أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جريس الهامس - خيانة حزيران 1967 من المهزوم فيها - 13















المزيد.....

خيانة حزيران 1967 من المهزوم فيها - 13


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1722 - 2006 / 11 / 2 - 10:24
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في جميع الحروب التي خاضتها جيوش الأنظمة العربية النظامية منذ 15 أيار 1948 أبعد الشعب المقاوم عن المعركة . ومورست أبشع أساليب التضليل والقمع ضد الشعوب في مختلف الأقطار العربية .. وبعد عقود طويلة من مصادرة الحريات العامة وإعدام الرأي الاّخر وأبسط حقوق الإنسان وتدمير مبرمج لموْسسلت المجتمع المدني وسقوط معظم المعارضات التي قادها حملة الشهادات المعزولون عن الجماهير الكادحة وتكويناتهم المشخصنة واللاديمقراطية واللامبدئية أمام الترهيب والترغيب ... تحولت الشغوب إلى قطعان من البشر مع الأسف تعيش الهزيمة في ذاتها وكيانها وهذا ما أرادت أنظمة الإستبداد وأسيدها بلوغه .. واعتاد سلوك الإنسان العربي وفكره على النقل لاعلى العقل وعلى الفعل وممارسة التحرك الجماهيري بأوامر السلطان وعساكره بعد أن قضى الإرهاب والفمع المزمن على جميع المبادرات الشعبية الحرة الخلاّقة في جميع ميادين البناء .... الأمر الذي وطد سلطة الإستبداد أكثر فأكثر متنقلة بين إنقلاب عسكري واّخر لاغتصاب السلطة – المزرعة – ولم تبلغ تلك المعارضات الكسيحة معارضة المعتزلة مثلاّ وزعيمهم ( أحمد بن أبي دؤاد) ومبدؤهم – لاإمام إلا العقل – ولامعارضة المعري والحلاّج وغيلان الدمشقي ولا ثورية فتيان دمشق وزعيمهم العامل الفقير قسّام الحارثي إبن ( تلفيتا ) ضاحية بلدة صيدنايا الغربية الذين حرّرو ا دمشق من طغيان الفاطميين في القرن الثالث عشر .. ولاحتى معارضة الإمام أبي حنيفة النعمان .. في التاريخ الإسلامي ....معظم هذه المعارضات التعيسة وفي مقدمتها المعارضة السورية ولافتاتها العريضة – تشبه إلى حد كبير جماعة ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) أو الدعوة للهروب إلى العالم ( الاّخر ) في مملكة السماء ....؟؟ أي مهمتها نفد فساد ومثالب النظام الظاهرة للعيان نقد كل موْسسات الدولة ... لكن دون المطالبة بتغييرها والعمل والنضال الجاد لإسقاطها وتغيير الحكم كله , وإعادة السلطة للشعب لبناء دولة القانون الديمقراطية وإعادة الحقوق لأصحابها الشرعيين . ووضع الموْسسة العسكرية الطاغية في مكانها الطبيعي بشتى الوسائل الحاسمة ....إن هذه المعارضة وأشباهها في الوطن العربي تهدف لإصلاح وترقيع وترميم الأنظمة الإستبدادية المهترئة وبالتالي المدّ بعمرها وتكريس بقائها .. وينطبق عليهم قول المناضلة الألمانية ( روزا لوكسمبرغ ) التي اغتالها النازيون في كتابها الشهير ( إصلاح إجتماعي أم ثورة ) : إن هؤلاء الإصلاحيون يشبهون من يتخيل تغيير بحر الرأسمالية والإستبداد المر . بإلقاء زجاجة من ( الليموناضة ) شراب البرتقال فيه .....
من هنا نستطيع معرفة الأسباب الحقيقية لمرور تلك الخيانة وماتبعها من خيانات وكوارث حتى اليوم ليس دون عقاب أو محاكمة وحسب . بل دون خروج تظاهرة شعبية عفوية أو منظمة خارج أوامر النظام الحاكم تدعو لمحاسبة المسؤولين وإسقاطهم بعد كل كارثة .... أو تظالب برفع الجور والظلم واغتصاب لقمة العيش من الطبقات الفقيرة واغتصاب ابتسامات الطفولة من أفاه أطفالهم , كما تفعل الشعوب الأخرى أمامنا .... لم تخرج سوى تظاهرة واحدة في القاهرة تطالب بعودة عبد الناصر عن استقالته . دون المطالبة بحاكمة عادلة للمسوْولين عن الكارثة في مركز القرار وفي مقدمتهم عبد الناصر نفسه الحاكم الفرد ....
أما في سورية فالكارثة أكبر بكثير .... في الضفة الغربية والقدس وفي قطاع غزة وسيناء وصولاّ إلى شرم الشيخ ثم إلى مدن وقرى الضفة الشرقية لقناة السويس التي احتلتها إسرائيل لم يهجّر أهلها المدنيين من قبل الجيشين الأردني والمصري أما في الجولان فقد أخليت مدينة القنيطرة وسائر قرى منطقة الجولان من سكانها المدنيين باستثناء ثلاث قرى - وقد كان الحزبيون ورجال المخابرا ت المدنية والعسكرية أول من هربوا وبثوا الخوف والرعب في نفوس السكان ودفعوهم لترك منازلهم ومتاجرهم ومزارعهم كماهي والهرب إلى دمشق .. ليطلق عليهم اسم ( النازحين ) تلطيفاّ لإسم اللاجئين كما تصور مخترعو هذا الإسم .. ليعيشوا مشردين في المدارس والجوامع والكنائس بدمشق.... هكذا سلم الجولان للعدو الصهيوني خاليا من سكانه بكل مافيه من منازل من أجمل منازل الريف السوري ومن أغناها بكل أثاثها ومحتوياتها ومواشيها ....الخ لقد كان شعبنا على حق عندما قال يومها : لقد باع حافظ الأسد القنيطرة والجولان كله مفروشاّ لإسرائيل ....
