أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل الدلفي - نحن وحوار الحضارات كشف في حسابات المفهوم















المزيد.....



نحن وحوار الحضارات كشف في حسابات المفهوم


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 1834 - 2007 / 2 / 22 - 03:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



لاشك ان الاحداث الكبيرة في التاريخ هي التي تحدد مسار السياسة العالمية وتوجهاتها الفكرية التي تعبر عن البرنامج الاستراتيجي المعد للمرحلة التي طبعت باثار تلك الاحداث ، ومن هذه الاحداث انتهاء القطبية الثنائية واسدال الستار على مجريات الحرب الباردة وذلك باضمحلال الكتلة الشرقية الاتحاد السوفيتي ومجموعة الدول الاشتراكية ، عن وجه التاريخ مما سمح بانطلاق سياسات جديدة رافقتها طروحات فكرية مناسبة لها ، كلها تدور ضمن مقدرات المرحلة الجديدة التي انطبعت بسمة احادية القطب ، الذي مثلته الولايات المتحدة الاميركية كقوة عالمية وحيدة ، ان اللافت للنظر عند ذاك خروج فكرتين متناقضتين في الفضاء الغربي احدهما تمثل صراع الحضارات والاخرى حوار الحضارات ، وتعد مقدمات فكرية لتعبر عن نظرة الغرب وبخاصة اميركا الى مستقبل العالم ، لقد انزوى الى التلاشي العدو السابق فكان لابد في ذهنية الغرب من الوصول الى لاعب جديد يمثل صورة العدو او خلق صورته من اجل حشد جميع الاستراتيجات لالحاق الهزيمة به واول هذه المقدمات النظرية التي استوعبت الحاجة الاميركية الملحة هي مقالة فرانسيس فوكوياما الاميركي الجنسية الياباني الاصل المسماة نهاية التاريخ (1989 )واعقبها بكتابه الاخر (نهاية التاريخ والانسان الاخير) عام 1992 ثم مقال صموئيل هنتنغتون (صدام الحضارات ) عام 1993 مالبث ان حول المقال الى كتاب اشمل واوسع بنفس العنوان ( والتي تنص على ان القرن الحادي والعشرين هو قرن الصراع بين الحضارات وليس صراعا اقتصاديا او ايدولوجيا وحدد سبع حضارات اساسية قابلة للدخول الى معترك الصراع الا انه رشح ثلاث حضارات للبقاء وهي الغربية والكونفوشيوسية والاسلامية وحذر من اتحاد الاخيرتين بوجه الاولى ملمحا الى اتحاد نووي بين الصين وبعض البلدان الاسلامية ، وبذلك حدد صورة العدو متمثلا بالكونفوشيوسية والاسلام باعتبارهما المهدد الرئيس لحضارة الغرب ووجوده ، ومن المؤكد ذكره بان فكرة حوار الحضارات لم تكن قد انطلقت عند هذا التاريخ بل تم الاهتمام بها بنحو واسع جعل الامم المتحدة بتحديد عاما لحوار الحضارات وهو عام 2001 ، فقد طرحها من قبل المفكر الفرنسي روجيه غارودي وفي هذا الصدد يقول المفكر المغربي رضا بنخلدون (قبل ما يقارب من عقدين من الزمان والعالم مازال في ذلك الوقت يتعادل بواقع ثنائي القطب الى حدما خرج المفكر الفرنسي روجيه غارودي على العالم اجمع بنظريته ومشروعه للجمع بين الحضارات المختلفة على اساس ارضية مشتركة للتفاهم على مستوى شعوب الارض وسماه بـ( حوار الحضارات ) الا ان مناخات الحرب الباردة لم تعط صدى لهذا البرنامج ) ( ).
ان اجواء ما بعد سقوط الكتلة الشرقية خلق اجواء لتسليط الضوء المباشر على الكتلة الاسلامية شعوبا ودولا وانساقا فكرية وعلاقات وعادات وتقاليد وعبادات ونشاطات سياسية وثقافية وفكرية وغيرها من مكونات المشهد الاسلامي (ان انهيار الاتحاد السوفياتي والكتلة الشرقية قد حفز الغرب الى البحث عن عدو جديد يتناسب مع مقاييسه ومواصفاته واذا ما نظرنا الى الخريطة السياسية للعالم العربي الاسلامي لادركنا مدى المشكلات الجمة والشائكة التي تعاني منها هذه الدول وبالتالي تنامي الحركات الاسلامية الباحثة عن بديل نتيجة خيبة امل شعوب هذه الدول ويأسها من الانظمة القائمة في تحقيق الحد الادنى من العدالة الاجتماعية والديمقراطية ، كل هذه الاسباب والعوامل مجتمعة جعلت من الاسلام المرشح الاول لوضعه في الاطار الذي رسمه له الغرب ) ( ) .
ولاريب ان هذه هي الحقيقة في تحليل مجريات التطور فيما بعد غياب المعسكر الاشتراكي جعلتنا نقفز مرة واحدة ودون مقدمات الى سلم الصراع (منذ انهيار المعسكر الشيوعي قفز الى راس جدول اعمال العالم موضوع الصراع بين الغرب والاسلام وتحول الى محور رئيس للسياسات الدولية وفي المقابل بدأ الترويج لفكرة مضادة وهي حوار الحضارات بعيدا عن صدام الحضارات ) ( ) .
