|
ياخوفي..!!
توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 1706 - 2006 / 10 / 17 - 08:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما أن علمت بأنه سيحل على خان يونس ضيفا وخطيبا حتى قلت في نفسي "هنية ابن عمي عندنا ..!! يا مرحبا.. يا مرحبا" وأكملت عني هواجسي "هل جئت تطلب نارا أم جئت تشعل نارا "..؟!!
لقد كنت أعتقد قبل الخطاب التاريخي الطويل للعم أبو العبد في ملعب اليرموك أنه الأكثر اعتدالا وتسامحا وهدوءا ولكني أدركت بعد الخطاب أن قطع صينية "النمورة"واحدة وأن حمائم حماس كصقورها..نفس المواصفات والبرمجة التي تؤكد بوضوح غلبة الانتماء الحركي على ما عداه.
وضعت يدي على قلبي..من خطبة جمعة في خان يونس تكون من معين خطبة اليرموك المتخمة بالتكبيرات الهادرة واللاءات المتشنجة..والعبارات المستفزة!! و التي تلت الأحد الأسود مباشرة..والدم لم يجف بعد..خاصة وأن بلاغة ثلاث ساعات متواصلة لم تلمح إلي أي اعتذار أو أسف على ما جرى أو حتى مواساة شفهية ترطب أفئدة ذوي الضحايا..بينما خان يونس تنزف من اجتياح احتلالي متواصل في "الفراحين" وعلى خلفية انفلات مشبوهة من حرق لإذاعة العمال و"وجهك للحيط" على ذمة عضو المجلس التشريعي علاء ياغي.
كان ولا زال الخوف واقعا والشقة بين الأهل تزداد والحالة لا تحتمل وربما يكون وبلا مبالغة أي تصرف متشنج غير مقصود في ظروف حالكة كهذه بمثابة عود كبريت أعمى يشعل قش الخصومة التقليدية وحطب الأحقاد اليابس ..!!
لم نكن في يوم من الأيام أحوج ما نكون الآن إلى هدنة أو تهدئة داخلية لعشرين يوما كسلفة من هدنة العشرين عاما التي نقترحها على إسرائيل..!! خاصة والكل يسمع عن حشد كل فريق من الفرقاء على الساحة الفلسطينية لسلاح يصلح لحرب الشوارع عوضا عن التقوى ومخافة الله إضافة إلى التهديدات المكشوفة من هذا الزعيم الميداني أو ذاك ب "جعل الدم إلى الركب " و بحرق الجميع ..!! وأتمنى من كل قلبي إن يكون من ضمن ما تم حشده صواريخ مضادة لدبابات الميركفاه والطيران الحربي الإسرائيلي..!! للتصدي للاجتياح المحتمل الذي لا تفرق أمطاره بين حمساوي أو فتحاوي أو طبيخاوي..!!
آن لنا ..بل ويجب علينا أن نستحى ونفيق من صراعاتنا بينما العدو يطأنا كنمل ضائع..ويصطاد مقاومينا بالجملة والمفرق وبحرفية عالية. لقد وصل الأمر بنا ومع احدث تقليعات الانفلات إلى أن يطلب أحدهم أو أكثرمنك فجأة وبمداعبة إلام سكستين إن ترفع يديك ووجهك للحائط وربما تغمى عينيك استعدادا للاختطاف هذا اذا أسعفك الحظ و لم ترسل للاخرة بالبريد العاجل تماما كما كان يفعل أولاد عمنا ، وقبل أن يصحو شيخ الغفر العم سعيد صيام..!!