بعد أن نهب العدو كل محتويات المتاجر والمنازل وحتى محتويات الجوامع والكنائس بقيت شاحناته أكثر من شهر تنقل غنائم الإحتلال إلى داخل إسرائيل ... بعد ذلك قام بتدميرها بما فيها جوامع وكنائس القنيطرة وكل المدارس والدوائر العسكرية والمدنية بما فيها مستشفى المدينة حتى أضحت القنيطرة مدينة أشباح ....
وفي عام 1974 بعد حرب التحريك و بعد توقيع اتفاقية فصل القوات بين كيسنجر والأسد التي بقيت سرية حتى اليوم رغم نشر مضمونها المخزي في وسائل إعلام عديدة .. أعيدت مدينة القنيطرة المدمرة إلى النظام الأسدي ضمن جيب صغر يضم الطريق المحاط بالقوات الإسرائيلية من الجانبين بين جسر الحميدية حيث تقف القوات الدولية ومدينة القنيطرة المدمرة ... التي جعلها النظام الأسدي وسيلة دعائية رخيصة يزعم أمام زوّار سورية من الأجانب أنه قاتل فيها من بيت إلى بيت ويطلق عليها اسم ( ستالينغراد ) العرب . هكذا بكل صفاقة محتقراّ ذاكرة الناس مزوراّ لأبسط وقائع التاريخ .... كل وقائع الجريمة يعرفها عبد الحليم خدام ويتكتم عليها وعلى كل جرائم حافظ الأسد سيده لأربعة عقود ونيف ... ياله من معارض اّخر زمان المتهافت مع الكثيرين من أمثاله خلف العربة الأمريكية . بعد أن اهترأت حناجرهم من شتم الأمبريالية الأمريكية طيلة أكثر من نصف قرن .. لقد سبق لى فور إعلان خدام انشقاقه عن النظام في العام المنصرم أن طلبت منه إذا كان معارضاّ صادقاّ للنظام الأسدي الذي كان الرأس الثاني فيه .. أن يكشف كل مايعرفه عن خيانة حزيران وقد كان يومها محافظاّ للقنيطرة ويعرف كل نفاصيل الجريمة الكبرى– كما يعرف جميع الصفقات والإتفاقات السرية بين الأسد وإسرائيل وأمريكا ومنها الملحق السري لاتفاقية فصل القوات التي وقعها كيسنجر وحافظ الأسد وبيغن - والإعتذار من الشعبين السوري واللبناني عن جميع جرائم النظام الذي كان خدام في قمته نائباّ للطاغية ... لكن لاحياة لمن تنادي – وبعد الإنقلاب الأسدي في 13-16 ت2 1970 الذي سمي حركة تصحيحية _ انقلب خدام وأمثاله فوراّ 180 درجة مع الديكتاتور متنكراّ جاحداّ لرفاق الأمس .... بل مع بيتان وفيشي سورية الذي سلّم الجولان بعملية خيانية سافرة كما رأينا . ولايستطيع خدام وأمثاله الفيشيين تقمص بطولة ديغول والمقاومة الفرنسية للإحتلال النازي في فرنسا أو الإحتلال الأسدي لسورية لأنه جزء من هذا الإحتلال ....
وفوق ذلك بعد تتويج الأسد رئيساّ وزج القيادة الوطنية ل 23 شباط بالسجن حتى الإستشهاد أو الملاحقة والتشريد في الخارج بأمر من أسياده طبعاّ . قامت الدوائر الأمبريالية والصهيونية والتحريفية وكل المأجورين من العرب والعجم بإضفاء شتى الألقاب والبطولات وصفات السوبرمان أو إنسان حي بن يقظان وعبقريات فلاسفة اليونان على الديكتاتور وتأليهه _ فهو باني سورية الحديثة , الفذ والعبقري , وبطل التحرير , وبطل تشرين , وسورية الأسد , والأسد الغضنفر ....الخ. وكل شيْ في سورية تكنى بالأسد مكتبة ومستشفى وشارع ودار فنون ومعرض ومتحف وغابة ... الخ للأسد ...... كان التاريخ يعيد نفسه كما قال ماركس : مرّة بشكل مأساة ومرة أخرى بشكل ملهاة .... – وهذ الواقع يوْكده إبن خلدون في كلامه عن ملوك الطوائف في الأندلس قبل ستة قرون كأن التاريخ العربي لم يتقدم بوصة فيها مادامت أنظمة الإستبداد السياسي والديني والطائفي والعشائري والطبقى ومازالت طاغية على الكراسي وفي معظم العقول مع الأسف مع استثناءات غير مؤثرة .....؟ وفيما يلي ماقاله العلاّمة إبن خلدون : ( أما ملوك الطوائف بالأندلس فاقتسموا ألقاب الخلافة وتوزعوها لقوّة استبدادهم عليها , بما كانوا من قبيلها وعصبيتها , فتلقبوا با لناصر, والمنصور , والمعتمد , والمظفّر وأمثالها . كما قال إبن أبي شرف ينعي عليهم :
مما يزهدني في أرض أندلس .......... أسماء معتمد فيها ومعتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها ..........كالهر يحكي انتفاخاّ صورة الأسد
- من مقدمة إبن خلدون – الجزء الأول ص 229 – تدقيق المعلم عبدالله البستاني – إصدار مكتبة لبنان )
الخاتمة في الحلقة القادمة مع تحياتي لجميع الأصدقاء المناضلين الذين استمد من اّرائهم وحواراتهم ولوكانت شحيحة في هذا الزمن الرديْ قوتي وعزيمتي وبجانبي زوجتي العزيزة لنكمل المشوار لتحرير بقايا وطن دمره الطاغوت ...من حقنا أن نحلم ونعمل ....؟؟؟ - لاهاي / 1 / 11