ان العقل الغربي يتمتع بامكانية احتواء المتناقضات ويسمح بانطلاقها في وقت واحد رغم المفارقة التي ينطوي عليها طبيعة الاختلاف في الطروحات عكس ما هو لدينا في مساحات الشرق الاوسط والعالم العربي والاسلامي فنحن لاننفك من التلويح باحد الاختيارات وليس جميعها فلا نملك قدرة ادعاء الحوار والصراع في ان واحد ناهيك عن سيطرة الاصولية بانواعها السياسية والايديولوجية والدينية على مرافق التفكير لدينا لكن البعد السلوكي نفسه مفرطا باثارة حساسية الانغلاق الباعث للرفض فان ( الخاصية الاساسية للاصولية هي رؤيتها الوحيدة الجانب للاشياء اما اسود واما ابيض ، الاصوليون الذين يجدون انفسهم منهزمين امام الحداثة في صيغتها الامريكية ، لايرون في التنوير الا الغزو الثقافي ولافي الحداثة الا الفجور وتدميرا للقيم دون بديل ولافي التكنلوجيا الا الاسلحة والحصار والموت ولا في السوق الا الاستغلال الذي لاينتهي ، اما عالم العولمة الامبرالية النيوليبرالية فليس اقل اضطرابا وقلقا فمركز هذه العولمة الولايات المتحدة اذ يجعل العقلانية البراغماتية نمطا وثقافة ويروج لموت الايدلوجيات فانه لا يلبث ان يصير اسيرا للموقف العقائدي الاصولي بما لايمت بالصلة الى العقلانية موقف لاقلية نافذة دينية مسيحية متطرفة او صهيونية )( ).
وهنا لابد من الوقوف عند تخوم العقل والثقافة العربيتين لاقتناص تداعيات ودلالات المعنى الحاصلة تاريخيا عن الاخر وعلاقته بـ(الانا) وللتعيينات المفاهيمية عن الخارج والعلاقة بالداخل في محاولة لاستكشاف واضاءة مساحة الرؤية عند تلك المجالات وفي دعوة تأملية طرحها المفكر العربي كمال ابو ديب اثناء ندوة مناقشة ازمة الديمقراطية في الوطن العربي التي اقامها مركز دراسات الوحدة العربية 1984 ،ارى فيها قراءة واضحة لمكنونات شعورية ضاربة في العمق تجيد التعبير عن الفكرة للوصول الى تشخيص سريري غاية في الاهمية عن دواخلنا التي بأمس الحاجة الى اعادة الترتيب يقول كمال ابو ديب (سأدرس العلاقة بين الانا / الاخر وبين الداخل / الخارج من خلال نظريتين لغويتين لعالمين عربيين جليلين هما ابن جني والزمخشري .
1- يرى ابن جني ان في العربية نمطا من الاشتقاق يسميه الاشتقاق الاكبر يتمثل في ان الكلمة العربية تحمل الدلالات اللغوية العامة نفسها كيفما قلبناها رياضيا .
2- يرى الزمخشري ان في العربية دلالة للاصوات تتمثل في الحرفين الاول والثاني في الكلمة وان الحرف الثالث يأتي لتفريغ هذه الدلالة .
وعلى ضوء ذلك فأن :( أنا ) ينقلب الى شكل واحد اما (آخر) فيولد الصيغ التالية وارجو معذرة اللغة ( خرآ ، رخا ، أرخ ، أخر ، أخَر ) أي ان اشكال الاخر تدل على القذارة والتعويق والانفلات ) ( ) .
ويمكن لنا جميعا اجراء التطبيقات والعودة الى المصدر لنخرج نتيجة مفادها ان الاخر في تصوراتنا الشعورية ودلالاتنا اللغوية ممثلا دائما للقذارة والتخريب والتهديد وفيما يدخل في ذلك، وقد جئت بهذا النص للكشف عن مكامن التكون الدلالي والمفاهيمي في وجداننا عن طبيعة الاخر ، وقد يكون ذلك افتراضا غير مؤيد بالصحة والتدعيمات الا انه يحتاج قبل الحكم عليه وفقا للتأمل كما افترضه السيد كمال ابو ديب .
لقد تجلى الحوار المسلح بين الغرب والشرق بحرب الخليج الثانية كحدث مهم في ترتيب اجندة الكون واكتمال صورة العدو النهائية واخذ كل من الطرفين بترتيب ملفاته ضمن نتائج الاحداث وحيثياتها في التقرب من احد المفهومين وبحسب ما تفرضه الحاجة والتصور الى حل الاشكاليات لكن بعد عقد من الزمن كان العراق فيه ممثلا لتجارب التقاربات الايدلوجية والسياسية والاقتصادية ، يتغير السياق التاريخي نحو الحكم بالقرار النهائي دون تمييز فقد جاءت احداث الحادي عشر من سبتمبر كحوارية حضارية تقلب موازين القوى بل تقلب الطاولة على كل جليس أي كان شأنه واهتمامه ، لتدلف أميركا في تغيير مرتكزات ستراتيجياتها في العالم ومنطقة الشرق الاوسط ، فبعد ان كانت مستندة في المنطقة لتامين سلامة عاملين مهمين الاول الطاقة (النفط ) والثاني قضية اسرائيل ، اصبح لها عامل ثالث ترتكز عليه وهو عامل مكافحة الارهاب واستخدامه ذريعة للتغلغل في المنطقة والعالم .