إن المأزق السياسي والاقتصادي الذي نتقاسمه مع حماس حصارا وتجويعا ليس بالأمر الهين الذي ينتهي بمجرد رفع مشعل أو هنية الراية البيضاء فما يطلب منهما هو أول الفيلم وليس آخره ولعل في ما جرى من قبل مع المرحوم عرفات من تنازلات دليل قاطع وواضح . لنعترف بيننا وبين أنفسنا على الأقل بان حماس ليست على مقاس أمريكا حتى ولو عملت "عجين الفلاحة " وأنا شخصيا لا أعتقد بنزاهة وجدوى الضغط على حماس دوليا وعربيا ومحليا من أجل الاعتراف الإسلامي بإسرائيل رغم أن هذا الاعتراف الإسلامي موجود بالفعل من دول عربية وإسلامية كثيرة،واسرائيل موجودة شاء من شاء وأبى من أبى واللي مش عاجبه يشرب من بحر الخروب..!!
وللحقيقة فان حماس لا تخشى الاعتراف في حد ذاته بقدر ما تخشى منه على تماسك الحركة ومصداقية برنامجها السياسي الحديدي وشعبيتها إن هي أقدمت على خطوة كهذه . ولكنها مطالبة وبعيدا عن المزايدة الفارغة والشعارات الرنانة بالتوقف عن رفع راياتها الخضراء على الأمعاء الجافة..!! والبحث عن حلول إبداعية للخروج من النفق ولن يتم ذلك إلا بالانفتاح أكثر على معاناة الناس المحاصرين في شعب غزة وتفهم واقعي لضرورات حياتهم ومقومات صمودهم ويكفي أن الشهور استطالت بفاقتهم وبؤسهم بدءا من محرم مرورا برمضان وانتهاء بذي القعدة وذي المعدة ..أقصد ذي الحجة..!! إن مشكلة أخوتنا في حماس تكمن كما أعتقد في حدة أدبيات التنظيم التي جعلت الحركة أشبه بكانتون ديني مغلق ينظر بالريبة والشك إلى الآخرين مع رفع شعار "من ليس معنا فهو عدونا" بقسوة تنفيذية ظاهرة وكذلك استسهال اللجوء إلى التخوين والتهميش تماما كما كانت تفعل فتح السلطة التي كانت ولازالت تضم الثوري والمناضل إلى جانب اللص والفاسد في حركة فضفاضة تدير شئون الوطن كبيارة خاصة بمنطق الوجاهة وبوصلة المصلحة..!!
إني أتمنى من دعاة الإصلاح والتغيير الذين لم نر منهم حتى الآن إلا التغيير فقط خاصة وأن الفرصة لاتزال سانحة للاصلاح ألا يصلوا بنا إلى حالة يصح فيها قول الشاعر : "دعوت على عمر فمات فسرني.. فعاشرت زيدا بكيت على عمر"
لقد أصبحنا فعلا ودون مواربة كمن أصابهم الجرب بين العرب بعدما تطوعت الفضائيات بنقل الصور المخزية عن اقتتالاتنا وبلاوينا بحيث بدونا للقريب والبعيد غير أهلين للثقة ومجرد شعب جائع مبتلى بقيادة متعارضة وعاجزة تختصر قضيته وشهداءه وتاريخه في كبونة.. يا للأسف..!!
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حج متأخر.. الى عشتار
-
حد الله..ياوطن..!!
-
أنا والعندليب
-
أنا والعندليب!!
-
أخ..يابلد كبونات..!!
-
والله ..وكبرت ياسطى..!!
-
مؤمر..!!
-
مرونجية..!!
-
نعم..أنا بأكره امريكا
-
هل هي استراحة المحارب..؟!!
-
يا كتاب المارينز اتحدوا..!!
-
لست بحاجة الى الرد..!!
-
بنحبك يالبنان
-
نحو شرخ أوسخ جديد..!!
-
قانا..فتاوى..براءة
-
يوميات على جدار يوليو..!!
-
من الآخر..!!
-
جبرتي 2006
-
أخضر..أبيض..أسود..أحمر..
-
يحيا العراق..!!
المزيد.....
-
تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو
...
-
ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر
...
-
أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
-
استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
-
عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
-
اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
-
-غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب
...
-
باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
-
صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا
...
-
هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر
...
المزيد.....
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
-
شئ ما عن ألأخلاق
/ علي عبد الواحد محمد
-
تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|