أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كوسلا ابشن - مملكة بورغواطا المنسية















المزيد.....

مملكة بورغواطا المنسية


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 7709 - 2023 / 8 / 20 - 22:11
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الطغيان الإستعماري الأعرابي في بلاد الأمازيغ, من إستبداد و نهب و إستغلال فاحش, و تمييز عنصري, و رغم أن الأمازيغ أغلبيتهم كانوا مسلمون, إلا أنه فرض عليهم الجزية و الخراج و السبي, الذي كان من أولويات الإستعمار الأعرابي. في هذه الأوضاع اللاإنسانية, و الإذلال اليومي, ثار الأمازيغ بقيادة بورغواطا سنة 740م, ضد الوجود الإستعماري, و إمتدت الثورة الى كامل بلاد الأمازيغ (تامازغا). نتيجة الإنتصار الساحق في معركتي سبو و شلف, و تحرير الأمازيغ لبلادهم من الإحتلال (741م), أسس الأمازيغ مجموعة من الدول الأمازيغية المستقلة في بلادهم تامازغا, و بدأ عصر التحرر و الإستقلال السياسي و الإقتصادي, لكن لم تنسلخ الدول الجديدة عن إيديولوجية الإسلام التقليدي العربي, ولم تتخلى عن رسمية اللغة العربية الإستعمارية, إلا الدولة البورغواطية التي حكمها طريف ابن مالك المصمودي في بداية تأسيسها, و بعد وفاته خلفه إبنه صالح. إستمرت دولة بورغواطا أربعة قرون من حكم الملوك البورغواطيين.
بورغواطا هي من قبائل المصامدة, كان موطنهم بتامسنا, يقول فيهم ابن خلدون:" كان كبيرهم لأول المائة الثانية من الهجرة طريف أبو صالح, و كان من قواد ميسرا المطغري, ثم هلك و ولى مكانه إبنه صالح, و كان من أهل العلم و الخير. انتحل دعوة النبوة و شرع لهم الديانة التي كانوا عليها." يضيف ابن خلدون:" قد يغلط بعض الناس في نسب برغواطا هؤلاء, فيعدوهم في قبائل زناتة, و أخرون يقولون في صالح: أنه يهودي من ولد شمعون بن يعقوب, و أنه إشتغل بالسحر. و هو الأغاليط البينة, و ليس القوم من زناتة و يشهد لذلك موطنهم و جوارهم لإخوانهم المصامدة, أما صالح ابن طريف فمعروف, منهم و ليس من غيرهم".
حارب إيديولوجيي العروبة دولة بورغواطا بدون هوادة, لأن دولة بورغواطا تحررت سياسيا و إقتصاديا و ثقافيا و لغويا عن الإستعمار, و دافعت عن هويتها الثقافية و اللغوية و حاربت الغزو الثقافي و اللغوي الإستعماري. كما أن دولة بورغواطا هوجمت من طرف الأرثوذكسيين المحليين, بدعوى الهرطقة الدينية لدعوة صالح ابن طريف.
لترسيخ الاستقلال السياسي و الإقتصادي, قام صالح ابن طريف بثورة دينية لبلورة الإسلام المحلي الأمازيغي, حامل لقيم ثقافية و لغوية محليتين, تفرق الإسلام الأمازيغي عن الإسلام العربي الإستعماري. هكذا ولدت عقيدة إيمانية جديدة بنصها المقدس و لغتها المحلية و نبيها الجديد. أطروحة منفصلة عن الإيديولوجية القدسية الإستعمارية.
أطروحة صالح كانت تتمثل في معارضة لفكرة ثنائية العروبة إسلامي السائدة في الفكر الإستلابي العربي, التي إعتبرها صالح دعوة عربية أجنبية و بلسان عربي أجنبي, لا تتناسب مع الثقافة الأمازيغية. تعاليم صالح كانت قومية, منتسبة الى ثقافة و لغة أمازيغيتين, و مقاومة لسياسية الإستبداد و لسياسة التمييز العنصري في العهد الإستعماري الأموي المتوحش, الذي عامل الشعب الامازيغي معاملة العبيد, و إتخذه مادة للإستغلال و النهب و السبي و الإذلال. صالح حاول الحفاظ على الهوية القومية للشعب الأمازيغي, بترسيخ الثقافة المحلية و إتخاذ اللغة الأمازيغية, لغة رسمية للدولة. و لإستكمال الإستقلال السياسي و الإقتصادي, قام صالح بثورة ثقافية في الحقل الديني و ذلك بالإنفصال عن التعاليم الإيمانية المؤسسة على أساس عرقي إستعماري, و لتوسيع الهوة بين الإيديولوجية الإستعمارية و العقل الأمازيغي, وضع صالح أسس الديانة الجديدة ( الأمازيغ أضعب شعب أمام الإيديولوجية الدينية), و دون كتابه المقدس باللغة الأمازيغية, لكن لسوء التقدير, لم يضع قطيعة كاملة مع التعاليم الإسلامية, بجميع طوائفها, بل حاول مزج أفكار الطوائف الرافضية (الملائمة للثقافة الأمازيغية) بالحسابات الفلكية و التقاليد المحلية, في تشكيل تعاليم الدين الجديد, الإسلام الأمازيغي.
كان ليونس ابن إلياس البورغواطي دور في إستكمال نهجه أسلافه في الحفاظ على قوة الدولة و إستقلالها, و محاربة الغزو الثقافي و اللغوي. و إستمر بالحفاظ على سياسة التمزيغ, بفك الإرتباط الديني و اللغوي بالإستعمار العربي. كانت سياسة يونس, حالة إستثنائية في ثقافة العزة القومية بين كل الدول المجاورة المستمرة في التبعية الثقافية و اللغوية للإستعمار العربي الإسلامي.