ان دول وشعوب المنطقة لاتجرأ ولاتقوى عى التدخل في الشؤون الداخلية للعالم الغربي ولاميركا بينما هي تتعرض للتدخل في شؤونها وفي اخص هذه الشؤون ، فلماذا ترتاب اميركا كل هذا الريب والخوف من هذه الدول التي لا تحتكم على سلامة استقلال بلدانها وعروشها واراضيها وثرواتها ، ان العامل الاول لاريب يدخل في استثمار واقعة سبتمبر نحو الغزو الدولي والعامل الثاني ان نظرة اميركا والغرب الى هذه المنطقة على انها تمثل المفعول به ، المتلقى للهجمات والضربات وفي سبتمبر جرى تطاول هذه المنطقة في رفع السلاح لاول مرة بوجه الغرب وذلك مالايستمرأه العقل الاستعماري الغربي والكولونيالي الاميركي . يقول تشومسكي (انها المرة الاولى التي تتوجه فيها البنادق الى الاتجاه المعاكس وهذا هو التغيير المأساوي، لقد اجتاحت الجيوش الاوربية معظم العالم بوحشية فائقة ولم يهاجم هذه الجيوش ضحاياها الاجانب الا في حالات نادرة جدا لم تهاجم الهند انكلترا ولا الكونغو بلجيكا ولااثيوبيا ايطاليا ولا الجزائر فرنسا وبالتالي ليس من المفاجيء ان تصعق اوربا بالكلية بجرائم الارهاب التي حصلت في 11 ايلول )( ) .
لقد كان بالفعل عملا ارهابيا ولا احد منا ينكر تطابق الارهاب مع الواقعة وفي أي محاولة اجرائية للتطبيق بين الحدث والمفهوم بالكاد ان نجد خلاف حول النتيجة ، نعم هي جريمة ارهابية مرعبة وفي نظرة سريعة عن مفهوم الارهاب فانه يدل على شكل مركز من اشكال العنف وهو متعلق بالسلوك البشري ضمن ثنائية صراع الخير والشر وقد حاول البشر تنظيمه وضبطه من خلال تجسيد القيم السماوية ومعالجاتها والقوانين الوضعية ، لكنها ردة الفعل التي لا يمكن تجاوزها او نسيانها لانها غير حيادية بالمرة . فوقائع السلوك الانساني المعاصر تفرز مسببات العنف بهذه الدرجة او تلك لان لا فعل يخلو من رد الفعل ، لقد عرف التاريخ ظاهرة العنف منذ ازمان سحيقة واحترق في اتونها الملايين من بني البشر ابتداء من الجريمة الاولى التي حدثت بين ولدي ادم وصولا الى جرائم الذبح على الهوية في بغداد ، واحتل العنف مكانا مرموقا في البنية الفكرية للمجتمعات من دون استثناء واحتل مساحات واسعة في الفكرو الثقافة ولطالما ابرزت المجتمعات مشروعية الاجراء العنفي ودافعت عنه مما مكنه لاحتلال موقعا في مركباتها الشعورية المتعاقبة مستخدمة ذهنية التبرير والذرائعية في خلق المسوغات المدعمة بالحجة والنص الموروث ان انقلاب السحر على الساحر تجسد في انفراط عقد التحالف بين اميركا والقاعدة باختفاء الهدف المشترك (الشيوعية ) ، ان ما يجري فعلا هو ردود افعال مركزة ، لاتدخل ضمن سياقات متزنة للضبط ، فالحوار الحضاري يتطلب في رايي هدوء اعصاب وذهنية خالية من الاضطراب وتعميق جدي في جدوى الحوار والى ماذا يرمي ،غير ذلك فان الامر يمثل سباقا محموما بين الطرفين لتطبيق الرؤى القديمة والمتبادلة ، لاينكر احد فينا الرجحان في كفة الغرب قد ابتدا من القرن السادس عشر الميلادي مقابل ضمور واختفاء مقدرات القدرة لدينا وان اشتراطات التحديد تخرج دائما من الدوائر الغربية منذ ذلك القرن الى الان فعند الصعود الراسمالي الاول بعد الثورة الصناعية الاوربية كانت المزايا المطروحة لتحديد الهوية الصديقة او العدوة هي القومية والعلمانية وان أي هوية تقاس وفق التقرب من هذين المفهومين فالصديق هو القومي والعلماني والعدو هو النقيض لهما اما في الصعود الامبريالي الجديد فان الاشتراطات المفهومية هما الديمقراطية السياسية (الليبرالية طبعا ) والاقتصاد الليبرالي وان أي تعارض مهما يشكل اساس التحول الى هوية العدو .
