أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين التميمي - وماذا عن حقوق الناس؟














المزيد.....

وماذا عن حقوق الناس؟


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 1564 - 2006 / 5 / 28 - 10:37
المحور: كتابات ساخرة
    


حضرت مرة قبل اكثر من عامين ضمن من حضر للترشيح أو الانتخاب في المجلس البلدي لمحافظة(.....) ، ولم يكن أحد من الحاضرين قد رشح نفسه بعد للمجلس ، وقتها قام أحد الحاضرين بالاعتراض على الصيغة التي اتبعت في الانتخاب لأنها وحسب رأيه لم تستوف شروط الديمقراطية كونها لم تعتمد على تمثيل شعبي شامل ، بل اعتمدت على طريقة الترشيح عن طريق ملء استمارة انتخابية تعطي الحق لصاحبها في الترشيح أو الانتخاب ، وقد أجابه وقتها أحد أعضاء المجلس بـ : نحن لا نستطيع أن نوفر غطاء أمنياً لكافة أبناء المحافظة ، لذا ارتأينا أن يكون الترشيح عن طريق هذه الاستمارات التي تضمن حداً معقولاً من الديمقراطية ، ويومها أجاب هذا الذي أسميناه بـ (أحد) الحاضرين بالتعليق التالي : أستاذ نحن نفهم أن هناك وضعاً أمنياً متدهوراً وأن الكثير من المخاطر تتهددنا في هذه اللحظة وفي كل وقت ، ولكن إذا استمررنا بالخوف وبالصمت فمن الذي سيعمر هذا البلد ومن الذي سيعيد لـه عافيته؟.
يومها استقر في ضميري أن أرشح هذا الرجل إن هو تقدم بترشيح نفسه لمنصب عضوية المجلس البلدي ، وفعلا صدقت توقعاتي ، ورشح الرجل نفسه للمجلس وأعطيته صوتي! وأعطاه الكثيرون أصواتهم (حتى أولئك الذين لم يحضروا المأدبة التي أقامها يوم الانتخابات ، أو الذين لم يدفع عنهم ثمن السيارات التي أقلتهم إلى المركز الانتخابي ) وفاز الرجل الجريء أخيرا في الانتخابات ، ونمنا في تلك الليلة نوما هانئا لأننا ظفرنا أخيرا بمن سيمثلنا ، ووعدت أطفالي خيرا وقلت لهم لن تضطروا بعد الآن إلى الانزلاق في حفرة من حفر الشوارع القريبة منا والمملوءة بالأوساخ وبالمياه ، ولن تشربوا بعد الآن الماء القذر وربما ولمدى أبعد لن تنقطع الكهرباء ولن تكون هناك أزمة في الوقود وربما ستنعمون بعودة مصروفكم اليومي لأني سأقترح على مرشحي أن يعيدني إلى الوظيفة التي فصلت منها في زمن الطاغية! كنت أعد أطفالي بالكثير من الإنجازات، والأيام تمر والأطفال يسألونني عما وعدت ، فأوبخهم على قلة صبرهم ونزقهم الطفولي، حتى مرت الأيام تلو الأيام وأنا وصغاري ننتظر وإذا بي أرى مرشحي الهمام وهو يخب أمامي بخطوات متباعدة ومعه رجل آخر، حاولت اللحاق بهما كي أستوضحه عن سر تأخره في تنفيذ الوعود ، لكن المفارقة أني سمعت مرشحي الجميل وهو يحث الرجل الآخر على الصمت والتحلي بالصبر! فكرت أن هذا الرجل المعني بالنصيحة ربما يكون صديقا لمرشحي الفذ وأنه يواجه أمرا خاصا ينبغي معالجته بحكمة وبتأن ، لذا قلت في نفسي سأسير خلفهما بهدوء دون أن اشعرهما بوجودي لأن في الاستماع إلى أحاديث مرشحي ذي العقل النير إغراء لا يقاوم ، لكن المفارقة أني اكتشفت وبعد أن قطعت خلفهما خطوات قليلة أن مرشحي الهمام كان يتحدث مع عضو آخر من أعضاء المجلس البلدي ، وهو بدلا من أن يوجه زميله في الاتجاه الصحيح كان يحثه كي يصمت على ما يراه من فضائح ومصائب! ولم يكتف بهذا بل راح ينصحه بعدم مواجهة فلان الفلاني لأنه يمثل الحزب الفلاني! وعدم مواجهة مدير المديرية الفلانية لأنه ينتمي إلى الجهة الفلانية أو العشيرة العلانية أو العمامة اللاأدريية ، يومها لم يأكل صغاري الطعام الذي أعدته لهم أمهم قبل أن يناموا ، ويومها سألتني زوجتي إن كان صدام قد عاد إلى السلطة حتى يبدوا عليّ الهم بهذه الطريقة ؟ فأجبتها : لا ولكن يبدو أن أشباهه عادوا.
والسؤال الآن هو ، ترى ما حاجة أمثال هؤلاء إلى الترشيح إلى مناصب هم ليسوا أهلاً لها ، ولي في هذا المجال أمثلة عدة على أناس قاتلوا في سبيل الوصول إلى مناصب رفيعة المستوى ، فإذا بهم وبعد أن وصلوا إلى ما يريدون توقفوا مكتفين بالانزواء خلف مكاتبهم (وليذهب الشعب أو الناخبون إلى الجحيم) حتى أن بعضهم صار يمارس أكاذيب السلطة السابقة ذاتها فتراه في مكان ما يعد الناس بأشياء وأشياء ، حتى إذا ما التقى بمن هو أرفع منه في المسؤولية! فهو بدل أن يستغل الفرصة ويوصل أصوات الناس المعذبين المظلومين تراه يمتدح ذلك المسؤول ويؤكد لـه أن الحال (عال العال) وإن المواطنين يدعون لـه بطول العمر و العافية وو..إلى آخره ، بذات الطريقة الصدامية المتبعة من قبل عتاة النظام السابق متناسيا وعوده التي بذلها قبل قليل ، لمن حملوه أمانة إيصال أصواتهم.
لذا أتمنى أن يمتد بي العمر حتى أرى في يوم ما مسؤولا ما ، يتنحى عن منصبه حال شعوره بوجود ضعف أو خمول في همته أو لياقته التي كان يمتلكها قبل فوزه بالانتخابات وقتها سأغمض عيني وأنا قرير العين مرتاح البال.



#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !! مناصب تشريفية .. مناصب تشريبية
- لماذا لا يقرع ناقوس الخطر !!
- !! لزوم الشيء .. الشيء ولزومه
- بائع اللبن يطرد المحتل
- مايكرو ارهابي
- من المسؤول .. من البريء ؟
- تخريب غير منظور
- متى يطرق الوزير بابي ؟
- لماذا لا يزعل الشعب قليلا ؟
- ثلاثة قتلى - قصة قصيرة
- شيء من نار ..نص وقراءة
- لجان مشبوهة
- انفلونزا الفساد الاداري
- في التربية والتعليم
- يوم كأنه العراق .. يوم هو العراق
- مؤيد نعمة.. فنان الشعب .. لن نقول وداعا
- قطعة لحم ... بشرية
- لجان مشبوهة هدفها إدامة الفساد الإداري
- هل يعنيهم الدستور .. حقا !!
- أبو المعالي .. رجل قلّ نظيره


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين التميمي - وماذا عن حقوق الناس؟