أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين التميمي - انفلونزا الفساد الاداري














المزيد.....

انفلونزا الفساد الاداري


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 1464 - 2006 / 2 / 17 - 09:26
المحور: كتابات ساخرة
    


هاهي المدن العراقية تتصدى لمرض انفلونزا الطيور واحدة بعد الأخرى وبكافة السبل والوسائل خوفا من تفشي هذا المرض المخيف ، والآن لا نتصفح أي جريدة ، أو نشاهد أي قناة تلفزيونية ، دون أن نشعر بالخوف والقلق لكثرة اهتمام وسائل الاعلام بنقل اخبار هذا الوباء وكيفية التصدي له ، فوسائل الاعلام هذه تستعرض بفخر ودم بارد.. المجازر التي اقيمت في اكثر من مدينة بحق الاف مؤلفة من الطيور الداجنة . ولاتكتفي بذلك بل تؤكد بأن هذه الطيور قد احرقت وتم دفنها على عمق متر تحت سطح الأرض ، مما يعكس مدى خطورة هذا الفايروس ، وامكانية انتشاره بسرعة انتشار النار في الهشيم . ويعكس أيضا مدى قسوة الخيار البشري أمام هذا الخطر الداهم . ولا نحاول هنا ان نجرم الدولة واجهزتها الاعلامية والطبية لأنها تقوم بمثل هذه المجازر فالوضع في غاية الخطورة كما اسلفنا ويستوجب شروط وقاية مسبقة .
لكن مهلا .. فنحن لدينا فايروس أشد خطرا وفتكا وهو يمتد الى بضع عقود مضت فضلا عن سنوات احتلال (ثلاث) رفعت الغطاء عن هذا الفايروس وجعلته اكثر قدرة على الانتشار والتفشي في اجسادنا ، وما من أحد يتخذ ضده أي اجراء وقائي أو علاجي حقيقي ، باستثناء لجنة خجولة تفتقر حتى لشجاعة كشجاعة وزير الصحة الذي صرح بأن اغلب الاستحضارات والعقاقير التي اعلن عنها في موضوع انفلونزا الطيور هي محض اكاذيب اعدت للاستهلاك الاعلامي !!
اذكر قبل مدة ليس بالقليلة انني شاهدت فلما لعادل امام يدعى (طيور الظلام) ولم يكن في الفلم أي أثر حقيقي لوجود طائر من تلك الطيور (ولا حتى غراب) لكن الفلم من بدايته الى نهايته يتحدث عن مجموعة من الانتهازيين الفاسدين الذين يغتصبون احلام الفقراء والمعدمين ويرددون شعارات حزبية ودينية من اجل الوصول الى السلطة وجني كافة انواع المكاسب ، وهم لا يتوانون - حين تتضارب مصالحهم - عن ان ينشبو انيابهم في اجساد بعضهم بعضا ، ولعل من اكثر المشاهد اثارة وأهمية هي تلك المشاهد التي يلتقي فيها اولئك الغرماء فيعروا بعضهم بعضا ويتعرون هم أيضا (مجازا) دون شعور بخجل أو حياء .
ولعل القارئ اللبيب قد فهم ما أعني ، ولكن ساواصل من أجل من لم تصلهم الفكرة بعد(والمفارقة أن اغلب الذين لم يفهموا بعد هم من المعنيين بمقالي هذا) لذا يمكن القول بأنني قد تذكرت هذا الفلم وأنا اطالع وانظر الى وسائل الاعلام وهي تنقل اخبار مرض انفلونزا الطيور ، فعلى الرغم من ان هذا المرض لم يكن متداولا – اعلاميا – في زمن عرض هذا الفلم إلا أنه اشار بما لايقبل الشك الى وجود علاقة بين الطيور (طيور الظلام) ومرض خطير يدعى الفساد (اداريا وماليا واخلاقيا) فطيور الظلام هي غالبا خفافيش الكهوف التي تعتاش من امتصاص دماء ضحاياها ، والفاسدون بكل انواعهم يعتاشون من امتصاص دماء المواطنين وهم لا يكتفون بذلك بل تصيبهم الشراهة فيمتصون ثروات البلد دون حسيب أو رقيب ماداموا قد تسنموا مناصب عليا ، وصارو هم الحسيب والرقيب بينما لا رقيب عليهم سوى لجنة تدعى لجنة النزاهة وهذه أمرها سهل فكلما ظهر مسؤول (شريف) فيها يتم اغتياله ولصق التهمة بـ (قفا) الارهاب ، هذا القفا الذي اتسع للكثير من المسميات . ولو أجرينا مقارنة بسيطة بين مرض انفولنزا الطيور وانفلونزا الفساد الاداري بكل انواعه من ناحية الخطورة ، لاكتشفنا ببساطة ان مرض الطيور لم يحصد الى الآن أكثر من بضع عشرات بينما مرض الفساد قد حصد المئات بحجة الارهاب وهو يقوم أيضا بتخريب البنى التحتية للوطن عن طريق التخريب النفسي للبشر ، لذا نحن بحاجة ماسة الى ان نفكر جديا بالتعامل مع الفساد الاداري بوصفه وباء وداء خطير جدا ، ويجب القضاء عليه باسرع وقت ممكن لأن آثاره المدمرة لم تخضع الى الآن لأي درس أو استقصاء او تحليل ، كما لم تتخذ ضده تدابير وقائية بنسبة 1% قياس الى التدابير التي اتخذت ضد مرض انفلونزا الطيور !!



#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في التربية والتعليم
- يوم كأنه العراق .. يوم هو العراق
- مؤيد نعمة.. فنان الشعب .. لن نقول وداعا
- قطعة لحم ... بشرية
- لجان مشبوهة هدفها إدامة الفساد الإداري
- هل يعنيهم الدستور .. حقا !!
- أبو المعالي .. رجل قلّ نظيره
- أرض عراقية صالحة ل .. .زراعة أحلامنا
- الأحلام المزاحة
- فصام
- عراق من ؟ أو أبوة الدكتاتور القسرية وتأثيراتها في حاضرنا
- مفسدو الحلم الجديد
- أيها الجعفري ضع الخطة الأمنية جانبا
- شهداء تحت الطلب


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين التميمي - انفلونزا الفساد الاداري