لقد امتلك الغرب منذ البداية أي منذ الصعود الراسمالي الاول جذورا مناقضة للاسلام وان فكرة جعل الاسلام عدوا للحضارة الغربية تستند الى اصوليات عميقة في الفكر الغربي واهمها الهالة المقدسة للقيم الوضعية الغربية التي تؤكد على اهمية العلم باعتباره مجموعة وقائع مشهودة تخضع للمشاهدة والقياس والغاء كل المفاهيم التي لاتخضع لهذه القاعدة كالايمان والحب والروحانيات كافة وتجلى ذلك بالمبدا الوضعي الذي اسسه اوغست كونت عام 1848 وكذلك دور المفاهيم الوجودية عند كريكجارد وسارتر الذي دعا الى تحطيم ماوصفه (بالخواء الذي شكل على هيئة الرب في الوعي البشري) ، لقد كانت مرحلة عملية في ازاحة الدين عن المجالات العامة واحالته الى الخصوصيات الفردية ومن ثم الاجهاز عليه في (الفرد الخاص ) حسب الامكان ، لقد كان الفراغ الديني في الفكر الغربي جذرا يتم فيه صنع الدعوة للعداء الى الاسلام فلطالما ارتبطت صورة المسلمين عند مفكري الغرب بمظاهر التخلف والقتل والعنف والفراغ الحضاري .
فمثلا فكتور هيجو اطلق صرخته المدوية بعد استعمار الجزائر قائلا (انها الحضارة تنتصر على البربرية نحن اغريق العالم وعلينا تنويره ) ، لقد كانت سبل التنوير هي حملات عسكرية لاحتلال العالم والمنطقة الاسلامية بالذات ، ودائما نصطدم بمبررات العقل الاوربي لتلك الاجتياحات ومنها مقولة عالم الانثربولوجيا ليفي بريل وقتذاك وهو منشأ مصطلح العقلية البدائية (ان الغرب هو وحده الذي توصل الى الفكر العقلاني او المنطقي واما بقية الشعوب فلاتزال تعيش في مرحلة العقلية ما قبل المنطقية وبالتالي ماعليها الا ان تمر بنفس المراحل التطورية لكي تلحق بالغرب وبما انها لاتستطيع ان تفعل ذلك لوحدها فانه ينبغي على الغرب ان يساعدها أي يستعمرها ) ( ).
وفي 29 /اذار /1883 القى المفكر والمؤرخ الفرنسي ارنست رينان على مدرج جامعة السوربون محاضرة بعنوان (الاسلام والعلم ) نشرت في دورية المناظرات شرح فيها ما كان يعتقده من ان مجتمعا يحكمه الاسلام هو مجتمع مغلق في وجه صحيفة العلم والفلسفة وقد ركز بنحو خاص على الحقبة الممتدة بين مايسميه بـ(اضمحلال الحضارة القديمة ) أي القرن السادس للميلاد وبين مايدعوه ولادة العبقرية الاوربية في القرنين الثاني والثالث عشر مبيناانه كان يوجد قطع خلال تلك الحقبة في البلدان التي فتحها الاسلام على الرغم من وجود حراك فلسفي وعلمي واسع وعميق لكن هذا الحراك الذي يوصف بالعربي لم يكن عربيا الا من حيث اللغة وحسب ،فينبوع المعرفة التي قدمها كان في الواقع يونانيا ، وان الاسلام كان في صراع دائم مع العلم والفلسفة بل قام بمكافحة الفلسفة وتدمير الحركة العلمية وعند ذاك سيطر الحكم المطلق للشريعة كما لم يكن ممكنا الفصل بين ماهو روحي وما هو زمني وعلى الرغم من ان الاسلام له نواحيه الجميلة كدين لكنه في شكل عام مضرا جدا بالعقل البشري ) ( ) .
ان سوقنا لهذه النصوص لا يستوفي كل الاشارات والمضامين التي وردت في هذا الباب انما الفرض الى تاكيد الارضية التي تستند اليها الطروحات المعاصرة في العداء للشرق ووصفه بالبربرية والتخلف وللمتتبع في سياقات الجدل الاوربي يجد الكثير من التقييمات المشابهة التي وجدت انفجارا حادا وارضية مناسبة في احداث 11 سبتمبر اذ تم الربط الوثيق بين صورة المسلمين والعرب وبين العنف ومشتقاته والجدير بالذكر ان عواملا اخرى استدعت هذه الصورة المشوشة يقف في مقدمتها الصراع العربي الاسرائيلي وهيمنة وسائل الاعلام الصهيونية على الغرب اضافة الى الاوضاع الاجتماعية التي يعيشها المسلمون والعرب والتي تسير بشكل مأساوي مثير تعوزه المدنية والحضارة ولاننسى عواملا اخرى تؤدي دورا في الصراع منها مساندة الغرب للانظمة الاستبدادية في المنطقة يقول فيليب رينو استاذ العلوم السياسية في جامعة باريس (ينبغي على الديمقراطيات الحديثة ان تقبل بوجود صراع طويل الامد مع القوى الماضوية التي ترفض قيم الغرب بشكل مطلق ولكن في ذات الوقت ينبغي علينا ان نقيم علاقات ايجابية مع القوى الاخرى الموجودة في نفس المجتمعات والتي تقبل بالافكار الحديثة ) . وتلعب الثروات الطبيعية والبترول خصوصا دورا حاسما في شكل الصراع وذلك لحاجة الغرب الدائمة لها في عمليات التنمية يضاف الى ذلك الخوف الاميركي والغربي من تكرار انموذج الثورة الاسلامية الايرانية في المنطقة وقد رافق تاثيرات تلك العوامل صعود اليمين المتطرف الى مواقع الحكم في اغلبية اوربا والذي رافقه صعود موجة عارمة من العنصرية ومعاداة الاجانب الذين اغلبهم من البلدان العربية والاسلامية وبلدان العالم الثالث فظهرت في فرنسا مثل تلك الدعوات حيث انتقد الكاتب برونو ميجريه ما اسماء ( اسلمة فرنسا ) وفي هولندا وصف بيم فروتيون الاسلام بالثقافة المتخلفة وظهرت في كافة اوربا موجة حركات اليمين المتطرف التي تدافع وتطالب بانقاذ المجتمع الغربي والقيم الاساسية للحضارة الغربية فهذا كينيت كريسنس احد رؤوساء جمعيات الشبيبة في الدانمارك يؤكد رغبته في شن حرب ثقافية ضد الاسلام في المقام الاول .