#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيانة حزيران 1967 - 12
- سيبقى الحوار المتمدّن .. منارة الحريّة فوق قمّة قاسيون
- خيانة حزيران 1967 . قبض الثمن - 11
- خيانة حزيران 1967 - الإعتكاف وقبض الثمن - 10
- خيانة حزيران 1967 - 9
- خيانة حزيران 1967 - 8
- نداء إلى الوطنيّين الديمقراطييّن العلوييّن في سورية ؟ 3
- نداء إلى الوطنيين الديمقراطيّين العلوييّن في سورية ؟ 2
- نداء إلى الوطنييّن الديمقراطييّن العلوييّن في سورية ..؟ 1 -
- الحجّاج , والديكتاتور الصغير .. والكوانين .. ؟ 2
- الحجّاج . والديكتاتور الصغير والكوانين .. ؟ 1 -
- المتاجرة بالشهداء والأسرى .. وأخذ لبنان رهينة ؟
- هوفو شافيز .. أهلا بك في سورية الشعب لا في قصور الطغاة - 2
- هوفو شافيز .. أهلاّ بك في سورية الشعب لافي قصور الطغاة . -1. ...
- أحلام الطغاة .. وحصاد المعركة
- الرقص على الأشلاء وتزوير التاريخ ...؟
- دعوا صلاح الدين مستقيماّ في ضريحه .ولاتشوهوا ثورات الشعوب ال ...
- تحية وإكبار وانتصار لشعب لبنان العظيم
- صراع الاّلهة ..على أشلاء لبنان الذبيح
- إلى متى يدفع لبنان ضريبة حروب الاّخرين على أرضه .. ؟


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جريس الهامس - خيانة حزيران 1967 من المهزوم فيها - 13