أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - بقدر ما أعمل .. بقدر ما أكتب - 3















المزيد.....

بقدر ما أعمل .. بقدر ما أكتب - 3


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1813 - 2007 / 2 / 1 - 11:58
المحور: الادب والفن
    



بقدر ما أعمل .. بقدر ما أكتب .. كلاهما اليد التي لا تتعب ولا تستريح .
. بدأت تدخل في حياتي خلال هذه المرحلة .. مؤثّرات جديدة عمّقت مسار حياتي عرضا وطولا .. عمقا وشمولا .. شكلا ومضمونا , جعلتني أكثر وعيا ونشاطا والتزاما . وأبعدتني عن متابعة العمل الأدبي حينا لتعيدني إليه حيناّ اّخر , أكثر حبّا وعمقا ووعيا ونضوجا .. وبأدوات , وهموم , وأسباب , وتطلّعات مختلفة كليّا عن المرحلة السابقة ..

فالمتغيّرات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية , وبروز دول إشتراكية جديدة على الساحة الدولية , وثورات العالم الثالث وما انعكس على حركات التحرر العالمية ودعمها لنضال الشعوب المضطهدة ,
كل ذلك .. ساعد وأعطى دعما وفضاء ورافدا غزيرا صبّ في مرحلة ما بعد الأستقلال الوطني في سورية , الذي اتصّفت بمرحلة النهوض , والمدّ الوطني , والوعي السياسي والثقافي والطبقي والفكري والعلمي .. المد الجماهيري النضالي .. وهدير الشارع السوري الذي كان يصل للمغرب العربي .. والسودان .. وأطراف الجزيرة العربية .. وفضاءات العالم ....

هذا الهدير السياسي و الكفاحي الذي كان يصدح بكل أصوات الحرية والتعبير والرأي والحوار والعلم والنقاش الحر المفتوح دون خوف , وحوار الأحزاب السياسية والإنتخابات النيابية , والأفكار والإتجاهات – ومعارك السجون والمعتقلين , والتظاهرات , والإحتجاجات , والعرائض , والبيانات , والمهرجانات , والمحاضرات في أعياد العمّال والمرأة والطفل وفعّالياتها الشعبية الجميلة للوحدة والتواصل والتقدّم وووووالخ ...
وبروز تعدّد الأحزاب السياسية إلى الوجود وصحافتها الحرّة .. وبرلماناتها .. والمنظّمات النسائية والروابط والجمعيات الإجتماعية , والسياسية , والنقابات , والنوادي الأهلية الأدبية والرياضية وغيرها وغيرها .. من وسائل .. وصور وأدوات , من حركة وتنامي المجتمع المدني الناشط الجديد الذي كان ينبض بكل عناصر ومقوّمات الحياة الديمقراطية البرجوازية – الوطنية الصاخبة ...
تجمعها الطيبة .. والبساطة .. والمحبّة .. والعطاء .. والإندفاع .. وحب التغيّير نحو الأفضل.. بالوحدة الوطنية والنضالية .. ونظافة النفوس .. والمبادئ .. والخامات البشرية النقية ....

لقد هزّتني وأنا في قريتي .. وجذبتني هذه التياّرات .. والتطوّرات العلمية والسياسية , لكي أدخل في دوائرها .. ومساراتها .. وهمومها .. وقضاياها .. ومن أجدر وأحقّ مني في ذلك ؟
فأنا إبنة الوطن الجميل الحبيب .. ؟ إبنة الأرض الطيّبة ..؟ إبنة الشعب الطيّب .. المكافح .. المنتج .. المستغلّ .. والمتخلّف !؟
المريض والأمّي , والجاهل , بعد خروجه من حقبة سوداء مظلمة طويلة من ( إحتلال عثماني أربعة قرون – وإستعمار فرنسي دام ربع قرن ) !!؟؟
وأنا أيضا .. إبنة لعائلة وطنية كادحة بسيطة ومحبّة , عائلة متواضعة تسعى للعمل الإنساني الخيّر الصادق وخدمة الاّخرين .

فتسلحّت بالعلم أوّلا .. والعمل ثانيا .. ونفضت عن عيوني غبار الجهل .. وعشقت الكتاب .. وعانقته في كل مراحل حياتي .
ولكي أعطي القضيّة الشريفة المقدّسة التي اعتنقتها , ولكي أخدم أبناء شعبي ووطني بشكل أفضل , وأكثر فائدة , دخلت معترك النضال الوطني والسياسي والإجتماعي المدني , بكل ما أملك من قوّة وعناد , والتزام , ومؤهّلات ذاتية , ومكتسبة , كان يأخذ مني الكثير الكثير من وقتي وجهدي ..

وارتسمت أمامي .. أهداف وأهداف .. طموحات .. طموحات .. وطموحات .. لا تحدّها طاقة .. أو أفق ...
طبعا بعد أن صلبنا ( الأنا ) والمصلحة الخاصة إلى الأبد – ودخلنا المصلحة العامة بشارعها العريض – رغم بابها الضيّق , قلائل من يدخل ويستمر بسبب فاتورتها الغالية جداّ – شارع المصلحة العامة وخطّها المستقيم .. القليل بأشخاصه والعابرين أو السائرين فيه بسبب صعوبة الإستمرار في السير المدمّى , الحافل بكل أنواع الإستبداد والإمتحانات والأوجاع والخبرات القاسية الأليمة -
من أجل ذلك فأنا كتبت عن تجربة السجن .. وأكتب عن , وفي المنفى .. وأكتب بالغربة .. والوحدة والمرض والتمزّق الإنساني المؤلم .. أنا ما كتبت إلا لأكسر الصمت .. لأخترق جدار الصوت ... وأفضح الطغيان والجبروت .. لنفضح منطق الظلام .. والخوف ..


فخلال هذا الطريق الذي مشيته عن حب و قناعة وامتلاء أخلاقي , وأدبي , وطبقي , وتربوي , ووطني ..
فلقد اشتركت خلال هذه الفترة مع رفيقاتي ورفاقي في العديد من التظاهرات النسائية للإفراج عن المعتقلين ( من كل الأحزاب ) خلال ديكتاتورية الشيشكلي وغيرها , ومعارك الإنتخابات النيابية الديمقراطية في الستينات , والإحتجاجات – والبيانات – والإحتفالات . واشتركت في الكثير من المؤتمرات العمّالية , والنسائية , وغيرها , وجمع تبرّعات لمشاريع إجتماعية عديدة , واشتركت وساهمت في أعياد الجلاء – أعياد الطفولة والأمومة – وأعياد المرأة – والعمّال .. الخ .وساهمت في نضال رابطة الأمومة والطفولة في سورية ..
وكانت لي في بعض هذه الفعّاليات الشعبية والثقافية والنضالية كلمات وأشعار وغيرها .. في ( بلدة صيدنايا ومدينة دمشق ) . كان بودّي أن أسجلها هنا كوثائق تاريخية , لمرحلة وطنية خصبة صاعدة اجتازها شعبنا في سورية الحبيبة بكل فخر وانتماء ووحدة وطنية .
شاركت فيها المرأة السورية بكامل وعيها وإدراكها , وعنفوانها وطاقاتها , وحريتها وانفتاحها , على الجديد والمتحرر . وبكل طبقات المجتمع الشعبية .. بما فيها البرجوازية الوطنية .
وفي منتهى الأمانة والإخلاص والعطاء اللامحدود .. والنشاط المتنوّع ..
لكن وكما في كل مرة أقول .. مع الأسف فهي غير موجودة بين يدي , بسبب ظروفي غير الطبيعية – تشتت ورحيل وتنقل مستمر وضياع وووو.......

----
" ففي البدء كانت الكلمة " ..
في البدء كانت الكلمة .. وأدواتها المعبّرة ..
والكلمة بنت الفكر .. والعقل .. ووليدة البيئة .. والمناخ ..
والمؤثّرات .. الداخلية .. الذاتية .. المحلية .. والخارجية .. والطبيعية
كلها عوامل مجتمعة .. أدّت إلى ولادة الصورة .. والخطّ .. الحرف .. والكتاب .. والعلم –
الطين - المسمار – الرقم – البردي – القصب – اللوح – الورق .. وبالتالي الأبجدية ..
وجدت المسلّة .. المكتبات .. الكتاب .. وتقدّم المتعلمين .. الأدباء .. والشعراء –
ونشأت الأساطير .. الملاحم .. القصيدة .. الشعر .. المزامير .. الترانيم .. والروايات ..
وكتبت الإلياذة .. والميامر .. وووو
ونشأت ( الأسواق ) .. وألقيت المعلّقات .. وتغنّت الليتورجيّات .. والأناشيد الدينية ..
وأخيرا .. اخترعت الطباعة .. وتطوّرت وسائل الطباعة , وكان لي مساهمة في الطباعة الذاتية اليدوية ( الاّلة الكاتبة ) منذ الخمسينات - والطباعة اليدوية بالحبر والقماش ووسائل أخرى – في دمشق النضال السياسي .
واستمرّت الكلمة حتى يومنا هذا ... تتصاعد في سلّم المعرفة .. والثقافة في طرق وأساليب وتقنية , وإخراج , وإبداع , وفن حسب البيئة والظروف .. والإمكانيات .

ولا يزال هذا الكم الغزير يتدفّق .. وقد استطاع أن يغيّر وجه الأرض .. والتاريخ .. والبشرية .
وقد ساهم وطننا العربي بحضاراته العريقة , شأوا لا يستهان به , ويعتبر هذا الجانب الثقافي الحضاري .. جانب مشرق من تراثنا وينابيعنا المشرقية الثرّة الزاهية التي نتباهى بها أمام العالم – الذي صنعه شعبنا من جميع الطوائف والأديان والقوميّات .. والإنتماءات .

وقد تطوّرت .. كبرت .. توسّعت .. وتوزّعت .. وسافرت ( الكلمة ) إلى كل الإتّجاهات , والفضاءات , والجوانب .
هذه الكلمة التي لا تعرف التوقّف أو المهادنة أو الإعتقال , مهما حاول أعداؤها وأعداء التطوّر والحرية أن يغتالوا شعلة الشموخ فيها والإجتهاد والمثابرة وجسم الكلمة النبيل .. المملؤ نبضا .. وحماسة .. ونارا متّقدة .. ونغما .. ولحنا .. ومعنى .
بقيت أقوى من المقاصل
ودخلت أعمق أعماق المفاصل
بقيت تخترق أبواب الحديد .. تنطلق .. تتمرّد على أبواب وقصور التمجيد
تعرّي وتمزّق دوائر الطغاة والجبروت
متجاوزة كل الإغراءات .. والعطاءات الرخيصة , من هذا السلطان أو الخليفة .. أو ذاك ..!؟
من هذه ( البسطات ) وتلك , هذه المتاجر .. والمباخر !؟
سافرت إلى المخاطر .. والملاجئ .. والأكواخ .. والمخيّمات .. وساحات الحروب والمعارك .. والدم والموت –
سافرت إلى السجن .. والمنفى .. والحدود .. والموانئ والمطارات ..
سافرت تقصّ .. وتحكي .. وتنقل .. وتروي .. للحقيقة .. والإنسان ...... يتبع



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تعلم ...!؟
- لوأنّ ....؟
- المحطّة H . S
- تحية للمرأة العمانية ومنجزاتها في حماية البيئة ..
- الفنّانة فيروز .. الكلمة الأحلى .. والصورة الأجمل - 7 - اللأ ...
- خواطر . إلى اين يهبط هذا العالم ؟
- الفنّانة فيروز .. الكلمة الأحلى .. والصورة الأجمل
- الفنّانة فيروز .. الكلمة الأحلى .. والصورة الأجمل - 6
- محطّات ..
- نبوءة الجدّات ..؟
- الفنّانة فيروز : الكلمة الأحلى .. والصورة الأجمل
- أقوال .. حكم .. همسات .. محطّات
- رسائل للوطن
- بطاقة حب ومعايدة .. للعام الجديد 2007
- مرثية للعام الذي رحل ..!؟
- تساؤلات
- التّماس ..
- صفحة من نضال المرأة في الثورة الفرنسية 1789 ..؟
- بإسم حقوق الأطفال .. توقّفوا عن الإقتتال .. عن الحروب العبثي ...
- إنني إبنة ذاك التراب .. كتبت في كل اللغّات


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - بقدر ما أعمل .. بقدر ما أكتب - 3