ان الاسلام والمسيحية وكل الديانات موضوعة الصراع لم تدخل الى الصراع بانماطها المقدسة أي بالنصوص الكتابية المنزلة بل المؤسسات التي تمثلها وهذه نقطة جوهرية محط الانتباه والتاكيد ( ان الصدام الحضاري ليس صداما حول المسيح (ع) او كونفوشيوس او محمد (ص) بقدر ماهو صراع سببه التوزيع غير العادل للقوة والثروة والنفوذ ، والازدراء التاريخي الذي تنظر به الدول والشعوب الكبرى الى الصغرى ) ( ) .
ان المثل الشعبي يقول ان الجمل لاينظر الى حدبته فاذا كان الاسلام مصدرا للارهاب كيف يمكن لنا ان نفسر الغزو الامريكي لغرينادا في 28/10 /1983 او غزو بنما في 21/12/1989 واحتلال اسرائيل للقدس والضفة الغربية في 5 /حزيران /1967 وجنوب لبنان . واستخدام ابشع الاساليب اللانسانية في التعامل مع الوضع السكاني هناك ، وكيف نفسر التضامن الغربي مع اسرائيل سوى الوقوف تحت مظلة واحدة هي معاداة العرب والمسلمين يقول حاييم هرتسوغ رئيس الكيان الصهيوني من اسبانيا موجها كلامه الى الولايات المتحدة الامريكية (ان الاصولية الاسلامية اخطر من الشيوعية ) لاريب ان العداء يطبخ في قدور مشتركة بين الصهيونية والغرب ، وكيف نفسر اخيرا الغزو الامريكي للعراق في 9 نيسان /2003 خارج موافقات المجتمع الدولي . ومامن عراقي ينسى ماساته في الجوع الذي فرضه العالم الغربي علينا في الحصار الاقتصادي الذي امتد عقدا ونيف فالغرب كما يصفه روجيه غارودي (هو الراسمال المتوحش اذ يقتل 50 مليون جائعا في العالم الثالث انهم يقصفون شعوب الجنوب العالمي بقنبلة نووية يوميا هي قنبلة التجويع ) ( ) .
ان التحدي اليومي المعاش لنا مسلمين وعرب وشرق اوسطيين يبلغ درجات خانقة تبحث عن فتح ملف الخلاص الحقيقي كمسالة وجود حتمي (التحدي الذي تجابهه الان الحضارات الكثيفة التليدة مثل الثقافة الاسلامية او الحضارة الهندوسية او البوذية هو تحد وجودي فاما ان تقرر هذه الثقافات الاندماج في صلب هذه الحضارة الراهنة وان تستخرج قيمها الانسانية لتجعل منها اضافات حضارية معاصرة تغني بها فكر هذا العصر وقيمة واما ان تختزل الى حدود الفولكور على يد حضارة عالمية غازية شاملة ) ( ).
ان النص أي القران خارج نطاق التاثر الحواري انما المؤسسة الاسلامية قد تدخل في صلب التقييم الحواري الدائر بين الحضارات فالقران كرسالة سماوية ينطوي على دعوة تاملية في الخلق والاخلاق والفكر الغربي يدرك جيدا عدم معاداة الاسلام لاحد واحترامه لليهودية والمسيحية كديانتين سماويتين ، ونسوق هنا بعض النصوص القرانية التي لم يكن الغرب غافلا عنها :
1- (لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين ) . الممتحنة8
2- ( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبيا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) الحجرات 13 .
3-( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ) النحل 125 .
4- ( لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) البقرة 256 .
5- (افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) يونس 99 .
