أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين التميمي - !! ولاية .. مشّيها














المزيد.....

!! ولاية .. مشّيها


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 1701 - 2006 / 10 / 12 - 09:58
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل أكثر من عامين اطلعت على معلومات (خطيرة .. وقتها) تخص عضو من اعضاء المجالس البلدية في مدينة من مدننا العراقية ، الرجل أدين وقتها من قبل باقي اعضاء المجلس وبالجرم المشهود كونه تقاضى مبلغا من المال كرشوة لتمشية معاملة تخص احد المقاولين ، وربما لسوء حظ هذا الرجل (العضو في المجلس البلدي ) ان المقاول الذي سلمه المبلغ قد شكاه الى المجلس البلدي وتم ضبط النقود معه ، وبعد مسائلة هذا العضو عن جريمته اعترف ببساطة بتقاضيه الرشوة ، ولم يكتف وقتها بهذا بل اعترف بأنه تقاضى رشا اخرى . وقد أيقنت وقتها بأن هذا الرجل الفاسد ستحال أوراقه الى القضاء ، وسيلقى الجزاء العادل الذي يستحقه ، لكن فوجئت به وهو يسير في الشارع بعد بضعة أيام من هذه الفضيحة ، وكان رأسه مرفوعا الى الأعلى ومثله كان أنفه الذي استفزني كثيرا ، وكانت بي رغبة كبيرة ان الكمه على هذا الأنف العفن ، وأن اذكره بمصيره المحتوم وراء القضبان حين يتم استدعائه للمثول امام القضاء لكن فوجئت بعد ذلك بأن القضاء كان ينام نوما هانئا في العسل ، ومثله كان موقف المجلس البلدي حيث اكتفى بالطلب من هذا العضو ان يتفضل ويقدم ورقة (عريضة) لاعفاءه من عمله !!
اذا بهذه الطريقة حسم الأمر ؟ ولم يطالب هذا الفاسد حتى باعادة مبالغ الرشوة التي تقاضاها ، وحين سألت واستفسرت عن السر اكتشفت بأن رئيس المجلس كان من عتاة المرتشين الفاسدين مثله مثل الكثير من أعضاء المجلس ولم يكن تذمر هؤلاء من هذا العضو المرتشي لأنه تقاضى الرشوة انما لأنه لم يكن ممن يتقنون الارتشاء بذكاء وبسرية تامة !!
وليتخيل القارئ بأن تلك المجالس البلدية قد انتخبت بوصفها (عين) المواطن على مصالحه العامة ، من شوارع ومدارس وماء وكهرباء وكل ماله علاقة مباشرة بحاجات هذا المواطن ، فاذا ما تساهلت هذه العين مع مثل هذه التفاصيل فما هو الحال الذي ستكون عليه الخدمات المقدمة اليه !!
ومثل هذا العضو هناك الكثير من الفاسدين من رجال الأمن (من الشرطة والجيش) بل هم أشد خطورة ممن تحدثنا عنهم اعلاه . فعضو المجلس البلدي او غيره يتقاضى مبلغا من المال ليساهم في تخريب شارع او أي مرفق حيوي اخر ، لكن رجل الأمن (الفاسد) وقد أقسم على كتاب الله ان يصون شرف المهنة ، يسهم بقتل الانسان بدلا من حمايته !! فهو مثلا يطلق سراح المجرمين لقاء مبلغ من المال وهو مثلا يوصل معلومة الى هذه الجهة او تلك تسهم في قتل زملائه او قتل بعض المواطنين ، لكن الغريب في الأمر ان الكثير من هذه الجرائم المشابهة قد حدثت ولم يتم الاقتصاص من هؤلاء الفاسدين ، وفيهم من تسنم مناصب قيادية كبيرة ، وكان الحل الأمثل دائما هو اقالة هذا المسؤول ، واحيانا تتم ترقيته ونقله الى بغداد ، ولنقل على سبيل المثال (وزراة الداخلية) !!
و حين يطلع المواطن البسيط على مثل هذه المعلومات يشعر باليأس ، ويفكر بأن الحالة تشبه محاولة ملئ (قربة) مفتوحة من الجانبين .
مما تقدم نتساءل ، او( وبطموح اكبر) نساءل ونطالب كل مسؤول كبير أن يأخذ قسطا من الراحة وهو مغمض العينين كي يتأمل في حقيقة ما يحدث ، وان يضع صورة لأي مواطن من عامة الشعب ، وأن يحاول اجراء مقارنة بين الصورتين ، وأن يبحث عن معادل موضوعي يجبر الطرف الثاني على تقبل الطرف الأول والتعايش معه بمثل هذه الشروط المجحفة ؟ فالطرف الأول وأعني به السلطة وكل من لف لفها يتنعمون بكل المميزات والمكاسب والفوائد التي لا عد لها ولا حصر بينما الطرف الثاني (المواطن) يدفع كل يوم ضريبة باهظة حيث يسيل دمه كل يوم ويفقد الكثير من أقربائه واحبائه ويفقد أيضا وباستمرار شعوره بأهمية وجوده ، ليكتشف في النهاية ان تضحياته هذه تذهب هباء وأن المستفيد منها هم أناس تكرشوا في مساحة خضراء ، ولا يشغلهم أمر النظر من خلف الاسوار العالية الى ما يحيط بهم !



#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطباء من زمن الفوضى
- محرر يسطو على اعمدتي !!
- !! البشاعة المسلية
- أكياس الدم وأكياس الاسمنت
- لا توقفوا الحملة .. لا توقفوا النشيد رجاءً
- قتلوك ياعدنان وما دروا أي انسان قتلوا
- قابيل وهابيل
- قعد البرلمان .. قام البرلمان !!
- الوردة والعصفور قصة +علامة تعجب
- يا اهل العراق .. اولادكم يلعبون الكرة فتعلموا منهم رجاء
- القلم والمخرز
- رؤوس عراقية في صناديق الفاكهة
- اذا ضحك الحمقى من مشاهد موت ابناء شعبنا ، فقل انهم حمقى لاأك ...
- .. بين الايثار والاستئثار
- وماذا عن حقوق الناس؟
- !! مناصب تشريفية .. مناصب تشريبية
- لماذا لا يقرع ناقوس الخطر !!
- !! لزوم الشيء .. الشيء ولزومه
- بائع اللبن يطرد المحتل
- مايكرو ارهابي


المزيد.....




- تحميل ومشاهدة فيلم السرب 2024 لـ أحمد السقا كامل على موقع اي ...
- حصريا حـ 33 .. مسلسل المتوحش الحلقة 33 Yabani مترجمة للعربية ...
- شاهد حـ 69 كامله مترجمة .. مسلسل طائر الرفراف الحلقة 69 بجود ...
- التمثيل الدبلوماسي العربي في فلسطين... أهلا وسهلا بالكويت
- معرض الدوحة الدولي للكتاب.. أجنحة ومخطوطات تحتفي بثقافات عُم ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- -نغم يمني في الدوحة-.. 12 مقطوعة تراثية بأسلوب أوركسترالي
- من حارات جدة إلى قمم الأعمال.. رحلة محمد يوسف ناغي في -شاي ب ...
- أم كلثوم بتقنية الهولوغرام في مهرجان موازين بمشاركة نجوم الغ ...
- انطلاق احتفالية شوشا عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2024


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين التميمي - !! ولاية .. مشّيها