التحرر من الإستعمار و الإستقلال السياسي و الإقتصادي و الثقافي و اللغوي ضمن للأمازيغ حرية التصرف في خيراتهم المادية, و حرية التعبير عن إنتاجاتهم الفكرية و الروحية. أكيد أن عامل الإستقلالية لعب دورا في الشعور الهوياتي الحر, المحفز و الضروري لخدمة القضايا المحلية, في أولها بناء إقتصاد قوي, يلبي إحتياجات السوق الداخلي, و تأسيس جيش قوي يدافع عن الدولة, و تأسيس مؤسسات التعليمية المربية للأجيال على التعليم الصحيح و باللغة (الأم) المحلية.
الأكيد أن مملكة بورغواطا بفضل موقعها الإستراتيجي, و خصوبة أراضيها الزراعية ضمنت لها إزدهارا على المستوى الإقتصادي و الإجتماعي و ضمن لها الإستقلال, التطور الثقافي و السياسي, و لولا هذه العوامل لما إستمرت المملكة أربعة قرون, رغم الحروب الدفاعية التي خاضتها خاصة ضد الدولة الصنهاجية, و من بعدها الدولة الموحدية.
التاريخ في كثير من الأحيان و الفترات يكتبه المنتصرون على مزاجهم و لصالح مصالحهم السياسية و الإيديولوجية, و دولة بورغواطا لم تكن الإستثاء, فقد تعرضت معالمها الأثرية و التاريخية للطمس و النسيان و التشويه. و في غياب النصوص التاريخية التي تعود إلى البورغواطيين, و التي هي من المؤكد قد حرقها المسلمون المتزمتون من أتباع الدولة الموحدية أو غيرهم, بهدف محو آثار و تاريخ الدولة البورغواطية التي دامت 4 قرون. و ظل الغباء تام, و من دون إدراك لأفعالهم , قد يدمروا آثار و تاريخ بلدهم و شعبهم.
إن محاولة إخراج فترة الدولة البورغواطية من تاريخ بلاد الأمازيغ, كان مقصودا لأسباب إيديولوجية متزمة, لأنها الدولة الأمازيغية الوحيدة, التي أثارت البعد القومي للشعب الأمازيغي البورغواطي, بعد طرد الإحتلال الأعرابي الإسلامي, و قاد حكام بورغواطا ثورة في المنظومة الدينية الإستعمارية لتنسجم مع الثقافة المحلية, و لهذا فهي حتى هذا العصر, ممنوعة من المناهج الدراسية, كما أسقطت هذه الفترة من السجل التاريخي لبلاد الأمازيغ.
في غياب المصداقية العلمية فالكثير ما كتب عن الفترة التاريخية لمملكة بورغواطا, كان منافي للحقائق التاريخية و العلمية, و ما قيل عنها خاصة من طرف العرب ساده التشويه و الإختلاقات و التزوير.
سيظل تاريخ بورغواطا رمز للعزة القومية الأمازيغية و مشعل للنضال الأمازيغي التحرري.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعتقلين السياسيين إمازيغن و العفو الإستعماري
- رئيس الحكومة المؤقتة لدولة لقبايل في المنفى يدعو الأمم المتح ...
- ستوكهولم سيندروم لدى الزمرة الإرتزاقية
- ذكرى أنوال الخالدة
- المحكمة العرقية و قانون العبودية
- إرفعوا أيديكم عن القبطيات
- حوار الأديان بين الواقع الإفتراضي و الواقع المعاش
- أئمة الجهل و الإستحمار
- الهوية المحلية و هويات الشتات أو الفرعية (اللغوية و الطائفية ...
- الإسلام لن يرهيبنا و التعريب لن يفنينا
- الإستقلال الذاتي هو الخيار الوحيد لمشكل الصحراء المصطنع
- إقرار القصر العلوي برسمية رأس السنة الأمازيغية
- ثقافة التسامح و ثقافة الكراهية
- الربيع الأمازيغي يؤجج النضال التحرري
- الحرب الروسية-الغربية الدائرة في أوكراينا
- التضامن الشعبي و التضامن العرقي و التضامن الأممي
- حرية الدين و المعتقد في الإسلام
- الثورة الجنسية في الشريعة الإسلامية
- إستفحال الإجرام الجنسي في مستوطنة - أمير المؤمنين-
- زاوية اللاعدالة و اللاتنمية تحارب حقوق المرأة


المزيد.....




- طائرة شحن من طراز بوينغ تهبط بدون عجلات أمامية في اسطنبول.. ...
- يساهم في الأمن الغذائي.. لماذا أنشأت السعودية وحدة مختصة للا ...
- الإمارات تعلن وفاة الشيخ هزاع بن سلطان آل نهيان
- داخلية العراق توضح سبب قتل أب لعائلته بالكامل 12 فردا ثم انت ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن بدء عملية في حي الزيتون وسط غزة (فيديو ...
- روبرت كينيدي: دودة طفيلية أكلت جزءا من دماغي
- وفاة شيخ إماراتي من آل نهيان
- انطلاق العرض العسكري.. روسيا تحيي الذكرى الـ79 للنصر على الن ...
- إسرائيل تستهدف أحد الأبنية في ريف دمشق الليلة الماضية
- السلطات السعودية تعلن عقوبة من يضبط دون تصريح للحج


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كوسلا ابشن - مملكة بورغواطا المنسية