ان انانية الغرب تمنعه من الاعتراف بحقيقة الحضارة الاكيدة وهي ان اول المسلمات الحضارية والبناءات وجدت على هذه الارض وان العقل الاوربي لايخرج من تناقضه او وهمه الذي وقع فيه عندما حدد بدايات النهضة العقلية والفكرية بروما وبالحضارة الاغريقية ، ان انكار وامحاء حقائق الوجود الحضاري انما تزيد عوامل التفرقة والانفصال اكثر مما توفر عوامل الاندماج والالفة ، ان اعالي الرافدين او ميزوبوتاميا العليا شهدت الثورة النيولوتية الاولى التي ابتدعت الزراعة والثورة القروية واستخدام النحاس والتي تعتبر بداية التلمس الحضاري الانساني ، اعقبتها في دلتا الفراتين أي القسم الاوسط والجنوب ثورة المدينة ونشوء الحضارة السومرية وتماسس الدولة والديانات والكتابة والطبقات وفق اشكال لازالت سارية المفعول في كل مساحة الارض ، ان النمط الدولتي الذي تمارسه الولايات المتحدة الامريكية او بريطانيا هو نموذج معاصر للشكل السومري الاول ان الرقيمات واللقى التي اوصلتها لنا جهود علماء الاثار قاطعة في يقينها بالتماسس الحضاري في هذه المنطقة ، رغم انانية العقل الغربي باعتبار نقطة البداية الحضارية كانت لديه ، ان سؤال بسيط مثل لماذا لم تستطع كل الجهود الاستعمارية والاحتلالات من تحويل المنطقة الى راهنية اوربية او غربية؟ ذلك لان اطروحة الحضارة الغربية مهما تطورت هي مشتقة وليست اصل ، لان الطرح الحضاري الاول بدأ عند الام الحضارية الاولى أي منطقة الشرق الاوسط وفي بلاد الرافدين تحديدا (وعلى الرغم من ان العالم اصبح قرية صغيرة بفعل ثورة الاتصالات الحديثة الا اننا ابتعدنا عن بعض اكثر مما اقتربنا بفضل ما صنعه البعض اخيرا من تدمير ما اتصل منذ مئات السنين بين العرب والغرب الذي كانت نتيجة قيام الحضارة الاوربية الحديثة على اساس الحضارة العربية الاسلامية ) ( ).
ان الاعتراف بالحقائق الوجودية والقيم الموضوعية لكلا الطرفين يشكل بابا مهما في نجاح جهود الحوار لان الانسانية كافة غير مجزاة اصلا (فالتواصل الانساني بين الطرفين يستوجب نجاحه اكثر من محض الاشتراك في لغة يفهمها الطرفان ، التواصل الناجح يحتاج الى معارف مشتركة حول رؤية كل طرف للعالم وحول القيم التي يتبناها كل طرف وحول موقف كل طرف من الطرف الاخر والتواصل لا يتناقض مع استمرار الاختلاف وعدم الوصول لاتفاق في كل القضايا ) ( ) .
ان الجهود التي بذلت في مسار الحوار بين الغرب والشرق لازالت متواصلة وحثيثة وقد وجد البعض من ناشطين هذه الحوارات في الثقافة معلما بارزا بين ادوات التوصل وخلق مناخ ملائم لمواجهة ازمات الانسان المعاصر وازمة العلاقة بين الشرق والغرب وعلى حد قول السيد محمد خاتمي الرئيس الايراني السابق (ان الثقافة قادرة على ان تصلح ماتفسده السياسة )
في حين يبتعد السيد عمر موسى الامين العام للجامعة العربية اكثر من ذلك اذ يقول (ان خلاصة ما اعتقده واقترحه هو ان الامور المتعلقة بالعلاقة بين الحضارات وبصفة محورية العلاقة بين الغرب والاسلام قد تداخلت عناصرها الى درجة خطيرة ولم تصبح مجرد مشكلة ثقافية او حضارية فحسب وانما اصبحت مشكلة سياسية وامنية ايضا وتشكل تهديدا حقيقيا للسلام والامن الدوليين ) ( )
فما هي الحضارة وما هو الحوار ؟
( يعد لفظ الحضارة هو الترجمة الشائعة للفظة الانجليزية (Civilization ) والتي يعود اصلها الى عدة جذور في اللغة اللاتينية (Civties) بمعنى مدنية و(civis ) أي ساكن المدينة و(cities) وهو ما يعرف به المواطن الروماني المتعالي على البربري ولم يتداول الاشتقاق (Civilization ) حتى القرن الثامن عشر حين عرفه دي ميرابو في كتابه (مقال عن الحضارة ) باعتباره رقة طباع شعب ما وعمرانه ومعارفه المنتشرة بحيث يراعي الفائدة العلمية العامة ) ( ) .
في حين يعرفها ول ديورانت الغني عن التعريف على انها نظام اجتماعي يعين الانسان على الزيادة في انتاجه الثقافي ويتالف من عناصر اربعة : الموارد الاقتصادية والنظم السياسية والتقاليد الخلقية ومتابعة العلوم والفنون ( والحضارة في اللغة هي الاقامة في الحضر والحضر خلاف البدو والحاضر خلاف البادي والحاضر المقيم في المدن والقرى والبادي المقيم في البادية ) ( )
ولايبتعد ابن خلدون عن التعريفات المنهاجية للحضارة فالحضارة لديه (ليست مجرد السكن بل يجب ان يلازم ذلك سيادة أي نظام واستقرار كي تنمو وتزدهر وتتطور ) ( ) .
ان اسباب ظهور الحضارة يرتبط اشد الارتباط في العوامل البيئية والاجتماعية والدينية فبالاضافة الى ان دلتا النهرين دجلة والفرات هما من منحنا حضارة وادي الرافدين فان (ظهور الحضارة في جنوب العراق يعود الى تركز سلطة الثروة في ايد قليلة وفي مناطق معينة من العالم تستمد قوتها من (المعبد ) أي تستمد قوتها من خارج وجود الانسان والحياة والطبيعة من قوة لايتمكن الانسان مقاومتها او التاثير فيها الا بالخضوع لها والامتثال ) ( ) .
