نوال السعداوي

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1846 - 2007 / 3 / 6 - 10:51
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

إن نوال السعداوي صفحة بيضاء في قلوب المتنورين والأحرار وهي مفكرة حرة وإن حسبها الناس على الماركسيين والشيوعيين ويجب أن نفرق هنا بين العمل السياسي كحزب وبين الرؤية المنهجية للمفكر والكاتب.
ولكن هنالك أخطاء تقع على المصنفين لنوال السعداوي والذين لا يقرؤون لنوال السعداوي بواسطة نوال السعداوي ويكتفون فقط باتهامات باطله ولا تستند إلى رؤية منهجية وعلمية على أي حال ترتبط نوال السعداوي بالفكر المتحرر وليس المتحلل من الأخلاق وهي لا تعتبر الإسلام واليهودية والمسيحية أعداء للمرأة.
ولكنها ترجع أصل الاضطهاد إلى ترتيبات طبقية سادت في ظروف تاريخية قديمة كان بها النبلاء والارستقراطيون يعيشون بكد العامل وتعبه وعرقه.
والمرأة بنظر نوال السعداوي ليست ناقصة عقل، لأنها سبقت الرجل إلى المعرفة، واكتشفت الأعشاب النافعة حين كانت جامعة للثمار أيام مجتمعات الصيد وجمع القوت، وقد بدأت نوال السعداوي نضالها بطريقة غير عادية حين كانت قضية تحرير المرأة لا تلقى اهتماماً إلا من النساء اللواتي يسكنّ في القصور كتعبير عن الترف الفكري بعكس اهتمامات نوال السعداوي والتي تعبر عن روح علميه ونضالية من أجل تحرير الإنسان، وكان اهتمام الطبقة الارستقراطية فقط في حجاب المرأة أما النساء الفقيرات فلم يكن الحجاب من الموضوعات المهمة التي تستحق الطرح بل كان العمل هو الموضوع الأهم في حيات النساء الفقرات ولهذه الأسباب تعد نوال السعداوي الظاهرة الثانية في أسيا وأفريقيا بعد قاسم أمين ومن يوم أن أسست الجمعيات الاجتماعية ف5ي مصر سنة 1923م إلى بدية الستينيات من ذلك القرن لما يظهر أي تغير على الحياة العامة في مصر والدول العربية إلا ما هو ثانوي وغير ملحوظ وكانت نسبة الناخبات في صناديق الاقتراع 1% عام 1956م و 12% عام 1972م.
وقد وجهت نوال السعداوي انتقادا للأديب الكبير عباس محمود العقاد حين كان يلقب (بعبع الكتّاب) وكشفت عن ذكوريته الجامحة نحو العدوان على المرأة حين وصف المرأة بقوله: وثنية لم تدين قط، وكان يصفق له السلفيون في حين لعنه المجتمع النسوي ونوال السعداوي امرأة جد مهذبة وكل من شاهدها وصفها بالأخلاق الحسنة والعالية والجرأة في الطرح الجاد إلى درجة اللا مبالاة , ولهذه الأسباب ألغت من حياتها الزوجية زوجها الأول حين أراد أن يخرجها هو من حياته فأخرجته هي وألغت وجوده هي من حياتها وكذلك تلقت عرضا من زوجها الثاني في أن تختار بينه وبين الكتب وظن هو أن هذا العرض مغريا إلا أنها فاجأته هي بالغالي والنفيس على حياتها واختارت الكتاب والرواية والأدب , وتعلمت نوال السعداوي تمردها الأول من أمها التي اشتركت في ثورة 1919 ضد الانجليز وحبست لأكثر من 12 ساعة في سجون الانجليز , وشاهدت أمها ترفع صوتها فوق صوت رب الأسرة ولهذه الأسباب كانت نوال السعداوي قد لطمت أخاها على وجهه حين أراد أن يلطمها هو وشارك والدها أيضا في ثورة 1919 وجرح في ساقه وكان يومها طالبا في مدرسة دار العلوم لهذه الأسباب ورثت نوال السعداوي من عائلتها جينات ثقافية مخالفة لجينات العائلة الأبوية المتسلطة كانت هذه الجينات قد غيرت بها أسطورة الذكر المتسلط وأقامت بدلا عنها المجتمع الامومي السمح
وفي عام 1980 ألغى السادات قانون الطوارئ وأصدر في نفس اليوم قانون : حماية القيم من العيب واعتبرت نوال السعداوي أن هذه القوانين فاتحة خير على الماركسيين والمتنورين إلا أن السادات قد فاجئ الجميع وألقى القبض على اليساريين من إسلاميين وإسلاميات وزجهم في السجون من أمثال أمينة رشيد وهيى استاذة جامعية بجامعة القاهرة وفريده النقاش وصافيناز وهن لا يقلن شهرة وأدبا عن نوال السعداوي .
ونوال السعداوي بدأت قضيتها مع المرأة حين كانت النساء المتحررات يعتبرن التحرر خاص بنساء الباشاوات والارستقراطيين فأحدثت بكتابيها : الأنثى هي الأصل وكتاب الوجه العاري للمرأة العربية, انقلابا ثقافيا وصفعة في وجه المجتمع العربي الاستبدادي .
وبفضل كفاح الأحرار تغيرت تلك المفاهيم وأصبح في المجتمع المحلي صولجان وقوة وتراجعت عنجهية اللغة الفصحى وحلت محلها لغة الشارع ومارست المرأة العادية سلطتها وتبدلت المجتمعات القديمة بمجتمعات حديثه كانت نوال السعداوي في طليعة تلك المجتمعات .
وحين اعتقلتها حكومة السادات قال لها أحد ضباط الاعتقال : لو قبضوا عندك سلاح ناري أهون عندي من الورقة والقلم وفي ذلك الوقت تبين حقيقة المجتمع العربي الذي يريد أن يحار دول العلم والثقافة وهو لا يملك من العلم شيئا وكان رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الوقت يقول للصحفيين : هزم العرب لأنهم لا يقرؤون .
وقد قامت السلطات المصرية مؤخرا في 15/6/1991 بحل الجمعية المصرية بتضامن المرأة العربية بحجة أنه لا يوجد في عالمنا المادي أي وجود لها وإبلاغ الأمن العام المصري بمتابعة نوال السعداوي باعتبارها خطرا على النظام الاجتماعي المصري

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات