أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - العراق 2















المزيد.....

العراق 2


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1742 - 2006 / 11 / 22 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نموذدا لابد من العودة إليه

كنا في القسم الأول قد استعرضنا بشكل مكثف وسريع اللوحة العراقية وبعضا من تداخلاتها المعقدة نسبيا. وتعرضنا بشيء من التفصيل للدور الأمريكي ـ أساسيا بحيث لا يغيب عن اللوحة هذه مهما حدث ـ ولم نتحدث عن الدور الإيراني لأننا سنفرد له قسما خاصا نتحدث فيه عن هذا الدور ومصالحه وتعقيداته التي تبدأ من الحساسيات الطائفية التي يثيرها الحديث عن هذا الدور ـ والتي ليست غائبة بالتأكيد ولكنها في مرحلة متقدمة من الصراع الدائر في العراق يبدو وأن الأولوية لها في النظرية والممارسة.

ونحن عندما سنتعرض للطوائف سياسيا لا يعني التعرض لها معتقديا، ليس خوفا ولكنه ليس من إختصاصنا في الحقيقة. هذه التوضعات الطائفية سيكون لها تمثيلا سياسيا في المؤدى الأخير ! مهما حاولنا الابتعاد عن هذا الأمر في مجتمع متخلف تلعب فيه الثقافات الدينية والطائفية والماقبل مدنية دورا مركزيا. وفي كل الأحوال كما نوهنا في البداية إن النص السياسي العربي لن يكون حياديا أبدا فهو مغرق في همومه التي تبدو في كل الأحوال مستعصية. ولن يكون حياديا تجاه كل هذا الدم المجاني من كل الأعراق والطوائف والأديان. ولن يكون حياديا تجاه استثنائية الحدث العربي والأقليمي والدولي في العراق. وكأن هنالك ما يشبه القدر ـ إما ألا تتغير السلطات الديكتاتورية في عالمنا العربي وتبقى قامعة و نهابة للشعب أو أن أي تغير لأي سلطة يجب أن يعقبه حرب أهلية ـ لهذا كل نموذج يقدم هدية للنموذج الذي يليه :
الجزائر قدمت نموذجا ولازالت آثاره قائمة، واليمن، والصومال نازفة منذ عقدين تقريبا، ولبنان يدفع الفواتير دوما ! وهاهو العراق أخيرا وهذا صحيح. والصحيح أيضا أن الملكيات العربية تفك أسر مجتمعاتها بالتدريج وهذه مفارقة لا يقبل بها الجناح الثوري من التيارات العروبية التي تدافع عن خصوصية الأمة وابتداع نماذج الجمهوريات الوراثية ! وهذا يمكن أن نلاحظه في تطور مؤشر الحريات في هذه الدول والثورة الإعلامية التي نستفيد منها كمعارضات عربية في إيصال صوتنا المشتت والمقموع. وهذه المفارقة هي التي تخلق الأمل بتغيير سلمي ومنشود أيضا في المنطقة العربية.


منذ بدايات عصر النهضة والبشرية تعيش معركة الحرية ـ بمعناها النسبي ـ والخصوصية في هذا التاريخ المليء بالحروب والأزمات والحروب الأهلية والدينية يثبت يوما بعد يوم رغم كل هذه المآسي : أن الحرية ضرورة ووعي لهذه الضرورة، ووعي الضرورة هذا لاينفي بالمطلق رؤية خصوصيات كل منطقة على حده والتعامل معها وفق مبدأ الحرية نفسه. وأهم ما أنتجته البشرية خلال هذه الحقبة هو مبدأ التعايش بين المختلفين دينيا وطائفيا وقوميا وسياسيا ومصلحيا، ونعتقد أن هذا هو جوهر الليبرالية في منطوقها التاريخي وليس الحرية الفردية بكل مستوياتها فقط ! وإن كان الانفصال بينهما غير وراد لكن للتاريخ أحيانا حكمه الكثيرة والمتنوعة بتنوع هذه البشرية. إن سياق الحرب الباردة أدخل معادلة على المنطقة صعبة وحساسة جدا : إحياء للديني في المستوى السياسي والحقوقي والوجه الآخر هو القبض على المنطقة من أجل مصادر الطاقة. ومن أحيى الديني هو سياقات المشروع الغربي نفسه في أحد تجليات تاريخه ـ الحرب الباردة ـ فلازالت غالبية مؤسسات الإسلام السياسي تعيش وفق الرصيد الذي وضع في حسابها من أجل مكافحة المد اليساري والشيوعي ! لهذا نجد أن أغلب رموز الإرهاب السياسي العنيف هم جاؤوا من الغرب إلى هذه المنطقة ! ألم تأتي رموز الثورة الإيرانية من الغرب. والغرب هنا علاقات ومؤسسات ومصالح متضاربة وألعاب استخبارية أحيانا تبدو مميتة. ما يحدث في عراقنا الآن هو أحد فصول النتيجة السياسية لدعم الإسلام الأصولي على مر أربعة عقود منذ بداية الخمسينيات من القرن العشرين وحتى خروج السوفييت من أفغانستان.

أربعون عاما والغرب يضخ من أجل قيام هذا التيار الإسلاموي في المنطقة العربية لأنها الأهم وهي التي قررت مصير الحرب الباردة لصالح العالم الحر وسقوط السوفييت شكل النقلة التي نعيش حتى هذه اللحظة آثارها. والتي لم تدرس بعد لأن التاريخ يكتبه المنتصر دوما والمنتصر هنا لايريد أن تذكر لعبته في إنتاج الإسلام السياسي ومؤسساته. وببساطة من يعود إلى تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي يجد أنه كان آخر اهتمامات الإسلام السياسي في العالم قبل سقوط السوفييت. وحتى الصراع مع الغرب كان غير موجود أصلا بل تم التعامل معه كحليف لمواجهة الكفر الشيوعي. وإذاكان من مصلحة الغرب نسيان فعلته فإن علينا ألا ننسى ذلك معرفيا كي نستطيع قراءة تاريخنا المعاصر ووضعه في سياق إيجاد الحلول لوقف الدم في هذه المنطقة. هذا الإسلام السياسي العربي يعيش باعتقادي آخر معاركه على أرض العراق وإفغانستان وفلسطين. ومعاركه مع الغرب الذي تخلى عنه تندرج في سياق معرفته أن هذه الساحات هي التي تجعله يرفض الحرية التي تحدثنا عنها ويريد أن يعيش في قوقعة ولاية الفقيه أو الخليفة أو الإمام. وكله وجوه لعملة واحدة لم تعد البشر قادرة على قبولها. وهذا ما عقده هو التحالف الأخير الذي نشأ بين هذا الإسلام السياسي موضوعيا وذاتيا مع النظم التي أصبحت مارقة على التاريخ المعاصر.

وهذه النظم تستخدمه بلا حد أدنى من ضمير ولا خوف على مصير بلدانها. النظام السوري يهدد الغرب بمجتمع سوري متعصب سينتج بديلا متعصبا عنه ! هذه النظم ليست خارج لعبة الدم في العراق ولبنان وأفغانستان وفلسطين..الخ وهذه من وجهة نظرنا إحدى مساخر التاريخ العربي والإيراني. والتي تجد ميدانها في أرض العراق الآن بشكل رئيسي. وبالطبع لابد من ملاحظة الفارق بين الاعتقاد الديني وممارساته وبين نتائج هذه الممارسات على أبناء الوطن الواحد. وحديثنا هذا يجد أيضا مبرره ويفسر جانبا مما يحدث على أرض العراق ومما يمكن أن يحدث على أرض أخرى في المنطقة.


الإسلام السياسي في العراق متحالف مع إيران وسورية والفكر العشائري البعثي الصدامي تحت شعار مقاومة الاحتلال ـ وهل الاحتلال هو المواطن العراقي ؟ في مزيج وقتي فرضته معركة التحرر من هذه الإنساق ومرتكزاتها في هذه المنطقة. وتعالوا لنرى ماهو برنامج هذه القوى على صعيد بناء الدولة العراقية حتى بعد الاحتلال ؟! وللتأكد من ذلك علينا رؤية مايتم تطبيقه في جنوب العراق من قبل التنظيمات الإسلامية هناك أو ما يتم التعامل معه في مناطق الأنبار والعشائر السنية. وفي سياق حديثنا عندما نقول جاؤوا من الغرب لا يعني تهمة أو إدانة ولكنها بالتأكيد مؤشر مهم على أن السياق الأيديولوجي والواقعي يحمل دلالاته الرمزية. ونحن انطلاقا من هذا الأمر أيضا نؤكد بأن بدون الغرب لاحامل وطني حقيقي مهما كان يستطيع إنجاز المهمة الديمقراطية وبناء دولة القانون والمؤسسات بدون هذا الحامل الدولي وهنا الغرب كفضاء بكل دلالاته وما يحتويه وليس دلالة واحدة استند عليها الإسلام السياسي في تنمية ثقافة جهادية فتاكة ضد المختلف !

وهذا ما يحدث في العراق الآن، لأن القتل على الهوية ليس لعبة استخبارية من هذا الطرف أو ذاك ـ وإن كانت موجودة أحيانا ـ لكن الفضاء الذي يؤسس للقتل الطائفي أوجدته ثقافة من لدن سياق دولي وأقليمي حملته سلطاتنا لكي تبثه في المجتمع لكي يتفارق مع ضرورة الحرية وتعايش المختلفين في دولة الحرية والقانون، والحكم يكون البرامج السياسية للقوى وصندوق الاقتراع بالتالي. على الغرب إذن أن يساهم جديا في إنجاح التجربة العراقية قبل أن يسبق السيف العدل وتتحول كل المنطقة إلى صومال واحدة !
وللحديث بقية..



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق 1
- الدور الإيراني 2 هواجس التغيير السلمي الديمقراطي في سورية
- الدور الإيراني 1 هواجس التغيير السلمي الديمقراطي في سورية
- النص القابض على عنق الوطن 2-2
- النص القابض على عنق الوطن (1-2
- اللاعقلانية حضور القول غياب الفعل الخطاب المقاوم نموذجا
- جبهة الخلاص وإعلان دمشق عود على بدء
- المعارضة السورية الحاجة إلى تفعيل مؤسسي
- إشكاليات
- الماركسية واليسار نوستالجيا متأخرة أم تعبير عن إفلاس؟
- القضية الكردية في سوريا تنميات على المواقف
- الطائفية وإرادة السلطة شيء من الفخ العراقي
- لبنان وسورية دولتان لشعب واحد
- فدوة لله شكد يخبل جيفارا
- على المسلمين الاعتذار
- الإسلام السياسي من منظور هجين سوريا نموذجا
- 11سيبتمبر كارثة على أمريكا أم علينا ؟
- مشروع الهيبة في فضاء الخيبة !!تعزية خاصة إلى ميشيل كيلو
- المعارضة السورية بين قمع السلطة وغياب السياسة 3
- المعارضة السورية بين قمع السلطة وغياب السياسة


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - العراق 2