وان صفة الحضارة في المكون الحضاري تعتمد على شرط اساسي الا وهو الاهتمام بالحياة بصورة عامة والانسان بشكل خاص وبالطبيعة والبيئة صاحبة التاثير الاساسي في انطلاق الحضارة فاي ابتعاد واغفال لهذا الشرط ينفي بالضرورة صفة الحضارة ، فالمجتمعات الطبقية التي تمركز سلطة راس المال وجميع مستلزمات القوة بيد حفنة صغيرة أي جماعة مسيطرة وترك السواد المتبقي تحت رحمتها لايوفر لبناءاتها القائمة صفة الحضارة ناهيك عن مقدار العذابات والمآسي والفاقة التي تعرضت لها الجماعات والطبقات المسودة عبر التاريخ وذلك ما ينطبق واقعيا مع سيطرة الغرب الحالية الذي ينعم بثورته التكنلوجية الحديثة وحضارتها التي بدأت بعد خمسينات القرن الماضي والتي (اعتمدت تغيير علاقات الحضارة الانسانية اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وتربويا وانتقلت بالانسان الى حالة (فردية ) لاعلاقة لها بالتحضر ، والحضارة قائمة على تمركز القوة بيد جماعة مسيطرة اهملت شؤون الحياة والانسان وقد انتجت سيطرتها ازمة ضمير خطيرة وحروبا موضوعية متعددة في انحاء العالم والى عدم الشعور بالامان وانسانية الانسان واخيرا الى مرضي العصاب والاغتراب ) ( ) .
وبعد اعطاء تعريف الحضارة لابد من الوقوف على بعض معاني الحوار التي رسمتها محددات الفقه اللغوي وانساق الثقافة البشرية فهو فقهياً محاولة من طرفين للوصول الى تعاون يكون في مصلحة الجميع لا في مصلحة طرف واحد وقد عرف الحوار في انماط ادبية متعددة مثل الروايات المسرحية وفي مواقف فلسفية مجردة كما انه يفترض من الناحية الاجتماعية وجود اكثر من طرف بينهم مصلحة مشتركة ترسي اساس اللقاء لاقامة مناقشات في امور وقضايا مشتركة وليست لمصلحة طرف واحد فحسب يروم الانتصار في وجهة نظره ولكنه لايعني التخلي عن الرأي الشخصي لذلك فان الحوار يمثل (نشاط اجتماعي وسياسي مشترك يساعد على تطوير الصلات بين الشعوب وتكريس التعايش السلمي بين الدول ) ( ) .
تقول الباحثة هيفاء السامرائي ان مفهوم الحوار يفترض ثلاثة ركائز موضوعية ونفسية وهي:
1- الاقرار بوجود اطراف اخرى .
2- الاعتراف بوجود مصالح مشتركة وباهمية هذه المصالح .
3- القدرة على التوفيق بين هذه المصالح . ( )
ولايمكن الوقوف جانبا في تحديد اهمية الحوار دون اخذ المؤشرات جميعا من التطورات التي فرضتها طبيعة التقدم التقني والعلمي المعاصر ومن العلائق السياسية المتبادلة بين الاطراف .
فتطور الحوار الحضاري بين الشرق والغرب هو جزء من مسيرة التطور الحضاري الكامل ولايمكن فصل احد من المؤثرات عن الاخر ، فالتطور الحضاري (هو تطوير توقير الحياة على الارض وتطوير وشمولية حقوق الانسان والعلاقات الانسانية وان تساعد علميا في تكوين نظرته للعالم والحياة ليتمكن من تحديد معالم الحضارة التي يعيش في علاقاتها الخاصة والعامة وامكانية تطويرها ) ( ) .
ولابد من التعريج على المفردات السياسية في التاثير اذ ان اهم الاحداث والتطورات التي ابتدات مشوار الحوار بين اوربا والعرب هي حرب اوكتوبر 1973 بعد ان اعلن العرب استخدام النفط كسلاح ستراتيجي في المعركة مع اسرائيل ( اصدر وزراء النفط العرب في 17 /تشريسن اول /1973 في الكويت قراراً بفرض الحصار النفطي على الولايات المتحدة الامريكية وقرروا تخفيض مستوى الضخ حتى يتحقق الجلاء عن الاراضي العربية المحتلة وتؤمن الحقوق الوطنية لشعب فلسطين ثم تلاه فرض الدولة العربية الحظر النفطي على هولندا يو 20 /تشرين اول نفس العام لموقفها العدائي من العرب ) ( ) .
مما حدا باوربا ان تصدر بيانا تاريخيا يوم 6/11/ 1973 تضمن تجسيد تطورات حيوية في الموقف الاوربي من القضايا العربية وتحقيق السلام على اسس من مباديء انسانية تضمن حقوق الشعب العربي الفلسطيني وطالب البيان اسرائيل بضرورة وضع حد لاحتلال الاراضي العربية ، وقد تطور التبادل العلائقي على ضوء الموقف اذ سرعان ما استجابت الدول العربية للبيان الاوربي في مؤتمر قمة الجزائر في 26/11 /1973 تمخص عن تقييم للمبادرة الاوربية واسس الطرفان لفكرة ادامة الحوار وادخال اطراف مؤسساتية لادامة واستئناف الحوار وتوسيعه كالجامعة العربية والسوق الاوربية المشتركة .
