىء وراقي جدا لا توجد به ضجة ولا ضوضاء ولا ترتفع به اصوات الباعة المتجولين وقد فعل ذلك غير انه عاد الى السكن بالأحياء السكنية ولذلك اشتهر انه شعبي .

وهذا من الأخطاء التي وقع بها النقاد العرب ولم يميزوا بين حافظ ابراهيم في الحياة العامة وبين حافظ ابراهيم الأديب البرجوازي في اللغة العربية
لقد عاش حافظ ابراهيم حياة شعبية بحتة غير انه كان يكتب ادبا غير سعبي في ديوانه المطبوع والدليل على ذلك قصيدته عن اللغة العربية وجاء بها :
رجعت لنفسي فأتهمت حصاتي
وناديت قومي فأحتسبت حياتي
رموني بعقم بالشباب وليتني
عقمت ولم اجزع لقول عداتي
وسعت كتاب الله لفظا وآية
وما ضقت عن آي به وعظاتي
فكيف اضيق اليوم عن وصف آلة
وتنسيق اسماء لمخترعاتي

وهذا دفاع من الشاعر حافظ ابراهيم عن اللغة الربية ضد الأنكليزية والعامية العربية اللهجة .:
والشعر والأدب حين يكتب بلغة ميتة وقديمة وكلاسيكية يفقد صبغته الحية وهو عبارة عن عدم انتماء الى الواقع, ومهما اهتم الأدباء بقضايا الأمة الراهنة وكان احساسهم جياش وبكاؤهم عالي مهما كان ذلك فانهم عللا رغم صلتهم بقضايا الشعب سيقون الى الأبد غير واقعيين وبعيدين عن روح العصر الحديث .

وان الأدب الذي اصبح شعبيا لم يكن بواسطة الأدباء بل كان بفضل انتشار الطباعة وانتشار المقاهي التي كانت بمثابة بديل عن المنتديات الثقافية ورابطات الكتاب هذا اليوم فبفضل انتشار الطباعة اصبح للشعوب قدرة على التعلم بعد ان كانت الثقافة محصورة بألنخبة الأرستقراطية فقد كان شرب القهوة متوقف فقط على الأرستقراطيين لأنهم كانوا يتمتعون بأوقات فراغ اضافية ولم تكن الناس والعوام يجدون وقتا لشرب القهوة وتبادل الأحاديث لقد كان ذلك فقط حكرا على الباشوات وحين انتشرت المقاهي اصبحت الناس والجماهير تجد وقتا لتبادل الأحاديث وشرب القهوة مع ما رافق ذلك من انتشار للصحف والمجلات الأدبية واول المقاهي التي كان الأدباء يجلسون عليها هي :
قهوة الفيشاوي- بالحسين - وكان يجلس عليها اساتذة الجامعة وصعاليك الصحافة
- بار الأنجلو
- بار اللواء
-صولت الحلواني - وكان يجلس عليها احمد شوقي وخليل مطران واسعاف النشاشيبي وفريق من شيعة شوقي والمنتفعين منه ماليا
- قهوة الأدب
-قهوة اسبلندر وكان يجلس عليها شبلي شميل وكان اول عربي يتحدث بها عن النشوء والأرتقاء
قهوة اسطنبول وكان يجلس عليها ابراهيم المويلحي وحافظ ابراهيم
وغيرهن كثير وكثير ومنذ تلك اللحظة اصبح للانسان العادي اهمية غير عادية بفضل الشبع وانتشار المقاهي بعد ان كان الأدب فقط لا يذكر الا في بيوت الباشوات والأرستقراطيين
واظن ان حافظ ابراهيم كان يعتز بحياته العامة المتواضعة الا انه كان لا يعتز بلغة اهل العوام وكان بخجل جدا من الشعر العامي الذي كان يكتبه .
زلقد رثاه احمد شوقي بعد اربعين يوما من وفاته بقصيدة رائعة لم يكن يتمنى بها الموت لحافظ بل كان يتمناه له هو وذلك طمعا من شوقي في ان يموت هو اولأ ويرثيه حافظ بقصيدة جميلة ولكن شاءت الأمور ان يموت حافظ ويرثيه شوقي بقصيدة مطلعها :
قد كنت أؤثر ان تقول رثائي
يا منصف الموتى من الأحيائي
وذلك سنة 1932 ميلادي



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا لست حاقدا على صدام ...ولكن هذه هي الحقيقة العلمية
- (لماذا تخلفنا نحن وتقدم غيرنا (1
- نوال السعداوي
- اين تزدهر الثقافة
- ألمرأة وألفن وألدعارة الفكرية
- الفن والدين الرعوي
- الدورة الشهرية للمرأة والأدب الديني
- المرأة القديسة والمرأة الكديشة والقديشة والبهيمة؟
- نقد المجتمع العربي المعاصر
- طغيان رجال الدين
- تعريف النسوية والنسونجية
- مصطفى امين في سجنه
- تعريف المرأة والرجل
- الدورة الشهرية للمرأة والعطلة الأسبوعية
- تعريف الثقافة
- الفردية والجماعية في ضوء التطور دراسة عن سلامه موسى والعقاد ...
- المراة الشرقبة بين ثقافتين رعوية وزراعية
- اثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل
- المفكر العربي الكبير - سلامه موسى
- الحجاب الأجتماعي


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد علاونه - هل كان حافظ ابراهيم شاعرا شعبيا ؟