اخير لقد توقفنا تفاصيل مهمة لفكرة حوار وصراع الحضارات وتقييم لاطراف العلاقة ، فلا اجد بدا من توكيد ان الحوار مهم جدا ان يجري في مناخات عادلة وبين اطراف متكافئة ونوايا صادقة وسليمة وعكس ذلك يعتبر خداعا حضاريا فمنطقة الشرق الاوسط رغم الانكفاء الحضاري الاني الذي يخيم عليها الا انها (كانت مهدا للحضارات الانسانية ولفترة الاف السنين اذ انها قدمت للعالم شكلا انموذجيا للحياة يتصف برصانة وتكامل الانسان على الاصعدة الفكرية والدينية والسياسية والاجتماعية والقانونية والتربوية والعلوم بالدرجة التي تمكن من القول ان عملية انتاج الحضارة بالكامل بدات هنا ومازالت اثار تلك الحضارة عالقة التاثير في مرافقات عديدة من اشكال الحياة المعاصرة . ( )







مصادر البحث

( ) رضا بخلدون ، مداخلة في مؤتمر حوار الحضارات ، 2001 .
( ) د. ايكيهارد شولتس ، حوار الحضارات مصالحة ام مصالح .
( ) مجدي احمد حسين ، حوار الحضارات بين الحقيقة والخداع .
( ) سمير التقي ، ، العالم الاسلامي وازمة الحضارة في ظل العولمة ، موقع معابر الالكتروني .
( ) كمال ابو ديب ، ازمة الديمقراطية في الوطن العربي ، مركز دراسات الوحدة العربية ، ص334 .
( ) نعوم تشومسكي ، الحادي عشر من ايلول ، ص7 .
( ) ليفي بريل ن جريدة السفير اللبنانية .
( ) اكرم انطاكي ، حوار حضاري بناء ، موقع معابر الالكتروني .
( ) أ. د. سمير مرقص ، الرؤية الاستشراقية المعدلة .
( ) روجيه غارودي ، الاصوليات المعاصرة اسبابها ومظاهرها .
( ) سمير التقي ، العالم الاسلامي وازمة الحضارة في ظل العولمة ، موقع معابر الالكتروني .
( ) من بحوث ندوة الثقافة وحوار الحضارات في دورة شوقي ولامارتين في باريس ، نوفمبر 2006 .
( ) د. ايكليهارد شولتس مصدر سابق .
( ) د. عمرو موسى ، الامين العام للجامعة العربية في افتتاح دورة شوقي ولامارتين باريس نوفمبر 2006 .
( ) رضا بخلدون (مداخلة في مؤتمر حوار الحضارات عام 2001 .
( ) ابن منظور ، لسان العرب ، مج/4 ، ص111 ؛ انظر الحضارة وازمة الحرية عبد الله الخطيب ، ص9 .
( ) ابن خلدون ، المقدمة ، ص34 .
( ) جورج رو ، العراق القديم ، ص106 .
( ) جوزيف .آ. كابيلري ، ازمة الحضارة ، ص26 ؛ انظر عبد الخطيب ، المصدر السابق .
( ) ارشيف وكالة الانباء العراقية ، 6/ 9/ 1975 ؛ انظر الباحثة هيفاء احمد السامرائي ، الحوار العربي الاوربي ، رسالة ماجستير .
( ) هيفاء السامرائي ، المصدر السابق ، ص71 .
( ) روبرت . م. اغروس ، جورج .ن. ستاغيو ، العلم في منظور الجديد ؛ انظر الخطيب ،مصدر سابق ، ص10 .
( ) احمد صدقي الدجاني ، الحوار العربي الاوربي ، وجهة نظر عربية في الجانب السياسي ، مجلة المستقبل العربي ، عدد 9، 1979 ، ص 45 .
( ) كامل الدلفي ، المثقف الحقيقي وبدائله في الشرق الاوسط ، جريدة الآن ، عدد 62 ، بغداد ، 4/11 ، 2006 .



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يعتقد المثقف العربي بقداسة السياسي العربي ؟
- الحلقة الثانية السبي البابلي المعاكس
- السبي البابلي المعاكس
- مؤسسات المجتمع المدني- فوبيا التمويل ومحددات الاستقلال اوالت ...
- حرية التعبيرعن الرأي... قراءة في ادراك المعنى والسلوك
- اراه ... انتصار اليسار في ذاكرة الطاهر وطار
- هادي العلوي .. الشيخ الرفيق الاكاديمي
- جدل الحرية في ماوراء العقلانية الأمريكية
- نظرة في اسلوب النضال المعاصر- الايكلوجي والديمقراطي
- الكونفدرالية الديمقراطية البديل الحقيقي لستراتيجية الرأسمالي ...
- الى الراحلين محمد رضا القصاب وعبد الحسين خليفة الموت خارج ال ...
- ملاحظات واقعية في طريق العقل السياسي العراقي
- فوتوغراف الموت خارج اللعبة(ح1)
- الموت خارج اللعبة - الاعدام والاخرون- ح 2
- الافاقة من تاثيرات الحادي عشر من سبتمبر في قرارات الناخب الا ...
- حكمة العراق : سيناريو مقابل وإمكان وحيد
- دور الأعلام في ترسيخ مفهوم المواطنة
- الرأي العام مستويات راهنة في المشهد العراقي
- المثقف الحقيقي وبدائله في الشرق الاوسط الكونفدرالية الديمقرا ...
- مصطفى العقاد بين ابتكار التجلي وسيرورة الخفاء


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل الدلفي - نحن وحوار الحضارات كشف في حسابات المفهوم